يترقب أكثر من 700 ألف مهندس في مصر حسم صراع التيارات المختلفة فى انتخابات نقابة المهندسين المقبلة، والمقرر انطلاقها في ال 23 من الشهر الجاري، على منصب النقيب العام، بين مرشح قائمة "في حب مصر" المهندس هاني ضاحي وزير النقل الأسبق، ومرشح "تيار الإستقلال" المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين الحالي، والدكتور مصطفي أبو زيد، مرشحا مستقلا تحت شعار" معا نستطيع". البداية مع المهندس هاني ضاحى وزير النقل الأسبق ، المرشح عن قائمة "فى حب مصر" الذي أرجع ترشحه على مقعد نقيب المهندسين إلى مطالبات له بالترشح، بسبب تصاعد الخلافات والصراعات والانقسامات بين المجلس الحالي، مؤكدا أن برنامج قائمة "مهندسون في حب مصر"، يهتم بجميع المراحل السنية للمهندسين، وسيحدث نقلة نوعية في الخدمات المقدمة للأعضاء وأسرهم، بالاضافة إلي الاهتمام بملف الاستثمار في أصول النقابة المعطلة، والتي تتمثل في 7 شركات، فضلا عن أراضي كثيرة غير مستغلة. الوزير الأسبق يعتمد علي خبراته الطويلة التي تمتد لنحو 40 عاما،علي حسب قوله، حيث عمل في جميع المواقع لخدمة الدولة، حتى وصل لرئيس مجلس إحدى الشركات، ونجح في عمل نقل كبيرة بها من الخسارة إلى الأرباح، دفعت الشريك الأجنبي إلى مطالبته بالاستمرار في قيادة الشركة وتمثيلها بمرتب يوازي 15 ضعف مرتبه، و تم تكليفه بعد ذلك بالعمل في شركة بتروجت في 2002، ونجح في إحداث نقلة نوعية بها من شركة محلية إلى عالمية حتى وصل إلى منصب وزير النقل. وركز المرشح على مقعد نقيب المهندسين، وقائمته علي وضع برنامج قوي وطموح يعمل على تحقيق عدة أهداف تسهم فى الارتقاء بالمهنة وتحقيق طموحات المهندسين والمساهمة فى رفعة الوطن، بالإضافة إلى سعي القائمة لحل العديد من المشكلات المتراكمة والمزمنة للعاملين بالمهنة التي أثرت على المناخ العام خلال السنوات الماضية. ويري ضاحي، أن محاور العمل النقابي تتلخص فى ثلاثة محاور هى: هي الخدمي والمهني والوطني، حيث ستسعى النقابة إلى تقديم خدمات متميزة للمهندسين فى مجالات الإسكان والصحة والمعاش والتدريب والثقافة والأندية، كما سيتم بحث آليات تنمية أصول وإيرادات النقابة بالضبط الإداري والمالي وإعادة هيكلة الشركات والجهاز الإداري وحسن إدارة الاستثمارات وترشيد الإنفاق لتعويض العجز في الميزانية وصندوق المعاشات. كما أنه يؤكد على التواصل مع مجلس النواب والجهات المعنية لتعديل قانون النقابة ولائحته التنفيذية، ليتناسب مع طموح المهندسين وتحقيق زيادة الموارد، وكذلك العمل على وضع آليات تنظيم مزاولة المهنة بما يحقق تصنيفا متدرجا للمهندسين والمكاتب الاستشارية بغرض ضبط السوق. ويسعى ضاحي، إلى توفير آليات الحماية المهنية لكل مهندس داخل الوطن وخارجه، وكذلك إنشاء قاعدة بيانات للمؤسسات الهندسية والمصانع واحتياجاتها، لرسم خريطة للمساهمة في إيجاد فرص عمل للمهندسين. كما سيتم التركيز على إقامة مؤتمرات دورية علمية ومهنية لكل شعبة والتنسيق مع كليات الهندسة لتحقيق التوافق بين الخريجين ومتطلبات سوق العمل