* كان يردد دائما أن جنوده أغلي من ابنه لأنهم أمانة في رقبته *طلب سرا دون علم الأسرة والأهل للمشاركة في العمليات العسكرية ضد الإرهاب * أسندت اليه مهمة الإشراف علي تأمين سلسلة أكمنة بالشيخ زويد * زوجته: «كان الشهيد يشعر في آخر إجازة له معنا أنه لن يعود مرة أخري ولم يخبرنا علي الإطلاق انه يشارك في العمليات العسكرية في الشيخ زويد" الشهداء احياء عند ربهم يرزقون فى جنات النعيم وقد حمل ابطال قواتنا المسلحة دوما لواء واحد وهو الفوزباحدى الحسنيين النصر او الشهادة وفى كل لحظة يسطر ابناء مصر حروفا من ذهب فى سجلات البطولات و يقدم أبطال القوات المسلحة التضحيات فداء للوطن، ولم يبخلوا قط بأرواحهم ودمائهم في سبيل حماية الوطن، وسِجِل شهداء القوات المسلحة خير شاهد على ذلك،فكم من بطولات خلدها التاريخ لأبطال القوات المسلحة الذين استشهدوا دفاعا عن الأرض. إن الحرب التي يخوضها الجيش المصري الآن في سيناء مع الجماعات الإرهابية لا تقل ضراوة عن الحروب التي واجهتها مصر على مر تاريخها بل تزيد عليها لأن جيشنا الوطني يحارب عدوا مستترا وليس جيشا نظاميا كما كانت الحروب التقليدية، فالعدو الآن يعتمد علي زرع العبوات الناسفة واستخدام السيارات المفخخة التي تستهدف أبناءنا من الضباط والجنود من خلال حرب غير شريفة. ومع إصرار وعزيمة الجيش المصري وبسبب عقيدته التي لا تلين أخذت القوات المسلحة على عاتقها عهدا،أن تقطع دابر الإرهاب وتستأصل شأفته مهما كلفها من تضحيات في سبيل حماية الوطن. وفي ذكري يوم الشهيد وتخليدا لبطولاته، تحدثت زوجة الشهيد العقيد أركان حرب أحمد عبد الحميد الدرديري، أحد أبطال القوات المسلحة الذي قدم نموذجا رائعا في التضحية والإيثار، والذي استشهد في الهجوم الإرهابي المسلح علي أحد أكمنة سيناء حيث ضحي بنفسه من اجل أن يعيش زملاؤه وجنوده. دماثة خلقه وتدينه وبره لوالديه وسلوكه الطيب وسط زملائه وجنوده صفات رائعة تحلي بها الشهيد الراحل، إلي جانب حبه الشديد لوطنه وبلاده، فكانت البطولات العسكرية لأبطال وقادة حرب اكتوبر العظماء، قد شكلت في وجدان الشهيد الدرديري شغف قوي وحب للحياة العسكرية وهذا ما دفعه للالتحاق بالكلية الحربية حيث كان يعتبر قادة حرب قدوته ومثله الأعلي في التضحية والفداء. في البداية قالت السيدة ياسمين مصطفي زوجة الشهيد البطل أحمد الدرديري إن الشهيد التحق بالكلية الحربية عام 97 وتخرج عام 99 دفعة 93 حربية سلاح المشاه، والتحق بعد التخرج بالجيش الثاني الميداني بمدينة القنطرة في الإسماعلية، ثم سافر إلي السودان ليشارك قوات حفظ السلام هناك عام 2005 وذلك عقب زواجه ب 3 شهور، لمدة عام ، ثم عاد بعد ولادة ابنه الوحيد عمر ب 3 شهور ثم أكمل خدمته في الجيش الثاني الميداني ثم الجيش الثالث الميداني. وأضافت أن البطل الشهيد شارك في التدريبات المشتركة التي نظمتها القوات المسلحة مع المملكة العربية السعودية ضمن قوات المشاه حيث ربطته علاقات وطيدة مع عدد كبير من زملائه الضباط من الجيش السعودي وذلك لدماثة خلقه وطيبته. وتابعت أنه بعد إنهاء فترة التدريبات المشتركة عاد ليخدم في الكلية الحربية لمدة 4 