ننشر نص كلمة رئيس جامعة القاهرة فى حفل ختام فعاليات حملة ال 16 يوم لمناهضة التحرش

ألقي الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة كلمة فى ختام حفل فعاليات حملة ال 16 يوم لمناهضة التحرش والعنف ضد المرأة
وهذا نص الكلمة ..
السادة الزملاء .. أبنائنا الطلاب
أشعر بسعادة اليوم للمشاركة معكم في هذا الحدث المهم على مستويات عديدة
في الحقيقة وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بجامعة القاهرة تقدم نموذج للقدرة على العمل والإنجاز والنظام وهي تقدم نموذجًا يحتذى به ويستيطيع أن يحكم وحدة ناجحة في أي مكان، وهي تمثل لي الكثير؛ واتطلع لتطوير عملها منذ أن توليت رئاسة جامعة القاهرة؛ حيث أرى أن أي تغيير وأي نهضة لابد وأن تبدأ بتغيير الأفكار.
وحدة مناهضة التحرش تعمل على عدة مراحل تبدأ بالوقاية والحماية ثم إذا حدثت مشكلة فهناك اجراءات محددة وآليات تقوم الوحدة بتنفيذها بشكل رائع، وتوجد أليات تحكم أي حادثة تحرش تحدث داخل الجامعة، وهي أليات ثابتة وتضمن العدالة والمساواة وسرعة الإجراءت لأن العدالة الناجزة بالغة الأهمية.
إن التغيير الحقيقي هو تغيير الصورة النمطية لدى الرجل عن المرأة، فالرجل الشرقي يحكم مخيلته صورة معينة للمرأة؛ وهذه الصورة تحتاج أن تتحول للنظر إلى المرأة كإنسان، وكذلك المرأة تنظر إلى الرجل كإنسان، فبداية التغيير نحو المساواة ونحو تعزيز قيم العدالة تبدأ بتغيير الافكار.
إن بداية التغيير في السياسة والاقتصاد وفي النواحي الاجتماعية و بداية التغيير أيضًا في الدين بدأت بتغيير الافكار، ونحن بحاجة إلى تغيير الصورة النمطية للرجل عن المرأة ولاشك أن الصورة الذهنية الشرقية تحتاج إلى إعادة ترتيب، واعتقد انه في حال تغيرت هذه الصورة الذهنية سيتغير الكثير من السلوكيات.
جامعة القاهرة بدأت في أنشطتها هذا العام تحديد القيم الحاكمة لعملية التفكير من خلال وثيقة الثقافة والتنوير التي أصدرها مجلس جامعة القاهرة للتنوير، حيث نصت الوثيقة فيما نصت عليه، أنه لاتمييز على أساس الجنس أو العرق أو الدين أو أي نوع من أنواع التمييز.
إن التمييز أصبح شيء من الماضي، طبعًا هناك تمييز ضد المرأة وهناك حالات تحرش لكنها حالات فردية معدودة على أصابع اليد الواحدة؛ ويتم اتخاذ اجراءات ضدها، وهذا أمر وارد الحدوث في كل الجامعات المصرية والأجنبية، لكن في النهاية داخل جامعة القاهرة لدينا 260 ألف طالب و 60 ألف عضو هيئة تدريس وموظف إداري وعامل، فعندما تكون حالات معدودة ثلاث أو أربع حالات في العام، ويتم اتخاذ الاجراءات القوية معهم، فهذا مؤشر ايجابي.
أحلم باليوم الذي نعمل فيه ليس على عدم التمييز ضد المرأة أو مكافحة التحرش ولكن باليوم الذي نعمل فيه في بيئة تنافسية عادلة للجميع. لانني لا أريد التفكير في تمكين المرأة أو تمكين الرجل، ولكن ما أريد التفكير فيه هو تمكين الكفاءات. وتمكين الكفاءات هو المعيار الأساسي.
نحن في الجامعة لدينا عدة عميدات لكليات مثل الإعلام والإقتصاد والعلوم السياسية والآثار والحاسبات والمعلومات، ولدينا أيضًا عديد من الوكيلات للكليات، وكذلك لدينا مديرة مكتب رئيس الجامعة امرأة، وكذلك مديرة الصناديق والوحدات الخاصة امرأة، ومديرة الوحدة الحسابية امرأة، ويبدو أن تمكين المرأة يحكمنا دون أن ندري؛ حيث كنا نبحث عن الكفاءات التي يمكنها إدارة هذه الأماكن بشكل أفضل أيًا كان نوعه.
إن حملة ال 16 يوم بجامعة القاهرة كانت حملة منظمة جدًا هذا العام، و جميع فعالياتها وأنشطتها تمت بشكل ناجح، وسعيد بوجود المجلس القومي للمرأة، وممثلين من منظمة الأمم المتحدة، وممثلين من قطاع حقوق الإنسان بوزارة الداخلية.
واهنيء وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بالجامعة وادعوهم للعمل على مستويات أكثر تعددًا من أجل تمكين المرأة.
وأطمئنكم أن جامعة القاهرة لن تتهاون مع التمييز ولن تتهاون مع التحرش ولن تتهاون مع أي من حالات الظلم سواء ضد المرأة أو الرجل.