بمجرد إعلانه عن وثيقة جامعة القاهرة للثقافة والتنوير سارع الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة بوضع آليات تنفيذية لمبادئ الوثيقة تضمنت تطهير الجامعة من القيادات المنتمية لتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية. وكان مجلس جامعة القاهرة قد قرر الأسبوع الماضي إنهاء خدمة خمسة من أعضاء هيئة التدريس بها لإنتمائهم لجماعة الإخوان المحظورة وشمل القرار كلاً من الدكتور رشاد محمد علي البيومي الأستاذ بكلية العلوم والدكتورة باكينام رشاد حسن الشرقاوي الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية والدكتور عصام الدين عبد الحليم حشيش الأستاذ بكلية الهندسة وكذلك الدكتور أحمد محمد الزهيري الأستاذ بكلية الزراعة والدكتور عبدالرحمن عمر الشبراوي الأستاذ بكلية الصيدلة. وقال بيان صادر عن الجامعة إن المذكورين صدرت ضدهم أحكام قضائية بإدراج أسمائهم ضمن قائمة الإرهاب ما ترتب عليه قانوناً افتقاد شرط حسن السير والسمعة والسيرة اللازمة لتولي المناصب العامة. وجاء قرار مجلس جامعة القاهرة فى إنهاء خدمتهم تطبيقاً لأحكام القانون رقم 8 لسنة 2015 فى شأن قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين. وقال الخشت تعقيباً على القرار إنه جاء تفعيلاً لوثيقة التنوير التى وضعتها الجامعة منذ أشهر مشيراً إلى أن الوثيقة ليست مجرد حبر على ورق. وتابع.. نعمل الآن على تطهير الجامعة من المسجلين على قوائم الإرهاب إعمالاً للقانون الذى يجب أن يُطبق حتى على المشاهير فلا مكان للمحسوبية والجميع أمام القانون سواء. وأكد أن وثيقة التنوير نصت على أن الجميع محكوم بمبدأ المواطنة والكل متساوون بوصفهم مواطنين والديموقراطية هي أكبر ضامن للسلام الاجتماعي وهي الأسلوب الأمثل في إدارة الخلاف بين الجميع في إطار الدولة الوطنية ولا يمكن أن تحقق الديموقراطية أغراضها دون نبذ العنف والإرهاب والتطرف وتفكيك الأصوليات المغلقة وهذا ما فعلته جامعة القاهرة على أرض الواقع باتخاذها هذا القرار. أما الخمسة المفصولون من الجامعة فجميعهم تربطهم علاقات قوية بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وعلى رأسهم الدكتور رشاد البيومى أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة القاهرة الذى كان يشغل منصب نائب مرشد جماعة الإخوان وكان عضواً بارزاً بمكتب الإرشاد وتولى إدارة مكتب الجيزة الخاص منذ عام 1995 وتولى مسئولية الإخوان المسلمين في دولة الإمارات أثناء وجوده هناك فى فترة الثمانينيات وكذلك مسئولية الإخوان في كلية العلوم ثم الجامعة. و" البيومى" من مواليد قرية الحديدات الغربية بمحافظة سوهاج والتحق بكلية العلوم جامعة القاهرة قسم الجيولوجيا في عام 1951 وتولى مسئولية الجماعة داخل كلية العلوم ودخل السجن في الفترة من 1954 وحتى 1971وبعد خروجه من السجن عاد للالتحاق بكلية العلوم في وسجل بالفرقة الثانية وتخرج معيدا بالكلية عام 1974 ثم حصل على الدكتوراه في عام 1980. ويعد من أهم من تولي قسم الطلاب في تاريخ الجماعة وكان قد تم انتخابه وكيلًا أول لنقابة