إبراهيم عيسى يكشف موقف تغيير الحكومة والمحافظين    حكومة السيسي تبدأ مخططا لرفع الدعم نهائيا عن الكهرباء والخبز    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 29 مايو 2024    واشنطن تدرج 3 صينيين و3 كيانات على قائمة العقوبات لانخراطهم بجرائم إنترنت    توقعات بخفض سعر الفائدة الفترة المقبلة    شعبة المخابز تكشف حقيقة رفع الدعم عن رغيف الخبز    الأردن يدين استهداف الاحتلال لخيام النازحين برفح الفلسطينية    فتح: نوافق على إدارة فلسطينية مصرية لمعبر رفح بمتابعة أوروبية (فيديو)    باختصار.. أهم أخبار العرب والعالم حتى منتصف الليل.. البيت الأبيض: لم نر أى خطة إسرائيلية لتوفير الحماية للمدنيين فى رفح.. النمسا: مبادرة سكاى شيلد تهدف لإنشاء مظلة دفاع جوى أقوى فى أوروبا    شيكابالا: إمام عاشور زملكاوي مجنون.. ولا أستطيع كشف ما دار بيننا في النهائي    كريم فؤاد: موسيمانى عاملنى بطريقة سيئة ولم يقتنع بى كلاعب.. وموقف السولية لا ينسى    مكالمة من مانديلا.. بلاتر يكشف أسعد لحظاته فى فترة رئاسته ل فيفا    هل طلب إمام عاشور العودة إلى الزمالك؟.. شيكابالا يكشف تفاصيل الحديث المثير    رئيس رابطة الأنديةل قصواء: استكمال دوري كورونا تسبب في عدم انتظام مواعيد الدوري المصري حتى الآن    استعدادات مجتمعية وروحانية: قدوم إجازة عيد الأضحى 2024    أسرة الطفلة «مكة» أمام النيابة: «اختل توازنها فسقطت من الطابق الثاني»    تعرف على درجات الحرارة المتوقعة على أنحاء البلاد اليوم    أسماء جلال تكشف عن شخصيتها في «اللعب مع العيال» بطولة محمد إمام (تفاصيل)    3 أبراج تجد حلولًا إبداعية لمشاكل العلاقات    رئيس اتحاد شباب المصريين: أبناؤنا بالخارج خط الدفاع الأول عن الوطن    طريقة احتساب الدعم الإضافي لحساب المواطن    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    مصطفى الفقي: إسرائيل تفكر 100 مرة قبل استفزاز مصر (فيديو)    شيكابالا يعلن موعد اعتزاله كرة القدم    تجنبا للخلاف مع الأهلي .. تفاصيل مكالمة حسام حسن مع بيبو    شيكابالا: أتمنى توجيه جميع إيرادات مباراة السوبر الإفريقي لصالح أهالينا في غزة    تشيكيا: أوكرانيا ستحصل على عشرات الآلاف من قذائف المدفعية في يونيو    مهران: جلسة سرية اليوم لمجلس الأمن لمناقشة مجزرة الخيام ورفض إسرائيل تنفيذ حكم العدل الدولية    بداية موسم غيوم الليل المضيئة 2024    اليوم.. محاكمة المضيفة المتهمة بقتل ابنتها في التجمع الخامس    اضطراب ورياح.. تعرف على حالة الطقس حتى الإثنين المقبل    إصابة 17شخصًا في تصادم ميكروباص بفنطاس غاز بالمنيا    وزارة التموين تضبط 18 طن دقيق لدى المخابز بالجيزة قبل تهريبها للسوق السوداء    "تموين الإسكندرية" تضبط 10 أطنان دقيق بدون فواتير فى أحد المخازن    البيت الأبيض: غارة رفح لم تتجاوز خط بايدن الأحمر... ولا تغيير في سياستنا    تراجع سعر الحديد وارتفاع الأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى 2024    «الأعلى للآثار» يفتتح مسجد الطنبغا الماريداني بعد ترميمه.. صور    أحمد دياب: فوز الأهلى والزمالك بالبطولات الأفريقية سيعود بالخير على المنتخب    الفيشاوي بصحبة محمود حميدة وغادة عبدالرازق بلوك جديد ..10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    د.حماد عبدالله يكتب: "عبقرية" مصر !!    افتتاح المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، الخميس    الوقاية من البعوضة الناقلة لمرض حمى الدنج.. محاضرة صحية بشرم الشيخ بحضور 170 مدير فندق    «زي المحلات».. 5 نصائح لعمل برجر جوسي    هل يجوز الجمع بين صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان؟    ما حكم الصلاة الفائتة بعد الإفاقة من البنج؟.. أمين الفتوى يجيب    محافظ أسوان يترأس اجتماع مجلس الصحة الإقليمي (تفاصيل)    ننشر أسماء المتقدمين للجنة القيد تحت التمرين في نقابة الصحفيين    بدء الاختبارات الشفوية الإلكترونية لطلاب شهادات القراءات بشمال سيناء    متى يلزم الكفارة على الكذب؟.. أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح    جمال رائف: الحوار الوطني يؤكد حرص الدولة على تكوين دوائر عمل سياسية واقتصادية    من أفضل 10 فرق.. جامعة الجلالة تصل لتصفيات «الابتكار وريادة الأعمال» إفريقيا (تفاصيل)    رئيس جامعة بني سويف يشهد الاحتفال بيوم الطبيب    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس 2025 - الموعد والضوابط    اشترِ بنفسك.. رئيس "الأمراض البيطرية" يوضح طرق فحص الأضحية ويحذر من هذا الحيوان    محافظ مطروح يشهد ختام الدورة التدريبية للعاملين بإدارات الشئون القانونية    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية البراجيل في ملوي غدًا    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور..المرأة الحديدية تروى مذكراتها مع الكبار فى القطاع المصرفى
نشر في الموجز يوم 09 - 11 - 2016

من الشخصيات النسائية المعدودة علي الساحة المصرفية، وصاحبة اللمسات الواضحة في المناصب التي تقلدتها في القطاع المصرفى، تستحق بجدارة لقب "المرأة الحديدية فى مواجهة المخاطر البنكية"، حيث تتمتع بشخصية قيادية، وشغلت العديد من المناصب المحلية، والدولية، واكتسبت خبرات واسعة على مدار رحلتها فى مؤسسات مالية مصرية ودولية، إنها المصرفية البارزة سهر الدماطى، نائب العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لبنك الإمارات دبي الوطني- مصر التى فتحت خزائن أسرارها ل"بنوك وبزنس" فى حوار اتسم بالصراحة والوضوح، وإلى نص الحوار...
سيرتها الذاتية بالقطاع المصرفى
قالت سهر الدماطى، نائب العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لبنك الإمارات دبي الوطني- مصر:"بدأت حياتى العملية مع صندوق النقد الدولى، حيث عملت فى مجال Tax Policy - إدارة الضرائب فى البلاد –لكننى لم أجد نفسى فى هذا المجال، وكان صعباً جداً، ثم جاءت الفرصة للعمل فى البنك الدولى فى مجال يطلقون عليه اسم – Treasury back office operation –ويمكن وصف هذا المجال بأنه معنىّ ببيع وشراء الأسهم العالمية".
وأضافت فى حوارها ل"الموجز":"عملت فى هذا المجال حتى انتقلت إلى قطاع آخر هو – Financial Policy and Analysis والمجموعة التى تعمل فى هذا المجال كانت تتبع نائب رئيس البنك، ومسئوليتها أن تُراقب كل السياسات المالية، والاقتصادية الخاصة بالعالم وتقوم بعمل موديلز حسية."
وأوضحت أنه كان مطلوبًا منها فى هذا القطاع أن تتنبأ من خلال موقعها بكل ما يتعلق بتلك السياسات، وكل السيناريوهات المحتملة فى حال لم يحدث أى توقع، بالإضافة إلى عمل مجموعة من السيناريوهات تفترض كل الافتراضات الممكنة، وغير الممكنة، وتضع لها أساليب للتعامل، مؤكده أن هذا القطاع كان فى غاية الأهمية لأنه يضعك فى الصورة فى كل الاحتمالات، ويوفر لك البدائل التى تجعلك مستعداً لأى سيناريو مفاجىء.
