لم يخش رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية , على حكمهم من شيء سوى أعدائهم الذين يمسكون القلم ويكشفون أسرارهم وفضائحهم الخفية عن الشعب الأمريكي والعالم كله، وهو الأمر السائد منذ عقود ولم يفلت منه أي رئيس مهما كانت شعبيته، بداية من جون كيندي، وجورج بوش، إلى أوباما وترامب مؤخرًا. لكن لم يتعرض أي رئيس للولايات المتحدةالأمريكية قط، لانتقادات مثلما تعرض الرئيس الحالي، دونالد ترامب، حيث طالته العديد من الانتقادات اللاذعة منذ توليه رئاسة الولاياتالمتحدة، سواء كانت انتقادات على طريقة إدارته أو تصريحاته المعروفة باللامنطقية أو الاتهامات المشينة والفضائح الجنسية والسياسية وغيرها ، وبعد عاماً وثلاثة أشهر من توليته المنصب الرئاسي، انتشرت بعض الكتب التي تتناول فضائح الرئيس الأمريكي من قبل بعض الكتاب المعارضين له في الولاياتالمتحدة. ولاء أعلى مؤخرا ، تداولت وسائل الإعلام الحديث عن مذكرات المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي، في كتابه التي تسربت بعض محتوياته في السابع عشر من شهر أبريل الجاري، والذي وصف فيه كومي الرئيس الأمريكي ب "بزعيم مافيا"، لما شاهده معه من أشياء مثل: "التحكم والسيطرة المطلقة للزعيم، وأداء الولاء والطاعة، والكذب حول كل الأشياء، كبيرها وصغيرها، وقيادته للولايات المتحدة المستندة على غروره، وعلى ولاء الأشخاص له". ويحمل الكتاب الذي يحتوي على 304 صفحة، اسم "A higher loyalty" أو "ولاء أعلى"، وحصلت وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس" على نسخة منه، وتطرق كومي في الكتاب للحديث عن تفاصيل جديدة عن فصله، وأيضًا تفاصيل جديدة حول تعاملاته مع ترامب، وصنع قراره الخاص بشأن التعامل مع تحقيقات هيلاري كلينتون، عبر البريد الإلكتروني قبل انتخابات 2016، واشتمل على صورًا لترامب وهو محاط بمرشحات مسابقة ملكة جمال العالم لعام 1991. وكتب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، إن ترامب كان مع عاهرات في جناح فندقي خلال رحلة عام 2013 في موسكو، وجاء ذلك في ملف استخباراتي قام بتجميعه جاسوس بريطاني سابق يدعى كريستوفر ستيل، كان قد استعان به أعداؤه للبحث عن ممارسات قذرة في مسيرته، وقال كومي إن ترامب نفى بغضب هذه الاتهامات وطلب منه أن يخفيها لأنها ستكون مزعجة بشدة لزوجته ميلانيا. وأشار كومي في كتابه، إلى أنه لم يسبق له أن رأى الرئيس يضحك، مضيفًا أنه يرى أن ذلك دلالة قوية على انعدام الثقة بالنفس لدى ترامب، وعجزه عن إبداء صفات إنسانية من خلال تقدير روح الدعابة للآخرين، وهو أمر مؤسف لدى أي شخصية قيادية، ومخيف قليلًا لدى رئيس، كما وصف ترامب بأنه شخص غير أخلاقي وغير ملتزم بالحقيقة والقيم المؤسسية، في حين أن أسلوبه في القيادة مدفوع بالغطرسة وطغيان الأنا. وقال جيمس كومي في مذكراته، إنه حين التقى بترامب للمرة الأولى بدا له في الواقع أقصر مما يبدو عليه على شاشة التلفزيون، كما كان وجهه برتقاليًا، ولديه هالات بيضاء ناصعة بدت تحت عينيه، وشعره بدا أشقرًا لامعًا، كما أنه شعره الطبيعي. وأضاف: "أن أمريكا تدفع ثمنًا غاليًا لانتخابها رئيسا غير أخلاقي وغير ملتزم بالقيم المؤسساتية، و يعمل مدفوعًا بمصالحه الشخصية". وأشعل كتاب كومي غضب الرئيس الأمريكي، حيث وصف كل ما ذكر فيه بأنه "كذب"، كما عبر عن غضبه وامتعاضه من كومي عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، واصفًا إياه بالضعيف والكاذب الذي ثبت تسريبه لمعلومات سرية، وقال ترامب في تغريدة له: "كان لي عظيم الشرف بإقالته في مايو من العام الماضي"، حيث أقال ترامب جيمس كومي، من منصبه كرئيس ل "إف بي آي" في مايو 2017، وعين بدلًا منه "روبرت مولر". وأطلق البيت الأبيض وحلفاؤه حملة شاملة لتشويه سمعة المذكرات، وصلت