دينا حبيب باول مصرية أصبحت حديث العالم بعد أن قام مستشار الامن القومى الأمريكى الجنرال اتش.آر. ماكماستر بتعيينها مساعدة له وأخذت دينا حبيب اسم باول، بعدما تزوجت من رجل العلاقات العامة ريتشارد باول، وكانت تعمل مساعدة لوزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس فى عهد جورج بوش الابن، وستتولى فى منصبها الجديد خصوصا الإشراف على الاستراتيجية والتنسيق بين الاجهزة الدبلوماسية والعسكرية والاستخبارية الأمريكية. ويعتبر منصب مساعد مستشار الأمن القومى أساسى لحسن سير السياسة الخارجية الأمريكية لأن كل القرارات الواجب اتخاذها فى هذا المجال، أو غالبيتها العظمى، تمر به أولا قبل ان تصل إلى وزير الخارجية أو وزير الدفاع ومن ثم إلى الرئيس لدرسها وإقرارها وكان اسم دينا قد برز منذ أكثر من 12 عاما بعد أن عملت فى البيت الأبيض فى عهد الرئيس بوش ثم مع كوندوليزا رايس فى الخارجية الأمريكية كمساعدة لها فى الشئون التعليمية والثقافية. وقد أثنت الوزيرة السابقة رايس فى حديث لها مع مجلة "بوليتيكو" على المصرية ابنة دالاس بولاية تكساس وبإتقانها للغة العربية، وكيف أنها بشخصيتها الودودة استطاعت أن تقوم بدور مهم ومميز فى فريق الدبلوماسية الثقافية، وفى تواصل واشنطن مع العالمين العربى والإسلامي. وفى بيان للرئيس المنتخب دونالد ترامب ، قال إن دينا باول تتمتع بمهارة فائقة ولديها سجل حافل بالخدمة العامة، وأيضا سيرة مهنية عظيمة فى القطاع الخاص، وقد عرفت بإشرافها الاستراتيجى على البرامج والمبادرات الأساسية، وهى قائدة فى النمو الاقتصادى، وتمكين المرأة فى جوانب عديدة من تطوير الأعمال والمشروعات. يذكر أن دينا حبيب باول من مواليد عام 1973 فى القاهرة، والدها أنسي حبيب، وهو عسكري، ووالدتها هدى سليمان خريجة الجامعة الأمريكية في القاهرة, وقد هاجرا إلى الولاياتالمتحدة عندما كانت في الرابعة من عمرها, وحملت اسم عائلة باول بزواجها من ريتشارد باول الذي أنجبت منه ابنة. وبعد تخرجها من أكاديمية يورسولين المرموقة، التحقت بجامعة تكساس، حيث حصلت على أول عمل سياسى لها فى مجلس الشيوخ الخاص بالولاية، وكانت أول علاقة عمل لها مع سيناتور تكساس فى هذا الوقت الجمهورى بيالى هوتشسون، الذى قال عنها إنها غير عادية، وتقدمت بشكل كبير بعد أول تدريب لها. ومثل إيفانكا ترامب، بدأت باول فى تولى مناصب قيادية، وهى فى سن صغيرة، فعندما بلغت 29 عاما، أصبحت أصغر مساعدة للرئيس لشئون الرئاسة، ليصبح لها تأثير فى كل قرارات التعيين فى البيت الأبيض فى عهد بوش، وعملت مع مارجريت سبيلنجز، التى كانت مستشارة البيت الأبيض للسياسة الداخلية، وأصبحت وزيرة للتعليم فيما بعد، وتقول عنها سبلينجز: إنها واحدة من هؤلاء الأشخاص الذين ترغب فى العمل معهم، وتضيف مارجريت التى أصبحت صديقة مقربة منها، إنها مرحة وجادة ومفكرة كبيرة ومتحمسة، وتبث الحماس لشركائها، وهى ليست مجرد