تعد دينا باول, مستشار الأمن القومى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب, الوحيدة في فريق ترامب للشرق الأوسط التي لا تدين باليهودية حيث تدين بالديانة المسيحية ، كما أنها صاحبة الخبرة السياسية الأكبر بين أعضاء الفريق ،وقد يكون دورها هو الأكبر والأهم وفقا للتقارير الأجنبية الأخيرة. وظهرت "باول" بشكل كبير فى الآونة الأخيرة باعتبارها ورقة رابحة فى مبادرة دونالد ترامب الدبلوماسية بالشرق الأوسط؛ والتى أصبحت تؤخذ على محمل الجد بشكل متزايد فى واشنطن. وتعتبر دينا باول, المصرية الأصل, التى تتحدث العربية بطلاقة وحققت ثروة من خلال عملها فى بنك "جولدمان ساكس" قبل انضمامها بشكل غير متوقع لإدارة ترامب ك "سلاح سرى" للبعثة، ولها تأثير يتجاوز بكثير لقبها "نائب مستشار الأمن القومى". صحيفة صنداي تايمز البريطانية أعدت من جانبها تقريرا حول باول أكدت خلاله ، أن وجودها في فريق الشرق الأوسط له أهمية لأن الآخرين، وهم جيسون جرينبلات والسفير الأمريكي إلى القدس ديفيد فريدمان وكوشنر، كلهم يهود متدينون، إضافة إلى أنها برجماتية تؤمن بحل الدولتين ومن المعروف أن باول لها صلات وثيقة مع نجلة الرئيس إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر كبير مستشارى ترامب كما تتمتع بثقتهما تجاه قدراتها المهنية وشبكة اتصالاتها الممتدة داخل الحزب الجمهورى وأروقة القرار فى واشنطن، حيث كانت تقدم لها المشورة فيما يتعلق ببرامج المرأة. وكان اسم دينا قد برز منذ أكثر من 12 عاما بعد أن عملت فى البيت الأبيض فى عهد الرئيس بوش ثم مع كوندوليزا رايس فى الخارجية الأمريكية كمساعدة لها فى الشئون التعليمية والثقافية. وفى بيان للرئيس دونالد ترامب عقب الإعلان عن تعيينها ، قال إن دينا باول تتمتع بمهارة فائقة ولديها سجل حافل بالخدمة العامة، وأيضا سيرة مهنية عظيمة فى القطاع الخاص، وقد عرفت بإشرافها الاستراتيجى على البرامج والمبادرات الأساسية، وهى قائدة فى النمو الاقتصادى، وتمكين المرأة فى جوانب عديدة من تطوير الأعمال والمشروعات. وقد أثنت الوزيرة السابقة رايس فى حديث لها مع مجلة بوليتيكو, على المصرية التى تقيم بولاية تكساس وبإتقانها للغة العربية، وكيف أنها بشخصيتها الودودة استطاعت أن تقوم بدور مهم ومميز فى فريق الدبلوماسية الثقافية، وفى تواصل واشنطن مع العالمين العربى والإسلامي. وقالت عنها كونداليذا رايس إنها من أكثر الناس مقدرة ممن عرفتهم، فهى مبدعة ولديها التزام، وقامت بعمل هام فى الخارجية، فى الوقت الذى كانت فيه واشنطن تحاول أن تتواصل مع العالم المسلم، وفى تمكين المرأة، وبسبب خلفيتها وأصولها المصرية كانت سفيرة ثقافية وعضو أساسى فى فريقها. يذكر أن دينا حبيب باول من مواليد عام 1973 فى القاهرة، والدها أنسي حبيب، وهو عسكري، ووالدتها هدى سليمان خريجة الجامعة الأمريكية في القاهرة, وقد هاجرا إلى الولاياتالمتحدة عندما كانت في الرابعة من عمرها, وحملت اسم عائلة باول بزواجها من ريتشارد باول الذي أنجبت منه ابنة وحيدة. وبعد تخرجها من أكاديمية يورسولين المرموقة، التحقت بجامعة تكساس، حيث حصلت على أول عمل سياسى لها فى مجلس الشيوخ الخاص بالولاية، وكانت أول علاقة عمل لها مع سيناتور تكساس فى هذا الوقت الجمهورى بيالى هوتشسون، الذى قال عنها إنها غير عادية، وتقدمت بشكل كبير بعد أول تدريب لها. ومثل إيفانكا ترامب، بدأت باول فى تولى مناصب قيادية، وهى فى سن صغيرة، فعندما بلغت 29 عاما، أصبحت أصغر مساعدة للرئيس لشئون الرئاسة، ليصبح لها تأثير فى كل قرارات التعيين فى البيت الأبيض فى عهد بوش، وعملت مع مارجريت سبيلنجز، التى كانت مستشارة البيت الأبيض للسياسة الداخلية، وأصبحت وزيرة للتعليم فيما بعد، وتقول عنها سبلينجز، إنها واحدة من هؤلاء الأشخاص الذين ترغب فى العمل معهم، وتضيف مارجريت التى أصبحت صديقة مقربة منها، إنها مرحة وجادة ومفكرة كبيرة ومتحمسة، وتبث الحماس لشركائها، وهى ليست مجرد مفكرة كبيرة، ولكنها مفكرة تستطيع أن يكون لها دورا فى الإدارة، وهو مزيج نادر. وعملت دينا باول فى الخارجية الأمريكية كمساعدة لشئون التعليم والثقافة ونائب مساعد الوزير لشئون الدبلوماسية العامة فى عام 2005، وهذا الدور جعل لها صوتا رئيسىا فى إدارة بوش فى الشرق الأوسط، فى الوقت الذى كانت فيه الإدارة تشعر بالقلق بشأن كيفية التواصل مع الجمهور الدولى، ومن المثير بشأن دينا باول أنها تحظى بعلاقة جيدة مع الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء. وكافحت "باول" كثيرا كي تصل إلى تلك المكانة في البيت الأبيض، حيث كان يعمل والدها في بداية هجرته سائقا على حافلة، ثم اضطر إلى العمل في متجر بولاية دالاس، قبل أن تتمكن من دخول جامعة تكساس في أوستن، وتبدأ مشوارها السياسي من ولاية تكساس. دخلت باول فى شراكة مع البنك الدولى لتوفير 600 مليون دولار كرأس مال لحوالى 100 ألف من المشروعات النسائية الصغيرة والمتوسطة حول العالم. وسبق ل "باول" أن قامت بزيارة مصر بشكل رسمي ممثلة لإدارة بوش بصحبة كارين هيوز التي تولت في السابق وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية لشئون الدبلوماسية العامة، مع كوندليزا رايس،حيث عقدا لقاءات مكثفة مع كافة الفعاليات سواء الدينية أو الثقافية أو السياسية. وقالت دينا بالعربية وقتها لطلبة الجامعة الأمريكيةبالقاهرة الذي تحلقوا حولها حينها إنها وأسرتها المصرية حرصوا على أن تكون اللغة العربية هي حديث البيت، وأن تكون الأكلات المصرية هي طعامهم، ولذلك فهي تحب محشي ورق العنب والملوخية.