لإنشاء موقع على الإنترنت يحمل عنوان "كومي الكاذب "lyincomey.com. نار وغضب في بيت ترامب لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يتعرض فيها الرئيس الأمريكي للسب والانتقادات في مذكرات كبار الكتاب الأمريكيين ، حيث أثار كتاب بعنوان "نار وغضب داخل بيت ترامب الأبيض" تم نشره في مطلع العام الجاري، جدلًا واسعًا في الولاياتالمتحدة والعالم كله، لما تضمنه الكتاب من فضائح وأسرار لترامب داخل البيت الأبيض خلال العام الأول من رئاسته. وتضمن الكتاب أسرار ترقي إلي مستوي الفضائح من داخل البيت الأبيض، من بينها معلومات عن الحملة الانتخابية الرئاسية التي ساعدت ترامب ليكون رئيسًا للولايات المتحدةالأمريكية وما اكتنفها من شبهات وشكوك، وما وصفه مؤلف الكتاب بالفوضي داخل البيت الأبيض. ويعد كتاب "نار وغضب داخل بيت ترامب الأبيض" للمؤلف الأمريكي مايكل وولف، من أهم ما صدر من كتب في العالم وليس في الولاياتالمتحدة فقط، حيث إن الدعاية التي رافقته وهجوم ترامب الذي فشل في منع صدوره، جعل مبيعاته تصل لأرقام قياسية. واستمد المؤلف مايكل وولف، معلوماته من خلال تصريحات على لسان كبير مستشارى البيت الأبيض السابق، ستيف بانون، الذي اتهم فيها إدارة ترامب بالخيانة وإنعدام الوطنية، حيث وصف لقاء جمع بين كل من "دونالد جونيور" نجل ترامب و"جاريدكوشنر" صهره ومستشاره، وبول مانافورت، مدير حملة ترامب الانتخابية، ومحامية روسية في الحملة الانتخابية عام 2016، بأنه خيانة وفعل غير وطني. وقال مؤلف الكتاب، إنه لم يكن هناك أحدًا فى حملة ترامب يصدق أنه سيفوز بمنصب الرئيس، والأرجح أن الترشح كان بغرض تعزيز مكانته العامة فقط، بينما جاء خبر الفوز ليصيبه بارتباك شديد، لأنه لم يكن مهيأً لذلك، ولم يكن راغبًا في دخول البيت الأبيض، والالتزام بقواعد وقيود الرئاسة التي يفرضها عليه القانون والعرف السياسي، مضيفًا: "أن أكثر من كانوا يخشون فوز ترامب زوجته ميلانيا ترامب، وابنته إيفانكا ترامب، التي كانت تسعى لتكون أول رئيسة للولايات المتحدةالأمريكية بدلًا من والدها". وأشار ستيف بانون، في تصريحاته لمؤلف الكتاب، إلى أن ترامب شخص مختل عقليًا، وليس أهلًا لمنصب الرئاسة، وقال: "إنه بعدما اقترب من ترامب وتعامل معه وجد أنه شخصًا مختل عقليًا ولا يصلح لأن يكون رئيسًا للولايت المتحدةالأمريكية". وجاء في الكتاب تصريحات أخرى تدل على تورط ترامب ونجله وزوج ابنته إيفانكا، في علاقات مشبوهة سياسيًا وماليًا بموسكو والكرملين وبنوك روسية، ويؤكد الكتاب وجود خلافات شخصية بين الرئيس وزوجته ميلانيا، وابنته إيفانكا ومساعديه في البيت الأبيض. واستعرض الكتاب الخلافات بين الرئيس وقيادات حزبه في مجلسى الشيوخ والنواب، حول موقف هؤلاء من التصويت على ملفات تشريعات الصحة والضرائب والهجرة، وأيضًا خلافاته مع وزير خارجيته الأسبق، ريكس تيلرسون، حول ملفات أساسية تشمل, روسيا والشرق الأوسط، والعلاقات مع كوريا الشمالية وإيران، والذي أقاله بالفعل في الفترة الأخيرة بسبب تلك الخلافات وهو ما يؤكد صحة المعلومات الواردة في الكتاب. وكشف الكتاب أسرارًا لم تذاع من قبل عن الرئيس والدائرة المقربة منه، وتأكدت صحتها بعد غصب ترامب الشديد لنشرها، وبعد أن فشل محاميه في منع الكتاب من النشر، حيث بعث محامي ترامب، تشارلز هاردر، رسالة لمؤلف الكتاب ودار النشر جاء فيها أن الكتاب يحتوي العديد من التصريحات الكاذب. وأعرب ترامب عن غضبه الشديد من بانون الذي أدلى بتلك التصريحات للمؤلف، بوصفه مجنونًا أو فقد عقله بعد إقالته من منصبه في الإدارة الأمريكية في أغسطس الماضي. حروب جديرة بخوضها سبق وأن تعرض الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، إلى انتقادات لاذعة عن طريق كتب لمؤلفين معارضين له ولسياسته، وكان الأبرز من بينهما