عمليات القتل والتخريب التى يقوم بها تنظيم داعش وجرائمه البشعة التي يرتكبها ضد الانسانية ولاسيما الأطفال والنساء ،دفعت الفتاة الدنماركية الجنسية من أصل كردي جوانا بالانى إلى ترك كل شيء والذهاب إلى العراقوسوريا لقتال التنظيم .. لكن كانت المفاجأة أنها وجدت نفسها مطاردة من التنظيم الذي رصد مبلغا ماليا كبيرا لمن يقتلها ،وأيضا من بلدها التي اعتبرتها إرهابية رغم قتلها لحوالي 100 من عناصر داعش. كان تنظيم داعش قد أعلن عن دفع مكافأة مالية قدرها مليون دولار مقابل تصفية فتاة دنماركية قاتلت في صفوف القوات الكردية ضد التنظيم في سورياوالعراق, هذه الفتاة هي جوانا بالاني التي تبلغ من العمر 23 عاما، ورغم أن جميع خيارات الحياة متاحة أمامها، إلا أنها اختارت السفر إلى الشرق الأوسط، والانخراط في صفوف القوات الكردية التي تدعمها حكومة بلادها ضمن تحالف سياسي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية لمحاربة التنظيم المتطرف وبعد فترة طويلة من القتال عادت هذه الفتاة الدانماركية إلى بلادها لتواجه عقوبة السجن لانتهاكها حظر السفر، حيث كانت السلطات الدنماركية قد منعت مواطنيها من السفر للقتال على أي جبهة أجنبية، بغض النظر عن الموقف السياسي، وهدَّدت بمنع سفر من يتحدى القرار ومصادرة جواز سفره. وكان محامي جوانا بالاني قد أعلن أن موكلته اعترفت باختراق الحظر، وأنها سافرت إلى الدوحة، يوم 6 يونيو عام 2015، لكنه غير متأكد إذا ما كانت غادرت قطر إلى وجهة أخرى،لكنها كانت قد قامت برحلة سابقة قبل هذا الموعد في 2014. وأفادت صحيفة دنماركية بأنه تبيَّن أن والد بالاني وجَدَّها كانا عنصرين تحت لواء قوات البيشمركة، أما أصولها فإيرانية وكردية، لكنها سافرت إلى كوبنهاجن في طفولتها، بعدما ولدت كلاجئة في مخيم بالرمادي فى العراق خلال حرب الخليج. وأشارت جوانا في مقابلة مع صحيفة نيو يورك بوست إلى أن قتل إرهابيي تنظيم "داعش" لم يكن صعبا. وأضافت أنه من السهل جدا قتل مسلحي داعش مضيفة أنهم يضحون بأنفسهم بسهولة، مؤكدة في السياق ذاته أن الجنود السوريين مدربون بشكل جيد جدا. وأفادت الفتاة الدنماركية بأنها تركت الجامعة عام 2014 وذهبت لقتال تنظيم "داعش"، ففي بداية الأمر كانت تحارب في شمال سوريا في صفوف قوات الدفاع الشعبي، وبعد 6 أشهر انضمت إلى قوات البيشمركة الكردية. وقالت جوانا: "أنا أتذكر أول ليلة، رأيت جنديا سويديا يقتل أمام عيني عندما ذهب ليدخن، ومع ذلك لم تقدر الحكومة الدنماركية شجاعة الفتاة، فعندما عادت إلى وطنها صادرت جواز سفرها ومنعتها من مغادرة البلد". وكانت "بالاني" في الأشهر الأخيرة من عام 2014 تتابع دراستها في العاصمة كوبنهاجن، لكن حين سمعت عن الجرائم التي يرتكبها داعش بحق النساء والأطفال والمدنيين في العراقوسوريا، تركت كل شيء وراء ظهرها وتوجهت للعراق لمقاتلة التنظيم. وفى حوار لصحيفة ميرور البريطانية أكدت أنه يتم التعامل معها كإرهابية، حيث