ترك حلمه ليكون باحثاً فيزيائياً وتحول إلى السياسى ينوي حل الأزمات الدولية عبر توسطه بين جميع الأطراف ------------------------------------------------------ على الرغم من أن الكثيرين قد يرون أن منصب الأمين العام للأمم المتحدة أصبح دون سلطات فعلية ،حيث لم يعد له أي تأثير على القضايا الدولية ،إلا أن الجميع ينظر إليه على أنه أحد المناصب رفيعة المستوى التي يجب ان يتم اختيار شخصية دبلوماسية هامة له ،وقد يكون لشخصية الأمين العام دورا فعالا في تفعيل دور المنظمة الدولية من خلال تأثيره على الدول الكبرى ،من هنا يتركز الضوء على أنطونيو جوتيريس المرشح الأوفر حظا لخلالافة بان كي مون الأمين العام الحالي للأمم المتحدة والذي شهدت فترة توليه المنصب أزمات كبرى لاسيما في الشرق الأوسط وربما لم يجد استجابة جيدة من أكبر الدول الفاعلة لجهوده من أجل حل هذه الأزمات ووفقا للمعلومات التي تم تسريبها فإن جوتيريس أصبح قريبا جدا من رئاسة الأممالمتحدة بعد فوزه بسادس اقتراع سري داخل مجلس الأمن ،ويتبقى فقط اجتماعا واحدا بمجلس الأمن بعده سيتم رفع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضوا للتوصيه باختياره خلفا ل كي مون الذي ستنتهي فترة ولايته في الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر المقبل. ويلقب جوتيريس ب"الثوري" ويرفع حاليا شعار "دبلوماسية جديدة من أجل السلام"،وهو صاحب خبرة طويلة في العمل السياسي والدبلوماسي تمتد إلى 42 عاما ،حيث شغل منصب رئيس وزراء البرتغال في الفترة ما بين عامي 1995 إلى 2002 ،كذلك تولى منصب مفوض الأممالمتحدة السامي لشئون اللاجئين في الفترة ما بين يونيو 2005 حتى ديسمبر 2015. واللافت أن جوتيريس الذي ولد في العاصمة البرتغاليةلشبونة عام 1949 ،لم يكن ينوي العمل بالسياسة حيث درس الفيزياء وكان يأمل في العمل كباحث في هذا المجال ،إلا أنه انخرط في الثورة ضد الدكتاتور أنطونيو سالازار الذي حكم البرتغال لمدة أربعين عاما انتهت في عام 1974 وفي فترة شبابه تطوع مع مجموعة من الطلاب لخدمة الأحياء الفقيرة في لشبونة ،وشاهد مشكلات اجتماعية هائلة في السنوات الأخيرة من حكم سالازار ،وهذا العمل الاجتماعي دفعه إلى إعادة النظر في مسار حياته حيث عكف على معالجة الأزمات التي تنعكس سلبا على المدنيين وانضم جوتيريس إلى الحزب الاشتراكي الذي يمثل يسار الوسط حيث كان مسئولا عن التنظيم قبل أن يصبح زعيما للحزب عام 1995 ،وفاز بالانتخابات العامة عام 1995 ليترأس الحكومة لمدة 7 سنوات وتولى جوتيريس منصب رئيس منظمة رئيس الإشتراكية الدولية ،وكان يردد دائما أنه يريد أن يقوم بدوره في مجال العمل الإنساني على مستوى العالم وتقدم بعد ذلك ليصبح رئيسا لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وبالفعل حصل على المنصب لأكثر من 10 سنوات،ويرى المحللون ان هذه السنوات كانت إعدادا جيدا للدبلوماسي البرتغالي ليكون أمينا عاما ،موضحين أن العالم الآن بأمس الحاجة لوجود وسيطا نزيها تنظر إليه الدول كمسئول مستقل يعزز التوافق بين الأطراف المتنازعة ويعمل على التغلب على الأزمات ولأن جوتيريس يعلم جيدا أن هناك من كان يحلم بأن تتولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة سيدة فقد تعهد بانه في حال وصوله للمنصب سوف يعين سيدة نائبة له،موضحا أن من الأشياء الحاسمة في الأممالمتحدة هي المساواة بين الجنسين أما بشأن النهج الذي سيختاره خلال رئاسته للأمم المتحدة، فأكد جوتيريس أن المطلوب هو "دبلوماسية جديدة من أجل السلام"، وهو ما يتطلب اتصالات دبلوماسية حكيمة ورحلات مكوكية بين الفاعلين الأساسيين في الصراعات والنزاعات وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة ينبغي أيضا أن يشارك بأكبر قدر ممكن، وأن يتصرف بتواضع في محاولة لتهيئة الظروف للدول الأعضاء التي تكون فاعلة بشكل حاسم في أي عملية لتكون تلك الدول قادرة على العمل معا وتجاوز خلافاتها يذكر أن جوتيريس من مواليد لشبونة في 30 أبريل 1949 ، وتزوج مرتين، الأولى كانت زوجته لويزا اميليا جيماريش ميلو وله منها طفلان، وتوفيت بمرض السرطان في مستشفى بلندن في 28 يناير عام 1998، ثم تزوج مرة أخرى في عام 2001، من زوجته الحالية كاتارينا ماركيز