أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    ارتفاع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 26 أبريل 2024    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    تبدأ اليوم.. تعرف على المواعيد الصيفية لغلق وفتح المحال والمولات    «تنمية الثروة الحيوانية»: إجراءات الدولة خفضت أسعار الأعلاف بنسبة تخطت 50%    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    الدفاع المدني في غزة: الاحتلال دفن جرحى أحياء في المقابر الجماعية في مستشفى ناصر بخان يونس    "الأهلي ضد مازيمبي ودوريات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    خالد جادالله: الأهلي سيتخطى عقبة مازيمبي واستبعاد طاهر منطقي.. وكريستو هو المسؤول عن استبعاده الدائم    الشروق تكشف قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    طارق السيد: ملف خالد بوطيب «كارثة داخل الزمالك»    حدثت في فيلم المراكبي، شكوى إنبي بالتتويج بدوري 2003 تفجر قضية كبرى في شهادة ميلاد لاعب    بعد 15 عاما و4 مشاركات في كأس العالم.. موسليرا يعتزل دوليا    رائعة فودين ورأسية دي بروين.. مانشستر سيتي يسحق برايتون ويكثف الضغط على أرسنال    ملف يلا كورة.. تأهل يد الزمالك ووداع الأهلي.. قائمة الأحمر أمام مازيمبي.. وعقوبة رمضان صبحي    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    عاجل - الأرصاد تحذر من ظاهرة خطيرة تضرب البلاد.. سقوط أمطار تصل ل السيول في هذا الموعد    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    «كتل هوائية أوروبية تضرب البلاد».. «الأرصاد» تكشف مفاجأة في طقس الغد    استعد للتوقيت الصيفي.. طريقة تعديل الوقت في أجهزة الأندرويد والآيفون    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    ليلى أحمد زاهر: مسلسل أعلى نسبة مشاهدة نقطة تحوّل في بداية مشواري.. وتلقيت رسائل تهديد    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    مخرج «السرب»: «أحمد السقا قعد مع ضباط علشان يتعلم مسكة السلاح»    بدرية طلبة عن سعادتها بزواج ابنتها: «قلبي بيحصله حاجات غريبه من الفرحة»    عروض فنية وموسيقى عربية في احتفالية قصور الثقافة بعيد تحرير سيناء (صور)    حفل افتتاح الإسكندرية للفيلم القصير يحتفي بالدورة العاشرة للفيلم القصير    نادية الجندي وفيفي عبده وسوسن بدر ضمن حضور حفل ذكرى تحرير سيناء    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    غدًا.. قطع المياه عن نجع حمادي لمدة 12 ساعة    وزير الصناعة الإيطالي: نرحب بتقديم خبراتنا لمصر في تطوير الشركات المتوسطة والصغيرة    الأغذية العالمي: هناك حاجة لزيادة حجم المساعدات بغزة    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    سفير تركيا بالقاهرة يهنئ مصر بذكرى تحرير سيناء    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    «القاهرة الإخبارية»: دخول 38 مصابا من غزة إلى معبر رفح لتلقي العلاج    رغم ضغوط الاتحاد الأوروبي.. اليونان لن ترسل أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    هل تحتسب صلاة الجماعة لمن أدرك التشهد الأخير؟ اعرف آراء الفقهاء    الرئيس السيسي: خضنا حربا شرسة ضد الإرهاب وكفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة    التجهيزات النهائية لتشغيل 5 محطات جديدة في الخط الثالث للمترو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فضيحة نيكسون تطارد ترامب
نشر في الموجز يوم 17 - 09 - 2018

المؤلف هو صاحب " ووتر جيت " وجمع شهادات موظفى البيت الأبيض والمحادثات الخاصة لوزراء أمريكا
فصل كامل عن محاولة اغتيال بشار الاسد .. وتسريبات خاصة عن نميمة الوزراء
حاشية البيت الأبيض تسخر منه وتعتبره "أحمق" لا يحب أمريكا
مع أن كتاب "الخوف.. ترامب في البيت الأبيض" لم يتم طرحه، ولن يكون متاحا في المكتبات إلا يوم 11 سبتمبر، إلا أنه تصدر مبيعات موقع أمازون، الذي طرحه ب 28.70 دولار، وتأتي أهمية هذا الكتاب من أن مؤلفه هو الصحفي الأمريكي المخضرم بوب وودورد، مفجر فضيحة "ووتر جيت"، الذي فاز تقريباً بكل الجوائزة الصحفية الأمريكية خلال مسيرته، وشارك في تأليف 18 كتابًا تصدرت كلها قوائم "الأكثر مبيعًا".
