كعادتها دائما تنتهج الولاياتالمتحدة بقيادة دونالد ترامب ،سياستين الأولى في العلن والثانية في الخفاء، ففي الوقت الذي يهاجم فيه الرئيس الأمريكي الدوحة متهما إياها بدعم الإرهاب، يتم توطيد العلاقات بشكل كبير، في عدد من المجالات، بفضل المال القطري الوفير. ولعل أبرز مثال على ذلك تصريحات فهد كافود، سفير قطر في كندا،الذى قال إن الولاياتالمتحدةالأمريكية على حد تعبيره تشيد بموقف قطر وطريقة تعاملها مع الأزمة الخليجية في الوقت الذي تنتقد فيه ما وصفه بدول الحصار وفقا له. وأضاف السفير في لقائه مع صحيفة تورنتو ستار الكندية "إن موقف الولاياتالمتحدة أصبح موحدا الآن في الإشادة بتعامل دولة قطر مع الأزمة الخليجية، وانتقاد دول الحصار على رفضها الجلوس على طاولة الحوار لنزع فتيل الأزمة." فضلا عن ذلك قعت قطروالولاياتالمتحدة، مؤخرا، مذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب, وجاء ذلك خلال لقاء بين وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ونظيره الأمريكي ريكس تيلرسون، في الدوحة. وقال تيلرسون، في مؤتمر صحفي مشترك، عقب اللقاء إن المذكرة ثمرة أسابيع من المناقشات بين البلدين، وتعكس التزاما قطريا واضحا لمكافحة تمويل الإرهاب. وأشاد الوزير الأمريكي حينها بجهود الدوحة، قائلا : إن قطر أول من استجابت لمكافحة الإرهاب ونقدر موقفها، موضحا أن قطر نفذت خطوات بالفعل في مكافحة تمويل الإرهاب. وعن موقف دول المقاطعة من المذكرة، قال تيلرسون أعتقد أنه من المهم أن يكون هناك فهم جيد لمذكرة التفاهم التي نعمل عليها منذ فترة, بالإضافة إلى ذلك تم تطوير العلاقات العسكرية بين البلدين ،حيث قامت القوات القطرية الخاصة ونظيرتها الأمريكية في أكتوبر الماضي، بمناورات مشتركة تدشينا للعام التدريبي 2017-2018، وذلك في إطار التعاون العسكري المشترك بين البلدين. وحضر حفل التدشين قائد القوات الخاصة القطرية، العميد ركن حمد بن عبد الله المري، والعقيد ديفيد كيسي، الملحق العسكري بسفارة الولاياتالمتحدةبالدوحة. وقالت مديرية التوجيه المعنوي القطرية، إن هذه التمارين امتداد لتلك التي بدأت خلال العام الجاري، معتبرة أنها تؤكد قوة العلاقات بين الدوحةوواشنطن، وتعكس حرص دولة قطر على مواكبة كل ما هو جديد ومتطور في المجال العسكري. وأوضحت المديرية ببيان نشرته على صفحتها الرسمية في "تويتر"، أن تدشين عام جديد من هذه التمارين يعتبر تأكيداً للعلاقات القوية بين البلدين في كل المجالات، ولا سيما العسكرية منها. بالإضافة إلى التدريبات العسكرية وقعت قطر صفقة ضخمة مع امريكا بلغت قيمتها 12 مليار دولار، بناء على اتفاقية وقعها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس مع نظيره القطري خالد العطية، خلال زيارة الأخير لواشنطن خلال الأشهر الأخيرة، تزامنا مع استمرار إعلان عدد من الدول قطع العلاقات مع قطر. والتقى الطرفان لأجل مناقشة آخر تفاصيل الاتفاقية، وستمكن هذه المقاتلات قطر من قدرات فنية، كما سترفع التعاون الأمني والعمل المشترك بين الولاياتالمتحدةوقطر، حسب تصريحات للمتحدث باسم البنتاجون عقب توقيع الصفقة. و بعد توقيع الصفقة أكدت وزارة الدفاع القطرية هذه الاتفاقية، وأشارت في بيان لها أنها ستساهم في خلق 600 فرصة عمل في 42 ولاية أمريكية،، ونقلت على لسان العطية قوله إن هذه الاتفاقية تمثل تأكيدا للالتزام طويل المدى لدولة قطر في العمل سوية مع أصدقائنا وحلفائنا في الولاياتالمتحدةالأمريكية في تعزيز روابطنا العسكرية لتدعيم التعاون الإستراتيجي. وتابع العطية أن قطروالولاياتالمتحدة رسختا تعاونهما العسكري في محاربتهما معا وجنبا إلى جنب لسنوات طويلة في جهودهما للقضاء على الإرهاب، وتوفير مستقبل ينعم فيه الجميع بالكرامة والرفاهية، مبرزا أن هذه الاتفاقية تعدّ خطوة أخرى نحو تقوية أواصر العلاقات الدفاعية الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة والغريب أن هذا الاتفاق جاء بعد أيام من اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قطر بتمويل الإرهاب على مستوى عال. جدير بالذكر أن قطر تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية خارج أمريكا، والتي تضم نحو 10 آلاف عسكري، وتلعب دورا رئيسيا في العمليات التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. على جانب آخر قالت وكالة بلومبرج الأمريكية، إن صندوق الثروة السيادية في قطر يواصل خططه للاستثمار في الولاياتالمتحدة، لإظهار أن الأزمة السياسية مع السعودية وحلفائها لم تؤثر على قدرتها على إبرام صفقات عالمية. وأضافت أنه في حين خصصت قطر 35 مليار دولار للاستثمارات الأمريكية، وأنفقت أكثر من 50 بالمئة من هذا المبلغ، فإن المزيد من الصفقات يمكن أن تساعد على تحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترامب علنا عن التحالف السعودي. جدير بالذكر أن تميم لم يزر واشنطن في عهد ترامب بعد، ولكنه التقى الرئيس الأمريكي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد نقلت وسائل الإعلام العالمية تجنب ترامب مصافحة أمير قطر عقب انتهاء اللقاء، الأمر الذي اعتبره البعض إشارة على رفضه للعلاقات مع الدوحة، لكن الواقع أثبت أن المال القطري أقوى بكثير من رغبة الرئيس الأمريكي إن كانت حقيقية في معاقبة قطر على تمويلها للجماعات الإرهابية