يبدو أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مغرما بالنساء فهو لا يتحرش بهن فقط بل يختارهن للمناصب القيادية حتى يكن بجانبه, ولعل أبزهن هى هوب هيكس المتحدثة الاعلامية لحملته الانتخابية التى عينها سكرتيرة صحفية له فور نجاحه . "هوب" تحولت إلى إمرأة حديدية فى البيت الأبيض حيث أصبحت المسئولة عن كل كلمة يتحدث بها ترامب لوسائل الإعلام وتحضر جميع مقابلاته الصحفية والتليفزيونية كما كانت الوحيدة بصحبته خلال المقابلة التي أجرتها معه صحيفة نيويورك تايمز قبل فترة. وعلقت "هيكس" على ذلك قائلة:"إن عنوانها الوظيفي بوصفها السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض لا يتعلق بالتواصل استراتيجياً مع الصحافة بل التواصل استراتيجياً مع الرئيس", وهي تعرف أن الإشارة على الرئيس بما يجب ألا يقوله قبل أن يتحدث في مقابلات مع الاعلام إنما هي معركة خاسرة. وسلَّمت "هيكس" بأن الرئيس يقول أشياء صادمة أو مزعجة ولكنها اتخذت قرارها منذ زمن طويل بأنها تؤمن ايماناً عميقاً بترامب زعيماً. وكثيراً ما تعبر "هيكس" للزملاء والصحفيين عن شعورها بالاحباط لأن الرئيس يوصف في أحيان كثيرة بأنه غاضب أو منفعل في حين إنها ترى أن الرجل الذي تعمل تحت إمرته شخص ساحر عموماً ومؤازر وودود. وقال أشخاص مطلعون على مجرى المقابلة إن "هيكس" التي كانت تعليقاتها خلال الحديث ليست للنشر حاولت التدخل في مناسبات متعددة لتذكير الرئيس بأنه ليس مضطراً للاجابة عن كل سؤال يُطرح عليه. وأثار حضورها وحدها في مكتب الرئيس تساؤلات عن الحظوة التي تتمتع بها بين سائر مستشاري ترمب ومساعديه وعما إذا كان هناك أحد غيرها في فلك ترمب يستطيع أن يكبح جماحه. تعمل "هوب هيكس" لصالح عائلة ترامب منذ 2012، فقد وظفت في إحدى الشركات التابعة لإيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي، حيث عملت في مجال العلاقات العامة هناك، وساعدتها في تقديم أنواع مختلفة من الملابس إلى السوق، ثم انضمت إلى فريق الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، عام 2015. ويشير المقربون منها إلى قدرتها الفائقة على العمل، حيث تستطيع التعامل مع 250 مذكرة يوميا، فهي مولعة بعملها لدرجة أن وقتها لا يسمح بإنشاء صفحة شخصية على شبكات التواصل الاجتماعي. تتمتع "هيكس" في فريق ترامب بتقدير رفيع، كما تعتبر من الموظفين الأعلى أجرا في البيت الأبيض، حيث يقدر دخلها السنوي ب 179 ألف دولار. كذلك أدرجتها مجلة فوربس الأمريكية على قائمة أفضل 30 شخصية حققت أكبر نجاح قبل بلوغ 30 عاما، إلى جانب أنها تشغل المركز الأول في فئة "السياسة والحقوق". علاوة على ذلك، تتصف "هيكس" بتركيزها على أهدافها والتأكد من تحقيقها, انضمت أثناء دراستها في الجامعة إلى فريق محلي لرياضة عنيفة، وقالت مدربتها السابقة في هذه الرياضة إن هيكس تمتلك حقا القدرة على المنافسة والكفاح. مع هذا يشير زملاؤها إلى أنها تتميز بنعومة ولباقة تسمح لها ببناء علاقات مع الصحفيين متقلبي المزاج، وكذا مع الرئيس الأمريكي الذي يمتلك شخصية فريدة من نوعها. "هيكس" تختلف عن مساعدي ترمب الآخرين, فهي تبقى بعيدة عن عدسات التلفزيون، ولم تكذب قط في خدمة الرئيس وترفض جميع الطلبات التي يقدمها الصحافيون لمقابلتها لأنها تفضل ان تخدم الرئيس بعيداً عن الأضواء. وفي البيت الأبيض المأهول بموظفين ومساعدين يتزاحمون على تمرير أجنداتهم الشخصية تقف "هيكس" متميزة عنهم بوصفها موالية وفية، لوجودها في البيت الأبيض سبب واحد هو التزامها تجاه ترمب وعائلته، وليس لديها طموحات في الصعود. وتُعامل "هيكس" أحياناً كأنها أحد أفراد عائلة متمددة في عشيرة متلاحمة, فهي انضمت الى جاريد كوشنر وايفانكا ترمب على العشاء بمناسبة "شبات اليهودية" ووقفت بجانب عائلة ترامب حين استقبلهم البابا في روما. عملت "هيكس" عارضة أزياء حين كانت مراهقة وسطع نجمها خلال العمل في منظمة ترامب , لكنها أصبحت أكثر اعتكافاً وحمائية لنفسها مع تعاظم قوتها في البيت الأبيض. ونقلت مجلة بوليتيكو عن أصدقاء لها أنها نادراً ما تغامر بحضور فعاليات اجتماعية في واشنطن لأن علاقتها بالرئيس تُشعرها بأنها مستهدفة., وهي ليس لديها حساب على تويتر وحسابها على انستجرام مُعد على نمط يحفظ خصوصيتها. وقال زملاء لها إنها تتواصل مع ترامب كما تتواصل مع ابنته ايفانكا وتستطيع أن تنقل اختلافها مع الرئيس في جلسات خاصة ولكنها في النهاية تدعم قراره بلا نقاش. مساعدون آخرون في البيت الأبيض يعتمدون على رأي "هيكس" في تحديد الوقت الذي يكون مناسباً للدخول على الرئيس. وقال مارك شورت مدير الشؤون التشريعية في البيت الأبيض انه "إذا كان هناك شيء يحدث بشكل عاجل فإنها تكون قادرة على نقل هذه المعلومة بسرعة إلى الرئيس والعودة بالرد الذي نحتاجه". وأضاف أن الاستمرارية التي تمثلها "هيكس" عنصرا مهما في البيت الأبيض الذي يعج بالمستجدين في ركوب قطار ترامب. وبعد ما يربو على ستة أشهر حافلة بالهزات والأزمات والاقالات من ولاية ترامب الأولى أصبحت هوب هيكس في موقعها قرب المكتب البيضاوي جزءا من الحلقة المتقلصة للذين ما زال الرئيس يثق بهم، تشرف على المزيد من ردود ترامب على الأنباء الضارة به في وقت فقد الثقة بالأعضاء الآخرين في فريق اتصالات البيت الأبيض. ويبدي البعض من خصوم ترامب تعاطفهم مع "هيكس" في مهمتها الصعبة للتعامل مع شخصية لا يمكن السيطرة عليها. وقال ستو لويسر السكرتير الصحفي السابق لعمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبرج "إنها تؤدي عملا ممتازاً مع أسوأ زبون في تاريخ العالم". وأضاف أنه "ليس هناك حل دائم لتهدئته". وأثنى "لويسر" على "هيكنس" لنقلها تصريحات ترامب بشأن التحقيق الجاري في علاقة حملته الانتخابية بروسيا قبل أن تنتظر إطلاق تغريداته على تويتر. وأشار إلى أن "هيكس" حرصت على أن يقول ترمب ما كان لا بد من قوله بطريقة رصينة ومهنية إلى أقصى حد. "هوب" من مواليد أكتوبر عام 1988 لتكون بذلك أصغر مستشارة ضمن فريق عمل الرئيس