وأشارت إلى أن عملها فى هذا المجال كان له بالغ الأثر على طريقة تفكيرها، قائله: "بدأت اتعلم أنه عند وضع أى خطة من الخطط، لابد وأن أكون مستعدة أيضاً بمجموعة من البدائل، وأدرس مدى تأثير كل واحد من هذه البدائل، لهذا أنا دائماً تفكيرى متعدد المسارات، ولا أركز على مسار واحد، كل المسارات البديلة أضعها فى اعتبارى، وأضع مخططاتى على أسوئها حتى أكون مستعدة لكل الاحتمالات، وساعدنى ذلك فى إيجاد حلول مختلفة لكل المشاكل التى تواجهنى، كان هذا هو الأساس الذى ترسخ بداخلى".
وتابعت:"لقد تركت أمريكا، وعدت إلى مصر، بناءً على طلب والدى، وإصراره على عودتى لأتزوج، والتحقت بالعمل فى بنك CIB، وأخذت ال Credit Course ، وكان الأمر بالنسبة لى تأكيداً، وترسيخاً لما تعلمته من قبل، وكان انتقالى إلى CIB يُمثل نقطة تحول فبعد أن كنت أحلل ميزانيات دولة انتقلت إلى تحليل مشروعات، وميزانيات شركات، وبعد هذا المجال بدأت فى Corporate Banking ، وهذا
المجال معنى بدراسة السوق، وكل الصناعات، والقطاعات الموجودة فيه، والشركات التى تعمل فى كل صناعة، أو مجال".
واستطردت:"بعدها جاءتنى فرصة العمل فى البنك العربى الإفريقى، ووقتها لم يكن بعد قد تم ابتكار إدارة المخاطر، وكنت أعتقد أننى سأعمل فى مجال إدارة الشركات، الذى هو مجالى وكنت أعمل به، لكنهم فاجأونى برغبتهم فى أن أقوم بإنشاء إدارة جديدة هى إدارة المخاطر التى تملك الموافقة، أو الرفض على منح القروض، وقتها بدأت أدرس Basel II ، حتى أعرف أكثر عن تلك الإدارة والتى أنشئت لأول مرة فى أوروبا بهدف حماية البنوك من كافة أنواع المخاطر التى يمكن أن يتعرضوا لها، ويندرج تحت إدارة المخاطر إدارات متعددة منها : إدارة الائتمان، وإدارة التجزئة
المصرفية، وإدارة مخاطر العمليات، وإدارة الاستعلامات، وكذلك إدارة مخاطر السوق، وبدأت بعد دراسة Basel II إنشاء الإدارات واحدة تلو الأخرى، ولم يكن الأمر سهلاً، لأن هذه الإدارة كانت جديدة على البنوك المصرية حينها، وكنت أنا أول من وضع حجر الأساس لها فى البنك العربى الأفريقى، وقمت بإنشاء 4 إدارات، وبقدر ما كانت هذه الفترة مرهقة، كانت ثرية بالنسبة لى حيث أتاحت لى فرصة التعلم بشكل عملى، وذلك فى كل مرحلة نقوم بها".