وصفت مجلة "ويكلي ستاندارد" وودوارد بأنه "أفضل مراسل في جيله، وربما الأفضل على الإطلاق"، كما وصفه ألبرت هانت في جريدة "وول ستريت جورنال" بأنه "الصحفي الأكثر شهرة في عصرنا"، وعنه قال بوب شيفر في شبكة "سي بي إس نيوز": أثبت وودوارد نفسه كأفضل مراسل في عصرنا، قد يكون أفضل مراسل في كل العصور. كما وصف جين روبرتس المحرر الإداري السابق لصحيفة "نيويورك تايمز"، تغطية وودوارد-بيرنشتاين لفضيحة ووترجيت، بأنها "أكبر جهد من حيث تقديم التقارير في كل العصور". وبالإضافة إلى ذلك كله تم تصنيف كتابه "كل رجال الرئيس"، ضمن قائمة أفضل 100 كتاب، وقالت عنه مجلة التايم: "ربما يكون أكثر الصحفيين تأثيرا في التاريخ".
تألق وودوارد دفع روبرت جيتس المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووزير الدفاع، أن يقول في عام 2014 إنه تمنى لو أنه جند وودوارد في الوكالة لأن "لديه قدرة استثنائية للحصول على معلومات من الأشخاص وقدرته على جعل الناس يتحدثون عن أشياء لا ينبغي أن يتحدثوا عنها (استثنائية) وقد تكون فريدة من نوعها". وبالتالي لم يتأخر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كثيرا في الرد على الصحفي الأمريكي بوب وودرود، الذي قال في كتابه الذي سيصدر قريبا، أن ترامب طلب من وزير الدفاع جميس ماتيس، اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد عام 2017. وغرد ترامب، على "تويتر": "إن ما ذكره وودورد في كتابه (الخوف) سبق أن تم نفيه من قبل وزير الدفاع ماتيس، ورئيس هيئة الأركان الجنرال جون كيلي، ووصف الرئيس الأمريكي كل ما جاء في الكتاب بأنه مجرد احتيال وخداع لعامة الشعب"، متسائلا عن سر توقيت نشر الكتاب.
رغم أن كتاب وودورد ليس الأول في انتقاد رئاسة ترامب، فإن لشهادة هذا الكاتب صدى مختلفاً لدوره الرئيسي في كشف فضيحة "ووترجيت" التي دفعت الرئيس ريتشارد نيكسون إلى الاستقالة عام 1974. واقترح الرئيس ترامب، في هذا الصدد، بأن يعدّل الكونجرس القوانين المتعلقة بالتشهير. وكتب ترامب في تغريدة على "تويتر" "أليس معيباً أن يكتب أحدهم مقالة أو كتاباً يختلق فيه القصص بشكل كامل ويكوّن صورة عن شخصٍ هي تماماً النقيض للحقيقة، ثم ينفذ بفعلته دون قصاص أو ثمن يدفعه". وأضاف "لا أعلم لماذا لا يغيّر سياسيو واشنطن قوانين التشهير؟".
كما شكك الرئيس الأمريكي في مصداقية وودورد، واتهمه بأنه يعمل لصالح الحزب الديمقراطي. ونشر ردود كبار المسؤولين في إدارته على حسابه في "تويتر"، موجهاً الشكر لهم لتفنيد ما صدر في الكتاب على لسانهم. وشكر وزير الدفاع جيمس ماتيس، الذي وصف كتاب وودورد بأنه منتج لشخص يملك الكثير من الخيال. ونشر أيضاً البيان الذي أصدره كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي، الذي وصف الكتاب بالخيالي.
