الفيلم السعودي «تشويش» يواصل حصد الجوائز عالميًّا    ارتفاع عيار 21 الآن بالمصنعية.. تحديث سعر الذهب اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025    سعر الذهب اليوم بالصاغة.. ارتفاع كبير في عيار 21 والسبيكة ال50 جرام تقفز 8000 جنيه    تباين مؤشرات البورصة المصرية رغم صعود المؤشر الرئيسي وخسائر محدودة في رأس المال السوقي    نتنياهو فى حديث متوتر: تصريحات ترامب تعني عمليا أن الجحيم سينفجر    قمة «شرم الشيخ للسلام»    «قبّلها أمام الجمهور».. ترامب يمنح أرملة تشارلي كيرك قلادة رئاسية (فيديو)    أجواء خريفية منعشة وشبورة صباحية.. تفاصيل حالة الطقس اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 في مصر    «السكك الحديدية»: حركة القطارات لم تتأثر بحادث «قطار سوهاج»    باسم يوسف يكشف عن أسوأ غلطة في حياته !    إغلاق مؤقت للمتحف المصري الكبير استعدادًا للافتتاح الرسمي في نوفمبر    كل ما تريد معرفته عن سكر الدم وطرق تشخيص مرض السكري    العكلوك: تكلفة إعادة إعمار غزة تبلغ 70 مليار دولار.. ومؤتمر دولي مرتقب في القاهرة خلال نوفمبر    تجمع القبائل والعشائر الفلسطينية في غزة يدعم الجهود الأمنية    قرار عاجل في الأهلي بشأن تجديد عقد حسين الشحات    اتحاد الصناعات: الدولة تقدم دعمًا حقيقيًا لإنقاذ المصانع المتعثرة وجذب الاستثمارات الصناعية    وزير العمل: لا تفتيش دون علم الوزارة.. ومحاضر السلامة المهنية تصل إلى 100 ألف جنيه    في شهر الانتصارات.. رئيس جامعة الأزهر يفتتح أعمال تطوير مستشفى سيد جلال    اليوم، غلق لجان تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب    مميزات وعيوب برج السرطان: بين العاطفة والخيال والحنان    داليا عبد الرحيم تهنئ القارئ أحمد نعينع لتعيينه شيخًا لعموم المقارئ المصرية    الكنيسة الكلدانية تحتفل بختام ظهورات العذراء سيدة فاتيما في مصر    هيئة الدواء: تصنيع المستحضرات المشعة محليًا خطوة متقدمة لعلاج الأورام بدقة وأمان    ترامب: بوتين لا يرغب بإنهاء النزاع الأوكراني    ترامب يهدد بفرض عقوبات على إسبانيا بسبب رفضها زيادة الإنفاق في «الناتو»    نجم الزمالك السابق يكشف عن «أزمة الرشاوي» في قطاع ناشئين الأبيض    هتكلفك غالي.. أخطاء شائعة تؤدي إلى تلف غسالة الأطباق    ظهور دم في البول.. متى يكون الأمر بسيطًا ومتى يكون خطرا على حياتك؟    بالصور.. محافظ الغربية في جولة بمولد السيد البدوي بمدينة طنطا    حكومة غزة: شرعنا بتطبيق القانون ومستعدون لتسليم الحكم وفق قرار وطني فلسطيني    عمقها 30 مترًا.. وفاة 3 شباب انهارت عليهم حفرة خلال التنقيب عن الآثار بالفيوم    دماء في أم بيومي.. عجوز يقتل شابًا بطلق ناري في مشاجرة بقليوب    السجن المؤبد وغرامة 100 ألف جنيه لتاجر مخدرات في قنا    صندوق النقد الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الإمارات إلى 4.8% في العام الحالي    ارتفاع مفاجئ في الضاني وانخفاض الكندوز، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    تعرف على المنتخبات المتأهلة لكأس العالم بعد صعود إنجلترا والسعودية    رمضان السيد: ظهور أسامة نبيه في هذا التوقيت كان غير موفقًا    عمورة يوجه ضربة ل صلاح، ترتيب هدافي تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2026    رونالدو يحقق رقما قياسيا جديدا في تصفيات كأس العالم    بالفوز على كينيا وبدون هزيمة، كوت ديفوار تحسم تأهلها رسميا إلى مونديال 2026    أحمد نبيل كوكا يطلب أكثر من 30 مليون جنيه لتجديد عقده مع الأهلي    لدورها الريادي في نشر المعرفة: مكتبة مصر العامة بقنا تحصد جائزة «مكتبة العام المتنقلة 2025»    «بتخرج من المشاكل زي الشعرة من العجين».. 