تستطيع أن تعتبرها من الألغاز التى يفشل السحرة والمنجمون فى حلها ..يرحل الجميع وتبقى هى فى مناصبها بل و تصعد إلى أعلى كلما جاء مسئول جديد ..تغيرت أنظمة الحكم منذ مبارك وحتى السيسى ولم يفكر أى مسئول فى الخلاص منها . إنها المهندسة راندا المنشاوى التى يُطلق عليها العاملون في وزارة الإسكان المرأة الحديدية وسيدة القصر فهى القيادة الوحيدة التى استطاعت الاحتفاظ بمنصبها كرئيس قطاع مكتب وزير الإسكان مع 5 وزراء تعاقبوا على الوزارة، ولثقة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء ووزير الإسكان بها اختارها كمديرة لمكتبه في رئاسة الوزراء إلى جانب عملها كنائبه له في وزارة الإسكان. المعروف عن المهندسة راندا المنشاوي أنها تُعد "الذراع الوظيفي الأيمن" المعاون للدكتور مصطفى مدبولي، وأقرب القيادات له في وزارة الإسكان والمديرة الفعلية لشئون الوزارة، فهى شغلت مع "مدبولي" رئاسة قطاع مكتبه في وزارة الإسكان، وعندما تم تكليفه برئاسة الحكومة اختارها نائبه له في وزارة الإسكان مع كلا من الدكتور عاصم الجزار، والمهندس خالد عباس، لإدارة شئون وزارة الإسكان، وأخيرًا أصدر لها قرارا رسميا بالانتقال معه إلى مجلس الوزراء لإدارة شئون مكتبه في مجلس الوزراء. تُرافق "المنشاوى" المهندس مصطفى مدبولى دائمًا فى كل مكان، فهى بمثابة ظله فلا يخلو أى لقاء لرئيس الوزراء دون حضورها، ودائمًا متواجدة فى جولاته الداخلية والخارجية، ويعتمد عليها بشكل رئيسى لدرجة تفويضه لها فى اختصاصاته المالية والإدارية المقررة للوزير بقطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحى، بالإضافة إلى تفويضها فى سلطة الوزير فى اعتماد محاضر مجالس إدارات كل من (الهيئة العامة للتخطيط العمرانى - صندوق تمويل المساكن - الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان - الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى - الجهاز التنظيمى لمياه الشرب والصرف الصحى وحماية المستهلك)، وازداد نفوذ السيدة الأولى أضعافًا مضاعفة. تُشرف "المنشاوى" على قطاع المرافق بالوزارة، وتولت رئاسة وحدة إدارة المشروعات "PMU" بالوزارة، كما مثلتها في مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية الجديدة، برفقة نائبي وزير الإسكان، عاصم الجزار وخالد عباس، كما سبق لها أن شغلت منصب نائب رئيس جهاز بحوث ودراسات تعمير الصحراء في العام 2009. استطاعت المنشاوى" خلال فترة عملها بوزارة الإسكان السيطرة علي كل وزير يتولي شئون الوزارة، ونجحت في عزل الوزراء داخل مكاتبهم، كما أنها دخلت فى صراعات مع قيادات بوزارة الإسكان واستطاعت أن تخرج من كل الصراعات منتصرة بفضل علاقتها القوية جدًا بالوزير. علاقة راندا المنشاوى برئيس الوزراء ووزير الإسكان الأسبق إبراهيم محلب كانت قوية للحد الذى جعل "محلب" يطلب منها أن تُعلن في الوزارة عن أن من يرغب في تسجيل اسمه من القيادات والموظفين للعمل مع الوزير بعد أوقات العمل الرسمية، عليه أن يُسجل اسمه في كشوف السهر، ورغم أن عددا كبيرا من الموظفين، قاموا بتسجيل أسمائهم، مبدين رغبتهم في العمل، إلا أن "المنشاوي" رفعت مذكرة إلي الوزير تقول فيها:"لا أحد من الموظفين يرغب في العمل بعد أوقات العمل الرسمية"، رغبة منها في منع قيادات وموظفين الوزارة من غير الموالين لها من التعامل مباشرةً، مع الوزير "محلب"، فرفعت المذكرة لتخبره بأن الموظفين لم يقبلوا البقاء بعد أوقات العمل الرسمية. صعود راندا