خلال الكلمة التي ألقاها الدكتور علاء عزوز، وكيل مركز البحوث الزراعية، نيابة عن الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في المؤتمر العربي الأوروبي الثالث لتكنولوجيا الأغذية، الذي أقامته كلية الزراعة بجامعة قناة السويس في الإسماعيلية، تحت عنوان "الجديد في تصنيع الأغذية السائلة"، أكد الوزير على أهمية الدور الذي تقوم به الوزارة للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للمواطن المصري، وذلك من خلال إحداث التنمية الزراعية المستدامة. وقال فايد إن القيادة السياسية في مصر والحكومة الحالية لا تألو جهدًا في تحسين مناخ الاستثمار الزراعي، خاصة تشجيع المجالات المرتبطة بالتصنيع الزراعي، والذي له أهمية خاصة في مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، لافتًا إلى أنه تم إعداد التراكيب المحصولية لمناطق الاستصلاح متضمنة محاصيل تصنيعية مثل: بنجر السكر، والمحاصيل الزيتية المختلفة، والتي تقوم عليها الصناعات الغذائية، كذلك تم تخصيص مناطق بالمشروع لمشروعات تنمية الثروة الحيوانية وما يقوم عليها من صناعات للحوم ومنتجات الألبان. وأضاف وزير الزراعة أن القطاع الزراعي المصري يعمل في إطار سياسات واستراتيجيات متكاملة تستهدف تحقيق أعلى عائد محصولي من الموارد الزراعية المتاحة لتوفير الاحتياجات الغذائية الأساسية للسكان وزيادة معدلات الاكتفاء الذاتي، خاصة من الحبوب، فضلًا عن زيادة القدرة التنافسية والتصديرية للسلع الزراعية المصرية وتشجيع الاستثمارات المصرية والعربية والأجنبية في مجال الزراعة، وذلك في ضوء تحرير قطاع الزراعة والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية، والتطور السريع في تكنولوجيا المعلومات. وأوضح فايد أن التصنيع الزراعي له دور مهم وفاعل في تحريك عجلة الاقتصاد القومي، باعتباره بوابة رئيسية لتوفير فرص عمل حقيقية ومستدامة للشباب، لافتًا إلى أن النهوض بالقطاع الزراعي يتطلب التنسيق والتكامل بين سياسات الإنتاج والتصنيع والتصدير وإيجاد علاقة تشابكية بين منشأت التصنيع الزراعي والمزارعين من خلال نظام الزراعة التعاقدية. وأكد وزير الزراعة ان التصنيع الزراعي يساهم في رفع القيمة المضافة من الحاصلات الزراعية، وتقليل الفاقد في الإنتاج الزراعي، وزيادة عرض المنتجات الزراعية على مدار العام، فضلًا عن زيادة دخل المزارعين وتطوير أساليب الزراعية، وإعادة تدوير المخلفات الزراعية ومن ثم يسهم في الحفاظ على البيئة. وأشار إلى أن المحافظة على صحة وسلامة الغذاء تعتبر من أهم التحديات التي تواجه المجتمع حاضرًا ومستقبلًا لما يمثله ذلك من ضرورة قصوى للحفاظ على توفير الغذاء الأمن والبيئة النظيفة وتحسين مستوى الصحة العامة. وقال إن الوزارة لها دور مهم في تعزيز مفهوم سلامة الغذاء والعمل على توثيقه، وذلك من خلال المعاهد البحثية والمعامل المركزية والمعامل المرجعية التابعة لمركز البحوث الزراعية، والهيئة العامة للخدمات البيطرية والإدارة المركزية للحجر الزراعي، ولجنة الصحة النباتية، والمركز المصري لمعلومات سلامة الغذاء. وأوضح أن خطة الوزارة في هذا المجال تعتمد أيضًا على تدريب كوادر فنية يمكنها تطبيق النظم العالمية والتي تهدف إلى منع التلوث، ومنها: نظم الممارسات الزراعية الجيدة، والممارسات الصحية الجيدة، والممارسات التصنيعية الجيدة، فضلًا عن أسلوب تحليل المخاطر وتحديد النقاط الحرجة و"آيزو 22000". وأضاف أن الوزارة تقدم أيضًا دورات تدريبية لمصنعي ومنتجى ومراقبي ومشرفي الإنتاج والجودة في مصانع الأغذية لتعريفهم بأهمية تطبيق نظم سلامة الغذاء، فضلًا عن زيادة الوعي والتثقيف لدى المستهلك المصري لمساعدته على اختيار منتجه الغذائي بناء على معايير الجودة والصحة.