هل قتله أحد قادة قمة القاهرة؟ وكيف فسر رئيس وزراء الصين لغز مقتل عبدالناصر ولماذا صرخ فى الوفد المصرى: لاتحملوا الله مسئولية ما نفعل؟ «جمال عبد الناصر» حالة سياسية نادرة، لم تشهدها مصر على مدار تاريخها إلا قليلا،لكن دراما الرحيل كانت أقوى من الحياة ولعل محاولات التخلص منه كانت هى الأشد. كانت المحاولة الأولى لاغتيال جمال عبد الناصر, من إجمالي ثلاث عشرة محاولة تقريبا, عام 1954 والتى نفذها التنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين فى ميدان المنشية بالإسكندرية، ونجا منها عبد الناصر، وقدم إلى المحاكمة المتهم بتنفيذ عملية الاغتيال محمود عبد اللطيف، الذى أطلق الرصاص من المسدس الذى كان بحوزته, بينما كان عبد الناصر يلقى خطابا أمام الجماهير الحاشدة فى الميدان. لم تكن عملية الاغتيال الفاشلة عام 1954 هى الوحيدة التى تتحمل مسئوليتها جماعة الإخوان، وإنما هناك عملية ثانية لم تتم، فوفقا لمذكرات على عشماوى القيادى بالجماعة، والذى تم سجنه فى قضية سيد قطب، و أفرج عنه السادات، قال : إن الإخوان حاولوا قتل عبد الناصر عام 1954، وكرروا ذلك عام 1965، وذلك بتشكيل مجموعة سميت بمجموعة «البحث العلمي» وكانت تضم خريجي الإخوان من كليات العلوم قسم الكيمياء والفيزياء والأحياء، و خريجي كليات الهندسة، وباحثين فى المركز القومي للبحوث والطاقة الذرية، وكانت مهمة هذه المجموعة إجراء البحوث والتجارب على صنع المتفجرات والأحزمة والمواد الناسفة والقنابل والسموم، وكانت إحدى خطط اغتيال جمال عبد الناصر تشتمل على قتله بالسم . اغتيالات متعددة وإذا كانت جماعة الإخوان هى الجهة المحلية التى حاولت اغتيال جمال عبد الناصر، فإن المخابرات الأمريكية وجهاز الموساد الإسرائيلي ومعهما بريطانيا، هى الجهات المتورطة فى حوادث اغتيال حقيقية للزعيم الراحل، وهنا تأتى المحاولة الثالثة التى كان مخولا بتنفيذها «جرسون» يوناني، يعمل فى محل جروبى، وذلك بدس السم فى القهوة التى ستقدم إلى عبد الناصر، وكان «جروبى» وقتئذ هو المسئول عن خدمة تقديم الطعام والشراب فى حفلات رئاسة الجمهورية، وعلمت المخابرات المصرية بالمخطط، وتركتهم يمضون فى مخططهم، وفى اللحظة التى كان «الجرسون» يقدم فيها القهوة تم القبض عليه. الرابعة كانت قبل العدوان الثلاثي على مصر فى يوم 9 أكتوبر عام 1956، وتلخصت فى قيام المخابرات البريطانية بتجنيد جيمس موسمان مراسل ال «.بى.بى.سى» وصحيفة الديلى تليجراف فى القاهرة، وكانت مهمته تجنيد طبيب عبد الناصر، لكي يضع له السم فى القهوة، أو يقدم شيكولاتة سامة من النوع الشعبي وقتئذ اسمها «كروبجى»، مقابل رشوة قيمتها عشرون ألف جنيه إسترليني، لكن هذه العملية انتهت بالفشل. أما العملية الخامسة للمخابرات البريطانية، فكانت عبارة عن ضخ غاز أعصاب سام فى أحد المقار التى يعقد فيها جمال عبد الناصر اجتماعاته، وذلك عن طريق وضع هذا الغاز فى أحد أجهزة التكييف، لكن تم العدول عن هذه الخطة من قبل رئيس الوزراء البريطانى شخصيا