3 أبراج محتالة ومكارة    معرض حى القاهرة الدولى للفنون فى نسخته الخامسة لمنطقة وسط البلد لعرض أعمال ل16 فنانا    رسميًا.. موعد امتحانات الترم الأول 2025-2026 في المدارس والجامعات وإجازة نصف العام تبدأ هذا اليوم    للتعامل مع الحيوانات الضالة.. قنا تقرر إنشاء ملجأ للكلاب بعيدًا عن المناطق السكنية    مصرع شخصين في تصادم سيارتي نقل على الطريق الصحراوي الغربي بالمنيا    «توت عنخ آمون يناديني».. الكلمات الأخيرة ل «كارنافون» ممول اكتشاف المقبرة الملكية (فيديو)    في 3 أيام .. وصفة بسيطة لتطويل الأظافر وتقويتها    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء الأربعاء 15 أكتوبر 2025    متى يكون سجود السهو قبل السلام؟.. أمين الفتوى يوضح حكم من نسي التشهد الأوسط    هل شراء شقة عبر البنك يُعد ربا؟.. أمين الفتوى يوضح    الجامعة الأمريكية تنظم المؤتمر ال 19 للرابطة الأكاديمية الدولية للإعلام    ورشة عمل لاتحاد مجالس الدولة والمحاكم العليا الإدارية الإفريقية    دار الإفتاء توضح حكم تنفيذ وصية الميت بقطع الرحم أو منع شخص من حضور الجنازة    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في الشرقية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في محافظة الأقصر    إثيوبيا ترد على تصريحات الرئيس السيسي: مستعدون للانخراط في مفاوضات مسئولة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتاب حديث وثق جرائمها بالمستندات.. بريطانيا الراعي الأول للإرهاب في العالم
نشر في الموجز يوم 24 - 04 - 2017

أثار مندوب روسيا بالأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف حالة من الجدل مؤخرا بعد اتهامه لبريطانيا بإيواء ودعم المليشيات والجماعات الإرهابية خصوصا تلك التي نفذت تفجيرات كنيستى طنطا والإسكندرية بمصر خلال قداس أحد الشعانين، هذا الاتهام بدوره أثار تساؤلات حول حقيقة تورط لندن في رعاية الإرهاب لاسيما وأنها تحتضن حاليا مجموعة من أهم قيادات الإخوان، وتاريخيا كان لها اتصالات مع الجماعات الإرهابية حول العالم, فضلا عن رفضها إدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب عقب التحقيقات الموسعة التى أجرتها خلال العامين الماضيين عن نشاط الجماعة فى انجلترا وهو ما أثار سخطا دوليا ضد الممكلة المتحدة, خصوصا أنها تأوى عدد من قيادات الإخوان الهاربة من مصر عقب أحداث ثورة 30 يونيو.
من سندس عاصم إلى إبراهيم منير.. أسرار وحكايات قادة الإخوان داخل عاصمة الضباب
يأتى على رأس هؤلاء , محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، حيث تم تعيينه بعد القبض على محمد بديع فى هذا المنصب ليدير شئون الجماعة ،والعديد من التقارير تشير إلى أنه يقوم بدوره كمرشد مؤقت بحرية تامة من عاصمة الضباب ويشرف بنفسه على كل البيانات الصادرة من مكتب لندن, هناك أيضا سندس عاصم ، وهي واحدة من أشهر قيادات الجماعة التي تعيش في بريطانيا منذ عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسي من منصبه، والبعض لقبها بمستشارة المعزول لشئون الإعلام الخارجي،أو ب "السيدة الخطيرة"،لعدم ظهورها كثيرا في وسائل الإعلام، رغم أنها ترأست تحرير موقع الجماعة الرسمي. وكانت عاصم أول سيدة حكم عليها بالإعدام من قيادات الجماعة، بعدما أمرت محكمة جنايات القاهرة، في مايو الماضي، بإحالة أوراق الرئيس المعزول محمد مرسي و121 آخرين من إجمالي 166 متهما للمفتي لاستطلاع رأيه في إعدامهم بعد إدانتهم في قضيتي التخابر الكبرى واقتحام السجون، وكانت سندس من بينهم.
