تخوفات عدة انتابت الرأي العام الأمريكي , عندما وقع الاختيار على نيكي هايلي لتكون مندوبة لأمريكابالأممالمتحدة بسبب افتقارها للخبرة الدبلوماسية ،إلا أن دعمها للكيان الصهيوني بشدة فى كل المحافل الدولية كان أحد أهم الأسباب التي أيدت وجودها بالمنصب ، وهو ما وضح جليا فى التهديدات التى أطلقتها مؤخرا للدول الداعمة للقرار المصرى فى مجلس الأمن بمنع نقل السفارة افسرائيلية إلى القدس. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد صوتت في 21 ديسمبر الجاري على مشروع القرار الرافض لإعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ،حيث جاءت نتيجة التصويت بتأييد أغلبية ساحقة لمشروع القرار الذي تقدمت به مصر، بعد أن صوتت 128 دولة لصالحه في مقابل رفض 9 دول بينما امتنعت 35 دولة عن التصويت. وكانت الدول المعارضة للقرار هي الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإسرائيل، وجزر مارشال، وميكرونيزيا، وتوجو، وبالو، وهندوراس، وجواتيمالا، وناورو ويبدو أن نتيجة التصويت مثلت صدمة كبرى لمندوبة واشنطنبالأممالمتحدة نيكي هايلي ،التي شنت هجوما عنيفا على الأممالمتحدة مذكرة بأن بلادها أكبر مساهم في ميزانية المنظمة الدولية ،وكررت تصريحاتها المعادية السابقة للأمم المتحدة ووصفتها بأنها طالما كانت كيانا معاديا لإسرائيل. وظهر انحياز مندوبة أمريكا للكيان الصهيوني ،حيث اعتبرت في كلمتها المقتضبة عقب التصويت , إن إسرائيل اختارت البقاء في الأممالمتحدة لتدافع عن نفسها، وأن تدافع عن مبادئ الحرية والكرامة الإنسانية، على حد زعمها. وأضافت أنها مضطرة للدفاع عن مصداقية بلادها التي هي أكبر دولة مساهمة في الأممالمتحدة ووكالاتها، قائلة: " نحن نوفر التعليم والرعاية للبؤساء كذلك نحاسب الأنظمة المارقة، لأن هذا يمثلنا فنحن نساهم أكثر من غيرنا ونخضع لمساءلة شعبنا". "هايلى" لم تكتف بذلك بل كان لها أيضا موقفا متشددا خلال جلسة مجلس الأمن، التي عقدت 18 ديسمبر الجاري، لوقف قرار الولاياتالمتحدة بنقل مقر سفارتها إلى القدس، وفق المشروع الذي قدمته مصر أيضا لمنع اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة إسرائيل، والدعوة إلى الامتناع عن نقل أي بعثات دبلوماسية إليها. و اعتبرت "هايلي" التصويت وتقبل المشروع إهانة لن تنسى، واستخدمت حق الفيتو واعترضت على مشروع القرار الذي دعمته 14 دولة. وهددت الدول 193 الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة في حال التصويت ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وهو ما حدث بالفعل . وقالت هايلي في تغريدة على تويتر:" إنها ستنشر أسماء الدول المصوتة ضد ترامب وهددت بأن المسألة شخصية لدى الرئيس الأمريكي. كما أنها وجهت رسائل إلى المندوبين القارين للدول الأعضاء في مجلس الأمن. وقالت "إننا دائما نقدم المساعدات للدول عندما تطلب الأممالمتحدة ذلك، لذا لا نتوقع أن تقف تلك الدول ضدنا، الولاياتالمتحدة ستسجل أسمائها". جدير بالذكر أن نيكي هايلي ولدت في 20 يناير عام 1972 في ولاية كارولينا الجنوبية، لأبوين هنديين من السيخ. حصلت على البكالوريوس في علوم المحاسبة من جامعة كليمسون. هاجر والدها وأمها إلى كندا بعد أن تلقى والدها منحة دراسية من جامعة كولومبيا البريطانية. وبعد أن حصل على الدكتوراه عام 1969 انتقل مع عائلته إلى ولاية كارولينا الجنوبية ليصبح