رغم أن هناك من يرى أن تركيا أحد نماذج الدول التي نجح فيها الإسلام السياسي وأنها تمثل شكلاً من أشكال الديمقراطية في الشرق الأوسط إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماما، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتصرف كديكتاتور يسعى للسيطرة على السلطة منفرداً، حيث سعى لتغيير الدستور ليمنح نفسه صلاحيات كبيرة ، ولم يكتف بهذا الأمر بل عيّن صهره بيرات البيرق ليكون وزيراً الطاقة وأطلق له العنان ليتصرف كيفما يشاء. "البيرق" الذي لا يتخذ خطوة دون الرجوع إلى أردوغان تكشفت مؤخراً علاقته بتنظيم "داعش" الإرهابي الأمر الذي يعني أن حديث تركيا عن مواجهة هذا التنظيم ليس إلا كلاماً يتردد في الإعلام والحقيقة أنها تدعم داعش عن طريق شراء النفط. وكشف موقع ويكيليكس عن العلاقة بين بيرات البيرق ابن الكاتب الصحفي صادق البيرق وتنظيم داعش لا سيما في مجال النفط وكيف أن الحكومة التركية منحت استثناءً لشركة "باور ترانز" من قرار حظر استيراد وتصدير ونقل النفط أو مشتقاته من "داعش" ونشر الموقع 57934 رسالة تابعة لوزير الطاقة التركي وصهر أردوغان توضح علاقته بالتنظيم الإرهابي. وكان البيرق المولود في يناير عام 1978 قد واجه مراراً اتهامات من قبل وسائل الإعلام بضلوعه في الاتجار بالنفط المهرب من قبل مسلحي تنظيم "داعش"، المصنف إرهابياً على المستوى العالمي، إلى الأراضي التركية. وعلاقة البيرق بأردوغان وطيدة جدا حتى يمكن القول أنه أقرب إليه من أبنائه فمنذ محاولة الجيش التركي السيطرة على البلاد، لم يفارق بيرات البيرق الرئيس التركي أردوغان إطلاقا، وهو ما أثار انتباه متابعي محاولة الانقلاب الفاشلة، فظهر في المؤتمر الصحفي الأول بعد الانقلاب في مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول جالساً بجانبه، حيث التقطت الكاميرات صوراً له وهو يهمس في أذن الرئيس التركي قبل مغادرة قاعة المؤتمر، وعقب ذلك دعم دعوة أردوغان ودعا الشعب التركي، عبر "تويتر"، للخروج إلى الشوارع "دفاعاً عن الديمقراطية ومستقبل أطفالهم". وفي اليوم التالي للانقلاب، سجَّل البيرق حضوره بجانب أردوغان مجددا أثناء الخطاب الذي ألقاه أمام الجماهير في إسطنبول في إحدى ساحات المدينة. وأرجعت العديد من الصحف التركية تلك العلاقة الوثيقة إلى أن أردوغان يثق في رأي زوج ابنته إلى حد كبير، ويحرص على استشارته دائماً قبل اتخاذ أي قرار. ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يثير فيها البيرق، الجدل حيث سبق وأن أشعل علامات الاستفهام بعد الاستقالة الشهيرة التي قدمها رئيس الوزراء التركي السابق داوود أوغلو، حينما قالت بعض الوسائل الإعلامية ومنها "فايننشال تايمز" البريطانية إن أردوغان يرغب في تعيينه رئيساً لحزب العدالة والتنمية آنذاك، قبل أن ينفيها الحزب ويختار رئيس الوزراء الحالي علي بن يلدريم. وانضم البيرق الى شركة تشاليك القابضة في عام 1999، وعين المدير المالي لمكتب الولاياتالمتحدة في عام 2002 أثناء دراسته للماجستير في إدارة الأعمال في كلية لوبين لإدارة الأعمال، جامعة بيس في نيويورك. وفي عام 2004، تم تعيين البيرق كمدير في الولاياتالمتحدة لشركة كاليك. ولدى عودته إلى تركيا في عام 2006، شغل البيرق لأول مرة منصب معاون مدير عام الشئون المالية لشركة تشاليك، وعين رئيسا تنفيذيا لشركة تشاليك القابضة في عام 2007، وكان الرئيس التنفيذي لشركة تشاليك البيرق حتى وقت متأخر من عام 2013. وأصبح البيرق عضوا في البرلمان مع حزب العدالة والتنمية الحاكم بعد انتخابات 7 يونيو 2015. وفي 24 نوفمبر تم تعيينه وزير الطاقة والموارد الطبيعية في حكومة ال64 من تركيا تحت رئاسة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو كما ترأس البيرق بعض مشاريع الطاقة المهمة لتشاليك.