وأضافت:"فى فترة عملى فى العربى الإفريقى تم ترشيحى لعضوية مجلس إدارة بنك مصر العربى الإفريقى، وكانت تجربة ثرية حيث كان المجلس مكوناً من شخصيات رجال أعمال كبار أمثال محمد منصور، وياسين منصور، ومنير فخرى عبد النور، وأحمد المغربى، وعمر مهنا، وحسام بدراوى، بعدها جاءنى عرض للعمل فى بنك HSBC ، وكانت تجربة لها مذاق خاص، تركت أثراً لا يُنسى فى حياتى، وكان هذا فى عام 2002، وكانت فترة متفردة فى حياتى امتدت حتى عام 2014 ، وتوليت فى هذا البنك منصب "رئيس قطاع مخاطر الائتمان"، يدخل فى اختصاصى مخاطر الائتمان الخاصة بالشركات، وتظل خلاصة تجربتى مع بنك HSBC فقد أضافت لى الكثير، فمن خلال هذا البنك دخلت فى مجال جديد هو تحليل البنوك والدولة، كما أننى كنت أحضر اجتماعاً دولياً لمسئولى إدارات المخاطر على مستوى العالم، يعقد سنوياً فى هونج كونج ثم لندن، وأحمد الله أن رؤسائى فى الإمارات ولندن كانوا دائماً يختاروننى لتمثيل البنك فى هذا الاجتماع، بعدها بعامين، أو ثلاثة بدأت تظهر فكرة" الرئيس التنفيذى للمخاطر"، والذى يعتبر مثل الرجل الثانى فى البنك بعد المدير، والحمد لله تم اختيارى فى فرع البنك فى مصر لأحتل هذا المنصب، وكانت هذه أجمل هدية ومكافأة لى، ثم تم ترقيتى وأصبحت فى مجلس الإدارة قبل أن أترك البنك واتجه إلى العمل ببنك الإمارات دبى بنفس المميزات التى كنت أتمتع بها فى بنك HSBC ، بل وزيادة عليها أنى أصبحت نائب العضوالمنتدب".
محطات لا تُنسى فى حياة سهر الدماطى
وقالت:"تجربتى فى الصندوق الاجتماعى كانت خاصة للغاية، ونقلة مختلفة جداً فى حياتى، ليس فقط لكونى سيدة درست فى الجامعة الامريكية، ولكن أيضاً بسبب المسار الذى اتخذته فى حياتى العملية، حيث كان إنتقالى للعمل فى الصندوق الاجتماعى نقلة مختلفة تماماً لأنه هيأ لى الاحتكاك على مستوى الأشخاص والأفراد، ووضعنى على خط التماس مع أنواع مختلفة من البشر، مما كان سبباً فى اكتسابى خبرات حياتية كبيرة، محدثاً تغييرات جذرية فى شخصيتى، على المستوى العملى، وكانت المرة الأولى التى اتعامل فيها مع مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، لذا كان هذا يمثّل لى تغّيرًا جوهريًا فى طبيعة عملى، وتغيراً جوهريًا فى تعاملاتى على المستوى الشخصى أيضاً، وبدايتى مع الصندوق كانت من خلال تعيينى من قبل البنك الدولي، وذلك قبل أن يأتى التعيين عبر الأمم المتحدة، وتم تدريبى على منح المشروعات الصغيرة فى جامعة هارفارد بالولايات المتحدة، بعدها ذهبت للعمل لمدة شهرين فى SBA التى تتبع رئيس الجمهورية الأمريكى شخصياً".
وأضافت:"العمل فى الصندوق الإجتماعى كان بمثابة التحدى بالنسبة لى، وأنا امرأة تعشق النجاح ولا تقبل الفشل، وأنا سعيدة بالتجربة فى المجمل على المستويين العملى
والشخص، ورغم ما عانيته فى هذه المحطة من حياتى من إرهاق جسدى، حيث كان على التنقل بين محافظات الجمهورية من أقصاها لأدناها، - رغم ذلك - كانت تجربة غاية فى الثراء على المستوى الإنسانى، حيث كان للصندوق الاجتماعى الفضل فى
تطوير شخصيتى يوم أعطانى الفرصة مع أهلى المصريين البسطاء فى صعيد مصر، ما أجملهم فى النقاء والطيبة، فقد ارتبطت بهم ارتباطًا روحيًا، ومعنويًا".
"التدريس"
وأشارت "الدماطى" إلى أن من المحطات التى تعتز بها فى حياتها هى التدريس فى الجامعة، حيث كلفتها الجامعة الأمريكية بتدريس عدة كورسات، مؤكده أن هذا التكليف كان أحلى هدية فى حياتها.