تقول إنها قتلت 100 من عناصر داعش وساعدت في تحرير النساء اللواتي وقعن ضحايا للاستعباد الجنسي لدى التنظيم المتشدد. وأوضحت أنها علمت النساء أساليب الدفاع عن النفس، والوقوف في وجه داعش, وأنها انضمت للمقاتلين الأكراد لمواجهة داعش من أجل "الدفاع عن حقوق النساء والديموقراطية، وللدفاع عن القيم التي تعلمتها كفتاة دنماركية". وعن تفاصيل اتهامها بالإرهاب قالت "بالاني" لموقع فايس الأمريكي : إن الشرطة راسلتها بعد ثلاثة أيام من عودتها إلى الدنمارك لتخبرها بأن جواز سفرها لم يعد صالحا للسفر. ورغم أن الفتاة تؤكد أنها كانت "في المكان الصحيح ،حيث تدرب آخرين على قتال داعش، إلا أن عدم قدرتها على السفر إلى العراق من جديد جعلها تعود إلى الدراسة حيث أصبحت طالبة في قسم الفلسفة والعلوم السياسية, ومع ذلك تشعر "بالاني" بأنها فقدت كل شيء بعد أن تم وصفها بأنها إرهابية من قبل السلطات الدنماركية فى نفس الوقت الذي تواجه فيه محاولات الاغتيال من قبل التنظيم وفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية. حيث أشارت للصحيفة أنها تركت دراستها للانضمام إلى المعركة ضد الجهاديين في سوريا وأمضت فترات تمتد قرابة 9 أيام على الخطوط الأمامية وحدها، وهي تستهدف جنود داعش ببندقيتها الروسية، والآن اضطرت إلى الاختباء وتواجه السجن في بلدها الجديد لتحديها السلطات، التي منعتها من محاربة الجهاديين، كما أنها معرضة للخطر من جنود داعش الذين يريدون أسرها واستخدامها كالرقيق أو ضمها إلى صفوفهم. وقالت بالاني للصحيفة البريطانية عن سبب مجازفتها بحريتها لمكافحة داعش في سوريا: "كنت على استعداد للتخلي عن حياتي وحريتي لوقف تقدم داعش حتى تكون أوروبا آمنة، وكان هذا خياري، ولكن أصبحت إرهابية في نظر بلدي" واعترفت جوانا لأول مرة حول كيفية خرقها قوانين صارمة لمكافحة الإرهاب بالذهاب إلى سوريا، وقالت "أنا آسفة أنني اضطررت لكسر حظر السفر المفروض علي، لكن شعرت أنه لم يكن لدي أي خيار آخر، ولم أكن أتوقع أن أخسر كل شيء تقريبا بسبب القتال أثناء الدفاع عن سلامة نفس البلد التي تحاول سلب حريتي، فأنا أعيش في واحدة من أفضل الدول في العالم، ولكن أنا جائعة وبلا مأوى وأتجمد من البرد القارص في الفراش ليلا، على الرغم من عملي بدوام كامل، وأنا لا أثق في أحد" وأضافت جوانا "أنا كنت أحاول منع داعش من تهديد الدول الأوروبية وشعوبها كما فعلوا في كردستان" وكان قد تم منع جوانا من السفر في سبتمبر عام 2015، لكنها تحدت السلطات للانضمام إلى رفاقها في الوحدة الكردية القتالية التي تحارب داعش في شمال سوريا، وتقول إنها لم تتمكن من تحمل ترك النساء اللواتي دربتهن،فسافرت مرة أخرى إلى سوريا وحارب ضد داعش من يوليو إلى أكتوبر 2016 واعتقلت جوانا في 7 ديسمبر من العام الماضي من قبل جهاز المخابرات الدنماركي بموجب قانون مكافحة الإرهاب الجديد الذي يهدف إلى وقف المواطنين من المشاركة في النزاع المدمر في