سنوات وعقب خدمته بالكلية الحربية التحق بكلية القادة والأركان حيث حصل علي الدورة 63 أركان حرب ليعود مرة أخري إلي صفوف الجيش الثاني الميداني بالقنطرة، وخلال هذه الفترة كان قد قدم عدة طلبات أفصح فيها عن رغبته الشديدة في المشاركة في العلميات العسكرية في سيناء أو ورفح أو الشيخ زويد أو العريش وكل ذلك كان سرا دون علمنا علي الإطلاق. وحكت زوجته لزملاء الشهيد المقربين له أنه تمت الموافقة علي طلب الدرديري بالفعل لينقل إلي الشيخ زويد وذلك في شهر 4 عام 2015 حيث أُوكل اليه مهمة الإشراف علي تأمين سلسلة كمائن بالشيخ زويد وهي أكمنة «سدرة ابو الحجاج» أطلق عليها أكمنة «الزلازل» والتي كان الهدف من إقامتها قطع الطريق عن الجماعات الارهابية وذلك بسبب تكرار الهجوم الارهابي المسلح علي بعض النقاط الامنية. وأضافت: «هذا العمل كان يتطلب من الشهيد المبيت يوميا في كل كمين بالتوالي لافته أنه كان يمارس مهام عمله وسط زملائه من الجنود والضباط في جو أسري ويشاركهم إفطار رمضان». وتابعت: «في يوم 1/ 7 / 2015 حدث هجوم إرهابي علي 6 أكمنة بالتزامن حوالي الساعة السادسة صباحا، حيث اقتحمت الكمين سيارة مفخخة وقامت قوات الكمين بتدميرها قبل وصولها إلي الكمين ثم تلي ذلك محاولة اقتحام أخري للكمين بسيارات دفع رباعي تحوي كل سيارة علي ما يقرب من 20 أو 25 عنصرا إرهابيا وكانوا مسلحين ب «آر بي جيه»، وأسلحة قنص وأسلحة متعددة، فقام الشهيد بتفجير سيارتين قبل وصولهما إلي الكمين حيث استشهد احد زملائه الضباط خلال عملية محاولة اقتحتام الكمين». وأكملت: «ثم أعقب هذا الهجوم هجوم آخر عن طريق مسلحين علي درجات نارية يحملون الرشاشات وعلي الفور تعاملت معهم كل قوات الكمين حيث صفوا منهم عددا كبيرا وهنا أصيب احمد في قدمه اليمني وواصل القتال حتى أصيبت قدمه الأخري، وخلال هذه المعركة الضارية أوشكت ذخيرة الكمين أن تنفد، فأعطي الشهيد الدرديري أوامره لجنوده أن يحتموا داخل مدرعاتهم ويذهبوا لكمين اخر لإمدادهم بالذخيرة». وقالت:«رفض الجنود أن يتركوه بمفرده إلا أنه أصر وطلب منهم أن يحتموا بالمدرعة من النيران الكثيفة الموجهة اليهم من قبل الجماعات الإرهابية حيث ظل أحمد مع إثنين من جنوده يقومون بحماية ظهر بقية الجنود لحين عودتهم بالدعم والذخيرة، وفي لحظة اخترقت رصاصة موجهة من أحد قناصة الجماعات الإرهابية الي رقبة الشهيد أحمد حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وأودت بحياته في 14 رمضان حوالي الساعة العاشرة صباحا». وبحسب رواية زملائه أنه كان يردد دائما أن عساكره وجنوده أغلي من ابنه لأنهم أمانة في رقبته. وقالت زوجته: «كان الشهيد يشعر في آخر إجازة له معنا أنه لن يعود مرة أخري ولم يخبرنا علي الإطلاق انه يشارك في العمليات العسكرية في الشيخ زويد، وكل ما نعلمه أنه في مدينة القنطرة حيث الهدوء والعمل المستقر بعيدا عن العمليات العسكرية». واختتمت: «إن آخر ما قاله لي "خلي بالك من عمر وخليه يختم القرآن علشان مبقاش قلقان" عليه، وقال لابنه:"خلي بالك من ماما وأنا مش موجود "»، مضيفة أنه بعد سفره ب 4 أيام حدث الهجوم علي الكمين ونال الشهادة.