ظل جهاز المخابرات البريطانية MI6 بعيد عن الأنظار لسنوات طويلة بحكم طبيعة عمله الذى يكتنفه الغموض مثل غيره من أجهزة المخابرات, إلا أنه عاد إلى الأضواء مؤخرا بعدما كشفت وثائق سرية بريطانية، عن محادثات سرية تمت بين رئيسة الوزراء فى بداية الثمانينيات مارجريت تاتشر , وبين الرئيس المخلوع حسني مبارك حول توطين الفلسطينيين في مصر, تحت رعاية المخابرات البريطانية. علاقة المخابرات البريطانية برؤساء مصر لم تقتصر على الرئيس الأسبق حسنى مبارك فقط أو ماتم كشفه فى الوثائق التى تم نشرها مؤخرا بل هى قديمة الأزل وهو ما نتعرض له بالتفصيل فضلا عن علاقة هذا الجهاز بعدد من الزعماء العرب, ودوره فى عدد من العمليات التى تم تنفيذها فى العالم العربى . لم تكن المخابرات البريطانية بعيدة عن عمليات اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث أكدت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية أن ما يقرب من 200 ألف جنيه استرلينى أنفقت على عملية حملت اسم "Sawdust" وهي مهمة غامضة يعتقد أنها أطلقت ضد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ويتحدث الصحفى البريطانى المعروف ستيفن دوريل فى كتابه بعنوان "مغامرة من داخل العالم السرى لجهاز المخابرات البريطانية فى الشرق الأوسط"، عن عمليتين أحدهما كانت قبل العدوان الثلاثى على مصر فى يوم 9 أكتوبر عام 1956، وتلخصت فى قيام المخابرات البريطانية بتجنيد جيمس موسمان مراسل ال ".بى.بى.سى" وصحيفة الديلى تليجراف فى القاهرة، وكانت مهمته تجنيد طبيب عبدالناصر، لكى يضع له السم فى القهوة، أو يُقدم شيكولاته سامة من النوع الشعبى وقتئذ اسمها "كروبجى"، مقابل رشوة قيمتها عشرون ألف جنيه إسترلينى، لكن هذه العملية انتهت بالفشل. أما العملية الأخرى ، فكانت عبارة عن ضخ غاز أعصاب سام فى أحد المقار التى يعقد فيها جمال عبدالناصر اجتماعاته، وذلك عن طريق وضع هذا الغاز فى أحد أجهزة التكييف، لكن تم العدول عن هذه الخطة من قبل رئيس الوزراء البريطانى شخصيا إيدن الذى رأى أن الأسلوب الأمثل لقتل جمال عبدالناصر، يكون من خلال العدوان الثلاثى الذى قام ضد مصر، وضم إلى جانب بريطانيا، فرنسا،وإسرائيل، ومع فشل العدوان لم يجد إيدن غير تقديم استقالته لتنتهى حياته السياسية تماما.