سورياوالعراق. واحتجزت في السجن لمدة 3 أسابيع قبل أن يُطلق سراحها بناء على أوامر من القاضي قبل عيد الميلاد في 23 ديسمبر الماضي، ولكن بينما كانت جوانا في السجن علمت بأمر خطير آخر، حيث قيل لها إن داعش قد وضع مكافأة مليون دولار لمن يقتلها أو يأسرها،ومع ذلك قررت السفر مرة أخرى لمحاربة داعش. وأعربت "بالاني" عن إحساسها بالمطاردة من قبل السلطات الدنماركية، وهي تعيش تحت تهديد جنود داعش الذين وضعوا مكافأة بقيمة مليون دولار لمن يقتلها أو يأسرها وقالت إنها تعاني من أزمة مالية وتفتقر لكل وسائل الراحة المنزلية، حيث إنها مجبرة على الانتقال من مكان إلى آخر كل ثلاثة أيام. وأضافت : "تحاول الحكومة الدنماركية أن تصنع مني عبرة في المحكمة حتى يتمكنوا من القول إننى انضممت لداعش، لكن أنا لست مجرمة، وأنا على استعداد قضاء عشر سنوات في السجن بكل فخر واعتزاز لإنقاذ الناس، ولن أقبل يوما واحدا في السجن لكوني أشكل خطرا على الدنمارك، وأنا لا أفهم لماذا يعتبرونني خطرا وأنا أناضل لأوروبا وللإناث في كل مكان" وتقول جوانا التي تظهر التحدي " تريد داعش قتلي وأسري لكي انضم إليهم أو أن أتحول إلى عبدة جنسية، لكن أحب استقلالي وحريتي كامرأة أكثر من الخوف من إلقاء القبض علي أو أسري من قبل داعش، فمخاوفي حول أسري وقتلي ليست كبيرة بقدر حبي للحرية، فهذا ما يساعدني على المقاومة، وردي عليهم هو متابعة حياتي والاستمرار في العمل، وسوف استمر في المحاولة لأريهم أنني امرأة حرة ومستقلة، وهذه هي الطريقة التي سوف نهزمهم بها" واستطردت "هددني شخص دنماركي مسلم أعرف أنه قاتل في سوريا، وقد هاجمني 4 رجال مسلمين العام الماضي، وهناك مكافأة بقيمة مليون دولار مقابل رأسي فمن الممكن أن يتم أسري أو قتلي حتى في الدنمارك". وأكملت قائلة "لن أدعهم ينتصرون بإخافتي، فعندما كنا نستعد لتحرير منازل سبايا داعش، كنا نقول يدخل مقاتل واحد ويخرج العديد من المقاتلين، وهذا لأن الناجين ينضمون إلينا في كثير من الأحيان، وكثير من الفتيات اللاتي ننقذهن ينضممن إلينا ويتدربن ليصبحن مقاتلات، ولهذا حتى إذا أسروني سأظل أحاربهم من أجل جميع أولئك الفتيات ولنفسي ولن أستسلم أو أسمح لهم بالفوز" وقالت جوانا "لقد تأثرت كثيرًا بالصراع الذي لا نهاية له في سوريا، وأصبحت أعاني من الصداع المتكرر والمنهك، وقد فقدت الكثير من الوزن وأصبحت غير قادرة على النوم، وارتدي ملابس من تبرعات الكنيسة المحلية". وبسبب بعدها عن عائلتها أصبحت جوانا بلا مأوى، ولكنها قالت "أنا لا أبحث عن التعاطف، بل أريد من الناس أن يفهموا أنني لا أنتظر رسالة شكر لمحاربة داعش". ولدت جوانا بالاني عام 1993 في مخيم اللاجئين التابع للأمم المتحدة في مدينة الرمادي العراقية، حيث انتقلت عائلتها من إيران بعد الثورة إلى العراق. وفي منتصف التسعينيات غادرت أسرتها إلى الدنمارك، وهناك تخرجت فى المدرسة ومن ثم درست في معهد، وكانت مهتمة بالرياضة وإطلاق النار.