وقالت:"اقتحام مجال التدريس بدأ معى أثناء عملى فى الصندوق الاجتماعى، فحينها جاءنى عرض من الجامعة الأمريكية بتدريس كورسات فى الائتمان، والتدريس أثرى حياتى بمعرفة آلاف الأشخاص، حيث كنت أقوم بالتدريس لحوالى 300 أو 400 شخص سنوياً، ثم طلب منى المعهد المصرفى إعطاء كورسات تدريب وتدريس، وكانت التجربة مثمرة للغاية، وأفادتنى كثيراً، ومضيت فى ممارسة التدريس بالخارج حتى التحقت بالعمل ببنك HSBC وقمت لفترة بالتدريس لموظفى البنك، وبلغ عدد من درست لهم داخل البنك حوالى 145 شخصا تقريبًا".
أصعب قرار
قالت "الدماطى":"عندما تزوجت وحدث الحمل انتابنى الخوف وقتها لأن كل فكرتى عن الحمل والولادة كانت مستقاة مما أراه فى الأفلام العربية سيدات يصرخن ويتألمن حتى تنتهى الولادة، لذلك كنت مذعورة من فكرة الإنجا، إلا أن الطبيب طمأننى، وبعد 7 شهور ونصف بدأت أشعر بآلام الوضع، وكانت الساعة 3.10 فجراً، لأدخل غرفة العمليات للولادة فوروصولى، والمفاجأة أنه عند استيقاظى صباح اليوم التالى وجدت والدتى تزف لى نبأ أننى أنجبت توءما، ووجدتنى أغيب عن الوعى، كان تولى مسئولية توءم غاية فى الصعوبة، كنت قد حصلت على إجازة من عملى لستة أشهر، لكن بعد شهرين فقط أيقنت فى قرارة نفسى استحالة أن أترك بناتى فى هذا العمر الصغير لأستأنف العمل، وقتها كنت أعمل فى بنك Egyptian American Bank ، عندها كان لابد أن أكون صريحة مع نفسى، وحاسمة فى قرارى، ومن هنا كان القرار الحاسم بالاستقالة، ورغم صعوبة هذا القرار، كونى امرأة تعشق عملها، إلا أنه كانت لدى قناعة بأن للحياة أولويات، وحبى لعملى لم يكن أبداً ليفوق حبى لبنتىّ، فهما حياتى وقطعة من قلبى، وتفرغت لبنتىّ لمدة 3 سنوات، حتى التحقتا بالحضانة".
الجانب الإنسانى
وأشارت إلى أن إحدى صديقاتها كان لديها جمعية للرفق بالحيوان فى شبرامنت، وكانت تُسهم مادياً فى هذه الجمعية، كما تحرص على زيارة الحيوانات، وجلب الطعام لها معها كل اسبوع، مضيفه أن لديها اهتمامات أخرى بجانب رعاية الحيوانات، وعلى رأسها رعاية السيدات المسنات، حيث تُخصص جزءً من راتبها الشهرى لرعاية المسنات، كما تقوم شهرياً بذبح خروف فى مناطق مختلفة ذات طبيعة خاصة، وتعتبرها من الطقوس الخاصة التى تحرص على أدائها.
وأضافت:"على فكرة أنا لا أتناول اللحم أو الدجاج منذ أكثر من 30عاماً، فقط السمك، كما لا أحب قطف الزهور، وقص الأشجار، يؤلمنى هذا جداً فهذه المخلوقات روح جميلة تستلزم منا أن نسقيها، ونرعاها، كذلك أحب الرسم جدًا، وأحب ارتياد المعارض، وأقع فى غرام كل صورة أجد نفسى فيها، وتلمس شعوري، كما أننى حريصة على إقتناء كل لوحاتى من المعارض وقد كثر عددها حتى أن ابنتىّ أصبحتا تقولان لى إنه لم يعد هناك مكان لتعليق اللوحات إلا السقف، كذلك كان للرياضة نصيب من اهتماماتى، فقد كنت ألعب كرة السلة فى الجامعة".