بدورها، اعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أن الكتاب مليء بالقصص الملفقة. وقالت في بيان أصدره البيت الأبيض مساء الثلاثاء، إن الكتاب ليس أكثر من قصص ملفقة، والكثير من القصص الواردة به جاءت من موظفين سابقين حاقدين على طرد ترامب لهم. وأضاف بيان البيت الأبيض، أن الكتاب غرضه إظهار الرئيس بمظهر سيئ، لافتاً إلى أن ترامب اخترق العملية البيروقراطية لتحقيق نجاحات غير مسبوقة للشعب الأمريكي، واعتبر أنه فيما يكون غير تقليدي أحياناً، إلا أنه يحقق نتائج دائماً. وألقى البيت الأبيض باللوم على الديمقراطيين و"حلفائهم" في وسائل الإعلام.
وفنّد الجنرال كيلي ادعاء أنه وصف الرئيس ترامب ب"الأحمق" في مايو، وقال إنه يقضي الكثير من الوقت مع الرئيس، وإن علاقتهما "صريحة وقوية". وأضاف كيلي "أنا ملتزم للرئيس وجدول أعماله وبلدنا، وهذه محاولة أخرى مثيرة للشفقة لتشويه سمعة المقربين من الرئيس ترامب وتشتيت الانتباه عن نجاحات الإدارة الكثيرة". ومن جانبه، قال الجنرال جيمس ماتيس وزير الدفاع في بيان، إنه لم يتلفظ بالكلمات التي أوردها الكتاب على لسانه ضد الرئيس ترامب. وذكر "في حين أن انتهاج سياسات مسؤولة (...) هو أمر فوضوي بطبيعته، إلا أنه من الضروري أيضاً أن نتحدى كل افتراض للتوصل إلى الخيار الأفضل. أعتنق مثل هذا النقاش والمنافسة المفتوحة للأفكار. في غضون ما يزيد على العام بقليل، أسفرت هذه المناقشات والمداولات عن نتائج مهمة، بما في ذلك الإبادة شبه الكاملة ل(داعش)، ومشاركة غير مسبوقة لأعباء حلفائنا في حلف الناتو، وإعادة رفات جنود أمريكيين من كوريا الشمالية، وتحسين استعداد قواتنا المسلحة. لقد حظيت سياساتنا الدفاعية بدعم كبير من الحزبين في الكونجرس". وشدد ماتيس، أن ما ذكره وودورد من "ازدراء" للرئيس ترامب من محض خياله.
الكتاب، الذي سيصدر في 11 سبتمبر المقبل، رسم فيه وودورد صورة قاتمة عن يوميات موظفي البيت الأبيض. واستند كتاب "خوف"، المكون من 448 صفحة، إلى مقابلات طويلة مع مسؤولين في الإدارة ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى. وأوضح وودورد، أن كتابه قائم على مقابلات امتدت لمئات الساعات مع مشاركين وشهود رئيسيين على اطّلاع مباشر بما يحصل في البيت الأبيض، وتم إجراؤها على "خلفية عميقة"؛ مما يعني أنه يمكن استخدام المعلومات، لكنه لن يكشف عن مصدرها. كما تعتمد روايته على أوراق اجتماعات، ومذكرات شخصية، ووثائق حكومية، كما نقلت الصحيفة الأمريكية. وقد سعى وودورد، لإجراء مقابلة مع ترامب عبر الكثير من الوسطاء، لكن دون جدوى، حسبما ذكر. واتّصل الرئيس بوودورد في بداية شهر أغسطس بعد الانتهاء من الكتاب ليقول له، إنه كان يريد المشاركة. لكن ترامب انتقد الكتاب، ووصفه ب"السيئ"، وذلك بحسب تسجيل صوتي للمحادثة، وأجاب وودورد عليه قائلاً، إن عمله (أي كتابه) سوف يكون "قاسياً"، لكنه مليء بالحقائق، ومعتمد على ما حصل عليه من أخبار ومعلومات.
