منذ سنوات طويلة استمر مستشفى أبو الريش اليابانى التابع لكلية طب قصر العينى بجامعة القاهرة في تقديم الخدمات العلاجية للأطفال الذين يقصدونها من مختلف الأقاليم والمحافظات بالجمهورية بعد أن يكونوا قد يأسوا من الأمل فى الشفاء لدى المستشفيات القريبة منهم. ومابين عمليات جراحية وتحاليل وأشاعات ورعايات مركزة وطوارئ تتنوع الخدمات التى تقدمها المستشفى، والتي تلقى الضوء عليها الدكتورة هناء راضى نائب مدير المستشفى فى حوارها مع "الموجز". بداية نود التعرف أكثر على مستشفى أبو الريش للأطفال ؟ مستشفى أبو الريش اليابانى واحدة من ثلاث مستشفيات تابعة لكلية طب القصر العينى بجامعة القاهرة وهى مخصصة للأطفال فهناك أيضاً مستشفى أبو الريش المنيرة بالإضافة إلى مستشفى أبو الريش الوقائى والثلاثة يقدمون خدمات متكاملة معاً ما يعني أن المريض من الممكن أن يأتي اليوم إلى أبو الريش اليابانى وغداً يكون فى ابو الريش المنيرة وهكذا. ماذا عن الأقسام والوحدات الموجودة بالمستشفى ؟ فى "أبو الريش اليابانى" لدينا 3 أقسام باطنية أطفال وكذلك الحال فى أبو الريش المنيرة إضافة إلى 11 وحدة رعاية مركزة ووحدة للقلب والصدر والمسالك والعظام والرمد وجزء من الغسيل الكلوى لأن أساس الوحدة فى "أبو الريش المنيرة". توجد أيضاً وحدة جراحة لحديثي الولادة مجهزة بالحضانات وجراحة المخ والأعصاب والعلاج الطبيعي إضافة إلى أكبر قسم لجراحات القلب للأطفال منذ الولادة بداية من القسطرة والعناية المركزة وعمليات القلب المفتوح. ما نوع الجراحات التى يقدمها المستشفى لحديثي الولادة ؟ لدينا وحدة جراحات حديثى الولادة التى تقوم بعمل العمليات الجراحية الدقيقة للمولودين بعيوب خلقية حيث نعمل على الأحجام الصغيرة ما بين 700 و800 جرام ولدينا فريق تمريض على أعلى مستوى مجهز للعمل مع هذه الحالات ولدينا وحدة استقبال طوارئ معدة للعمل ثلاثة أيام فى الأسبوع وثلاثة أخرى فى المنيرة. كم عدد المرضى الذين يخدمهم المستشفى سنويا ؟ نخدم حوالي نصف مليون طفل خلال العام من مناطق وأقاليم مختلفة على مستوى الجمهورية وكذلك خارجها من السودان وسوريا واليمن فالمستشفى مفتوح لكل الأطفال مهما كانت جنسياتهم. وماذا عن عدد العمليات الجراحية التى يجريها المستشفى ؟ فى العام الماضى أجرينا 11 ألف و429 عملية جراحية وتم حجز 24 ألف طفل فى الأقسام الداخلية وفى المعامل 713 ألف و274 تحليل لأطفال وفى الاستقبال 54 ألف طفل وهذا الإحصاء السنوي الأخير لعام 2016. ما هى أهم المشكلات التى تواجهكم ؟ مشكلاتنا الأساسية تكمن فى أن أعداد المرضى التى تتوافد على المستشفى أكبر بكثير من قدراتنا المادية فالمريض يأتى ويحتاج للبقاء فى المستشفى 10 أيام وهذه التكلفة أصبحت الآن أكثر بكثير منها وقتما وُضعت ميزانية المستشفى ونحن لدينا 450 سريراً من بينها 128 للرعاية المركزة تبلغ تكلفة الواحد منها من 30 إلي 35 ألف جنيه شهرياً وهى تكلفة مرتفعة لم تكن تتجاوز من 7 أعوام ماضية 7 ألاف جنيه وهذا شامل الأدوية وخدمة التمريض والأشعات والتحاليل وليس الدواء فقط وكل ما يتطلبه المريض. هذا الفارق الشاسع لم يُضف على ميزانية المستشفى وبالتالى فإننا من الممكن أن نستقبل الطفل فى الطوارىء لحين التواصل مع مستشفيات أخرى حتى نجد له مكاناً بها ويتم نقله إليها أو ربما نضطر لأن نقول لأهل المريض "مفيش مكان" وعليكم الذهاب به لمستشفى آخر. وكم تبلغ ميزانية المستشفى ؟ ميزانية المستشفى التشغيلية 15 مليون جنيه بخلاف رواتب الأطباء والموظفين فهى خارج تلك الموازنة وتتحملها جامعة القاهرة. من الواضح أن الميزانية ضعيفة فهل تفي التبرعات بالغرض فى تقديم خدمة علاجية جيدة ؟ المستشفى يعيش على التبرعات ونحن نحصل على كل هذا الفارق فى تكلفة العلاج من خلال التبرعات فنحن نحتاج حوالى 70 مليون جنيه يأتى منهم 15 مليون من الميزانية وكل الفارق المتبقى يأتى إلينا من التبرعات التى تصلنا من خلال مؤسسات المجتمع المدنى من جمعيات خيرية أو أفراد. هل عانى المستشفى من قبل من قلة تبرعات ؟ لم تكن لدينا مشكلة أبداً فى عدم وجود تبرعات لكن المشكلة دائماً فى الترتيب فمن الوارد جداً أن نجمع 55 مليون جنيه تبرعات لكن السؤال هل جاءت تلك المبالغ فى وقتها الصحيح أم لا.. وفى النهاية التبرعات مسألة غير مضمونة فعندما ينفد الدواء نظل فى انتظار المتبرع حتى نأتى به وهذا ربما يجعلنا نخسر ونتأخر كثيراً. الأزمات التى تعرضنا لها جعلت الناس تسمع صوتنا وتقدم على التبرع فلم يكن أحد يعلم شيئاً عن المستشفى من قبل والحملة الدعائية الخاصة بنا بدأت عن طرق رسالة على " الواتس آب" من خلال سيدة فاضلة جاءت لتتبرع وبدأت ترسل الرسائل بوضع المستشفى الذى شاهدته عند زيارتها.. ومع المرض بالتحديد يجب أن نكون سابقين له بخطوة فالمريض لا يمكن أن ينتظر الدواء ولكن الدواء يجب أن يكون متوفراً عندما يحتاجه المريض. ولماذا لا تلجأون لمستشفى قصر العينى فى سد العجز فى الأدوية والمستلزمات الطبية ؟ مستشفى قصر العينى هو التي ترسل إلينا الأدوية فنحن مخزن فرعى وليس رئيسى وكل التعاقدات مع الشركات تتم مع "قصر العينى" وهى التى تعطينا حصتنا من الدواء بالأساس. هل تعانى المستشفى من أزمة فى فريق التمريض ؟ لدينا بالفعل أزمة فى التمريض ولكن هذه المشكلة ليست مشكلتنا فقط وإنما هى مشكلة عامة فى كل مستشفيات مصر وفى الحقيقة فإن الأزمة تكمن فى أن الممرضة تخدم 30 سريراً فى وقت واحد والأرقام الصحيحة تقول أن رعاية القلب تحتاج ممرضة لكل سريرين وفى الحضانات يحتاج كل طفل لممرضة خاصة به ومن ثم فإن تنقل الممرضة من محضن إلى آخر ينقل الميكروبات والعدوى لكن المرتبات الهزيلة سبباً أساسياً فى هجرة الممرضين والممرضات إلى المستشفيات الخاصة وهم سلعة نادرة والمستشفيات تتخطفهم لأن عددهم قليل. وكيف تتجاوزون هذه المشكلة ؟ نتجاوز المشكلة من خلال التبرعات حيث نرفع من رواتبهم حتى لا يتركوا المستشفى والأمور تسير لكننا نأمل فى الأفضل ونضع فى خطتنا التى نطمح فى تنفيذها أن تكون هناك ممرضة لكل سرير. من وجهة نظرك.. ما هو الحل الأمثل لتقليل الضغط على مستشفى أبو الريش؟ الحل ليس واحداً بمعنى أن تقوم باقى المستشفيات التى تقدم خدمات للأطفال بالترويج لنفسها أكثر لتستقبل حالات أكثر لكى يقل الضغط على مستشفى أبو الريش قليلاً وعادة نرى تلك المستشفيات فارغة من المرضى والعكس فى "أبوالريش" فالمرضى يجلسون أمام بواباتها. وكل مانريده هو "قسمة العدل" فنحن مستشفى يقع فى القاهرة لذلك يجب أن نخدم محيط القاهرة والجيزة فقط وألا نخدم من يتوافدون من المحافظات الأخرى التى توجد بها أيضاً مستشفيات جامعية تقدم خدمة علاجية جيدة. هذا صحيح .. لكن الناس تثق فى مستشفى أبو الريش لذلك يأتون إليها من كل حدب وصوب ؟ الناس تثق فى "أبو الريش" لأنها تجد فيها الخبرة لكننا لو رفعنا مستوى الخدمة المقدمة في تلك المستشفيات من خلال الأطباء والتحاليل والأشعات سيكون الإقبال عليها أكثر وسيقل الضغط على "أبو الريش" وسيذهب المريض للمستشفى القريب منه وإذا فشل فى علاجه سيقوم بتحويله لنا ونحن لا نمانع فى أن نقدم كوادرنا لتدريب طواقم تلك المستشفيات. ما هى خطتكم للتقليل من قوائم الانتظار ؟ يجب أن نقلل من دورة وجود المريض على السرير فالمريض يظل على السرير فى المتوسط 14 يوماً والصحيح أن يظل من 5 إلى 6 أيام وإذا قللنا تلك المدة سيمكننا أن نعالج 2 أو 3 من المرضى من خلال الإسراع فى إجراء الأشاعات والتحاليل وقد طلبنا أجهزة حديثة من القصر العينى وبسبب هذا الروتين لدينا قوائم انتظار حتى شهر أكتوبر المقبل وقد وضعنا لتحقيق ذلك خطة وأطلقنا عليها اسم " ابو الريش 2020". وكيف يمكن لهذه الخطة أن تقلل من قوائم الانتظار ؟ هذه الخطة ستقلل من قوائم الانتظار خاصة أننا عقدنا بروتوكول تعاون مع بيت الزكاة والصدقات المصرى ومؤسسات أخرى وهذا يساعدنا فى أن تظل المستشفى مستمرة فى العمل حتى يوم الجمعة حيث تتكفل تلك المؤسسات بمصروفات هذا اليوم من الكشف وحتى العمليات الجراحية وهذا أيضاً من شأنه التقليل من حجم القوائم. كما أن مساهمة المستشفيات الأخرى فى عمل العمليات الجراحية البسيطة وأن تترك لنا العمليات صعبة وأن يكون بيننا تعاون فى ذلك أمر من شأنه التقليل من حجم قوائم الانتظار ونحن فى النهاية مستشفى جامعى دورنا الأساسى هو التعليم والعلاج دور جزئى بعد تخريج الأطباء و الممرضين لكن للأسف طغى الدور الثانى على الأول.