علاقتها ب"أنور السادات"
وأشارت "الدماطى" إلى أنها التقت الرئيس الراحل أنور السادات لأول مرة فى واشنطن، قبل توقيع اتفاقية كامب ديفيد، قائله:"بحكم عملى فى البنك الدولى كانت السفارة تقوم بدعوة عدد من المصريين المقيمين فى واشنطن لحضور الحفلات الرسمية للرؤساء المصريين، وجاء كامب ديفيد، وتلقيت أول دعوة لى لحضور توقيع الاتفاقية فى البيت الأبيض، وكان ذلك يومًا تاريخيًا لمصر، واعتقد حتى للولايات المتحدة فى ذلك الحين، وذهبت مع عدد من المصريين، وأعضاء السفارة لحضور توقيع الاتفاقية، وكانت فرحتى لا توصف فى ذلك اليوم لأن بلدى، ولأول مرة، سيُحظى بالسلام بعد سنوات من حرب 1967 وحتى 1973 ، وكانت هذه المرة الأولي التى التقى فيها بالرئيس "السادات " الذى كان فى نظرى بطلًا عظيمًا، وقامة، ورجلًا وطنيًا بكل معنى الكلمة، تحدي الصعاب من أجل مصر سواء فى الحرب، أو فى ذهابه إلى إسرائيل، والذى كان حدثًا تاريخيًا بكل معنى الكلمة، وذلك لتحقيق السلام لبلاده، ثم دعيت لحضور حفل العشاء، وتقدمت لمصافحة الرئيس السادات، وبمجرد أن قلت له أنا سهر الدماطى سألنى: "هل تعرفين كامل الدماطى؟ فقلت له: "نعم هو والدى، وفى هذه اللحظة رحب بى ترحيبًا كبيرًا، وقال إنه كان يعرف والدى جيدًا، وأن والدى ساعده فى تخطى مشكلة كبيرة، وأنقذه من الموت ذات يوم، ومنذ ذلك اليوم تكررت الدعوات لى لحضور الحفلات الرسمية، وكان أخرها الحفل الأخير قبل اغتياله، والذى أقيم بجامعة "جورج تاون".
وأضافت:"بالرغم من انتشار الشائعات عن اغتيال السادات فى العديد من الدوائر فى واشنطن قبل الاغتيال بعدة أشهر، إلا أننى انهرت انهيارًا كاملًا يوم شاهدت الاغتيال فى الساعة السابعة صباحاً على التلفزيون الأمريكى، وكعادتى عندما ينتابنى الحزن
فأنى أفضل الإنطواء لفترة بمفردى إلي أن اتجاوز الأزمة، وأستطيع أن امارس الحياة بشكل طبيعى، وكانت هذه الفاجعة الكبرى حيث أحسست بالغدر الشديد، والظلم، وفقدت بطلًا وطنيًا كنت احترمه، واحبه، وأكن له كل تقدير".
علاقة "الدماطى" بجمال مبارك
وعن بداية معرفتها بجمال مبارك، قالت "الدماطى":"إن ملكية البنك العربى الأفريقى % 50 للجانب المصرى، و 50% للجانب الكويتى، ومن أعضاء مجلس الإدارة المصريين كان جمال مبارك، الذى كان قادماً من البنك الأمريكى Bank of America، وكان جمال مبارك خبيرًا فى مجال الائتمان، ولأن مجال الائتمان كان مجالى الذى عملت فيه، بل وقمت بتدريسه، فكانت تجمعنى به جلسات طويلة، وأتذكر جيداً أننى فى إحدى المرات بدأت معه اجتماعًا الساعة 12 ، وانتهينا منه الساعة 6.30 ، وطوال هذه المدة التى لم يمنحنى فيها الفرصة لأن أشرب كوباً من الماء، ظل يسألنى فى كل شىء، تفاصيل التفاصيل مهما كانت صغيرة".
