لأول مرة.. تقارير المخابرات الأمريكية عن محمد صلاح

أصبح البطل المصري "محمد صلاح" لاعب ليفربول الإنجليزي، اسمًا لامعًا في بريطانيا والدول الأوروبية، حيث أجمع عشاق كرة القدم على مستوى العالم كله أنه لم يعد أمامهم سوى الاعتراف ب محمد صلاح، هداف غير عادي ينافس قائد الارجنتين الموهوب ليونيل ميسى، على لقب أفضل لاعب فى العالم، ويبدو أن اسم صلاح لم يتوقف عند هذا الحد من الانتشار، حيث بدأ مؤخرًا بالدخول أيضًا في موضوعات سياسية ودينية.
وأطلق الأوروبيون على محمد صلاح اسمًا مختصرًا وهو "مو صلاح"، وذلك كعادتهم حيث إنهم لا يميلون إلى اسم محمد، كما حدث من قبل مع محمد شول مهاجم منتخب ألمانيا وبايرن ميونيخ السابق فى منتصف التسعينيات، الذى لقبوه ب"ميمت شول".
وعلى الرغم من ذلك، أشادت الصحافة الإنجليزية كثيرًا بالنجم المصرى محمد صلاح، الذي ينافس على لقب هداف "البريميرليج" مع هارى كين.
وذكرت صحيفة "ديلى ستار" البريطانية، أنه مع انتشار عدد من اللاعبين المسلمين في الدورى الإنجليزى الممتاز، بدأت تقارير بريطانية فى تسليط الضوء على "سجدات" صلاح المعتاد عليها، وقالت إنها أدت إلى تغيير نظرة المشجع الإنجليزى للإسلام بشكل عام.
وأصبحت أيضًا الجماهير الإنجليزية تغني للإسلام احتفالًا بأهداف النجم المصرى المسلم، ما جعل بعض مشجعى الريدز يكتبون على مواقع التواصل الاجتماعى :"سأتحول إلى مسلم إذا واصل محمد صلاح تسجيل الأهداف"، وليس ذلك فقط حيث إن جماهير ليفربول أنشدت أغنية لصلاح قبل مباراة بورتو البرتغالي فى ذهاب دور ال16 لبطولة دوري أبطال أوروبا، والتى سجل خلالها الهدف الثاني ضمن خماسية رائعة ليثير الجماهير الإنجليزية ويعلنون في الأغنية أنهم سيشهرون إسلامهم حال استمرار تألق صلاح، وقالوا في الأغنية بأنهم سيذهبون إلى المساجد إذا احرز صلاح المزيد من الأهداف".
وتقول الأغنية: "إذا لم يكن جيد بما يكفي بالنسبة لك، فهو جيد بما فيه الكفاية بالنسبة لي، وإذا احرز أهدافًا أخرى سأصبح مسلم مثله أيضًا، إنه يتواجد في المسجد وهو نفس المكان الذي أريد أن أكون فيه"، وشهدت تلك الأغنية انتشارًا واسعًا على مواقع التواصل الإجتماعي والصفحة الرسمية لليفربول، كما شوهدت مجموعة من السيدات في أحد شوارع مدينة ليفربول الإنجليزية، يتغنون بتلك الأغنية .
يبدو أن النجم المصري محمد صلاح، سيشغل حيزا أكبر من الاهتمام في الدول الأوروبية والعالم كله، حيث بدأ اسمه يظهر في أمور سياسية وعرقية ودينية لم يضعها فى حساباته يومًا ما، حيث أن اسم "مو صلاح" الذي بات يذكر في الصحافة الإنجليزية بكثرة وإشادة وحب، في أمر نادر الحدوث للاعب مصري مسلم، أثار ضجة في الفترة الأخيرة بالصحافة الأمريكية.
وتناول الكاتب السياسي الأمريكي غير المتخصص في الشأن الرياضي، جاكوب بوجاجى- قريب الصلة بالمخابرات الأمريكية- الحديث عن قدرة "مو صلاح" في تبديل حال الجمهور الإنجليزي، الذي وصفه بوجاجي بالعنصري والمتشدد جدًا والذي لا يقبل الآخرين من لون أو جنس أو دين مختلف بسهولة، لكنه أبدى تغيرًا كبيرًا لبعض أفكاره أمام شخصية صلاح ونجاحاته، وهو الأمر الذي تسبب في دهشة الخبراء المتابعين لكرة القدم الدولية.
وقال جاكوب بوجاجي، في مقال نشره في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن المشجعين البريطانيين أكثر الناس سوءًا من حيث التصرفات في العالم، وذلك وفقًا للإحصائيات التي تحتفظ بها شبكة FARE Network، وهي منظمة غير ربحية مقرها لندن تدرس التعصب في كرة القدم.
وحللت المنظمة حوالي 1.378 مباراة لكرة القدم، خلال مواسم 2015 و 2016 و 2017، وسجلت 539 حادثة عنصرية تعبر عن الإسلاموفوبيا، وفقًا للتقارير الشهرية للمنظمة، كان المشجعون البريطانيون مسؤولين عن 59 من تلك الحوادث، بمعدل أكثر من أي بلد آخر. وقال بوجاجي: "منذ أن جاء النجم المصري المسلم محمد صلاح، غير أفكار المشجعين البريطانيين تمامًا، حيث لقبه بعض مشجعو ليفربول ب "الفرعون المصري" أو "الملك المصري"، كما يقول عنه البعض إنه "ملك مصر!".