إيدن الذى رأى أن الأسلوب الأمثل لقتل جمال عبد الناصر، يكون من خلال العدوان الثلاثى. أما العملية السابعة فقد خطط لها حزب البعث العراقى وفشلت وأفرج ناصر عن المتهمين بعد رسالة استرحام. وهناك 6 محاولات أخرى لكن لم يتم توثيقها بما يجعلها يقينية. القتل اللذيذ وفى روز اليوسف بتاريخ 28 سبتمبر الماضى كتب الصحفى توحيد مجدى تقريرا بعنوان «عملية القتل اللذيذ» لاغتيال عبد الناصر بالسم» تخطيط من جهاز المخابرات الإسرائيلى «الموساد» وذكر توحيد فى تقريره أن معظم الدبلوماسيين الكبار في السفارة الأمريكية بتل أبيب كانوا علي علم بخطة الإعداد لاغتيال ناصر بالسم الإسرائيلي والدليل التسجيل الذي أفرغه ناصر بخط يده لجلسة جرت في 5 ديسمبر 1969 في مبني السفارة الأمريكية بين السفير الأمريكي بالقاهرة «دونالد كلايتون بيرجس» بحضور «يوجين ترو» ضابط السي آي ايه وفي تواجد الوزير المفوض القائم بأعمال السفير الأمريكي بتل أبيب ومساعدة السفير الأمريكي وتدعي «ميري» حيث كانا في زيارة خاصة للقاهرة ، وفي الحديث دارت الجلسة حول معلومات عن الخطة الإسرائيلية لاغتيال جمال عبد الناصر بالسم. ويشير توحيد فى تقريره إلى أن السم كان معبأ في سن ضئيلة للغاية حقن بها ناصر بإحدي وسيلتين الأولي أن أحداً ممن حضروا جلسة القمة العربية التي عقدت بالقاهرة في سبتمبر عام 1970 وجندته إسرائيل قد حقن ناصر بالسم دون أن يشعر خاصة أن السن دقيقة للغاية ولا يمكن لأحد الشعور بها وحتي لو شعر بوخزها فستكون كأنها رعشة أو شحنة كهرباء يمكن أن تحدث لأي إنسان عادي ولن يشك ناصر أبدا فيها, أما الوسيلة الثانية التي يمكن أن يكون قد حقن بها بالسم فكانت في وضع السن الضئيلة في باقة من باقات الورود المتعددة التي تلقاها ناصر مع استقباله وتوديعه لكل شخصية عربية حضرت أحداث مؤتمر القمة العربي الذي حضره ناصر صباحا يوم وفاته. وفى الغرب, هناك روايتان شهيرتان عن اغتيال جمال عبد الناصر, وهما روايتان متناقضتان, أولاهما صدرت عن جهاز المخابرات البريطانية وجاءت فى كتاب « صائد الجواسيس» لرجل المخابرات البريطاني بيتر وايت و الذى أكد أنهم وضعوا عقارا للهلوسة فى جهاز التكييف الخاص بالرئيس جمال عبد الناصر, وهذا العقار يصيب من يستنشقه, على المدى الطويل, بأزمة قلبية حادة تودي بالحياة. أما الرواية الأخرى فصدرت عن المخابرات الأمريكية»سى آى إيه», حيث جاء فى كتاب « الألعاب القذرة» أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تم اغتياله بحقنة أنسولين. أما رئيس وزراء الصين الأسبق, شواين لاى فقد كان له تفسير آخر, أكثر عاطفية, لموت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, وذلك حين كان وفد مصرى فى زيارة لبكين, وقابله لاى الذى سأل أفراد الوفد عن سن عبد الناصر وقت وفاته فقالوا إنها اثنان وخمسون عاما وثمانية أشهر وثلاثة عشر يوم, فتعجب الرجل و قال : وكيف سمحتم بذلك؟ فقالوا إنها أعمار بيدالله فصاح رئيس وزراء الصين لاتحملوا الله مسئولية مانفعل.