كتاب يحمل عنوان "حروب جديرة بخوضها" للسياسي للأمريكي "ليون بانيتا" الذى شغل منصبين مهمين فى عهد الرئيس أوباما، هما وزير الدفاع ورئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية. وانتقد "بانيتا" في كتابه الرئيسه باراك أوباما، لسحبه القوات الأمريكية من العراق بالكامل، ما اعتبره خلق فراغًا سمح لتنظيم "داعش" بالنمو في تلك الفترة، كما اتهم بانيتا إدارة أوباما بمركزية قراراتها التي سيطر عليها أهل البيت الأبيض، وأن ضعف أوباما دفعه لتجنب المواجهات والمعارك السياسية وعدم حسمه الأمور في وقتها المناسب، وأيضًا تسبب في تراجعه عن ضرب قوات الرئيس السورى بشار الأسد بعد استخدامه السلاح الكيميائى. واستهزأ بانيتا من ضعف أوباما في تجنب المعارك والمواجهات، وكذلك وصفه بأنه شخصًا متردد، بسبب إضاعته كثير من الفرص في حسم الأمور في الوقت المناسب، وتراجعه عن ضرب قوات الأسد السورية عند تجاوها للخط الأحمر الذي رسمه واستخدمها للسلاح الكيماوي. وحقق الكتاب نجاحًا كبيرًا وأصبح الأكثر مبيعًا لشهور عديدة في الولاياتالمتحدة، فالشعب الأمريكي شغوف بمعرفة حقيقة ما يدور فى كواليس المكتب الأبيض، وسبل اتخاذ القرار فيه. الموت المريب لمارلين مونرو لم تكن الكتب الفاضحة للرؤساء أمر جديد في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث حظى الرئيس الأمريكي الأسبق، جون كيندي، بنصيب وافر من الكتب والمؤلفات التي تبرز فضائحه وأسراره للشعب، خاصًة التي تكشف تفاصيل علاقته بالفنانة الشهيرة "مارلين مونرو". وقام الكاتب الأمريكي فرانك كابيل، بتأليف كتاب عن تلك العلاقات التي تدور بين "آل كيندى" بمارلين مونرو، الذى أشار إلى أن بوبي كيندى شقيق الرئيس الأمريكي الراحل ربما تورط في مقتل مونرو، والتي كانت تربطه أيضًا علاقة بالفنانة المشهورة على غرار أخيه الرئيس، ونُشر الكتاب بالفعل بعد رحيل جون كيندي عام 1964، وحمل عنوان "الموت المريب لمارلين مونرو". وكشف الكتاب، عن العلاقة الغرامية التي جمعت الرئيس بالفنانة , التي خرجت مانشيتات الصحف الأمريكية لتصرح بها، ما تسبب فى حرج كبير للبيت الأبيض، خاصة بعد أن غنت أمامه، في مؤتمر حاشد أغنيتها الشهيرة "عيد ميلاد سعيد سيدي الرئيس". كما سلط المؤلف فرانك كابيل، الضوء على تفاصيل اغتيال الرئيس جون كيندي، قبل أن يكمل فترة رئاسته، في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 1963. رجال بيض أغبياء ألف أفراد إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الإبن، عدة كتب ومؤلفات ضد رئيسهم، ومعظمها كشفت الخبايا العسكرية لما أرادت الإدارة الأمريكية تطبيقه في حروبها ضد الإرهاب، وغزوها لأفغانستان والعراق. وكان من أبرز الكتب التي أثارت ضجة كبيرة حول الرئيس بوش، هو كتاب "رجال بيض أغبياء" الذي ألفه المخرج مايكل مور عام 2001، حيث إنه أول كتاب يحمل نقدًا شديدًا لسياسة الرئيس، وقال مايكل مور، في كتابه، "إن هناك رجال بيض أغبياء يسيطرون علي حكم الأمة، وعلى رأسهم رئيس الأمة". وتأجل إصدار الكتاب بسبب هجمات سبتمبر 2001، لكنه تحول إلى فيلم أخرجه مايكل مور بعنوان "فهرنهايت 11 سبتمبر". وكان ثاني أهم الكتب التي صدرت ضد بوش، كتاب " ثمن الولاء" الذي ألفه بول أونيل، وزير الخزانة الأمريكي، ونص على أن بوش الأبن كان ينوى على غزو العراق قبل هجوم 11 سبتمبر، كما انتقد أونيل فيه الإدارة الأمريكية بالكامل. ومن أهم تلك الكتب على الإطلاق مذكرات كونداليزا رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي ووزيرة الخارجية فيما بعد، التي حملت عنوان "مذكرات كوندى"، وأشارت فيه الكاتبة إلى كراهية العرب واحتقارهم، كما قدمت معلومات بالغة الدقة عن دور وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد، في تفكيك الجيش العراقي.