في الكتاب تحدّث وودورد عن "صدمة" فريق الأمن القومي لترامب بسبب "افتقار الرئيس إلى الفضول والمعرفة فيما يتعلق بالشؤون العالمية، وازدرائه وجهات النظر السائدة الخاصة بقادة الجيش والمخابرات". وقال وودورد، إن ترامب تجاهل خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي بتاريخ 19 يناير أهمية التواجد العسكري الأمريكي الكبير في شبه الجزيرة الكورية، بما في ذلك عملية مخابراتية خاصة تسمح للولايات المتحدة برصد أي عملية إطلاق صاروخي تقوم بها كوريا الشمالية في غضون سبع ثوانٍ، بعدما كانت المدة 15 دقيقة، من ألاسكا. وتساءل ترامب عن سبب إنفاق الحكومة موارد في تلك المنطقة بالأساس. وأخبره جيم ماتيس، وزير الدفاع "نحن نقوم بذلك لمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة". وبعدما غادر ترامب الاجتماع، بحسب رواية وودورد "كان ماتيس ثائراً وقلقاً، وأخبر زملاءه المقربين بأن الرئيس تصرف، وكان يفهم الأمر، وكأنه طالب في الصف الخامس أو السادس". وكان الكثير من كبار المستشارين في موقف ضعف وخوف بسبب أفعال ترامب، بحسب ما ذكره وودورد، وأعربوا عن آرائهم السلبية فيه، حيث قال ماتيس لأصدقائه في إحدى المرات "لا يختار وزراء الدفاع دوماً الرئيس الذين يعملون معه". وأثار وودورد كذلك غضب جون كيلي، رئيس موظفي البيت الأبيض، الذي أخبر زملاءه بأنه يعتقد أن الرئيس كان "غير متزن عقلياً"، وفق الكتاب. وقال كيلي عن ترامب خلال أحد الاجتماعات "إنه أحمق. من غير المجدي محاولة إقناعه بأي شيء. لقد خرج عن السيطرة، وأصبحنا في مدينة الجنون. أنا لا أعلم حتى سبب وجود أي منا هنا. إنها أسوأ وظيفة حظيت بها على الإطلاق".
تطرّق الكتاب، كذلك، إلى غضب الرئيس من مساعديه وأفراد في إدارته. ونقل أن ترامب قال لويلبور روس، وزير التجارة، وهو مستثمر ثري أكبر منه بثمانية أعوام "لا أثق بك. لا أريد منك القيام بأي مفاوضات... لقد تجاوزت مرحلة النجاح". كما ذكر وودورد، أن جيف سيشنز، وزير العدل، كان هدفاً شبه دائم لهجمات الرئيس، حيث أخبر ترامب أحد مساعديه المقربين بأن سيشنز كان "خائناً" لأنه نأى بنفسه عن التحقيق الخاص بروسيا. وأضاف ترامب ساخراً من نبرة سيشنز في الحديث قائلاً "هذا الرجل متخلف عقلياً. إنه ذلك الأحمق الغبي القادم من الجنوب... إنه لا يصلح لأن يكون محامياً لشخص واحد في ألاباما". وتحدث الكتاب أيضا عن هجوم ترامب على جون ماكين، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية أريزونا الذي توفي قبل أيام، وأحد أبرز منتقديه، خلال حفل عشاء مع ماتيس، واللواء جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، وآخرين. وصوّر ترامب قائد البحرية السابق على أنه شخص جبان، مشيراً إلى أنه قد تم منحه إطلاق سراح مبكر من أحد معسكرات أسرى الحرب في فيتنام بفضل منصب والده العسكري، وأنه ترك زملاءه هناك. وسرعان ما صحح ماتيس كلام الرئيس، موضحاً "لا سيدي الرئيس، أعتقد أنك عكست الأمر". وأوضح وزير الدفاع أن ماكين قد رفض إطلاق سراحه مبكراً، وتم تعذيبه بقسوة ووحشية خلال السنوات الخمس التي قضاها في هانوي. ورد ترامب قائلاً "حسناً"، طبقاً لرواية وودورد.