العلميين عام 1991 واستقر في القاهرة تاركا الصعيد وأصبح بمرور الوقت في صدارة المشهد داخل الجماعة. أما الدكتورة باكينام الشرقاوى الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة والتى كانت تشغل منصب مساعد الرئيس الاخوانى المعزول محمد مرسى للشئون السياسية فقد قادت تظاهرات في وقت سابق داخل جامعة القاهرة مع طلاب الجامعة المنتمين لجماعة الإخوان وتحفظت لجنة التحفظ على أموال الإخوان على أموالها وتم وضعها في مطلع شهر يناير 2017 ضمن قوائم الإرهاب التي تضمنت في ذلك الوقت 1500 شخص.. ويأتي الدكتور عصام الدين حشيش الاستاذ بكلية الهندسة من بين أعضاء هيئة التدريس المفصولين وهو أحد القيادات الإخوانية البارزة بمدينة السادس من أكتوبر وهو من مواليد محافظة الغربية وتخرج من كلية الهندسة قسم الإلكترونيات وشغل منصب نائب مدير مركز التكنولوجيا العالمية بهندسة القاهرة. تعرض للاعتقال السياسي بعد مقتل الرئيس الراحل أنور السادات واستمر لمدة 13 شهرًا ثم اعتقل عام 1995 في قضية حزب الوسط لمدة 4 أشهر وحصل على حكم بالبراءة إضافة إلى أن اعتقل على خلفية أحداث جامعة الأزهر بتهمة غسيل الأموال. ومن بين المفصولين أيضاً الدكتور عبد الرحمن الشبراوى الاستاذ بكلية الصيدلة و الذى كان من بين الأسماء التي وجهت لهم النيابة العامة في مطلع العام الجاري أوامر بالتحفظ على أموالهم وإدراجهم على قائمة الإرهابيين لتورطهم في اتهامات تتمثل في تمويل شراء الأسلحة وتدريب عناصر جماعة الإخوان عسكريا وإعدادهم بدنيًا للقيام بعمليات إرهابية ضد رجال القوات المسلحة والشرطة ونشر الأخبار والشائعات الكاذبة حول الاقتصاد المصري. ووفقا لبيان صادر عن وزارة الداخلية في نوفمبر 2014 كان الشبراوي من بين القيادات الإخوانية التي تم ضبطها بتهمة دعم مخططات إثارة العنف من أموال الزكاة وتم ضبط أعضاء التنظيم وقتها وهم بهجت عزت حسن الأناضولي الأستاذ بكلية علوم جامعة القاهرة وعبد الرحمن عمر الشبراوي الأستاذ بكلية الصيدلة جامعة القاهرة حيث كانا متهمين بتوفير الدعم المالي اللازم لتنفيذ مخططات التنظيم التخريبية وذلك من خلال الإيرادات المالية التي ترد إلى المؤسسات والجمعيات الأهلية ولجان الزكاة التي مازالت تسيطر على إدارتها الخلايا النائمة من تنظيم الإخوان الإرهابي. أما الدكتور أحمد محمد الزهيرى الأستاذ بكلية الزراعة بالجامعة فهو آخر المفصولين وهو أحد أساتذة الجامعات الذين شملهم قرار محكمة جنايات القاهرة في شهر يناير الماضي بوضعهم ضمن قوائم الإرهاب وكان من بين التهم الموجهة لهم الانتماء لها أو تأييدها كما نصت قائمة الاتهام أيضاً على تمويل شراء الأسلحة وتدريب عناصر جماعة الإخوان عسكرياً وإعدادهم بدنيًا للقيام بعمليات إرهابية ضد رجال القوات المسلحة والشرطة ونشر الأخبار والشائعات الكاذبة حول الاقتصاد المصري، واحتكار الشركات والمؤسسات المتحفظ عليها للبضائع بهدف الإضرار بالاقتصاد الوطني وجمع العملات الأجنبية من الأسواق وتهريب ما تبقى من أموال جماعة الإخوان بالعملة الصعبة للخارج من خلال شركات الصرافة التابعة للجماعة.