من جديد عاد فيلم "المسيح" ليثير جدلاً فى الأوساط الفنية والدينية بعد أن خرج المنتج محمد عشوب بتصريحات أكد فيها أنه سيقوم بإنتاج الفيلم مع المخرج أحمد ماهر بعد إجراء بعض التعديلات اللازمة علي السيناريو الذى كتبه الراحل فايز غالى حتى يتلاشى رفض الأزهر الشريف الذي يرفض تجسيد الأنبياء وكذلك بعض المشاهد مثل "صلب المسيح". أحمد ماهر مخرج العمل كشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بأحداث الفيلم ومصيره مؤكداً أنه فى حال إصرار الأزهر على رفض الفيلم فإنه سيضطر لتصويره خارج مصر وتحديداً فى لبنانوالأردن. أما الناقدة الفنية ماجدة موريس زوجة الكاتب الراحل فايز غالى فقد استعرضت أهم المحطات التى مر بها مشروع الفيلم منذ بداية التفكير فى إنتاجه وحتى الآن.. فى حين شدد فادى فايز على أنه ليس من حق أى شخص التصرف فى الفيلم أو عرضه على اى جهة دون الرجوع للورثة موضحاً أن والده كتب العمل من وجهة نظر مسيحية أرثوذكسية وليس من حق الأزهر الاعتراض عليه. "الموجز" رصد أبعاد الأزمة والتقت أطرافها في هذه السطور . دعم الحريات أكد المنتج محمد عشوب أن الفيلم حصل على موافقة من الكنسية في عهد الراحل البابا شنودة الثالث وهو ما يساهم بشكل كبير في خروج العمل إلى النور دون عوائق. وقال: أتمنى تنفيذ هذا العمل قريباً في مصر لنؤكد أن مصر بلد تدعم الحريات دون أي تجاوز في أي ديانة سماوية.. مشيراً إلى أن المخرج أحمد ماهر قام بإعادة صياغة الفيلم الذى كتبه الراحل فايز غالى. وأضاف "عشوب" أن الفيلم يساهم بشكل كبير في تقديم الديانة المسيحية بشكل صحيح دون المساس بها وفى نفس الوقت يقدم صورة مصر بشكل مميز من خلال التصوير في العديد من المناطق السياحية. وفى حالة عدم تصوير الفيلم في مصر أكد "عشوب" أنه سيتم التصوير في الأردنولبنان.. مؤكداً أنه تم رصد ميزانية ضخمة جدا ً للعمل من خلال عدد من شركات الإنتاج حتى يخرج العمل إلى النور بالشكل الذى يليق به. وأوضح أنه من المقرر عقد مؤتمر صحفي خلال الأيام المقبلة للإعلان عن تفاصيل الفيلم وموعد بدء التصوير ، لافتاً إلى أن الفيلم يتناول فترة طفولة السيد المسيح في مصر، وهي الفترة التي لم تتناولها الأفلام العالمية. وقال إنه يواصل حاليًا ترشيح الفنانين للمشاركة في بطولة الفيلم سواء من مصر أو بعض من نجوم هوليود. جلسات عمل من جانبه قال المخرج أحمد ماهر إنه تعاقد بالفعل علي إخراج الفيلم ويعقد جلسات عمل مع القائمين على إنتاج هذا العمل الذي وصفه ب"الضخم"، مؤكداً أن الكنيسة لم تعترض ووافقت على الفيلم تمامًا، وليس هناك أى مشكلة نواجهها مع الكنيسة. وأوضح أن الفيلم سيتم تصويره في مصر ولبنانوالأردن وأن أحداثه تدور حول الفترة التي عاش فيها المسيح برفقة السيدة العذراء فى مصر، هرباً من حكم "هيرودس" ، ولفت إلى أن العمل لا يجسد حياة المسيح وإنما يتطرق إلى طفولته والفترة التي قضاها فى مصر، والتى تصل إلى 12عامًا وهذه المرحلة لم يتم التطرق لها فى أى فيلم من قبل، خاصةً أن في هذه الفترة كان المسيح مضطهدًا من معظم البلاد والمناطق التى ذهب إليها عدا مصر التى قامت باستقباله. وأضاف أن فكرة الفيلم كانت مطروحة منذ فترة طويلة قبل وفاة الكاتب فايز غالى الذي وافق على تعديل السيناريو بالشكل المناسب، وعندما سنحت الفرصة حصلنا على إنتاج عربى إنجليزى مشترك، وقدمنا الفيلم للرقابة تمهيداً لبدء التصوير ولكنها أحالت الموضوع للأزهر، الذى أعلن رفضه إصدار ترخيص لمشروع الفيلم، بالرغم من حصولنا على موافقة الكنيسة، وهذه عقبة كبيرة تواجه الفيلم. وقال إن الأزهر الشريف طالب بعدم تصوير الفيلم لأنه يرفض تجسيد الأنبياء فى السينما رغم أننا نقدم القصة خارج الإطار الدينى، وفقاً للعقيدة المسيحية وليس الإسلامية. وتابع: جاء الاعتراض من قبل الأزهر على مشهد الصلب أيضاً، ولكن وضعنا له حلولاً لتقديمه بمعالجة مختلفة وسوف أحاول جاهداً تخطيها ووضع تصور لها، وأبذل مجهودًا مع علماء الأزهر لإقناعهم بالفيلم وإذا لم يحسم الأمر من جانبهم سأضطر إلى لتصوير خارج مصر، لافتًا إلى أن الأزهر هو صاحب الفتوى فقط فى مسألة عدم تجسيد الأنبياء، وهذا الكلام غير مذكور فى الدين – على حد قوله -. وأضاف: "لا أقصد إثارة الجدل أو خلق مشكلة، فقط أريد تقديم فيلم مهم، وعلى مستوى فنى جيد، وضخم من الناحية الإنتاجية، وبه مجموعة كبيرة من المعارك، وقررنا التطرق لجزء مختلف من حياة المسيح، وهى فترة طفولته ووجوده فى مصر، فبالرغم من وجود مجموعة كبيرة من الأفلام التى تحدثت عن حياته، فإننا نركز على هذا الجانب بشكل خاص، فهى فترة كبيرة ومهمة، وتكشف فترة مهمة من تاريخ مصر، والفيلم مناسب للوقت الحالى، الذى يشهد فتناً واعتداءات، وبالتالى يعد هذا هو الوقت المناسب لتقديمه وليس رفضه، وأتمنى أن تحل تلك الأزمة خلال الفترة المقبلة، لأن الفيلم يوصل رسالة مهمة جداً للعالم، حول مدى تسامح الشعب المصري". وأكد أنه لا توجد أى مشكلة لإنجاز العمل سوى موافقة الأزهر وقد تم رصد ميزانية ضخمة له، وأن هناك دولًا كثيرة ترحب بتصوير العمل على أرضها لكن ما يهمه هو التصوير فى مصر، لأن المسيح عاش 12 عامًا فيها، وقال "سنقوم بالتصوير فى أماكن حقيقية ذهب إليها المسيح فى مصر مثل الدلتا وبلاد الصعيد ومحافظات أخرى، وإذا أصر الأزهر على موقفه سأضطر إلى التصوير فى الأردنولبنان ، رغم أنني لم أجد مكاناً شبيهاً بالطبيعة الجغرافية المصرية، وهى تعد أزمة كبيرة بالنسبة لنا، ونحاول الوصول لاتفاق مع الأزهر بشروط معينة، لم يتم تحديدها حتى الآن، خاصة أنى أرفض الدخول فى مفاوضات مع جهة دينية وليست سينمائية، فسلطتهم تقع على التصوير فى مصر، وليس على الفيلم نفسه". وعن الفنانين المرشحين للقيام بدور المسيح قال "ماهر" إن المشاركة فى الفيلم لن تقتصر على المصريين فقط، وأن هناك فنانين عالميين وعربًا يجرى التفاوض معهم الآن، ومنهم خالد الصاوى وعمرو واكد ومحمود حميدة وآسر ياسين ومونيكا بيلوتشى ومورجن ترينا وشون كونرى لافتًا إلى أن أغلب هؤلاء الفنانين وافقوا علي المشاركة في بطولة الفيلم ولكن لم يتم الاستقرار عليهم بشكل نهائي . الصهيونية وإسرائيل الناقدة ماجدة موريس زوجة الكاتب الراحل فايز غالي قالت إن التفكير فى إنتاج الفيلم بدأ منذ عام 2008 عندما طلب المنتج محمد عشوب كتابة فيلم يتحدث عن "رحلة العائلة المقدسة" لأنه لم يتم تقديمها من