وسط أنباء عن تدخل الولاياتالمتحدةالأمريكية لحل الأزمة الخليجية بين الدول العربية وقطر، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومن المنتظر أن يلتقى خلال الايام المقلبة بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد بعد فشل الإدارة الأمريكية فى استضافة زعماء الدول العربية المقاطعة لقطر بحضور الأمير الطائش تميم بن حمد. ووفقا لمسؤول كبير بالإدارة الأمريكية فإن الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي طلب الاجتماع مع ترامب بعد لقاء الرئيس الأمريكي بأمير قطر المقرر لها 10 أبريل الجارى.. وعلى الرغم من أن زيارة ولى عهد أبو ظبى لواشنطن لم يتم تحديدها حتى الان إلا أن الأنظار تتجه نحو العربى الأقوى بالولاياتالمتحدة يوسف العتيبة سفير دولة الأمارات العربية المتحدةبواشنطن، والذى كان محل مزاعم قطرية عديدة خلال الشهور الماضية ومع اندلاع الأزمة الخليجية من أجل تشويه سمعته لدى الإدارة الأمريكية بقيادة "ترامب" والتى تثق فيه بشكل كبير. "العتيبة" لا يعد سفيرا للإمارات فحسب فهو واحد من أبرز دبلوماسيها قوة لدى الدولة الأكبر والأقوى فى العالم، كما يحظى بعلاقات متشعبة مع كافة دوائر صنع القرار بالولاياتالمتحدة، ما جعله محط نيران وسائل الإعلام القطرية التى تدرك قوة تأثيره على الإدارة الأمريكية القادرة على حل الأزمة الخليجية. الهجوم القطرى يرجع للنشاط الكبير الذى دأب عليه"العتيبة" منذ تعيينه سفيرا للأمارات العربية المتحدةبواشنطن، حيث استطاع أن يشكل لوبى إماراتى من خلال علاقاته المتشعبة بمراكز صناعة القرار و قدرته على التأثير على وسائل الاعلام الامريكية و بيوت التفكير فى واشنطن، كما حرص منذ قدومه لمنصبه على دعم مستشفيات الأطفال، وتمويل أنشطة رياضية شتى في مناطق محرومة، وتوفير الإغاثة لضحايا الأعاصير وغيرها من الكوارث الطبيعية، ما جعله يحظى سريعا بتقدير واسع في دوائر الفكر والسياسة والإعلام بالمجتمع الامريكى. وخلال سنوات قليلة، نجحت سياسات "العتيبة" فى كسب ود المجتمع الامريكى وصناع قراره، ما جعله يحظى دائما بتناول العشاء مع إعلاميين لامعين، وأعضاء في الكونجرس وبعض الشخصيات السياسية اللامعة نظرا لنفوذه المتزايد يوما بعد الأخر بدوائر صنع القرار وحرصه الشديد على التواجد بالكثير من المناسبات الهامة. أبرز ما تصدر وسائل الاعلام العالمية فى الفترة الأخيرة، كان حضور "العتيبة" اجتماع خاص هدفه تحديد استراتيجية الولاياتالمتحدة في مواجهة الصراع، حيث كان واحدا من بين اثنين فقط غير أمريكيين حضروا هذا الاجتماع وعبر خلال الاجتماع عن جاهزية أبو ظبى لمساعدة واشنطن في مأزقها، معلنا بوضوح أن محاولة الابتعاد وعدم التدخل في الصراعات هي التي أنتجت "داعش" وغيرها من المجموعات المتطرفة. تصريحا "العتيبة" فى اجتماعه السرى بالأمريكان كشفتها فيما بعد ويندي شيرمان، - إحدى كبار مسؤولي وزارة الخارجية الامريكية- والتى أكدت أن "العتيبة" تحدث بلهجة قوية قائلا "طائراتنا من طراز "إف 16" جاهزة سيدتي، أخبرينا فقط متى تحتاجون إليها".