وتنحدر عاصم من عائلة إخوانية فهي ابنة المهندس عاصم شلبي، القيادي المعروف في جماعة الإخوان، وهو مدير دار النشر للجامعات، ورئيس اتحاد الناشرين المصريين، ونجلة القيادية بالجماعة منال أبو الحسن المرشحة السابقة في انتخابات مجلس الشعب.
كذلك يعيش في لندن إبراهيم منير الذي يتولى منصب أمين عام التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين ، كما يتولى مسئولية مكتب الجماعة في لندن منذ أكثر من 20 عاما, كما بادر بالهرب إلى لندن خلال ثورة 30 يوليو محمود حسين وهو من القيادات البارزة والمعروفة على الصعيد الإعلامي، وكان يشغل منصب أمين عام تنظيم جماعة الإخوان.
أما محمد سويدان فهو يعيش في بريطانيا، ويحل ضيفا دائما على قنوات الإعلام المحسوبة على الإخوان من هناك ، وكان قد شغل في السابق منصب مسئول العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة.
"شئون سرية" يفضح الصفقات المشبوهة بين جماعة الإخوان وقادة بريطانيا
تاريخيا كان لبريطانيا علاقات وثيقة مع جماعة الاخوان المسلمين وغيرها من الجماعات المتطرفة حول العالم, وقد تنبه لهذا الأمر الكاتب مارك كورتيس من خلال كتابه " شئون سرية"، حيث تنبأ بالتحالف بين النخب المتعولمة والاخوان المسلمين وتركزت نبوءة الكتاب على التحليل التاريخي حول التعاون بين السلطات البريطانية وعدد من المجموعات الاسلامية عبر العالم، مدللا كيف أن تلك العلاقة لا تزال مؤثّرة في المشهد السياسي والاجتماعي للمنطقة بعد الثورات العربية.
ويكشف كتاب "شئون سرية" وجود سياسات متسقة ومتماسكة لبريطانيا تجاه الاسلاميين، ففي الشرق الأوسط ، وبعد الحرب العالمية، قامت بريطانيا، المسئولة في حينه عن العراق و فلسطين، بممارسة خيار استراتيجي معقد لم ينجح في تحقيق الإجماع عليه, فبعد إعلان دولة إسرائيل في نهاية الحرب بقي هناك خلاف حول ما هي القوى التي يجب أن تتحالف معها بريطانيا، فبدأ المسئولون البريطانيون يتطلعون إلى الإسلاميين من مختلف التوجهات على أنهم "متاريس" ضد الشيوعية والحركات العلمانية في الشرق الأوسط.
وأكد الكتاب أن الحكومات البريطانية المتتابعة سواء المنتمية للحزب العمالي أو الحزب المحافظ ،تواطأت لعقود مع القوى الاسلامية المتطرفة بما فيها المنظمات الارهابية، حيث تآمرت معها، وعملت الى جانبها وأحيانا دربتها ومولتها.
ويرى الكاتب أن هذا التواطؤ المذكور ساعد بريطانيا على تحقيق هدفي سياستها الخارجية, وهما أولا : التأثير على المصادر الاساسية للطاقة والسيطرة عليها ، وثانيا : تثبيت موقع بريطانيا في نظام مالي عالمي مواءم للغرب.
وأكد الكاتب أيضا أن بريطانيا حاولت من خلال تعاونها سواء مع الدول الراعية للإرهاب الإسلامي أو مع منظمات ومجموعات مثل جماعة الإخوان المسلمين باستمرار تقويض القوى العلمانية والقومية واليسارية في العالم العربي.
وأفاد الكاتب بأن الحكومات البربطانية المتتابعة استخدمت الجماعات الإسلامية كقوة عالمية مناهضة للأيديولوجيات العلمانية والقومية وللشيوعية السوفياتية ،كما استخدمتها كقوات صدام لزعزعة الحكومات أو إسقاطها عبر قوات مسلحة تحارب بالوساطة ،وأيضا كأدوات سياسية للتأثير على التغييرات من داخل الحكومات.
وأفرد الكتاب جزء خاص باتصال الجماعة فى مصر بالحكومات البريطانية ،حيث قال إن جماعة الاخوان المسلمين في مصر حظيت في البداية برعاية العرش الموالي للانجليز الذي بدأ بتمويلهم منذ عام 1940 حيث وجد فيهم الملك فاروق قوة يوازي بها قوة حزب الوفد العلماني ، أكبر حزب سياسي في البلد، ويضعهم في وجه الشيوعيين، ونقل تقرير للاستخبارات البريطانية في عام 1942 أكد أن القصر بدأ يرى أن الاخوان مفيدون والقى برعايته عليهم.
