يبدو أن الأزمة التي اشتعلت منذ تولى مختار جمعة لمنصب وزير الأوقاف بين الوزارة والدعوة السلفية حول الخطابة في مساجد الإسكندرية لم تنته حتى الآن، وليس أدل على ذلك من الواقعة المؤسفة التي شهدها مسجد جهينة حيث حاول عدد من المصلين الاعتداء على الدكتور عبدالناصر نسيم وكيل الوزارة بالإسكندرية وطالبوا بإقالته بعد مطالبته للدكتور حاتم فريد واعر بإخراج تصريح الخطابة أثناء إلقائه درس دينى بعد صلاة الفجر بالمسجد. ودعم السلفيون الشيخ حاتم واعتبروا دخول وكيل وزارة الأوقاف عليه أثناء إلقائه الدرس نوع من الاستفزاز للمصلين وكل الأئمة الموجودين بالإسكندرية سواء كانوا ينتمون للدعوة السلفية أم لا. ورأوا أن وزارة الأوقاف تتعامل بشكل خاطىء وتتعنت مع الأئمة فى مساجد محافظة الإسكندرية وتمنعهم من الخطابة رغم فشل الوزارة فى تغطية كافة المساجد خاصة فى صلاة الفجر . وقال الشيخ حاتم فريد ل"الموجز" إن وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية تعامل معه بتعنت أثناء إلقائه درس دينى بمسجد الجهينى بمحافظة الإسكندرية خاصة وأنه خريج الأزهر الشريف . وأكد اندهاشه من تعامل مسئول الوزارة معه بهذا الشكل رغم أنه كان إماماً لمسجد القائد إبراهيم فى الإسكندرية وتذاع الصلاة على شبكة إذاعة القرآن الكريم وكان لديه تصريح أمنى ولا توجد مشكلة مع وزارة الأوقاف على الإطلاق . وأوضح أن تلقى تعليمه منذ الابتدائية فى الأزهر الشريف حيث حصل على شهادتى كلية التربية وكلية الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر.. مشيراً إلى أنه ذهب لوزارة الأوقاف وأجرى اختبار الأئمة ونجح فيه بدرجة امتياز وعندما سأل على التصريح أجاب عليه المسئولون أن ملفه غير موافق عليه أمنياً . واستكمل "فريد": عندما ذهبت للسؤال عن سبب رفض ملفى أمنيًا قالوا إن الرفض من وزارة الأوقاف وحتى الآن لا أعلم سبب رفض خروج التصريح. واعترض فريد على اتهام البعض له بالتطرف الدينى متسائلًا : هل إمامة الناس فى صلاة الفجر والدعوة المعتدلة لله تعتبر تطرفاً.. قائلاً "خطبى مسجلة فليحاسبونى عليها إن كان بها نوع من التطرف". وقال إنه منذ هذه الواقعة لم يذهب للصلاة فى مسجد "جهينة" حتى لا يحرج إدارة المسجد بعد تحرير الوزارة محضراً ضده لإمامته لصلاة الفجر بالمسجد رغم عدم وجود إمام للأوقاف يؤم المصلين فى هذا التوقيت . وتابع فريد "أنا لا أعلم سبب تعنت الأوقاف معي وقد منعونى من قبل من الصلاة فى مسجد بلال والمسجد هُجر الآن وموظفو الأوقاف لا يقومون بدورهم وهذه التصرفات لا تصلح وزارة الأوقاف والمساجد وإنما تخربها ". وكشف "فريد" أن صلاح عيسى نائب البرلمان عن دائرة الرمل ذهب لوزير الأوقاف محمد مختار جمعة ليتحدث معه عن سبب تعنت الأوقاف معه وهو خريج الأزهر الشريف . من جانبه أكد الشيخ سامح عبدالحميد عضو الدعوة السلفية أن "الأوقاف" تتعنت ضد المشايخ غير التابعين للأوقاف فى الإسكندرية وليس أدل على ذلك من تعنتها مع الدكتور حاتم فريد رغم أنه لايتبع الدعوة السلفية. وأشار إلى ضرورة وجود صلاحيات وإجراءات واضحة لحصول الأئمة على تصريح للخطابة خاصة إذا كانوا ممن حصلوا على الشهادة الأزهرية وناجحين فى الدعوة لله ومحبوبين من الناس . وأكد أن تعامل وزارة الأوقاف الحالي يُخرب الدعوة ولا يصلحها ويبعد الناس عن المساجد.