في كتابه، قال وودورد إن الوزراء وغيرهم من كبار المسؤولين عملوا على "احتواء غضب ترامب"، وخص بالذكر ماتيس وجاري كوهين، كبيرَي المستشارين الاقتصاديين للرئيس سابقاً، اللذين عملا على التصدي لما اعتبراه "قرارات خطيرة". وإحدى عمليات "الاحتواء" انطبقت على موقف ترامب من الأزمة السورية. فبعد أن شنّ الرئيس السوري بشار الأسد هجوماً كيماوياً على المدنيين في أبريل 2017، اتصل ترامب بماتيس وقال إنه يرغب في اغتيال ذلك الحاكم المستبد، حيث جاءت كلماته بحسب وودورد كالتالي: "فلنقتله. هيا لنفعلها، فلنقتل الكثير منهم". وأخبر ماتيس الرئيس بأنه سيفعل ذلك فوراً، لكن بعد إغلاق الخط، قال لأحد كبار مساعديه "لن نفعل أياً من ذلك. سوف نكون أكثر اتزاناً". ووضع فريق الأمن القومي خيارات للهجوم الجوي الأكثر تقليدية، وأمر ترامب بشنّه لاحقاً. وفي مثال آخر، ذكر وودورد أن كوهين "سرق خطاباً من مكتب ترامب" كان من المفترض أن يوقّعه الرئيس من أجل انسحاب الولايات المتحدة رسمياً من اتفاقية التجارة مع كوريا الجنوبية. وأخبر كوهين أحد زملائه لاحقاً بأنه أبعد ذلك الخطاب لحماية الأمن القومي، وأن ترامب لم يلاحظ اختفاءه.
كوهين دبر حيلة مشابهة لمنع ترامب من اتخاذ قرار انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية التجارة الحرة بأمريكا الشمالية؛ الأمر الذي لطالما هدد الرئيس بفعله. في ربيع 2017، أبدى ترامب رغبته الشديدة في الانسحاب من "نافتا" وقال لأحد مساعديه "لماذا لا ننجز هذا الأمر؟ نفذ عملك. (...) أود منك إنجاز هذا الأمر". وفي إطار الأوامر الصادرة عن الرئيس، وضع المساعد وهو روب بورتر، مسودة خطاب إخطار بانسحاب الولايات المتحدة من "نافتا". إلا أنه وعدداً من المستشارين ساورهم القلق إزاء ما يمكن أن يترتب على ذلك من أزمة على الصعيد الاقتصادي وصعيد العلاقات الخارجية. وعليه، سعى بورتر للحصول على مشورة كوهين الذي أخبره، تبعاً لما ذكره وودورد "بمقدوري وقف هذا الأمر. سأبعد الأوراق عن مكتبه فحسب". ورغم التهديدات المتكررة من جانب ترامب، لا تزال الإدارة تتفاوض بخصوص شروط جديدة مع كوريا الشمالية وشركائها في "نافتا"، كندا والمكسيك.