وأضافت:"أن انطباعاتى عنه أنه كان شخصية صعبة جداً، فيما يتعلق بالعمل، مهما كان العميل حتى لو كان أحمد عز نفسه، وكان يفصل بين المعرفة الشخصية، والعمل، ولم يكن يُجامل فى العمل مهما كان اسم العميل ما لم يكن مؤهلاً، وتنطبق عليه شروط القرض، وقد رأيت بنفسى كيف رفض قروضًا لأشخاص كانوا قد أتوا إليه بتوصيات من شخصيات هامة فى البلد، وكان هناك اجتماع لمجلس الإدارة كل شهر، وعندما كنت أجلس معه كان لابد أن أكون مستعدة جيداً، لأنه كان يأتى إلى هذه الاجتماعات فاهمًا، وحافظًا، وقارئا لكل شىء، وكان منظماً جداً، يجيد ترتيب أوراقه، وتحضير أسئلته، وكنت أنا أيضاً أستعد جيداً لجلساتى معه مجهزة دائماً بالإجابات عن أى أسئلة ممكنة يمكن أن يطرحها، لأنه لا يوجد وقت للتفكير، وقد أفادتنى خبرتى التى اكتسبتها من عملى فى بنوك أجنبية فى هذا الأمر، كونى دائمًا منظمة، ومستعدة".
شخصيات لها بصمات فى نجاحها
وعن أبرز الشخصيات التى كانت لها بصمات فى نجاحها، قالت "الدماطى":"من بين شخصيات الزمن الجميل التى كان لها بصمة فى نجاحى، الدكتور فاروق العقدة فقد كانوا يطلقون عليه عمدة القطاع المصرفى، لأنه فعلا كان العمدة الذى كان يحمل
داخله أخلاقيات الزمن الجميل، ولقد تعلمت منه الحنكة، وكيفية مواجهة مشكلة التعثر بالفكر المتطور، وللحق هو أول من انتشل بنوكنا من حالة التعثر التى كانت غارقة فيه بسبب الديون المتعثرة على رجال الأعمال، ولاشك أن سياسة الدكتور العقدة أحدثت انتعاشة داخل البنوك بعد سداد مستحقاتها من المتعثرين، وهكذا تعلمنا منه كيفية التعامل مع القضايا البنكية، والحفاظ على المال العام، وأموال المودعين".
شخصيات من الزمن الجميل
وأضافت:"أما علاقتى بطارق عامر فكانت بدايتها عندما دخل إلى الجامعة الأمريكية، وكان زميل لى، وللحق الفترة التى تولى فيها طارق عامر رئاسة البنك الأهلى أطلقوا عليها العصر الذهبى فى القطاع المصرفى لأنه الوحيد الذى يُسجل المليار فى الأرباح، ويتميز طارق عامر بالشخصية القوية القادرة على اتخاذ القرارات الجادة وهو من الشخصيات التى تواجه المشاكل وتتصد لها بقوة، ولا يتركها إلا وقد وضع لها حلولا جذرية، كما يتميز بشخصيته الصعيدية، لا يقبل لأحد أن يضغط عليه، أو يدوس له على طرف، وعندما تعرض لضغوط من الإخوان وقف وتصدى بقوة وأكمل مسيرته، وها هو يعود إلى موقع أكبر فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى ليُصبح محافظًا للبنك المركزى، ويعتبر هذا التكريم تكريم لجميع قيادات البنوك المصرية، ويكفى أن طارق لا ينسب لنفسه أى نجاح لأنه دائما ينسبه إلى فريق العمل الذى يعمل معه، وهذه هى شهامة أهل الصعيد كما عرفته".
شخصيات من الزمن الجميل
أما عن علاقتها بمنير الزاهد، قالت "الدماطى":"صدق من قال من كانت له هواية لها طابع تاريخى فهو ملك، ومنير الزاهد الذى كان رئيسى فى بنك HSBC يجمع بين هوايته كعاشق للطرازات القديمة فى السيارات، وأنه على استعداد أن يدفع تحويشة العمر فى سيارة لها تاريخ، وهو أيضا عاشق لإدارة البنوك، فقد حقق نجاحًا فى إدارته لبنك HSBC ، ولذلك فإنه ملك السيارات والبنوك، وتعلمت منه أن أكون على مسافة واحدة من جميع العملاء، فمرة أكون سياسية، ومرة أكون قوية، ورغم
قوتى فكنت دائما فى حاجة إلى تشجيعه لى فى العمل، ورغم أن استقالته من بنك HSBC كانت خسارة كبيرة لأنه كان فى موقعه رئيسًا ناجحًا، إلا أننى فخورة بأستاذى الذى أبقى على بنك القاهرة ودخل خط المليارات فى تحقيقه الأرباح".
