أثارت فكرة الإعلان عن دورة تثقيفية هي الأولي من نوعها في القاهرة تحت عنوان "تدمير الإلحاد" والتي بدأت فاعليتها السبت الماضي لمدة خمسة أيام.. الكثير من التساؤلات حول اختيار الموضوع في هذا التوقيت وكيف يمكن تدمير فكرة الإلحاد وما هو برنامج تلك الدورة ومن الجمهور الذي سوف تخاطبه؟.. الدكتور هشام عزمي طبيب بشري ومتخصص في ملف الإلحاد والعلمانية أكد أنه تلقي دعوة من جمعية "سخاء للاعمال الخيرية" للمشاركة معهم في إلقاء محاضرات في دورة تتناول الإلحاد والرد علي الملحدين وكيف يمكن التعامل مع الشباب العادي الذي لا يعرف دينه بشكل جيد ويكون فريسة سهلة للوقوع بين براثن الإلحاد لافتا إلي أن هدف الدورة هو التوعية والتثقيف. وأوضح ان "الإلحاد" ينقسم إلي اكثر من نوع فهناك السلبي والايجابي والفلسفي والعلمي، وفكرة الإلحاد هي إنكار وجود الله وهناك نوع آخر وهو إنكار ان يكون الله سببا في الكون فهو يؤمن بأن هناك إلها يخلق البشر ولكن لا يتحكم في الكون وهذا إلحاد لا ديني، وهناك إلحاد فلسفي والذي يعتمد علي أدلة فلسفية أو منظومة فكرية معينة وهي التي تؤدي إلي إنكار وجود الله، وهناك الإلحاد العلمي وهو يبني علي انه يؤمن بنظرية علمية معينة تجعله يؤمن بذلك وهي مثل نظرية التطور"نظرية دارون" أو بعض الظواهر العلمية التي تتعلق بالكون ويخضعونها للعمليات الفيزيائية. واستنكر عزمي ان يكون الإلحاد في مصر وصل إلي درجة يمكن أن يطلق عليه لفظ ظاهرة مشيرا إلي أن ما يحدث يمكن وصفه بأن هناك أشخاصا لديهم شكوك في دينهم ومن هنا جاءت فكرة الدورة بالإضافة إلي أن هناك كثيرا من الأفراد يتعرضون لمواجهات مع أفراد ملحدين يحاولون استغلال ضعف الثقافة الدينية لدي البعض لنشر الإلحاد. وقال: مثل هذه الدورات يجب أن تتم في كل المجتمعات ولا مانع من توعية الشباب بدينهم خاصة أن معظمهم يكونون مسلمين بالوراثة ولا يترسخ الدين في وجدانهم، ولذلك نحن سنعمل في الدورة علي كيفية ترسيخ الايمان العقلي بعد الطمأنينة القلبية، ولكن لو تركنا الشباب مؤمنا بدون حصانة فكرية سيقع في الإلحاد بأسهل الطرق ولذلك علينا أن نحصن الشباب من تلك الأفكار. وأضاف: أن الشاب الذي يلحد يصبح كافرا ويخرج عن الإسلام، وقال ان هذه الدورة موجهة لجميع أصحاب الكتب السماوية وليس المسلمين فقط، فالإلحاد يشمل المسلم وغير المسلم.. وتابع: هناك أقباط بعد علمهم بالدورة اتصلوا بالجمعية وطلبوا منهم تعميم هذه الدورة في محافظات مصر كما سأل أحد الملحدين عن إمكانية المشاركة في تلك الدورة ووافقت الجمعية علي ذلك. وحول فكرة تدمير الإلحاد التي اتخذتها الجمعية عنوانا للدورة أكد عزمي أنه يمكن مواجهة فكرة الإلحاد بخلاف التوعية والتثقيف علي مستوي البحث العلمي بأن يكون هناك مركز للبحث والدراسات ويكون به أشخاص متخصصون في هذا الشأن يكونون قادرين علي الاجابة عن كل الأسئلة التي تتعلق بالإلحاد بالإضافة لوضع حلول علمية تطبق علي أرض الواقع لمواجهة الإلحاد بالحجة والبرهان، مشيرا إلي أن أسهل طريقة لمواجهة الملحد هي الرد عليه بإجابات مقنعة إلي جانب وجود مناظرات علمية تجمع بين الملحدين والمتخصصين في الدين.