ووفقا للكاتب فإن البريطانيين أنفسهم بدأوا يمولون الاخوان في عام 1942 ، مشيرا إلى أنه في 18 مايو من ذاك العام عقد موظفون في السفارة البريطانية اجتماعا مع رئيس الوزراء المصري أمين عثمان باشا نوقشت خلاله العلاقات مع الاخوان المسلمين وتقديم الدعم المادى لها.
بالإضافة إلى ذلك، تم الاتفاق على أن تدخِل الحكومة المصرية عملاء موثوقين الى صفوف الاخوان لمراقبة نشاطاتهم على نحو حثيث مع إعلام السفارة البريطانية بالمعلومات التي يحصل عليها هؤلاء العملاء. والسفارة من جانبها، تزود الحكومة بمعلومات بما تحصل عليه عن طريق مصادرها البريطانية.
وأفادت وثائق نقلها الكتاب رفعت عنها السرية عن لقاء بين مسئولين بريطانيين وإخوان عقد في 7 فبراير 1953 أبلغ فيه أحد مسئولي الجماعة، المدعو أبو رقايق، المستشار الشرقي للسفارة البريطانية، تريفور إيفانس إذا بحثت مصرْ في أنحاء العالم كلها عن صديق فلن تجد اقرب لها من بريطانيا، وفسرت السفارة البريطانية في مصر هذه الملاحظة على أنها تدل على وجود فريق في قيادة الإخوان مستعد للتعاون مع بريطانيا، ولكن ليس مع الغرب عموما لانهم لا يثقون بالأمريكيين، في ذلك الحين، وحسب تقارير الخارجية البريطانية، كانت الحكومة المصرية بالتنسيق مع السلطات البريطانية تقدم رشاوى ضخمة إلى حسن الهضيبي، المرشد الجديد للاخوان بعد اغتيال حسن البنا، لمنع الجماعة من القيام بالمزيد من أعمال العنف ضد النظام.
وفي عام 1955 كان موظفون بريطانيون براقبون عن كثب نشاطات الاخوان المناهضة لنظام الرئيس جمال عبد الناصر، واعترفوا بأنهم قادرون على أن يشكلوا تحديا كبيرا له. وثمة ما يدل أيضا على أن البريطانيين أجروا اتصالات بجماعة الإخوان في آواخر 1955 عندما زار وفد من الإخوان الملك فاروق في منفاه بإيطاليا للبحث عن إمكانية التعاون ضد عبد الناصر.
وفي أغسطس 1956، كشفت السلطات المصرية شبكة جاسوسية بريطانية واعتقلت أربعة بريطانيين، بينهم جايمس سوينبرن، مدير إدارة وكالة الأنباء العربية وهي واجهة لجهاز المخابرات العسكرية البريطاني MI6 في القاهرة، وطرد أيضا دبلوماسيان اتهما بتجميع معلومات استخباراية، ويبدو من أقوال الدبلوماسي البريطاني دورل، أن الدبلوماسيين كانا على صلة بعناصر طلابية ذوي ميول دينية ،بغرض التشجيع على اضطرابات للأصوليين توفر مبررا لتدخل عسكري بحجة حماية أرواح الأوروبيين
وعندما غزت بريطانيا مصر خلال العدوان الثلاثي عام 1956 تطورت الخطط لاسقاط عبد الناصر وتم الغزو بناء على معرفة مسبقة بأن الاخوان المسلمين سوف يشكلون النظام الجديد.
وبعد وفاة عبد الناصر عام 1970 رعى الرئيس أنور السادات سرا خلايا إسلامية جهادية لمواجهة القوميين والشيوعيين، وكان لا يزال المسئولون البريطانيون يزكّون جماعة الاخوان المسلمين على أنها سلاح مناسب يمكن للنظام استخدامه، لكنّه تبين أن تشجيع الأسلمة سيف ذو حدين، حيث أن اتفاق السلام مع إسرائيل انتهى بالسادات مغتالا من قبل الجهاد الإسلامي عام 1981.