أستاذا في كلية فورهيس، كما حصلت والدتها على الماجستير في التعليم و التدريس. اسم والدها آجيت سينج رانداهاوا واسم امها راج كاوور رانداهاوا واسمها الحقيقي نيمراتا,, أما اسمها الحديث فهو نيكي هايلي. شغلت منصب محافظ ولاية كارولينا الجنوبية منذ عام 2011. كما أنها مثلت مقاطعة ليكسينجتون في مجلس النواب في كارولينا الجنوبية وعملت فيه لسنوات قبل أن تتولى مهمة محافظ ولاية كارولينا الجنوبية في سن ال43، كما أنها أصغر محافظ حالي في الولاياتالمتحدة. تعد المحافظ الأمريكي الهندي الثاني في الولاياتالمتحدة، بعد بوبي جندال من لويزيانا. كما أنها تشغل أيضا منصب الرئيس لمجلس أمناء جامعة كارولينا الجنوبية خلال فترة عملها في المكتب. في 23 نوفمبر 2016، تم ترشيحها لمنصب سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بعد موافقة مجلس الشيوخ. بتاريخ 2 أبريل 2017،اتهم الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي المساند لحقوق الشعب الفلسطيني ،نيكي هايلي، بأنها جاهلة بالقضية الفلسطينية وأنها أكثر إسرائيلية من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو. وجاء في المقال المنشور في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ":"هايلي كما يبدو جاهلة وتم غسل دماغها في كل ما يتعلق بما يحدث هنا وما حدث في المئة سنة الماضية. وهي لا تعرف أي شيء عن الوضع الحالي في المنطقة، وهي التي جعلت رئيسة لجنة الأممالمتحدة تستقيل بعد أن جاء في تقرير الأخيرة بأن هناك ابرتهايد في اسرائيل. هل تعرف هايلي ما هو الابرتهايد؟ وهل تعرف ما هي اسرائيل؟" وأضاف: "هايلي تفاخرت أيضا بعملها التغييري حين أبعدت سلام فياض، الفلسطيني المعتدل، عن منصب مبعوث الاممالمتحدة الى ليبيا، واعترفت بأن هذا فقط لأنه فلسطيني. ووقفت لها الأيباك (تحية لمولائها لإسرائيل) مقاطعة الفلسطينيين هي أمر مشروع حسب رأيها وحسب رأيهم." فى شهر يونيو الماضي، قامت هايلي بزيارة الى مناطق الاحتلال الإسرائيلي. وقامت رفقة ضباط من قيادة الجيش الإسرائيلي وسفير إسرائيل بالأممالمتحدة، داني دانون، بجولة ميدانية في منطقة غلاف غزة بجوار الحدود مع غزة، وكذلك بجولة بطائرة مروحية فوق الحدود الشمالية مع سورية ولبنان. وفي كلمة لها أمام مؤتمر اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة (إيباك) في مارس الماضي ، قالت هايلي إن " أيام توجيه التهم والإدانة لإسرائيل قد انتهت.على كل من يقول إنك لا تستطيع تحقيق شيء في الأممالمتحدة، فإنهم بحاجة إلى معرفة أن هناك شرطيا جديدا في المدينة." وأضافت" أنا أنتعل حذاء بكعب عال، ليس من أجل الموضة، ولكن لركل أي شخص يرتكب خطأ في المرة المقبلة"، في اشارة الى قرار مجلس الأمن 2334 المتعلق بالمستوطنات الإسرائيلية ،حيث لم تستعمل فيه أمريكا حق النقض"الفيتو" و اكتفت بالتحفظ ، وكان ذلك في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وقبل تعيينها سفيرة لدى مجلس الأمن، كانت هايلي قد وقعت على تشريع حكومي لإجهاض حملة مناصرة للفلسطينيين ضد الاستثمار في إسرائيل، تعرف باسم " مقاطعة وفضح و عقاب"، الأمر الذي جعل إسرائيل أول من ترحب بترشيحها لهذا المنصب. كما ذكرت تقارير أن نيكي هيلي من أشد الداعمين لقرار ترامب بمراجعة الاتفاق النووي مع إيران ، حتى أن البعض يقول إنها هي من"همست في أذنه لاتخاذ هذا القرار."