أثار قرار تنحي الأنبا انطونيوس عزيز مطران الجيزة والفيوم وبني سويف للاقباط الكاثوليك من منصبه حالة من الجدل خلال الأيام الماضية خاصة أنه لم يفصح عن أسباب استقالته ورفض الإدلاء بأي تصريحات للإعلام، بينما اكتفت الكنيسة الكاثوليكية في مصر بالإعلان عن قبول الاستقالة وتبرير الأمر بأنه أمر وارد داخل الكنيسة سبقه في ذلك اثنان من بطاركة الكاثوليك في مصر والبابا بنديكتوس السادس عشر رأس الكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان . كانت الكنيسة الكاثوليكية في مصر، قد أعلنت في بيان لها منتصف الأسبوع الماضي تنحى المطران الأنبا أنطونيوس عزيز، عن خدمة إيبارشية الجيزة والفيوم وبني سويف، وخلو كرسي تلك الإيبارشية، منوهة إلي أن الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الكنيسة الكاثوليكية في مصر، أصبح بذلك مدبراً لها. ورفض الأنبا أنطونيوس ممثل للكنيسة الكاثوليكية في لجنة الخمسين لوضع دستور، التعليق على البيان، واكتفي بالقول "عليكم بالرجوع إلى البطريرك إبراهيم الذي أصدر القرار للاستفسار عن أسباب اتخاذه"، مشيراً إلى أنه ينتظر قرار السنودس الخاص بالكنيسة في المكان الذي سيعمل به بعد ذلك. وأكد عزيز أن قرار التنحى عن الخدمة ليس الأول من نوعه وليس جديداً أو غريباً بالكنيسة الكاثوليكية، موضحاً أن هذا الأمر تكرر من قبل أكثر من مرة. وأضاف أن قرار التنحى جاء في الأساس لصالح خدمة الكنيسة، وأنه عندما علم بطلب التنحية وافق دون تردد. من جانبه قال الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك إن الكنيسة الكاثوليكية لديها قانون كنسي تسير عليه وسينظر السنودس ترتيب أمر مطران الجيزة خلال الفترة المقبلة.. مشيراً إلى أن نظام التقاعد أو ترتيب الخدمات داخل الكنيسة، أمر ليس بجديد فرأس الكنيسة نفسها البابا بنديكتوس السادس عشر استقال من منصبه، وفى مصر تقاعد واستقال بطاركة منهم الأنبا أنطونيوس نجيب والأنبا اسطفانوس. وأشار إلى أنه حال التنحي أو الاستقالة يكلف مدبراً للرعاية لحين اختيار آخر، ويظل المطران أو البطريرك محتفظاً بالصفة الكهنوتية حتى لا يختلط الأمر. من ناحية أخرى أعلن موقع الفاتيكان الرسمي، عن قبول البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الاستقالة من العناية الرعوية في ايبارشية الجيزة للأقباط الكاثوليك، والتي قدمها الأنبا أنطونيوس عزيز مينا. وأفاد الموقع عبر بيان من مجمع الكنائس الشرقية، أن الايبراشية سوف تسند إلى غبطة البطريرك اسحق ابراهيم سدراك، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، كمدبر رسولي للكرسي الشاغر. يذكر أن البابا بنديكتوس السادس عشر كان أول بابا يستقيل من منصبه على رأس الكنيسة الكاثوليكية منذ نحو 6 قرون وذلك في عام 2013 ووقتها أصدر الفاتيكان بياناً ذكر فيه أن "البابا يقول لم يعد يقوى على مواصلة العمل لتقدمه في السن". وأضاف البيان نقلا عن بنديكتوس : "لهذا السبب ومع علمي بأهمية هذه الخطوة التي اتخذها بكامل إرادتي، أعلن التخلي عن كرسي البابوية في روما". وقال في خطاب ألقاه باللاتينية خلال مجمع كرادلة منعقد في الفاتيكان: "بعد مراجعة ضميري أمام الله توصلت إلى قناعة بأنني لم أعد قادرا بسبب تقدمي في السن على القيام بواجباتي على أكمل وجه على رأس الكنيسة" الكاثوليكية. استقالة بنديكتوس سبقها أربع حالات في هذا القرار، أشهرها تخلي البابا سلستينوس الخامس في عام 1294، وهذا التخلي هو الأشهر تاريخيا أما الحالات الأخرى المؤكدة تاريخيًا فهي البابا بنديكتوس التاسع 1045، والبابا غريغوريوس السادس عام (1046) والبابا غريغوريوس الثاني عشر عام "1415" إلا إن استقالة بنديكتوس كانت تعد المرة الأولى التى يستقيل فيها البابا فى التاريخ المعاصر. وأوضحت الكنيسة الكاثوليكية أن القانون الكنسي نص علي أحقية البابا فى التنحى، فى المواد 331 – 335 التى تتحدث عن الحبر الأعظم، والسلطة العظمى في الكنيسة. وتنص المادة 332 البند الثاني على "إذا حدث أن تخلّى الحبر الروماني عن منصبه، يلزم لصحّة التخلّي أن يتمّ بحرّية ويُعلَن عنه كما يجب، لكن لا يلزم أن يقبله أحد".