ت من الزمن الجميل
وأضافت "الدماطى":"ومن الشخصيات التى كان لها أيضًا الفضل الكبير فى وضعى علي المسار الصحيح فى التعامل مع الآخرين، وتعلمت منه كيفية التعامل مع مختلف الشخصيات مما أهلنى للعمل بالصندوق الاجتماعى، هو محمد الديب الرجل المحترم الذى يشغل الآن رئيس مجلس إدارة بنك قطر الأهلى، وللحق من خلاله أصبح هذا البنك معروفًا، وأصبح له عملاء كثيرون، وبات منافسًا لعدد من البنوك".
وأضافت:" أما هشام عز العرب، رئيس اتحاد البنوك المصرية، ورئيس بنك CIB فرغم أننى لم أعمل معه، لكننى كنت منبهرة به جدًا، ومن النادر مقابلة مثل هذه الشخصية، ولقد نما بالبنك ليُصبح أكبر بنك قطاع خاص فى مصر".
وتابعت:" يعتبر محمد الإتربى أول عمالقة المصرفيين الذين عملت معهم، والتقيت به بعد عودتى من أمريكا، وهو من الشخصيات التى أحترم فكرها، وعملها، فهو مصرفى من الطراز الأول، وما من موقع تولاه إلا وله بصمات عليه".
واستطردت:"يعد هشام عكاشة، رئيس البنك الأهلى المصرى، من أعظم الشخصيات
المصرفية المحترمة، حيث كان امتداداً مشرفاً لطارق عامر بعد أن استقال من البنك الأهلى فى زمن الإخوان، وتعرض هشام لحملة ضارية منهم ولكنه لم يستسلم حتى خاب أملهم، وأصبح هو الرئيس الشرعى للبنك الأهلى الذى أضاف إليه نجاحات كثيرة لأنه يعتبره بيته، ولأن هشام ابن ناس راقٍ فهو محبوب عند كل الناس".
وقالت "الدماطى":"كان لحسن عبد الله، رئيس البنك العربى الأفريقى، الفضل فى ترشيحى للعمل فى البنك، وبداية عملى فى قطاع المخاطر، بل تكوين هذا القطاع فى العربي الأفريقى، فهو من الشخصيات المعروفة، وله مقدرة إدارية قوية، ويتسم بالشهامة كما أن له مكانة كبيرة جدًا فى القطاع المصرفى، لأنه رجل قوى، وإدارى متميز، فاهم جدًا فى عمله".
شخصيات من الزمن الجميل
وأضافت:"كانت بداية لقائى بالفريق مهاب مميش بعد أن بدأت العمل فى بنك الإمارات دبى، وفى تلك الفترة أقترحت أن يقوم البنك بتوفير مساعدات للعاملين فى حفر القناة الجديدة، وكان للفريق مميش الفضل فى أن تكون مساعدات البنك موجهة لإنشاء أول مركز إغاثة فى منطقة القناة حتى يستفيد بها كل أبناء المنطقة، والفريق مميش رجل وطنى قوى محب لبلاده يتميز بالقوة، والصرامة، والمقدرة على الإدارة القوية، وإتخاذ القرارات السريعة، وإلى جانب ذلك فأنه على دراية كاملة بكل تفاصيل العمل، وعلى المستوى الآخر فهو مستمع جيد، وتفكيره استراتيجى، وأنا أكن له كل احترام، وتقدير، وأتمنى من الله أن يحفظه لمصر فإن حبه، وعطاءه لمصر لا حدود لهما".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.