مفكرة كبيرة، ولكنها مفكرة تستطيع أن يكون لها دور فى الإدارة، وهو مزيج نادر. وعملت دينا باول فى الخارجية الأمريكية كمساعدة لشئون التعليم والثقافة ونائب مساعد الوزير لشئون الدبلوماسية العامة فى عام 2005، وهذا الدور جعل لها صوت رئيسى فى إدارة بوش فى الشرق الأوسط، فى الوقت الذى كانت فيه الإدارة تشعر فيه بالقلق بشأن كيفية التواصل مع الجمهور الدولى، ومن المثير بشأن دينا باول أنها تحظى بعلاقة جيدة مع الديمقراطيين والجمهوريين على حد السواء. ووفقا لموقع بولتيكو، كان لها علاقة باثنين من مسئولى إدارة أوباما، وهما فاليرى جاريت مستشارة البيت الأبيض، وجين بيرلنج، المستشارة الاقتصادية السابقة، أما الجمهوريون الذين عملت معهم فهم يشيدون بها ،حيث قالت عنها كونداليذا رايس إنها من أكثر الناس مقدرة ممن عرفتهم، فهى مبدعة ولديها التزام، وقامت بعمل هام فى الخارجية، فى الوقت الذى كانت فيه واشنطن تحاول أن تتواصل مع العالم المسلم، وفى تمكين المرأة، وبسبب خلفيتها وأصولها المصرية كانت سفيرة ثقافية وعضو أساسى فى فريقها. وتعد دينا باول رابعة عضو من مؤسسة جولدن ساكس تنضم إلى فريق ترامب، بعد ستيفين ميونشن المرشح لوزارة الخزانة، وجارى كون، المرشح للملجلس الاقتصادى الوطنى، وستيف باتون، المخطط الاستراتيجى الرئيسى لترامب. ومن خلال عملها فى جولدمان ساكس، قدمت المؤسسة ل10 آلاف امرأة تعليم الأعمال للسيدات من أصحاب المشاريع فى 43 دولة منذ عام 2008، وكانت النتائج مثيرة للإعجاب، ففى غضون 3 سنوات زادت عائدات 82% من خريجى تلك المؤسسة بينما نجحت 71% فى توفير فرص عمل. وكافحت " باول" كثيرا كي تصل إلى تلك المكانة في البيت الأبيض، حيث كان يعمل والدها في بداية هجرته سائقا على حافلة، ثم اضطر إلى العمل في متجر بولاية دالاس، قبل أن تتمكن من دخول جامعة تكساس في أوستن، وتبدأ مشوارها السياسي من ولاية تكساس. وتقول دينا إنها ترى النساء، فى ظل مجتمعات يسودها عدم استقرار سياسى واجتماعى واسع، يستيقظن يوميا ويجدن طرقا للمضى قدما لأنفسهن ولعائلاتهن، وفى النهاية لمجتمعاتهن، وهذا هو عائد الاستثمار الذى تبحث عنه. ودخلت "باول" فى شراكة مع البنك الدولى لتوفير 600 مليون دولار كرأس مال لحوالى 100 ألف من المشاريع النسائية الصغيرة والمتوسطة حول العالم. وسبق ل "باول" أن قامت بزيارة مصر بشكل رسمي ممثلة لإدارة بوش بصحبة كارين هيوز التي تولت في السابق وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية لشئون الدبلوماسية العامة، معكوندليزا رايس،حيث عقدا لقاءات مكثفة مع كافة الفعاليات سواء الدينية أو الثقافية أو السياسية. وقالت دينا بالعربية لطلبة الجامعة الأمريكيةبالقاهرة الذي تحلقوا حولها حينها إنها وأسرتها المصرية حرصوا على أن تكون اللغة العربية هي حديث البيت، وأن تكون الأكلات المصرية هي طعامهم، ولذلك فهي تحب "محشي ورق العنب والملوخية".