"لا أخشى الموت لأنه سيدركنى أينما أكون".. بهذه الكلمات رد المستشار زكريا عبد العزيز عثمان النائب العام المساعد ومدير التفتيش القضائي على محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت موكبه الخميس الماضي. والحقيقة إن محاولة الاغتيال التى استهدفت النائب العام الراحل المستشار هشام بركات لم تكن الأولى والأخيرة لكن على ما يبدو أنها كانت بداية لسلسلة من الاغتيالات لرموز القضاء والنيابة في مصر كرد من الجماعات الإرهابية على الأحكام القضائية التى تصدر بحق رموزهم فى السجون. المستشار زكريا عبد العزيز عثمان كان صاحب المحاولة الثانية للاغتيال التى تدخلت فيها العناية الإلهية وأعاقت نجاحها بعد أن استهدفت جماعة إرهابية إخوانية تدعى "حسم" موكبه مع أربعة أشخاص من مكتبه وطاقم حراسته أثناء ذهابه إلى منزله بمنطقة التجمع الأول الخميس الماضى بعد يوم شاق من العمل حيث قام أعضاء الجماعة الإرهابية بتفخيخ سيارة ملاكي بالطريق بالقرب من مرور الموكب مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص من بينهم عامل "دليفري" تصادف مروره بمكان الحادث واثنين من السائقين إلا أن تأخر الموكب لدقائق قليلة عن موعده اليومي فى المرور أفشل المحاولة. ويعد المستشار زكريا عثمان من الشخصيات القضائية المرموقة والمستهدفة من قبل الجماعات الإرهابية حيث وافق المجلس الأعلى للقضاء فى أكتوبر 2015 على تعيينه مديراً للتفتيش القضائي للنيابة العامة هو صاحب قرار حظر النشر في قضية اغتيال النائب العام المستشار الراحل هشام بركات والذي قام بأعماله بعد وفاته وكان مرشحًا لمنصبه لكن اختيار المجلس الأعلى للقضاء وقع على المستشار نبيل صادق. وبقرار رسمي من رئاسة الجمهورية نشر بالجريدة الرسمية تم الإعلان عن تولي "عثمان" منصب النائب العام المساعد فى مارس الماضى لنيابة استئناف القاهرة حيث كان رئيساً لمحكمة استئناف القاهرة ومنتدباً للقيام بأعمال المحامى العام الأول لنيابة الاستئناف. ومن أشهر القضايا التى تولى "عثمان" التحقيق فيها قضية اتهام المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادى القضاة الأسبق في اقتحام مقر أمن الدولة بمدينة نصر عام 2011 أثناء أحداث ثورة 25 يناير. ويمتلك المستشار زكريا عثمان سجلاً حافلا بالإنجازات فى العمل القضائى حيث تولى مهمة الإشراف على نيابة استئناف القاهرة فى عهد النائب العام الراحل المستشار هشام بركات وساهم فى مراجعة كل القضايا والتحقيقات الخاصة بالأحداث الإرهابية الكبرى التى شهدتها البلاد وقضايا قيادات جماعة الإخوان وعلى رأسهم الرئيس الأسبق محمد مرسى وهى القضايا التى تتعلق بالتخابر مع جهات أجنبية وأحداث الاتحادية والهروب من سجن وادى النطرون وغيرها. كما استعان النائب العام الراحل المستشار هشام بركات بجهود "عثمان" فى إنجاز القضايا المهمة والتواصل مع أعضاء النيابة العامة على مستوى الجمهورية وحل بعض المشكلات القضائية مثل أزمات المحامين وغيرها. وفى تصريحات له عقب محاولة الاغتيال الفاشلة قال "عثمان" إنه لو مات فإن هنالك آلاف القضاة الشرفاء سيواصلون إعلاء كلمة الحق وأن تكرار العمليات الإرهابية الغاشمة لن تثنى القضاة عن محاكمة الإرهابيين على ارتكاب تلك الجرائم وغيرها. وقال إن محاولة إغتياله استهدفت ضرب كيان الدولة المصرية ورمز من أهم رموزها هو القضاء والنيابة والعدالة بالدرجة الأولى.