، وبعد أيام من اجتماع البنتاجون، قامت مريم المنصوري، والتي تعمل كطيار مقاتل في الجيش الإماراتي، بقيادة ضربات إماراتية على مواقع لتنظيم "داعش" بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة. وسائل اعلام عالمية أشارت لقرب "العتيبة" من ولي عهد الامارات محمد بن زايد والذى حرص على تعيينه سفيرا لبلاده فى أهم سفارة فى العالم بهدف إبراز حضور الامارت في الأروقة السياسية بواشنطن"، كما تشير وسائل الإعلام إلى إن المسؤولين الإماراتيين يدركون أن "العتيبة" ينطق بلسان ولي العهد، لكن بحضوره نادرا ما يتحدث، إلا بناء على طلب ولي العهد لتقديم مزيد من التفاصيل أو المساعدة في الترجمة إلى الانجليزية ونادرا ما يتدخل في الحديث إلا عندما لا يكون ولي العهد على دراية تامة بالموضوع قيد البحث". فى عام 2000، أصبح العتيبة مسؤول الشؤون الدولية في مكتب محمد بن زايد الذي يتولى مسؤولية شؤون الدفاع أيضًا في الإمارات، بما في ذلك العلاقات العسكرية مع الولاياتالمتحدة، ما جعل "العتيبة" يتولى مسؤولية الاتصالات مع القادة العسكريين ومسؤولي الاستخبارات الامريكيين من اجل توطيد علاقة بلاده بالولاياتالمتحدة على الصعيد العسكري. بعد تعينه سفيرا لبلاده بواشنطن، قام "العتيبة" بتعيين ايمي ليتل توماس، اهم مسؤولة علاقات عامة في إدارة بوش للعمل كمسؤولة البروتوكول في سفارة الامارات، حيث قامت بفتح جميع الابواب الأمريكية المغلقة ما جعله يتحول إلى رجل الإمارات القوي في واشنطن، ونسجت له خيوطا مع العديد من المسؤولين الأمريكيين خاصة أولئك الذين كانوا إبان فترة الرئيس جورج بوش، لتتشعب علاقاته داخل الإدارة الأمريكية، ويكون شبكة مع العلاقات مع اللوبيات المختلفة داخل الكونجرس الأمريكي. صفقات السلاح ساهمت الأحداث التى تمر بها المنطقة فى زيادة الترسانة العسكرية الإماراتية والتى تعتمد بشكل كبير على السلاح الأمريكى، كما ساهمت علاقات "العتيبة" المتشعبة بكافة الإدارات الأمريكية ومنها شركات السلاح فى انهاء العديد من هذه الصفقات والتى تجاوزت قيمتها مليارات الدولارات كان أخرها ما تم الاعلان عنه من منظمو معرض الدفاع الدولي بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي "ايدكس" في فبراير من العام الماضي عن توقيع الإمارات عقود صفقات شراء سلاح وصلت قيمتها إلى 18.328 مليار درهم. مطلع 2015 أعلنت أبو ظبى عن عقد صفقة تسليح مع الولاياتالمتحدة، بقيمة 270 مليون دولار لشراء مدافع ميدان وأنظمة ملاحية ومعدات عسكرية، وهي جزء من صفقة أكبر لا تزال قيد النقاش بين شركة لوكهيد مارتن والإمارات العربية المتحدة وتشمل 30 مقاتلة إف-16، حيث توصل الطرفان وقتها على عقد صفقة تحصل الإمارات بموجبها على 4،569 مركبة مجدّدة مقاومة للألغام مقابل 2.5 مليار دولار، بخلاف صفقة أخرى اشترت بموجبها أبو ظبى أنظمة صاروخية بعيدة ومتوسطة المدى بقيمة 900 مليون دولار من طراز هيمارس و100 نظام صاروخي من طراز أتاسمس. دوره فى الاطاحة ب" تيلرسون" ساهم نشاط "العتيبة" الدبلوماسى فى الإطاحة بوزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية ريكس تيلرسون من منصبه مطلع العام الجارى، حيث كشفت وسائل إعلام عالمية عن تخطيط السفير