بالطبع لكل رئيس رجاله المخلصين، وتحديدا رجل دائم الالتصاق به.. ومع أردوغان الوضع لم يختلف كثيرا، ففي غضون الأيام التي تلت الانقلاب السريع وتحديدا من يوم ليلة الجمعة السبت 16 يوليو، أثار شاب رافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتباه الكثير من متابعي الانقلاب الفاشل، حيث لم يكن يفارقه طوال الأحداث. هذا الرجل هو "بيرات البيرق".. ومن هو البيرق؟ هذا الشاب المنتمي لحزب العدالة والتنمية، هو صهر الرئيس التركي، وزوج ابنته إسراء.. والبيرق، كان يعمل صحفيا في السابق، أما حاليا، فهو وزير الطاقة والموارد الطبيعية، وظهر مرافقا لأردوغان خلال كل الأحداث التي عاشتها تركيا خلال اليومين الماضيين. أول مرة ظهر فيها بيرات البيرق خلال الأحداث الأخيرة، كانت برفقة أردوغان في المؤتمر الصحفي الأول في مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول جالسا بجانبه، حيث التقطت الكاميرات صورا له وهو يهمس في أذن الرئيس التركي قبل مغادرة قاعة المؤتمر. كما ظهر بيرات في اليوم التالي للانقلاب، حيث سجل حضوره بجانب أردوغان مجددا أثناء الخطاب الذي ألقاه أمام الجماهير في إسطنبول مساء يوم السبت الماضي في إحدى ساحات إسطنبول.. في الوقت الذي غاب فيه المسئولون والمستشارون المعتادون عن جانبي أردوغان. هذا وقد ظهر البيرق برفقة الرئيس في أثناء صلاة الجنازة على قتلى محاولة الانقلاب في مسجد الفاتح وسط إسطنبول. تشير العديد من التقارير التي نشرتها وسائل إعلام مختلفة في تركيا إلى أن أردوغان يثق برأي زوج ابنته إلى حد كبير، ويحرص على استشارته دائما قبل اتخاذ أي قرار. يذكر أن بيرات قد دعا الشعب التركي للخروج إلى الشوارع عبر تويتر "دفاعا عن الديمقراطية ومستقبل أطفالهم". كان من اللافت جداً بروز شخصية سياسية تركية إلى جانب أردوغان منذ أول ظهور له مع بدء محاولة الانقلاب حتى اليوم، حيث بدا وكأنه الذراع الأيمن والأكثر ثقةً لدى الرئيس في هذه اللحظات التاريخية العصيبة التي مر بها أردوغان وتاريخه السياسي. وسبق لبيرات أن أثار الجدل بعد الاستقالة الشهيرة التي قدمها رئيس الوزراء التركي السابق داود أوغلو، حينما ادعت بعض الوسائل الإعلامية رغبة الرئيس التركي في تعيينه رئيسا لحزب العدالة والتنمية آنذاك، قبل أن ينفيها الحزب ويختار رئيس الوزراء الحالي يلدريم. وُلد "بيرات البيرق" في يناير عام 1978، وتلقى تعليمه في مدرسة جامعة إسطنبول في إدارة الأعمال، ثم انضم إلى شركة تشاليك القابضة عام 1999، وتزوج من إسراء، ابنة أردوغان في يوليو 2004، وأنجب منها أحمد، وأمينة، وصادق. يُذكر أن التساؤلات التي طالت مُرافق الرئيس التركي كانت قد دارت في الشارع المصري والعالم العربي في عام 2011 إبّان إعلان مدير المخابرات المصرية عمر سليمان، نبأ رحيل الرئيس المصري حسني مبارك، وتنحيه عن السُلطة، حيث ظهر هناك رجلٌ غير معروف يقف عابساً دون حركة خلف "سليمان"، وهو يلقي الخطاب قبل أن يتضح أن الرجل الذي كان واقفا وراء اللواء عمر سليمان هو اللواء حسين شريف. من قلبي: أتمنى أن يستوعب أردوغان الدرس بعد محاولة الانقلاب الفاشل، ونقول له: لا تعتقد أن حملات الاعتقال اللامتناهية للجيش والقضاة، أو أن السيف وحده سيقطع دابر المعارضة.. فلتستيقظ!! لأن الخطر القادم قد يكون وشيكا.. وإن كنت تحلم بأن تكون الزعيم الأكبر في المنطقة لتعيد تاريخ أسلافك من السلاطين.. فمن الأجدر لك أن تلتفت لمشاكلك الداخلية بدلا من إثارة المشاكل مع جيرانك!!! [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن