منذ اعتلائه الكرسي البابوي يقود البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ثورة التجديد والحداثة داخل الكنيسة، مستعيناً في ذلك بكافة الوسائل التقنية الحديثة التي حرص علي تسخيرها لتعميق التواصل مع شعبه . وكانت الكنيسة المصرية قد اخترقت خلال السنوات الماضية "العالم الافتراضي" وقامت باستخدام برامج وتطبيقات الهواتف المحمولة لتفعيل التواصل بين البابا والرعية ومن هذه الوسائل استخدام الساوند كلاود، والفيديو كونفرانس، ومواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلي تخصيص برامج تليفزيونية يتواصل من خلالها البابا مع الأطفال. ساوند كلاود أعلن المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية مؤخرًا تدشين حساب على "ساوند كلاود" لعظات البابا تواضروس الثاني، لإتاحة الفرصة لمتابعة أبناء الكنيسة لعظاته على شبكة الإنترنت ومن خلال هذه الوسيلة السهلة وشديدة الانتشار. وأوضح المركز في بيان له وضع عظات البابا باجتماع الأربعاء لعام 2013 كاملة على الحساب الجديد، وسيتم إضافة عظات عام 2014، ثم عام 2015 وصولًا لأحدث العظات، وأشار المركز في بيان له إلي انه من المقرر أن يتم تحميل العظات الأسبوعية فور انتهائها. وأشار المركز إلي أنه من المقرر وضع عظات البابا في المناسبات الكنسية المختلفة مثل الأعياد والزيارات الرعوية والمؤتمرات واللقاءات المتخصصة وكذلك المناسبات الوطنية والعامة، وأعلن المركز تدشين هاشتاج بعنوان "عظات قداسة البابا" لتسهيل الوصول إليها على "ساوند كلاود". وأوضح المركز في بيانه أن هذا التطبيق عبارة عن موقع للموسيقى والأصوات تم إطلاقه عام 2007 في مدينة برلين الألمانية، ويمكن لأي شخص من خلاله إنشاء الأصوات ومشاركته، ما يتيح لمستخدميه تسجيل الأصوات وتحميلها بسهولة، ومشاركة الصوت في إطار خاص مع أصدقائهم أو بشكل عام على المدونات ومواقع الويب والشبكات الاجتماعية، ويزور الموقع حوالي 175 مليون شخص على مستوى العالم شهريًّا، كما أنه متوفر كتطبيق يمكن تحميله على الهواتف الذكية. فيديو كونفرانس وفي السياق ذاته استخدم البابا تواضروس وسيلة التواصل "فيديو كونفرانس" لتسهيل تواصله مع الأقباط بالمهجر كبديل عن السفر إلي الخارج كثيراً، حيث عقد لقاءً في ديسمبر 2016 مع كهنة الكنيسة المصرية بدولة الإمارات العربية المتحدة الذين اجتمعوا في كنيستي السيدة العذراء وأبو سيفين بالشارقة، وفي فبراير 2017 القي البابا كلمة في مؤتمر كهنة إيبارشيتي لوس أنجلوس وجنوب الولاياتالمتحدة، واستغرقت كلمته ساعة كاملة. وفي شهر يوليه من نفس العام التقي البابا مع خدام وشباب كنيسة القديس أبانوب والأنبا أنطونيوس بمدينة "بايون" بولاية نيوجيرسي الأمريكية، وقد القي لبابا كلمة للشباب في اليوم الثاني من المعرض السنوي الذي تنظمه الكنيسة هناك، وفي شهر أغسطس الماضي التقي البابا بنحو 800 طفل من الأطفال الأقباط الموجودين بمدينة ميسوساجا في كندا، والتقط الأطفال والخدام الصور التذكارية مع البابا تواضروس عبر شاشات عرض كبيرة. تويتر وفي عام 2012 أنشأ البابا تواضروس الثانى حساباً شخصياً رسميا على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، وكتب في أول تغريده له "تويتة" باللغتين العربية والإنجليزية يطلب فيها الصلاة من أجل مصر ومن أجل المسئولين فكتب يقول "الأبناء الأحباء أرجو الصلاة بقلوبنا من أجل بلادنا مصر المحبوبة وكل مسئول فيها وليعطيهم الله الحكمة والاستنارة في كل خطوة مع محبتي". فيس بوك على الصعيد ذاته أدركت الكنيسة الأرثوذكسية في عهد البابا تواضروس الدور الحيوي الذي تلعبه وسائل "سوشيال ميديا" في المجتمع حالياً، وأنها يمكن أن تكون وسيلة للتواصل ونشر الأفكار الإيجابية بدلاً من أن تظل الكنيسة فى موقف الدفاع دائماً، فبدأ المركز الإعلامي للكنيسة في إنتاج أفلام وثائقية قصيرة وفيديوهات للعقيدة المسيحية بالتزامن مع مشروع