مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بدأ المرشحان للرئاسة باراك أوباما المرشح الديمقراطي والرئيس الحالي للولايات المتحدة، وميت رومني المرشح الجمهوري باستخدام كل الأسلحة والأوراق المشروعة وغير المشروعة، أملا في حسم المنافسة، وقد بدا مؤخرا أن علاقة أوباما بجماعة الإخوان المسلمين أصبحت أهم الأوراق التي يعتمد عليها رومني، لإقناع المرشحين بعدم التصويت لصالحة، وهو يعكف بكل جهد هو وفريق حملته، علي رصد كل أشكال الاتصال بين أوباما والجماعة وإدراجها في برنامجه الانتخابي كإحدي أهم سلبيات أوباما، الذي يدعم جماعة الإخوان المسلمين بعد ان ساعدها علي الوصول للحكم، في حين لم يتحرك لإنقاذ حليف الولاياتالمتحدة الرئيس السابق مبارك. وربما تكون الهجمة الشرسة التي شنتها الحملة هي أحد الأسباب التي دفعت أوباما للتراجع عن لقاء مرسي في نيويورك، علي هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكنه أرسل بدلا منه وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون. كما استغل رومني أحداث السفارة الأمريكية في القاهرة، وعدم اتخاذ موقف جدي وحازم أمام الرئيس الإخواني، ليؤكد علي ان أوباما ينتصر لجماعة الإخوان المسلمين التي تهدف أساسا للسيطرة علي كل العالم بما في ذلك الولاياتالمتحدة. ولتدعيم فكرتها قالت حملة رومني: إن جماعة الإخوان المسلمين تريد إخضاع جميع دول العالم، بما فيها أمريكا، تحت راية الإسلام، ونشرت الحملة علي موقعها عبر الفيس بوك، بياناً منسوباً لصهر حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين سعيد رمضان تم إعداده عام 1982، حيث يشرح هذا البيان خطة جماعة الإخوان المسلمين للسيطرة علي العالم. ونشرت حملة رومني صورة مركبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما، ووزيرة خارجيته، هيلاري كلينتون، وهما مبتسمان وبجانبهما شعار جماعة الإخوان المسلمين الذي يحتوي علي سيفين وكلمة وأعدوا، لتدعيم الفكرة، بينما علقت الحملة علي هذه الصورة قائلة «إنهما مبتسمان في الصورة، إلا أن ما يبتسمان له هو مصدر قلق بالغ من جميع الشعب الأمريكي، وهو نفسه ما يجب أن يتحد معه الأمريكيون، ويضعوا خلافاتهم جانباً إذا كانوا يريدون أن تظل أمريكا بلداً حراً". ونشرت الحملة نسخة عربية ملحقة بشرح ما تحتويه، حول البيان تحت عنوان "المشروع "، موضحة ان هذا البيان تم العثور علي نسخة منه خلال مداهمة الشرطة السويسرية لمنزل أحد أكبر ممولي الجماعة في سويسرا عام 2001. وأوضحت الحملة ان "المشروع يخطط إلي إخضاع جميع دول العالم، بما فيها أمريكا، تحت راية الإسلام، ويحتوي علي 25 استراتيجية لتحقيق الهدف، موضحة أن الجماعة ستتعاون مع الحركات الإسلامية وغيرها، في محاربة الاستعمار والتبشير للدولة اليهودية، ودعم الحركات الجهادية الإسلامية، قدر المستطاع، كما نشرت الصفحة ترجمة باللغة الإنجليزية للمشروع لحث الأمريكيين علي الانتباه للخطر الذي يحيط بهم. وأشارت الحملة إلي زيارة الإخوان ل«أوباما» واجتماعه قبل ذلك مع هشام طالبان، الناشط الإسلامي المنتمي للجماعة، الذي يقيم في أمريكا، وقالت إن هناك مؤامرة تجري بين الإخوان وإدارة أوباما. وللتأكيد علي هذه الفكرة قامت إحدي الجماعات اليمينية المحافظة تدعي "ليت فريدوم رينج "أو دع الديمقراطية تنتشر، بإنتاج إعلان تليفزيوني مدته دقيقة واحدة، استهدف شريحة الناخبين المترددين بين ميت رومني وأوباما، ويهدف الإعلان للترويج لميت رومني، عن طريق إظهار الوجه الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين التي يدعمها أوباما وفقا لرأي حملة منافسه الانتخابية، وبدأ الإعلان بمقطع فيديو للداعية الإسلامي صفوت حجازي، والذي قال فيه إن "عاصمتنا ليست القاهرة أو مكة ولكن القدس " حيث كان هذا التصريح ضمن حملة تأييد لمحمد مرسي، وأوضح الإعلان ان جماعة الإخوان المسلمين تهدف إلي غزو إسرائيل والتحالف مع إيران صاحبة المشروع النووي، التي ترغب في تدمير إسرائيل، وواصل الإعلان عرض بعض تصريحات قيادات من جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلي أن الجماعة تسعي للاستيلاء علي الولاياتالمتحدة، ثم يأتي صوت يوجه التساؤل لأوباما: لماذا تؤيد هذه الجماعة؟