فى الداخل والخارج, بالإضافة إلى تحديث المكتبة الحالية في النقابة العامة والنقابات الفرعية وإنشاء المكتبة الإلكترونية لتمكين المهندس من الحصول على الخدمات والمعلومات فى أي مكان وتوسيع المشاركة فى القرارات الرئيسية، بجانب إنشاء نقابات فرعية فى المحافظات التي لا تتوفر بها أفرع للنقابة وهى جنوبسيناء والبحر الأحمر ومطروح. ويدخل المهندس طارق النبراوي رئيس مجلس نقابة المهندسين الحالي، ومرشح تيار الاستقلال، الانتخابات المقبلة، متسلحا بما تم انجازه خلال ولايته الأولى، وفي مقدمتها, تطويره مبنى النقابة العامة ليليق بنقابة تحمل اسم مهندسين مصر، بجانب ملف التدريب الذي تم وضعه على رأس قائمة أولويات مجلسه لرفع المستوى المهني للمهندس. وكان لمشروع الرعاية الصحية، اهتمام من مجلس "النبراوي" ويسعى مع مجلسه حال فوزة في الانتخابات المقبله، إلى إحداث تغييرات في المشروع لتغطية كافة الخدمات الطبية. ويرى النبراوى، أن النقابة تلعب دورا كبيرا في دعم وتنمية المجتمع من خلال، المجهودات التي اتخذها المجلس لإنشاء مستشفى المهندسين بمدينة بدر، معلنا الحصول على تصريح وزارة الصحة لإنشاء المستشفى، الذي سيكون أكبر صرح طبى في مصر، من أصل 3 مستشفيات تسعى النقابة لإنشائها، بالاضافة إلى دور النقابة في دعم الدولة وحربها ضد الارهاب. وتعهد النبراوي، بحل بعض القضايا المستعصية وعلى رأسها, قضية المعاشات، قائلا: اجتهدنا كثيرا حتي نستطيع رفع معاش المهندس ليصل إلى1000 جنيه، لكن كان هناك معوقات حالت دون ذلك، ويتم العمل على إدخال تعديلات عاجلة على قانون النقابة، خصوصا أن هذا القانون لم يدخل عليه أي تعديلات منذ صدوره، لزيادة قيمة الرسوم التي تحصلها النقابة بما يكفل زيادة إيراداتها ويجعلها قادرة على الوصول لأفضل وضع في المعاشات. وتابع: أن هذه التعديلات وافقت عليها لجنة مشتركة من لجنة الإسكان، ولجنة الخطة والموازنة، والشئون الدستورية والتشريعية والقوى العاملة بمجلس النواب، وهى الآن في طور العرض على الجلسة العامة لمجلس النواب، مؤكدا أن المجلس الحالى للنقابة يسعى لإقرار التعديلات لآخر دقيقة من أجل المهندسين . وأكد النبراوي، أن مجلسه كان حريص على عودة نقابة المهندسين لدورها الاقليمى والدولى ولأول مرة مصر تصبح عضوا بالاتحاد الدولي للاستشارات الهندسية (FIDIC) حيث شارك فى المؤتمر الدولى السنوى للفيديك بجاكرتا فى أكتوبر 2017 المهندس محمد النمر ( وكيل نقابة المهندسين) رئيسا للوفد المصرى المشارك بالمؤتمر، وتم تقديم محاضرة عن مصر والمشروعات القومية ومستقبل التنمية بها , وقد فازت مصر بعضوية الفيديك بالاجماع . و يعد ال FIDIC الجهة المنظمة لعقود كافة المشروعات الدولية و المرجع الذى يعتمد فى التحكيم الدولى . وأوضح "النبراوى" أن هناك قضية التعليم الهندسى المتعلقة بمستقبل المهنة، لافتا إلى أن المجلس اتخذ إجراءات حاسمة في هذا الصدد، ستؤثر ايجابيا في إنقاذ المهنة، فضلا عن وجود إجراءات أخرى خلال الفترة القليلة المقبلة. ويرى أن شباب المهندسين يواجهون