المنشاوي، علي سلالم النفوذ والسيطرة يعود إلى وزير الإسكان الأسبق أحمد المغربي الذى أصدر لها القرار رقم 5 لسنة 2009 بتاريخ 1/1/2009، وجاء به، تولت المهندسة راندا علي صالح المنشاوي، الشاغلة لوظيفة كبير أخصائيين بدرجة مدير عام، بجهاز بحوث ودراسات التعمير،العمل نائبًا لرئيس الجهاز، بعدها بفترة قصيرة قام "المغربي" بنقلها، وجعلها سكرتيرة خاصة لمكتبه. أثناء ثورة 25 يناير 2011، ومع انهيار النظام الأسبق وسقوط حكومة الدكتور أحمد نظيف، وملاحقة وزراء نظام مبارك،، وعندما اختير الدكتور فتحي البرادعي لتولي مهمة الوزارة، قام بإبعادها عن مكتبه، إلي أن أعادها من جديد الوزير الإخوانى السابق طارق وفيق، وازداد نفوذها، وفرضت هيمنتها علي الوزارة، واستطاعت تمرير عددًا من المشروعات . خلال فترة حكم "وفيق" ترددت أقاويل أنها زوجة، أسامة الجرف، صاحب شركة مقاولات ومكاتب استشارية، وهو أحد أقارب الدكتورة عزة الجرف، النائبة السابقة والقيادية بحزب الحرية والعدالة، ورشحت راندا المنشاوي للوزير الأسبق، شقيق زوجها إبراهيم الجرف، للعمل مستشارًا لنظم معلومات وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية. علاقة راندا المنشاوى ب"طارق وفيق"، بدأت خلال صفقة مشروع تنمية الأقصر، الذى كان عبارة عن منحة أمريكية لتنمية الأقصر، وكانت المهندسة منى البسيونى هى من تترأس هذا المشروع في ذلك الوقت قبل خروجها علي المعاش ، وكانت زميلة سابقة ل«طارق وفيق» أسندت إلى مكتب استشارى تابع له مهمة تنفيذ المشروع، وكان ضمن فريق المشروع المهندسة مرفت سالم، والمهندسة، رندا المنشاوي، والمهندسة هناء مرسي، وبعد التشكيل الوزاري لحكومة الإخوانى الدكتور هشام قنديل، وفور علم «وفيق» باختياره لوزارة الإسكان، كان أول من اتصل بها زميلته السابقة مني بسيوني، وسألها عمن يُمكن الاستعانة بهم في الوزارة، فرشحت له المهندسة رانده المنشاوى، لتكون مديرة مكتبه، فأصدر لها القرار رقم 367 بتاريخ 3/10/2012، جاء به "بعد الاطلاع علي القانون رقم 47 لسنة 197 بإصدار نظام العاملين المدنيين بالدولة وتعديلاته، وعلي القرار الوزاري رقم 292 لسنة 2012 بشأن بلوغ لبيب عبد العاطي الليثي، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير السن القانونية للمعاش، قُرر أن تتولي المهندسة، راندا المنشاوي، والشاغلة لوظيفة رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، من الدرجة العالية بديوان عام الإسكان والمرافق، للعمل بمكتب الوزير رئيسًا للإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، وتضم إلي جميع اللجان، التي كان يشترك فيها، عبد العاطي، بصفته الوظيفية. اتهامات عديدة طاردت راندا المنشاوى وذلك بسبب مسئوليتها عن مشروعات فاشلة قامت بها الوزارة ونتج عنها إهدار المال العام، حيث تم استدعائها من قبل إلى مكتب النائب العام، لمسئوليتها الوظيفية عن أمر الإسناد المباشر لشركات تنفيذ مشروع خطوط مياه القاهرة الجديدة الذى كلف الدولة 4 مليارات جنيه وثُبت به وقائع فساد وعيوب فى خطوط المشروع لا يمكن تلافيها واستمع المكتب الفنى للنائب العام لأقوالها بشأن البلاغات المقدمة ضد مسئولين فى وزارة الإسكان حول إهدار المال العام والعيوب الخطيرة التى ظهرت فى المشروع وتسببت فى انفجار الخطوط أكثر من مرة وصعوبة معالجة عيوب خط المياه الناقلة من المعادى إلى محطة تنقية المياه للقاهرة الجديدة.. لكن لم تثبت التهم ضدها وتم تبرأتها من جميع ما وجه إليها .