، ولماذا تدفع لهم 1.5 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكان؟! وكان المرشحان للرئاسة الأمريكية قد تبادلا الاتهامات،فيما يتعلق بالعلاقات مع مصر وإسرائيل، حيث أكد أوباما الذي تم اتهامه في مصر باتباع سياسة متراخية ضد المسلمين قال في أحد تصريحاته: ان مصر ليست حليفا ولكنها ليست عدوا، بينما انتقد رومني هذا التصريح مؤكدا أن مصر كانت دائما حليفا للولايات المتحدة، مشيرا إلي اهميتها وأنها قلب الوطن العربي علي الرغم من أنها تخضع حاليا لحكم الإخوان المسلمين الذين يختلف معهم سياسيا وفكريا، ومؤكدا انه سيبذل كل الجهد لاستقطاب مصر في حال فوزه بمنصب الرئيس، موضحا ان المصريين يجب ان يتفهموا انهم يجب ان يكونوا دائما حلفاء للولايات المتحدة وهذا الأمر يقتضي احترام مصر لاتفاقية السلام مع إسرائيل، واحترام حقوق الأقليات وحماية السفارات وأرواح الدبلوماسيين. وفي المقابل وصفت قيادات بجماعة الإخوان المسلمين الاتهامات التي وجهها المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية ميت رومني بشأن وجود علاقات بين الجماعة ومنافسه الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما بأنها "كلام فارغ". وأكدت عدم صحة ما ردده رومني من اتهامات للجماعة بالحصول علي 1.5 مليار دولار أمريكي من أوباما. ولم يتوقف الامر علي شن الهجوم علي أوباما فقط بل تعداه إلي الهجوم علي عناصر إدارته بسبب علاقتهم بجماعة الإخوان المسلمين، ومن هم علي صلة بهم أيضا، فقد استغلت حملة رومني لقاء أوباما بالرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، موضحة ان كلينتون كان قد استعان من قبل بالإخواني عبدالرحمن العمودي، كمسئول الاتصال في إدارة كلينتون،، بالمجتمعات المسلمة، ثم أدين العمودي، اليمني الأصل، بتهم غسل الأموال لتنظيم القاعدة، ومساعدته في تنفيذ عمليات اغتيال عام 2004، وحكم عليه بالسجن 23 عاماً، كما كان شقيق العمودي أحد المتبرعين الرئيسيين لمؤسسة كلينتون الخيرية، حسب المجلة. كما لفتت المجلة، أن أحد أول وعود مرسي، بعد انتخابه رئيساً، كان العمل علي تحرير «الإرهابي» عمر عبدالرحمن، حسب قولها، من السجون الأمريكية، التي ينفذ فيها حكماً بالسجن مدي الحياة، لإدانته في تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 في نيويورك. كما اتهمت الحملة هيلاري كلينتون بالتساهل في اختراق جماعة الإخوان المسلمين لوزارة الخارجية، عن طريق مساعدتها لهوما عابدين، التي يزعم نواب جمهوريون أن أفراد عائلتها أعضاء بالجماعة. وقد كانت هوما أيضا إحدي الأوراق التي حاول رومني الاستعانة بها في حربه ضد أوباما، مؤكدا اختراق الإسلاميين إدارة أوباما بشكل واضح ويهدد الأمن القومي الأمريكي. وفي المقابل يسعي رومني بكل قوة لدعم علاقاته مع إسرائيل، حيث قام بزيارتها ويحرص دائما علي إجراء الاتصالات برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أملا في أن يقنع نتنياهو بالتأثير علي المجتمع اليهودي في امريكا لدعمه ضد أوباما. ويحاول رومني من خلال تصريحاته إظهار دعمه لإسرائيل لاسيما فيما يتعلق بالملف الإيراني، وقال مساعد كبير لميت رومني إنه سيدعم إسرائيل إذا قررت استخدام القوة العسكرية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي.