يصدم الجمهور في بعض الأحيان بعد معرفة نهاية الفنانيين الذين طالما أحبوهم، وإعتبروهم رموز في السينما والدراما، فالبعض كان يرى في أحد الفنانيين فارس أحلام يتمنى مقابلته لو مرة واحدة، ليجد أن الصورة التي كونها في النهاية عن رفاهية حياة هذا الفنان غير صحيحة وأنه يعاني من قلة المال التي تؤدي في النهاية إلى أنه يختتم حياته في "دار للمسنين"، وفي هذا التقرير نرصد أبرز هؤلاء الفنانين. فوجئ الجمهور والوسط الفني منذ أيام بخبر وضع الفنانة نادية فهمي زوجة الفنان سامح الصريطي في "دار لرعاية المسنيين"، ليخرج أحد النقاد الفنيين غاضباً من هذا الخبر، ويوجه رسالة إلى نقيب الفنانيين أشرف زكي يقول فيها:"يا دكتور أشرف زكي، يا أعضاء نقابة المهن التمثيلية، يا من يهمه الأمر.. الفنانة الكبيرة نادية فهمي تم إيداعها في إحدى دور رعاية كبار السن". والمفاجأة الأكبر، كانت رفض زوجها الفنان سامح الصريطي التعليق على الأمر وتهرب من وسائل الإعلام، موضحاً أنه أمر شخصي لا يجب التحدث به لوسائل الإعلام، وعلى العكس خرجت ابنته إبتهال الصريطي عن صمتها وقالت:"بعد انتشار بعض الأخبار المغلوطة في الصحف والمواقع بخصوص والدتي الحبيبة والتي آلمتنا كثيرا كأسرة أردت أن أحكي عن تجربتي لعلها تكون ملهمة لبعض الذين يمرون بنفس الظروف". وأضافت: "أبي وأمي منفصلان منذ نحو 23 عاما وطوال هذه المدة علاقتهما كانت طيبة وشبه مثالية لمصلحتي أنا وأختي، ولم يتخلَ والدي لحظة عنا وبالأخص في السنوات الأخيرة بعد إصابة امي ببعض الجلطات بالمخ وتشخيصها بتصلب الشرايين وألزهايمر وتم إيداعها أكثر من مرة بأفضل المستشفيات والمراكز الطبية بالقاهرة تحت إشراف أفضل الأطباء نظرا لبعض حالات الانتكاس التي كانت تمر بها فتتحسن حالتها ثم تعود للمنزل". وأوضحت: "إن في الآونة الأخيرة نظرا لطبيعة المرض القاسية أصبحت رعاية الممرضات لها في المنزل غير مجدية وغير كافية ونصحنا الأطباء المعالجون لها بضرورة وجودها هذه الفترة في مكان مجهز بشكل أفضل لمثل هذه الحالات وبه رعاية خاصة لمرضى ألزهايمر كبار السن، والحمد لله توصلنا لمكان يوجد به هذه الرعاية الطبية المتخصصة مع وجود فريق تمريض لمتابعة حالتها ومناخ مناسب جدا من ناحية الخضرة والهواء النقي الذي يحتاجه مريض ألزهايمر للمساعدة على تحسن الحالة على عكس منزلنا في وسط المدينة المحاط بالضوضاء والتلوث، ونحن أسرتها وبعض المقربين نلازمها بشكل دائم والحمد لله والشكر لله بدأ التحسن تدريجيا منذ الأيام الأولى". واختتمت ابتهال: "أرجو من كل محبى أمى أن يحترموا أنها قررت الابتعاد عن الأضواء منذ سنوات بكامل إرادتها ومن يتمنى لها الخير أطلب منه فقط الدعاء لها". ولم يكن خبر وفاة عمر الشريف صادما بقدر ما صدم الجميع بقسوة مشهد ختام حياة النجم العالمى وأنه توفى في "دار لرعاية كبار السن بحلوان"، وذلك بعد مشوار حافل من الشهرة والتألق والنجومية، وجاءت وفاته بعد أشهر قليلة من نشر صور له بأحد فنادق الجونة، يقضى إجازة قصيرة، وحيدا، حيث ظهر مرتديا ملابس سوداء، وجاءت وفاته بعد فترة قضاها من الزهد وعدم تناول الطعام، مما اضطر الأطباء لوضع المحاليل الطبية له، للحصول على التغذية، ولكنه لم يستطع المواصلة وتوفي عن عمر ناهز ال83 عامًا. ولم يهتم عمر الشريف فى أيامه الأخيرة بما يدور حوله، حتى فاجئنا نجله بأن النجم العالمى يعانى من مرض الزهايمر، وأنه تقاعد من العمل بسبب المرض الذى جعله يرتبك فى تذكر المشاهد، إلى جانب أنه دائماَ كان ينسى أن الفنانة فاتن حمامة حبيبته الوحيدة توفت، فكان دائماً ما يسأل عنها. نفس الحال حدث مع الفنان عبد العزيز المكيوى والذى أنهى حياته بشكل مأساوى داخل دار المسنين، حيث انتشرت صورا له، وهو ينام فى الشارع فى آخر أيام حياته حتى قام نقيب الممثلين أشرف ذكى بإيداعه فى إحدى دور المسنين لتنتهي حياته بها. ولعل حالة سعاد حسنى أخدت نفس المنحنى، ولكن بشكل آخر، حيث كان قد خرجت من إحدى دور الرعاية الصحية للكبار فى لندن قبل وفاتها بأيام.