كشفت الكنيسة الأرثوذكسية الأيام الماضية عن اعتماد منظومة جديدة لمكافحة الإدمان بين الأقباط والذي بات يهدد حياتهم وينذر بكوارث اجتماعية ونفسية خطيرة بعد أن تفاقمت أعدادهم في السنوات الأخيرة لأكثر من 6 ملايين مدمن ، الأمر الذي دفع الكنيسة لتقسيم ايبارشياتها علي مستوي الجمهورية ل6 قطاعات لتشكيل لجان فرعية لمكافحة هذه الظاهرة. من جانبها أكدت الدكتورة ناهد فهيم، سكرتير لجنة مكافحة الإدمان والصحة النفسية، المنبثقة عن المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن الكنيسة اعتمدت منظومة جديدة لمكافحة وعلاج الإدمان بين الأقباط، عبر تقسيم إيبارشيات الكرازة المرقسية داخل مصر ل "6" قطاعات جغرافية ،موضحة أنه سوف يتولي مسئولية كل قطاع منها أحد الكهنة من أعضاء اللجنة المركزية لتلك الخدمة بالكنيسة. وقالت ناهد: إن تلك المنظومة تأتي في إطار سعي الكنيسة لزيادة فاعلية خدمة المرضى النفسيين وحالات الإدمان من قبل اللجنة المجمعية للصحة النفسية ومكافحة وعلاج الإدمان بالمجمع المقدس. وتابعت : تم تأسيس هذه اللجنة منذ أكثر من 12 عام في عهد البابا شنودة الراحل كأحد اللجان الخدمية بالمجمع وهي تنظم مؤتمر سنوي لمناقشة قضايا الإدمان وخطرها علي المجتمع، بالإضافة إلي أن المؤتمر يقدم العديد من التوصيات لتوعية المجتمع والأسرة للمحافظة علي الشباب من الإدمان، هذا الي جانب الكتيبات التي تصدرها اللجنة بشكل دوري لتوعية الشباب بأضرار المخدرات عليهم. وأشارت إلي أن قرار المجمع بشأن تقسيم هذه اللجنة إلي 6 لجان فرعية جاء مع تزايد احتياجات المكافحة سنويًا، خصوصا بعد تزايد أعداد المدمنين بالإضافة إلي رغبة الكنيسة في رصد الحالات في المناطق الأكثر احتياجًا لإنشاء مراكز متخصصة بالإيبارشيات المختلفة. وقالت "منذ سنوات ونحن نعمل كلجنة مصغرة بالقاهرة الكبرى، عن طريق نشر التوعية، وعقد لقاءات ومؤتمرات، لكن الاحتياجات الزائدة سنويًا، وتكاليف العلاج الباهظة، دفعت إلى التفكير في تقسيم العمل على هذا النحو، لإنشاء مراكز فرعية للعلاج". وتابعت:خلال السنوات الماضية كان هناك تعاون بين اللجنة وبعض مراكز علاج الإدمان، حيث كان يتم إرسال الكثير من الحالات إليها، لكن خلال الفترة الأخيرة تم التفكير في انشاء مراكز تابعة للجنة لكثرة الأعداد ولارتفاع تكاليف العلاج . وأضافت أن هذا التقسيم يعمل علي تسهيل مهمة حصر أعداد المدمنين، وتقديم إحصائيات دقيقة للجنة، لبدء العمل فعليًا. وأوضحت أن تقسيم الكهنة المسؤولين عن القطاعات، جاءت على النحو الآتي "القمص كيرلس صليب- مسئول قطاع إيبارشيات أسوان، الأقصر، قنا، والبحر الأحمر- القمص موسى إبراهيم- سوهاج- مسئول قطاع إيبارشيات سوهاج، أسيوط، والوادي الجديد-، القس برنابا القمص مكسيموس-المنيا، مسئول قطاع إيبارشيات المنيا، بني سويف، والفيوم-، القس كيرلس كمال-شبرا الشمالية-مسئول قطاع إيبارشيات وأحياء القاهرة، الجيزة، والقليوبية-، القس أرسانيوس عياد-الإسماعيلية-مسئول قطاع إيبارشيات محافظاتالقناة، الدلتا، وسيناء-، والقس تواضروس عبيد- البحيرة- مسئول قطاع إيبارشيات البحيرة، الإسكندرية، ومرسى مطروح". ولفتت إلى