زرع شقاق الفتنة فى إيران للاستيلاء على النفط
بحسب الكتاب لم يتوقف الأمر عند مصر بل تعداه لدول أخرى، ففي إيران عندما أقدم محمد مصدق، أول رئيس وزراء إيراني منتخب ديمقراطيا، على تأميم الشركة الانجلو-إيرانية للنفط، سعت بريطانيا لإبداله بديكتاتور يستطيع تسوية مسألة النفط بشروط معقولة حسب تعبير سفير بريطانيا في طهران ،فدعمت الخارجية البريطانية شخصا اعتبرته سياسيا رجعيا بالكامل، هو آية الله كاشاني الذي كان أتباعه من المتشددين ينظمون التظاهرات الضخمة التي سبقت الإنقلاب ضد مصدق عام 1953 الذي أعاد إلى السلطة الديكتاتور الحليف للغرب هو الشاه رضا بهلوي، وكان حينها الشاب آية الله خميني أحد أتباع كاشاني ،كما قام العملاء السريون البريطانيون في إيران عام 1953 بتنظيم هجمات على مساجد وشخصيات عامة من قبل عملاء وأتباع ممولين ليظهروا وكانهم أعضاء في حزب "توده" الشيوعي.
في عام 1982 حين كان نظام الخميني يضطهد اليسار وأعدم الآلاف منهم، وحصلت الاجهزة البريطانية على لائحة بأعضاء حزب "توده" من منشق سوفيتي يدعى فلاديمير كوزيتشكين, بعدها تسليم اللائحة إلى طهران بالتوافق بين وكالة المخابرات الأمريكية‪(CIA) ، والمخابرات البريطانية ‪MI6‬ فقامت طهران بإعدام العشرات من هؤلا الشيوعيين وإعتقال الالاف الآخرين من اللائحة.
الحرب بالوكالة فى أفغانستان.. والتورط فى مقتل مليون باكستانى
في إندونيسيا ارتكب الغرب مجزرة بحق أكثر من مليون شيوعي إندونيسي عام 1965، حيث لعبت الأحزاب والمجموعات الإسلامية، المدربة والمجهزة من قبل الجيش الإندونيسي دورا أساسيا في المجزرة.
وأكد الكاتب أنه في كثير من الأحيان التي تعاون فيها البريطانيون مع تلك المجموعات الإسلامية كان ذلك بالاساس لتنفيذ المهمات القذرة التي لم تستطع أن تقوم بسبب الخوف من الانكشاف ،وتتضمن تلك الأعمال الشائنة محاولات اغتيال لاشخاص مثل الرئيس المصري جمال عبد الناصر، و المرجع الشيعي الراحل السيد محمد حسين فضل الله في لبنان.
كما لفت الكاتب إلى الصراع الحالي الدائر في أفغانستان مذكّرا بأن بريطانيا تقاتل الآن القوى الإسلامية إياها التي دعمتها في الثمانينيات من القرن الماضي في مواجهة الاتحاد السوفيتي فيما أسماه المؤلف أوسع عملية سرية لوايتهول( مقر الحكومة البريطانية) منذ الحرب العالمية الثانية.
ويقول المؤلف أن اثنين من أهم القادة الإسلاميين في أفغانستان وهما قلب الدين حكمتيار وجلال الدين حقاني، كانا على علاقة وثيقة ببريطانيا وقد زار الأول لندن في عام 1988 والتقى رئيسة الوزراء حينها مرجريت تاتشر.
وأوضح الكاتب أن استخدام الجهاديين الإسلاميين للقتال بالوساطة من قبل بريطانيا أمر موثّق ،وقد أدى إلى نشوء القاعدة، وإنتشار الإرهاب العالمي.
كما مكنت بريطانيا المخابرات الباكستانية وفقا للكاتب من أن تصير الجهة الراعية لتنظيم القاعدة.
وذكر الكاتب جانبا أقل شهرة من نتائج الجهاد المذكور، وهو إرسال بعثة من إسلاميين أفغان مخضرمين، بالتواطؤ مع بريطانيا والولايات المتحدة، للقتال في البلقان وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة في آسيا الوسطى كما في المناطق الإسلامية الإثنية في الصين.
وأضاف الكاتب, أن مزاعم التدخل الإنساني في كوسوفو عام 1999 تدحضها بشكل جدى حقيقة أن بريطانيا قامت بتدريب جيش تحرير كوسوفو و هو جهاز عمل بشكل وثيق مع تنظيم القاعدة ،تم وصفه بصراحة بما هو منظمة إرهابية من قبل الوزراء البريطانيين أنفسهم في حينها.
وكان الجاسوس البريطاني "همفر" قد سجل في مذكراته كيف استخدمت بريطانيا الجماعات الإسلامية في الدول العربية النفطية بهدف السيطرة على ثرواتها ،حيث يقول: إن بريطانيا بادرت بدعم دعوة محمد بن عبدالوهاب فى السعودية، وتمكنت الحملات الوهابية العسكرية من بسط سيطرتها على مساحات هائلة في الجزيرة العربية بمباركة بريطانية، وذلك على الرغم من استمرار بريطانيا في تقديم المساعدات المالية للسعودية منذ عام 1865، لتتعمق الروابط بينهما عام 1899 ،وشهدت تلك السنة ضم بريطانيا للكويت بوصفها محمية، كما شهدت سقوط مدينة لنجة الإماراتية في يد إيران وطرد حاكمها الإماراتي محمد بن خليفة القاسمي بتواطؤ منها حيث قام الأسطول البريطاني الذي منع جميع سفن إمارات الساحل من نجدة لنجة، حتى لو تطلب الأمر إغراقها.
وأسفرت جهود بريطانيا عام 1915 عن توقيع أول اتفاقية تعاون رسمية بين بريطانيا والسعودية، وذلك عن طريق ضابط بريطاني حمل اسما مستعارا هو وليم شكسبير، لكنه قتل في إحدى معارك ابن سعود مع آل رشيد، وإثر مقتل شكسبير أرسلت بريطانيا عميلا آخر عام 1916، تحول إلى الإسلام وأطلق على نفسه اسم عبدالله، واصبح يعرف باسم عبدالله فيلبي.
وكانت بريطانيا تلعب لعبة ماكرة، حيث أنشأت مكتبين لها لإدارة الشئون العربية، فكان مكتبها في الهند يعمل على دعم ابن سعود، بينما عمل مكتبها في القاهرة على دعم الشريف حسين أمير مكة.
ومع انهيار الدولة العثمانية اعتقدت بريطانيا أنه من الممكن للشريف حسين أن يكون البديل للخلافة العثمانية ويوحد المسلمين تحت رايته، لكنه لم يكن يمتلك القوة العسكرية التي يمتلكها ابن سعود، ورغم قلة إمكانياته قاد تمردا ضد تركيا بدعم بريطاني، وكان العميل البريطاني المبعوث للشريف يطلق عليه لقب لورنس العرب، وقاد العديد من المعارك العربية ضد الأتراك.
وكانت بريطانيا وعدت الشريف حسين بإعطائه حكم سوريا والأردن والعراق ولبنان والحجاز، وكذلك وعدت الصهاينة بإعطائهم حكم فلسطين، وحافظت على وعدها لليهود بينما أخلفته مع الشريف.
كما راهنت بريطانيا على الشريف في تحقيق انتصارات عسكرية ولكن ابن سعود تفوق عليه، وبدا الأمر وكأنه لعبة بريطانية بحتة يديرها ضابطان بريطانيان هما عبدالله فيلبي لصالح ابن سعود ولورنس العرب لصالح الشريف حسين.
وفي عام 1924 قام الزعيم الجديد لتركيا مصطفى كمال أتاتورك بإلغاء الخلافة العثمانية، فحاول الشريف حسين الاستفادة من الانسحاب التركي لتنصيب نفسه خليفة للمسلمين.
ولم يكن الشريف حسين ليستفيد من إعلان خلافته شيئا دون اعتراف بريطاني، لكن بريطانيا فضلت التخلي عن الشريف على اعتبار أن ابن سعود أقوى منه واستطاع بسط سيطرته على مجمل الجزيرة العربية، وطرد الهاشميين من مكة.
واعترفت بريطانيا عام 1927 باستقلالية المملكة العربية السعودية، وبعد سيطرة ابن سعود على الأماكن المقدسة أرسلت الهند باعتبار أنها دولة تضم عددا كبيرا من السكان المسلمين وفدا رفيعا لمقابلة الملك عبدالعزيز في جدة، وطالبت الهند ابن سعود بتسليم الأماكن المقدسة إلى لجنة تتكون من جميع الدول الإسلامية لإدارتها ولكن ابن سعود رفض هذا الطلب، وأقام في العام نفسه مؤتمرا دوليا في مكة لجميع الحكام المسلمين، ليطلعهم على الوضع الجديد في الحجاز.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.