تناولت الصحافة الأمريكية الصادرة، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عدم التصديق على صفقة النووي الإيراني التي وقعتها إدارة سلفه باراك أوباما عام 2015، مستائلة عما يمكن أن يؤدي إليه هذا القرار، خاصة في ظل لغة التصعيد الإيرانية. صحيفة "واشنطن بوست" قالت في افتتاحيتها : إن "هذا أخطر تهديد سياسي يواجه الولاياتالمتحدةالأمريكية، بالإضافة إلى التهديدات الأمنية التي يمكن أن تنجم عن ذلك". وأشارت إلى أن تهديد ترامب بإلغاء الاتفاق النووي إذا لم يستوف الكونغرس وحلفاء أمريكا مزيداً من التعديلات والشروط، فيمكن أن يؤدي إلى دفع إيران لاستئناف برنامجها النووي، "وهو مسار خطير للغاية عملت الصفقة التي وقعتها أمريكا ودول أخرى على منع إيران من الحصول على السلاح النووي". وتابعت الصحيفة أن الاتفاق النووي "معيب"، بما في ذلك حتى الشروط التي وضعها الاتفاق على الأنشطة النووية الإيرانية، ولكن ادعاء ترامب أن الصفقة واحدة من أسوأ المعاملات التي وقعتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، "مبالغ فيه"، خاصة أن هذا الاتفاق أوقف طموحات إيران إلى الحصول على السلاح النووي، فحتى العتاد الباقي بحوزة إيران والذي يسمح لها بالمضي في برنامجها النووي، يخضع لرقابة دولية مشددة. وتتابع ال"واشنطن بوست" أن الإدارة الأمريكية وعدت باتخاذ إجراءات إضافية لمواجهة التهديدات غير النووية التي تشكلها إيران، وضمن ذلك تدخلاتها في العراقوسوريا، وهو ما دفعها إلى فرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني، ولكن لا يبدو أن لدى واشنطن خطة لمعالجة الوجود العسكري الإيراني في سوريا، وبدلاً من مواجهة هذا التحدي فإن ترامب يحاول أن يتخلى فقط عن إرث خصمه السياسي باراك أوباما، ومن ثم إعادة فتح الجبهة الوحيدة التي تحوي إيران وهي الاتفاق النووي. – "نيويورك تايمز′′ من جهتها، تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز′′ عن الأسباب التي تجعل ترامب يكره الاتفاق النووي مع إيران بهذه الطريقة، مشيرة إلى أنه وعلى الرغم من كل تصريحاته بحق الصفقة النووية، واعتبارها أسوأ صفقة وقعتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإنه إلى الآن لم يكشف عن التفاصيل الحقيقية لهذه الصفقة. وقالت الصحيفة إن قرار ترامب عدم التصديق على صفقة النووي جاء بعد مناقشات شرسة داخل الإدارة الأمريكية، وفقاً لما ذكره مسؤول مطلع على المناقشات. وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، أعربا عن اعتقادهما أن الإبقاء على الاتفاق النووي يصب في مصلحة أمريكا، ويبدو أن كلا الرجلين نجح في إقناع ترامب مع مرور الوقت، بعدم التخلي فوراً عن الاتفاق، رغم وعده بذلك خلال حملته الانتخابية. وقالت الصحيفة إن انتقاد ترامب الاتفاق النووي ووصفه بأنه واحد من أسوأ الاتفاقات التي وقعتها أمريكا، أعاد اللغة نفسها التي كان يرددها خلال حملته الانتخابية، ولكنه اعترف أيضاً بالعوائق التي تحول دون إلغاء الاتفاق بشكل نهائي. "نيويورك تايمز′′ قالت إن عدم تصديق ترامب على الاتفاق النووي مع إيران، يلغي أي أمل بأن يكون هذا الاتفاق أساساً لعلاقة أمريكية–إيرانية، معتبرة أن خطاب ترامب في البيت الابيض، "هو الأكثر عدائية من رئيس أمريكي تجاه إيران"، منذ أن وضعها الرئيس جورج بوش على لائحة محور الشر عام 2002.