مع مرور الوقت، وفق ما ذكر كتاب وودورد، أصبح كوهين يعتبر الرئيس "كاذباً محترفاً"، وهدد بالاستقالة في أغسطس 2017 بسبب أسلوب تعامل ترامب مع مسيرة نظمها متطرفون بيض في شارلوتسفيل. وشعر كوهين، اليهودي الديانة، بالفزع عندما عثرت إحدى بناته على رسم لصليب معقوف داخل غرفة إقامتها في السكن الجامعي. وتعرض ترامب لانتقادات حادة لتصريحه بادئ الأمر بأن "كلا الجانبين" يتحملان اللوم. وبعد استماعه لمستشاريه، ندد لاحقاً بالمتطرفين البيض والنازيين الجدد، لكنه سرعان ما أخبر مساعديه بأن "هذا كان أكبر خطأ ارتكبته على الإطلاق" و"أسوأ خطاب ألقيته"، طبقاً لما ذكره وودورد. وعندما التقى كوهين ترامب لتسليمه خطاب استقالته بعد مسيرة شارلوتسفيل، أخبره الرئيس "هذه خيانة"، وتمكن من إقناع مستشاره الاقتصادي بالبقاء في منصبه. وبعد ذلك، أسرّ كيلي لكوهين بأنه يشاركه فزعه حيال أسلوب تعامل ترامب مع المأساة، وغضبه الشديد تجاه الرئيس. ويسرد وودورد مواقف متكررة سيطر خلالها القلق على الحكومة الأمريكية بسبب أسلوب تعامل ترامب مع التهديد النووي الصادر عن كوريا الشمالية. يذكر أنه بعد مرور شهر واحد على توليه الرئاسة، طلب ترامب من دنفورد إمداده بخطة لتوجيه ضربة عسكرية استباقية ضد كوريا الشمالية؛ الأمر الذي أصاب الأخير بقلق عارم. وفي خريف 2017، تفاقمت حرب التصريحات بين ترامب وكيم جونج أون. وأطلق ترامب على ديكتاتور كوريا الشمالية لقب "رجل الصواريخ الصغير" في خطاب ألقاه أمام الأمم المتحدة؛ ما أثار قلق مساعديه من أن يسفر ذلك عن استفزاز كيم. إلا أن ترامب أخبر بورتر، حسبما ذكر وودورد، بأنه يرى الموقف باعتباره صراعاً بين رجلين. وقال إن "هذا الأمر برمته زعيم في مواجهة زعيم، ورجل في مواجهة رجل. وأنا في مواجهة كيم".
تناول الكتاب كذلك بالتفصيل نفاد صبر ترامب إزاء الحرب في أفغانستان، التي أصبحت الحرب الأطول في تاريخ الولايات المتحدة. وأثناء اجتماع لمجلس الأمن الوطني في يوليو 2017، وجه ترامب انتقادات قاسية لجنرالاته ومساعديه على امتداد 25 دقيقة، واشتكى من أن الولايات المتحدة تخسر الحرب، حسبما ذكر وودورد. وأخبر ترامب الحاضرين بأن "الجنود الموجودون على الأرض بإمكانهم إدارة الأمور على نحو أفضل بكثير منكم. وبمقدورهم الاضطلاع بالمهمة على نحو أفضل بكثير. لا أدري ماذا تفعلون؟!". ومضى ترامب في طرح تساؤلات على النحو التالي "كم عدد القتلى الذين لم يسقطوا بعد؟ كم عدد الأطراف التي لم تبتر بعد؟ إلى متى سنبقى هناك؟". ومن ناحية أخرى، من الملاحظ أن أفراد أسرة الرئيس ورغم ما يشاع عن كونهم المستشارين الأساسيين للرئيس، فإنهم يضطلعون بأدوار هامشية وفق كتاب وودورد، ولا يظهرون سوى من حين إلى آخر في الجناح الغربي من البيت الأبيض.
وروى وودورد تفاصيل شجار عنيف بين إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الكبرى وإحدى كبار مستشاريه، وستيفين بانون، كبير المستشارين الاستراتيجيين في البيت الأبيض آنذاك. وحسب رواية وودورد، فقد صرخ بانون في وجه إيفانكا قائلاً "أنت واحدة من فريق العمل!" وأخبرها أنه يتعين عليها العمل من خلال كبير الموظفين (رينس بريبوس آنذاك) مثلما الحال مع المساعدين الآخرين. وقال "تسيرين عبر أرجاء المكان وتتصرفين كما لو أنك رئيسة الفريق، وهذا غير صحيح. أنت واحدة من العاملين!" وأجابت إيفانكا ترامب التي كانت تتمتع بقدرة خاصة على التواصل مع الرئيس والتفت في عملها حول بريبوس "أنا لست من العاملين! ولن أكون أبداً منهم. أنا الابنة الأولى".