الإماراتى لهذا القرار بعد دعم " تيلرسون" لقطر وأميرها الطائش تميم بن حمد وممارساته التى أسهمت فى زعزعة أمن واستقرار المنطقة وسعى الوزير الامريكى الدؤوب لإنهاء المقاطعة العربية ضد السياسات القطرية. وسائل الاعلام العالمية،كشفت عن أن رجل الأعمال الأمريكي إليوت برويدي، أكبر المتبرعين لحملة دونالد ترامب والذي تربطه علاقات وطيدة مع الإمارات، التقى مع ترامب في أكتوبر الماضي وحثه على إقالة تيلرسون واصفا إياه ب "برج من الهلام" وأنه "ضعيف ويحتاج إلى صفعة قوية"، كما نصح "ترامب" بعدم إقحام نفسه في التوتر الذي يسود علاقات قطر بباقي دول منطقة الخليج وأن يدعم الإمارات والسعودية، حليفتي الولاياتالمتحدة في المنطقة، واصفا قطر بأنها "محطة تلفزيونية ملحق بها دولة"، في إشارة إلى شبكة الجزيرة القطرية. ترقيته لوزير بعد الحملة المفتعلة على "العتيبة" من قبل وسائل الاعلام القطرية، عقب قرار المقاطعة الذى اتخذته الامارات والسعودية ومصر والبحرين تجاه قطر وسعي الأخيرة للنيل من سفير الأمارات بواشنطن والقادر على التأثير على الإدارة الأميريكية، أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة مرسوماً اتحادياً بمنح "العتيبة" درجة وزير، نظرا لما قام به من مجهود كبير فى خدمة بلاده على المستوى الدولى. وكشفت وسائل الاعلام الاماراتية أن السفير العتيبة لعب منذ تعيينه سفيرا للإمارات في واشنطن في العام 2008م دورا هاما في توطيد أواصر العلاقات والصداقة بين دولة الامارات العربية المتحدةوالولاياتالمتحدةالامريكية وعكف على تطوير علاقات البلدين، كما عمل بشكل وثيق مع المسؤولين في الحكومة الأمريكية وفي القطاع التجاري بهدف تعزيز الروابط التجارية كذلك بذل معاليه جهوداً مقدرة في إرساء علاقات قوية في المجالات الاجتماعية والتعليمية والثقافية عن طريق شراكات وبرامج تبادل مع مؤسسات أمريكية مثل مستشفى كليفلاند و جامعة نيويورك و مستشفى الأطفال في واشنطن و جامعة جونز هوبكنز ومجموعة متاحف سمثسونيان الشهيرة. ووفقا للمراقبين فأن ترقية العتيبة" جاءت مكافأةً من القيادة السياسية لدوره في تفنيد الحملات التي تعرضت لها الإمارات من جانب قطر، خلال فترة الأزمة القطرية مع الدول الأربع المقاطعة لها، وأن قطر حاولت النيل منه في إطار بحثها عن أدلة يمكن استخدامها في الحرب المعلنة على الإمارات، وعليه شخصياً. تاريخه الدبلوماسى وولد "العتيبة" لأسرة ثرية وذات علاقات قوية، فوالده هو أول وزير للبترول في الإمارات وكان له ما لا يقل عن 12 ابنا من زوجاته الأربع، بما فيهم أم يوسف مصرية الجنسية. حصل السفير الاماراتى على درجة علمية في الآداب من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بعد تخرجه بدأ دراسة العلاقات الدولية في جورج تاون وبعد ذلك التحق بجامعة الدفاع الوطني في واشنطن ما اسهم فى زيادة درايته لبواطن الأمور بالولاياتالمتحدة. عمل قبل توليه منصبه الحالى سفيرا للأمارات العربية المتحدة غير مقيم في المكسيك، ثم عمل في مكتب ولى العهد بأبو ظبي إلى أن تم تعيينه سفيراً في واشنطن بهدف إبراز حضور الإمارات في الأروقة السياسية في واشنطن.