الأمريكى, حيث وُلدت في ضاحية «جرينويتش» ذات ال60 ألف نسمة جنوب غرب ولاية «كونيتيكت», مارست في طفولتها لعبة «اللاكروس»، كما كانت ممثلة وعملت كموديل، قبل أن تتخرج من جامعة ساوثرن ميثوديست بولاية تكساس. لم تتوقع الشابة الحسناء أن دورها الفعّال في حملة «ترامب» الانتخابية سيقودها لتولي منصب مهم في إدارته، بل ووجدت نفسها، بالرغم من صغر سنها، أحد أهم عناصر إدارة الرئيس الأمريكي، لتكون مساعدته الأبرز وتتولى إدارة الاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض، ووصفها موقع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية بأنها المرأة «التي استطاعت فهم ترامب كليًا». كانت «هيكس» وشقيقتها «ماري» عارضتين ناجحين في مرحلة المراهقة، وقد عملت «هيكس» لصالح المصمم الأمريكي، لارف لورين, عرفت عائلة «ترامب» هوب هيكس عام 2012، حين بدأت عملها بالعلاقات العامة في شركة «هيلتزيك» المسئولة عن خط أزياء إيفانكا ترامب. اختارتها مجلة «فوربس» ضمن قائمة أنجح 30 شخصية تحت الثلاثين لعام 2017، وحلّت في المركز ال12, وسرعان ما حازت «هيكس» على ثقة دونالد ترامب بعد أول لقاء بينهما، وفي يناير 2015 طلب «ترامب» منها أن تلتقيه في الدور ال26 من «برج ترامب»، ناطحة السحاب التي تحمل اسم الرئيس الأمريكي في نيويورك، وأبلغها بانضمامها للحملة الانتخابية, ولم تكن قد عملت «هيكس» في مجال السياسة من قبل، إلا أنها تُعد شبكة علاقات عامة واسعة وعميقة جدًا بحكم عملها، كما شغل والدها منصب نائب رئيس اتحاد كرة القدم الأمريكية للاتصالات والعلاقات العامة. بدأت «هيكس» في العمل على حملة «ترامب» الانتخابية قبل 5 أشهر من أن يعلن هو أصلًا بدأها, المقربون منها يصفونها بالودودة، المخلصة، والمحاربة، بينما يصفها «ترامب» بالتلقائية والمساندة, اقترحت عليها والدتها «كاي» أن تؤلف كتابًا عن خبرتها التي اكتسبتها مع الرئيس الأمريكي «ترامب», وخلال الحملة الانتخابية أقامت «هيكس» في إحدى وحدات «برج ترامب»، وكانت تذهب لزيارة والديها في «كونيتيكت» كلما سمح الوقت, وتعد «هيكس» أقرب من «الوسواس» لترامب؛ فهي تتفهم طباعه وتقلب مزاجه، وتجيد بشدة فهم ما يريده بالضبط السيد الرئيس والقيام به بالطريقة التي ترضيه, حينما كانت فى عمر ال13 قالت لمجلة «جرينويتش» إنه إذا لم يجدِ التمثيل نفعًا معها ستفكر بالعمل في السياسة، وكأنها تعلم ما تخفيه لها الأيام. لكن على الجانب الآخر تواجه "هيكس" العديد من الانتقادات لقلة خبرتها العملية في أروقة السلطة العليا، إلا أن والديها وجديها شغلوا مناصب عليا في شركات ومؤسسات مختلفة، ما وفر لها حظا لا بأس به لبناء علاقات واتصلات ضرورية. ومن ضمن الانتقادات التى توجه لها أيضا أنها جزء من مشكلة أكبر في إدارة ترامب حيث لا يستطيع أحد أن يسيطر على نوازع الرئيس التي تضرّ به قبل الآخرين، وليست هناك استراتيجية إعلامية أبعد من توفير الارتياح الآني الذي يجده ترامب من تصدره العناوين الرئيسة في الأخبار.