في تلك الأثناء، كان تحقيق المحقق الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية يخيم فوق سماء البيت الأبيض. ويسرد الكتاب بتفاصيل حية الجدال المستمر بين ترامب ومحاميه حول ما إذا كان يتعين على الرئيس الجلوس في مقابلة مع مولر. وركّز الكتاب بشكل خاص على مداولات ما إذا كان ينبغي على الرئيس أن يدلي بإفادته. وذكر أن جون داود، أحد محامي الرئيس، كان مقتنعاً بأن موكّله سيرتكب جريمة الشهادة الزور إذا تحدث إلى مولر. وفي مسعى لإقناع الرئيس، عقد داود في 27 يناير جلسة تجريبية في محاولة لتأكيد وجهة نظره. وفي مقرّ البيت الأبيض، أمطر داود ترامب بأسئلة عن التحقيق الخاص بروسيا، مثيراً عقبات وتناقضات وأكاذيب إلى أن فقد الرئيس أخيراً أعصابه. انفجر ترامب في بداية نوبة الغضب التي استمرت 30 دقيقة، قائلاً "إن هذا الأمر خدعة وأكذوبة"، وانتهى بقوله "لا أريد الإدلاء بشهادة"، كما نقلت الصحيفة الأمريكية. وفي 5 مارس، التقى داود ومحامي آخر لترامب هو جاي سيكولو في مكتب مولر، وقال داود للمدعي الخاص "لن أجلس هناك وأتركه يبدو كالأبله. وأنتم ستنشرون نص الشهادة لأن كل شيء يتعرض للتسريب في واشنطن وسيقول الناس بالخارج (لقد قلنا لكم إنه أبله. لقد قلنا لكم إنه معتوه. لماذا نتعامل مع هذا الأبله؟)" وأجاب مولر: "حسناً، جون. أتفهم الموقف"، وذلك حسبما ذكر وودورد. في وقت لاحق من الشهر، قال داود لترامب "لا تدل بشهادتك. إما ذلك أو ستتعرض للسجن". إلا أن ترامب ساوره القلق حيال صورته رئيساً يرفض الإدلاء بشهادته، وكان مقتنعاً أن باستطاعته التعامل مع أسئلة مولر؛ لذا كان قد اتخذ قراره بالفعل في تلك اللحظة بخلاف ذلك. وقال ترامب لداود "سأكون شاهداً جيداً بحق"، تبعاً لما ذكره وودورد. وأجاب داود "أنت لست بشاهد جيد. سيدي الرئيس، أخشى أنه ليس بمقدوري مساعدتك". وفي صباح اليوم التالي، تقدم داود باستقالته.
رغم مرور أكثر من أربعة عقود على حدوثها، لا تزال "ووترجيت" هي الفضيحة السياسية الأكبر والأكثر شهرة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تسببت في الاستقالة الوحيدة لرئيس أمريكي. لكن في الأشهر الأخيرة سيطرت على الساحة السياسية في الولايات المتحدة قضية يرجح البعض أن تطيح بالرئيس ال45 للبلاد وهي "العلاقات المشبوهة مع روسيا". وفي الأسابيع الأخيرة ارتفع معدل البحث عن فضيحة "ووترجيت" في محركات البحث بأكثر من 300%. وفي ظل أن التفاصيل المحيطة باتصالات "ترامب" وفريقه بروسيا لا تزال غير مكتملة، سيتم التطرق في هذا التقرير إلى فضيحة "ووترجيت" وكيف أرغمت "نيكسون" على الاستقالة من منصبه لكي يتجنب عزله.