وأنشد البريطانيين، أغاني أخرى عن "مو صلاح" قائلين: "أحضرنا الشاب من روما وهو يسجل أهدافًا في كل مباراة، إنه مصري ورائع ومحمد اسمه".
وأضاف الكاتب الأمريكي، "أن الفوز يجعل الجميع يشعرون بالارتياح، ومو صلاح يلعب بشكل جيد للغاية، مما يثير حماسة المعجبين به ويجعلهم أكثر عرضة لقبول اختلافه العرقي والديني على عكس ما كانوا من قبل".
ووصف المقال نجاحات صلاح ب "المذهلة والرهيبة" قياسًا بحجم زمانها ومكانها، فلم يحقق أى لاعب عربى مسلم هذا الإنجاز، وأن يحظى بقلب وعقل جمهور أوروبا بهذا الشكل من قبل.
وفي السابق احترف صلاح، مع فيورنتينا ونادى العاصمة روما في وجود دوما فرانشيسكو توتي، ورغم ذلك حظى صلاح باهتمام شديد لدى الشعب الإيطالي، وسط وجود توتى و دى روسى ودجيكو وناينجولان، ثم انتقل بعد ذلك إلى ليفربول مقابل مبلغ 34 مليون جنيه استرليني.
وقال بوجاجي في مقاله، إن اللاعبين الجيدين يكسرون الحواجز، ونحن نعلم أن تقدير شخص ما كلاعب يؤدي إلى إلقاء نظرة على هويتهم، وهناك الكثير من المعجبين يتم قبولهم لهويتهم.
ورغم أن صلاح لن يحصل على لقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم لإنفراد مانشستر سيتي بالقمة، إلا أنه استحوذ على قلب وعقل كل المشجعين البريطانيين بسهولة.
وأشار المقال، إلى أن مو صلاح أصبح أول لاعب فى الدورى الإنجليزى ولم تقف ديانته عائقًا أمام حب الناس له وإعجابهم به، وقال بوجاجى، إنه لم يجد تفسيرًا لتلك الحالة التي رأى أنها تجاوزت الموهبة والأهداف والسلوك العام الذي لا ينقصه الالتزام والاحترام.
وأعرب جاكوب بوجاجي، الكاتب الصحفي السياسي الكبير، عن حيرته من حب المشجعين البريطانيين الشديد للنجم المصري محمد صلاح، وهو يحاول تحليل شهرة نجم مصري وعربي ومسلم بهذه القوة، الأمر الذي يثير الدهشة في أوروبا.
وأشار إلى أن الدوري الإنجليزي يضم أكثر من لاعب مسلم مثل بول بوجبا و نجولو كانتى و يايا توريه وأحمد حجازى، ويعتبر فريق أرسنال أكثر فريق في البريميرليج، يضم لاعبين مسلمين بواقع 5 لاعبين في صفوف الفريق اللندني، إلا أن محمد صلاح كان له الأثر الأعظم على تحسين صورة الإسلام في البريميرليج.
وفاز صلاح بجائزة أفضل لاعب عن شهر مارس الماضي، في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو أول لاعب على الإطلاق يفوز بجائزة لاعب الشهر 3 مرات فى نفس الموسم من الدورى الإنجليزى.
وضمن الصحف البريطانية التي تصدرت عناوينها اسم "مو صلاح" في شهر مارس الماضي، صحيفة "الإندبندنت" التى عنونت "محمد صلاح يستعرض فى الثلج ويصفع واتفورد ب4 أهداف"، وأيضًا صحيفة "ذا صن"، التي نشرت مقالًا بعنوان "محمد صلاح يسجل 28 هدفًا فى البريميرليج، ليتفوق على الثلاثى أليكسيس سانشيز وكيفين دى بروين وهازارد الذى سجل 26 هدفًا".
وفي تصريح له من قبل، قال اللاعب ، محمد صلاح حامد غالي طه، البالغ من العمر 25 عامًا،: "أحلم بالفوز بالدوري الإنجليزي وأن أقدم شيئًا استثنائيًا في دوري أبطال أوروبا، لقد جئت إلى هنا لحصد الألقاب".
وأضاف صلاح، أنه مستمر في تطوير نفسه يوميًا وأنه يحب أن يضع نفسه تحت ضغط ليتحسن مستواه، وتابع: "لقد وهبت حياتي لكرة القدم، لا أفكر في سواها، إنها الشيء الوحيد في عقلي طوال الوقت".
ورغم تمسك ليفربول بمحمد صلاح، إلا أنهم أعلنوا عن موافقتهم على بيعه خلال سوق الانتقالات الصيفية المقبلة ، ولكن بشرط وحيد، وهو تتويج الريدز بلقب دوري الأبطال، حسبما نشرت صحيفة " "إكسبريس" البريطانية.
وساهم صلاح في وصول فريقه لنصف النهائي، عقب إقصاء مانشستر سيتي من ربع النهائي بالفوز بنتيجة 5-1 بمجموع المباراتين.
ويقدم صلاح موسما استثنائيا، بإحرازه 39 هدفًا مع ليفربول بمختلف المسابقات، وهيمنته على صدارة هدافي الدوري الإنجليزي برصيد 29 هدفًا.
جدير بالذكر أن محمد صلاح، هو ثالث لاعب أفريقى يسجل رباعية فى عهد الدورى الممتاز، بعد النيجيريان إيفانجو إيكوكو فى 1993 وياكوبو أيجبينى فى 2004 وفي 2011، حسبما ذكرت شبكة "أوبتا" العالمية المتخصصة في إحصائيات كرة القدم.