البابا تواضروس لتدريب ألف معلم كنسي المعروف باسم "جدد أيامنا كالقديم". وانتقلت الكنيسة على الهواء مباشرة عبر موقع التواصل وقررت نقل عظات البابا تواضروس بتقنية "فيس بوك لايف" ليشاهدها القاصي والدانى دون التقيد، بحضورها فى الكنيسة مقر اجتماع البابا أو بالجلوس أمام القنوات القبطية. وقد أنشأت سكرتارية البابا صفحة خاصة له على "فيس بوك"، اجتذبت آلاف المتابعين فى وقت قصير، واستخدمتها فى نشر قرارات البابا تواضروس وتحركاته وشئون خدمته. يذكر أن البابا تواضروس نفسه صرح فى لقاء تلفزيونى بأنه يتابع ما يكتبه الشباب على "فيس بوك" ويتحاور معهم ويرد على أسئلتهم، فلا يمكن أن يبقى فى عزلة عن مستقبل الكنيسة القادم بل ومستقبل مصر، وأوصى البابا الشباب فى لقائه بهم فى أستراليا بالاستخدام الأمثل ل"سوشيال ميديا" عن طريق مشاهدة العظات أو القراءة دون التورط فى تضييع الوقت والسب والهجوم على الآخرين ونقل الشائعات. كما حرص عدد من أساقفة الكنيسة القبطية فى المهجر علي استخدام الانترنت وموقع التواصل الاجتماعي في التواصل مع أبناء الكنيسة وربطهم ببلدهم الأم بتسجيل أهم الأحداث والفعاليات لحظة بلحظة. حيث قام الأنبا دانييل أسقف سيدنى، بنقل زيارة البابا تواضروس لليابان ثم أستراليا على الهواء مباشرة عبر تقنية "فيس بوك لايف"، واستطاع عبر فريق إعلامي مكلف بذلك، أن يرصد كافة كلمات البابا تواضروس فى زيارته التى استغرقت ثلاثة أسابيع ويسجلها بالفيديو ما لاقى تفاعلًا كبيرًا من الشعب القبطى. أما القمص إبراهام عزمى مدير مكتب البابا تواضروس الإعلامي بالولاياتالمتحدة، فقد كان أول من استخدم مواقع التواصل الاجتماعي لنقل تحركات البابا فى الخارج والدفاع عنه ضد ما يشاع فى مصر. البابا في الفضائيات حرص البابا تواضروس الثاني منذ توليه الكرسي البابوي علي التواصل بشكل تفاعلي مع الأقباط وهذا ما دفعه للظهور علي الفضائيات القبطية من خلال برنامج تفاعلي بعنوان "أنت تسأل والبابا يجيب" وذلك في مايو 2014 والذي يذاع يوم الأحد من كل أسبوع علي القنوات الفضائية الثلاث "أغابي"، و"مي سات"، و"سي تي في"، حيث يجيب البابا عن الأسئلة التي تشغل ذهن الأقباط ويتم إرسالها إلي الموقع الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وقد دعا المركز الإعلامي للكنيسة في ذلك الوقت جميع الشباب القبطي للاشتراك في الإعداد لهذا اللقاء بالمشاركة فى تجهيز الأسئلة التى تشغل أذهانهم والاستفسارات حول القضايا المهمة فى المجال الكنسى والرعوى لطرحها على البابا فى الحوار المجمع بين القنوات القبطية الثلاث. وأعلن البابا عن هذا البرنامج لتسهيل الحوار مع الشباب بشكل مباشر. "تواضروس" والأطفال أكد البابا تواضروس أنه يهوى خدمة الأطفال، مشيراً إلى تعامله مع أطفال من كل المستويات بالمجتمعات والبيئات سواء الصغيرة أو الكبيرة بمصر وخارجها. وقال البابا في أحد لقاءاته التليفزيونية "لا يوجد لدى وقت للفسحة، ومتعتى أن أجلس مع الأطفال وألقى عليهم الحكايات، وميلاد طفل جديد يعطى أملا جديدا". وفي الفترة الأخيرة حرص البابا علي التواصل تعليميًّا مع الأقباط من كافة الفئات العمرية من خلال القصص التربوية والحياتية، كعظات قصيرة يكثف خلالها الرسالة والدرس اللذين يريد تقديمهما لأبنائه، وهو شكل جديد وفعَّال للتعليم الكنسي الحيِّ الذي يتناسب مع العصر الحالي. وفي مطلع عام 2017 بدأ عرض سلسلة "قصص للحياة" وذلك عبر القنوات الأرثوذكسية المصرية وهي سلسلة يقدم فيها البابا للشعب القبطي دروسًا حياتية، من خلال قصة يرويها في دقائق قليلة تحمل معنى حياتي بنَّاء. ويستمر عرض كل حلقة من حلقات "قصص للحياة" حالياً لمدة أسبوع وذلك بعد أن كانت يخصص لها 3 أيام فقط في بدايتها. ومن أشهر الحلقات التي سجلها البابا في سلسلة قصص الحياة كان "لسه أمبارح" و"الحب يشفي" و"بيتنا مفتوح" و"مفتاح الملكوت" و"إبداع طفل" و"الحارس الصغير".