في الواحدة من صباح السبت الموافق السابع عشر من يونيو 1972، اكتشف أحد أفراد الأمن في مجمع "ووترجيت" بواشنطن وجود شريط لاصق يغطي أقفال عدة أبواب في المبنى، ليقوم على الفور بإبلاغ الشرطة التي حضرت لتلقي القبض على خمسة أشخاص يقومون بزرع أجهزة تنصت على اللجنة القومية للحزب الديمقراطي. وكان الرئيس السابع والثلاثون للولايات المتحدة "ريتشارد نيكسون" هو من يقف وراء هذه الخطوة، ولكن علاقته بالأمر لم تنكشف فوراً، حيث حاول الرئيس الجمهوري الحصول على معلومات تقوي حظوظه في انتخابات الفترة الثانية بعد أن فاز بشق الأنفس على منافسه الديمقراطي في انتخابات 1968. وفي نوفمبر 1972 أي بعد شهر واحد من انكشاف أن التنصت على "ووترجيت" كان جزءًا من حملة تخريب سياسي يقف وراءها مقربون من الرئيس، أعيد انتخاب "نيكسون" رئيساً للولايات المتحدة في واحدة من أكبر الهزات في التاريخ السياسي الأمريكي. وبالفعل نجح "نيكسون" في سحق خصمه الديمقراطي "جورج ماكجفرن"، حيث حصل على أكثر من 60% من أصوات الناخبين الأمريكيين، وفاز ب49 ولاية، من بينها مسقط رأس "ماكجفرن" ولاية ساوث داكوتا.
لم تمض أسابيع حتى أسهمت التطورات المتسارعة في حصر "نيكسون" في الزاوية، ليصبح في موقف يجعل من الصعب عليه الدفاع عن نفسه. فبعد شهرين من الانتخابات أدين مساعدان سابقان ل"نيكسون" بتهم التآمر والسطو والتنصت. وبحلول أبريل 1973 بدأ أبرز المحيطين ب"نيكسون" في السقوط الواحد تلو الآخر، فقد اضطر اثنان من كبار الموظفين بالبيت الأبيض فضلاً عن النائب العام إلى التقدم بالاستقالة. و تمت إقالة موظف بالبيت الأبيض يدعى "جون دين"، وهو ذات الشخص الذي أخبر المحققين بأنه ناقش موضوع "ووترجيت" في أكثر من 35 مناسبة متفرقة مع "نيكسون".
بحلول ذلك الوقت، فتح مجلس الشيوخ تحقيقاً في الحادث. وفي شهادة جعلت فرصة بقاء "نيكسون" في البيت الأبيض حتى نهاية ولايته الثانية هي والعدم سواء، قال مسؤول سابق بالبيت الأبيض إن الرئيس قام بتسجيل جميع المحادثات والمكالمات التي حدثت في مكاتبه منذ سنة 1971. وطلبت جهات التحقيق الأشرطة المسجل عليها هذه المحادثات وهو ما رفضه "نيكسون" في البداية، ولكن في نهاية الأمر تم تسليم الأشرطة ولكن كان أحد تلك الأشرطة محذوفاً منه 18.5 دقيقة من المحادثات المهمة، وهو ما فسرته إدارة "نيكسون" بأنه كان خطأ غير مقصود. وفي يوليو 1974 وصل النزاع على التسجيلات إلى المحكمة العليا التي حكمت بالإجماع بأن "نيكسون" يجب عليه أن يسلم تسجيلات 64 محادثة محددة، رافضين ادعاءه بأن له امتيازا تنفيذيا يمنحه الحق في الامتناع عن تسليمها.
لم تستمر مقاومة "نيكسون" طويلاً بعد أن تأكد من أنه ستتم إدانته من قبل مجلسي النواب والشيوخ، بعرقلة سير العدالة وإساءة استخدام السلطة وازدراء الكونجرس، لدوره في التستر على اختراق مقر اللجنة الوطنية الديمقراطية في "ووترجيت"، وهو ما سيترتب عليه عزله من منصبه. وفي الثامن من أغسطس 1974 استقال "نيكسون" من منصبه وصرح للشعب الأمريكي في خطاب تلفزيوني قائلاً: "لم أكن انهزامياً أبداً، وتركي لمنصبي هو أمر تبغضه كل غريزة في جسدي، لكن بصفتي رئيساً يجب أن أضع مصلحة أمريكا أولاً". وبعد ذلك التاريخ بشهر، وتحديداً في الثامن من سبتمبر 1974 تولى نائب الرئيس في ذلك الوقت "جيرالد فورد" رئاسة الولايات المتحدة، وأصدر لاحقاً قراراً منح بموجبه "ريتشارد نيكسون" عفوا رئاسيا عن دوره في فضيحة "ووترجيت". فهل سيعيد التاريخ نفسه مع "ترامب" ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.