أزمة فى سوق العمل، قائلا: نعاني من مشكلة كبرى فى مصر تتلخص فى نقطتين، الأولى البطالة بشكل عام، والثانية تتمثل فى مستوى الخريج، موضحا أن مشكلة المستوى ناتجة عن دخول أعداد كبيرة من الشباب بشكل عشوائي إلى المعاهد والكليات الخاصة التى نشأت دون تجهيزات ودون هيئات تدريس وإعداد مناسب مما تسبب في أزمة كبيرة يعاني منها خريجي الهندسة علي وجه الخصوص. وأشار إلي أن الفترة الماضية وتحديدا فى السنوات الثلاث الأخيرة، أصبح هناك وضع مختلف فى التعامل معهم، في المقابل هناك زيادة كبيرة فى أعداد خريجى الكليات الحكومية، ومن هنا طالبنا بتقليل أعداد المقبولين بالكليات الحكومية، وغلق أى كلية أو معهد خاص لا تكتمل عناصره الأساسية التعليمية من وجود هيئات تدريس أو معامل أو ورش وخلافه، دون النظر لأبعاد أخرى. ونظرا لهذا الوضع قامت النقابة بإتخاذ إجراء من جانبها، وهو أنه لا يجوز أن تسمح المعاهد الخاصة بقبول طالب حاصل على 60%، بينما تقبل الكليات الحكومية طلاباً حاصلين على أكثر من 92%، ومن ثم اتخذنا قرارًا بأن تكون عضوية النقابة مقصورة على من يدخل المعهد الخاص بشرط حصوله على مجموع يقل عن الكليات الحكومية، بنسبة 10% فقط، وجميع الباقين لن يدخلوا النقابة، وسيتم تطبيقه بعد عامين من الآن ، وهذا الأمر معلن وواضح ولا مناقشة فيه. وبالرغم من هذه الانجازات التي تمت على أرض الواقع، حسب ما أكد نقيب المهندسين، يواجه المجلس الحالي العديد من الانتقادات أبرزها إهدار المال العام في العديد من النقابات الفرعية، فضلا عن الخلافات التي شقت صف المجلس. ولم تقتصر المنافسة علي منصب نقيب المهندسين بين "ضاحى والنبراوي" فقط ، يدخل المنافسة بقوة الدكتور مصطفى أبوزيد، رئيس مصلحة الميكانيكا والكهرباء، التابع لوزارة الموارد المائية والري، أملا في إحداث طفرة كبيرة في الأداء النقابي، والقضاء على حالة العزلة التي يعيشها أعضاء الجمعية العمومية مع النقابة وأنديتها، علي حسب تعبيره. ويستهدف البرنامج الانتخابي لأبوزيد، تحويل النقابة إلى مراكز خدمية توفر جميع الخدمات التي يحتاج إليها الأعضاء دون عناء، متعهدا بأداء نقابي أفضل حتى يشعر أعضاء الجمعية العمومية بأن النقابة هى بيتهم الأول والمدافع عنهم في حالة الأزمات. ووعد المرشح علي منصب نقيب المهندسين، بتعظيم دور النقابة داخل القارة الإفريقية، من خلال استراتيجيات وسياسات تدريبية وعلمية لن تكلف النقابة شيئًا خاصة بعدما غاب المهندس المصرى عن الخارج لفترات سابقة، بالإضافة إلى إنهاء مشكلات صندوق المعاشات الذى يعانى من أزمات عديدة ويمكن إنهائها بالاستغلال الأمثل للأصول والعمل على تنمية الصندوق، وتعديل بعض مواد قانون النقابة. وأكد أنه فى حالة فوزه بمنصب نقيب المهندسين، سوف يتم إقرار أيديولوجية عمل تضمن الانتشار النقابى وتعظيم موارد النقابة، وتطوير الأداء الخدمى لأعضاء الجمعية العمومية، بالإضافة إلى ربط قاعة للفيديو كونفرانس بالنقابات الفرعية والرئيسية وإطلاع أعضاء النقابة على الدورات التى تعقد فى النقابة الرئيسية.