أن أساقفة الإيبارشيات سيعينون كاهنًا بكل كنيسة، لاستقبال طلبات العلاج، على أن يتواصل هؤلاء مع الكاهن المسئول عن المنطقة، لإحصاء الحالات قبل البدء في إنشاء مراكز العلاج. وقالت "سوف يرصد التقرير الذي ستقدمه هذه اللجان أعداد المدمنين والإمكانيات التي توجد في المنطقة وكيفية علاج المدمنين، وأشارت إلي أن المساعدات من الممكن أن تكون علي شكل مكان لتأسيس المركز أو وجود أطباء يساهموا في العمل أو التبرع بالأموال لتأسيس مركز لعلاج الإدمان". وتابعت: عمل اللجنة لا يقتصر علي علاج الإدمان فقط وإنما هناك جزء يتعلق بالصحة النفسية للمدمن، ولذلك ستقوم اللجنة بتأسيس مركز للتأهيل النفسي وذلك لمتابعة المريض بعد التعافي من الإدمان. وأضافت, أن المرض النفسي من الممكن أن يكون بداية للإدمان أو العكس ومن هنا جاء السبب في ربط الإدمان بالمرض النفسي ولذلك نحن نهتم بالاثنين معاً. وقالت , إن اللجنة لديها ميزانية محددة لكنها صغيرة جداً، ولذلك يصعب عليها تحمل تكاليف العلاج كاملة وبالتالي يقوم أهالي المرضي بالمساهمة بجزء من التكاليف لمساعدة اللجنة في علاج أكبر عدد ممكن من المدمنين،موضحة أن الأطباء المساهمين في العلاج يعملون بشكل تطوعي بمكافآت رمزية . وبسؤالها عن إمكانية إنشاء مراكز فرعية علي مستوي الجمهورية قالت ناهد: "اللجنة ليس لديها إمكانيات لتأسيس أكثر من مركز داخل المحافظات ولذلك نحن ندعو الأهالي ومؤسسات المجتمع المدني في تلك الأماكن بالمساهمة معنا بالمقر علي أن تقوم اللجنة بتوفير الكوادر الطبية بالاضافة الي تدريب من يحتاج من أطباء المنطقة ذاتها". وحذرت "ناهد" من خطر الإدمان في المجتمع ,قائلة: " الإدمان سبب رئيسي في كثير من الكوارث التي تحدث داخل المجتمع وخاصة كثير من الحوادث التي انتشرت بشكل مفزع في الفترة الأخيرة مثل حوادث السرقة والخطف والاغتصاب والتحرش وحوادث الطرق ولذلك لابد أن يسارع المجتمع ككل للمساهمة في حل هذه المشكلة للقضاء علي باقي المشكلات". وتابعت: أن أعداد المدمنين في تزايد مستمر ولكن المركز لا يملك تعداد محدد لهم حتي الآن، ولكن من المقرر أن يكون هناك حصر لعدد المدمنين ولكن بعد أن تنتهي الايبارشيات من عملها وتقديم تقرير مفصل للجنة. وأضافت "عقب انتهاء اللجنة من عملها ووصول جميع التقارير إليها سيتم اصدار بيان مفصل بتعداد المدمنين والمدن التي تحتوي علي عدد أكبر من المدمنين". وأوضحت أن اللجنة علي تواصل دائم مع الكثير من مؤسسات الدولة منها صندوق مكافحة الإدمان الذي يتم التنسيق معه في كثير من الفعاليات بحضور رئيسه عمرو عثمان. ونوهت إلي حضور الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي لأكثر من مؤتمر للجمعية وإلقاءها لكلمة حول مخاطر الإدمان علي المجتمع. وقالت ناهد: إنه من المقرر أن تعقد اللجنة اجتماعها الأول، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، عقب الحصول على الاحصائيات الأولية، من المراكز ال6 التي يرأسها كهنة الإيبارشيات برئاسة الأنبا يوليوس أسقف الخدمات، والأنبا ماركوس أسقف حدائق القبة، كما أنه من المقرر استهداف الأماكن الأكثر احتياجًا، كأولوية في جدول أعمال اللجنة.