قبل في فيلم روائي طويل، كما أن جميع الأفلام التي قدمت في السينما الأمريكية، والسينما الإيطالية تحدثت عن الجزء الأخير في حياة المسيح، وهو الجزء الخاص بالصلب، أما فترة الطفولة فلم يتم التركيز عليه. وأضافت أن "عشوب" عرض الفكرة على الكاتب فايز غالي الذي تحمس بدوره لها، وطلب مهلة لقراءة المراجع التاريخية الخاصة بهذه الفترة، لأن الفيلم الروائي سيتعرض لها بكل ما فيها من تفاصيل، كما سيتطرق إلى صور الحياة المختلفة في مصر التي كانت سائدة في ذلك الوقت. وتابعت "موريس" أن "غالي" ظل يتنقل بين المراجع المختلفة للوقوف على جوانب السيناريو، حيث قرأ 38 مرجعاً خاصاً بهذه المرحلة من تاريخ مصر، وبعد ذلك قام "عشوب" بإخبار "غالي" أن هناك شخصاً جديداً يدعى محمد جوهر وهو صاحب شركة "كايرو فيديو فيلم" سيشارك في إنتاج الفيلم.. مشيرة إلى أن "جوهر" أكد أنه يستطيع الترويج للفيلم في القنوات التلفزيونية داخل مصر وخارجها، إضافة إلى المساعدة في تمويله بشكل كبير، والاستعانة بمخرج كبير وفنيين على أعلى مستوى، في حين يصبح محمد عشوب منتجاً فنياً للفيلم، وهو ما وافق عليه الأخير ليزيح عن عاتقه حمل التمويل المادي للعمل. وأكلمت : بعد ذلك قام "فايز" بكتابة الفيلم خلال عام بخلاف عام آخر قضاه في البحث عن المراجع، وبعد شهر من تسلم "عشوب" و"جوهر" السيناريو أشاد جوهر بكتابة السيناريو لكنه طلب من زوجي إضافة مشهدين للفيلم أحدهما في البداية والآخر في النهاية. وأشارت إلى أن مشهد البداية الذى طلب "جوهر" إضافته يتضمن وجود باحث أمريكي يقوم بدراسة رحلة العائلة المقدسة ليتعرف عليها وبعدها يبدأ السيناريو الطبيعي للفيلم إلى النهاية، وفي مشهد النهاية يظهر الباحث مجدداً وهو يقف حائراً لا يعلم هل يصدق ما حدث أم لا؟. وأكدت "موريس" أن فايز اعترض حينها، وأخبر محمد جوهر أن الفكرة التي يريدها تخدم الفكر الصهيوني والعقيدة اليهودية، وقال حينها "إن هذا الباحث الإنجليزي الذي تتحدث عنه يهودي لأن اليهودية هي الديانه الوحيدة التي تؤكد أن السيد المسيح لم يظهر إلى الآن وهم مازالوا في إنتظاره، وأنا كتبت هذا الفيلم من وحي العقيدة المسيحية ومن وحي الدين الإسلامي لأنه يؤكد أن السيد المسيح والسيدة العذراء تواجدا، وأكملا رسالتهما وأنت تريدني أن أقوم بتغيير ديني وتغيير عقيدتي وإنتمائي من أجل كتابة مشهدين، ومن المستحيل ان أقوم بذلك لاني بذلك اخدم الصهيونية وأخدم إسرائيل"، ولم يوافق "جوهر" على اعتراض "غالي"، وهدده أن الفيلم لن ينتج فى حال عدم كتابة المشهدين، فلجأ زوجي إلى المحاكم والقضاء وانتهى الموقف على ذلك. وتابعت: بعد ذلك ذهب "غالي" إلى نقابة السينمائيين وأعطاهم السيناريو، وأخبرهم بما حدث وقامت النقابة بتشكيل لجنة لقراءة السيناريو، وأرسلت ل"جوهر" الذي كان في كل مرة يرسل محامياً مختلفاً لكي يطلب التأجيل، وفي المرة الأخيرة أرسل محامياً أخبر اللجنة بأمر غريب جداً، وهو أن "غالي" لم يكتب سيناريو، وأن هذه كانت مجرد أفكار على ورق، وحينها أصدرت النقابة قراراً بإدانة "جوهر" لأن السيناريو كان في حوزتهم منذ 6 أشهر، وبالتالي إنتقلت القضية من النقابة للمحكمة الإقتصادية، وبعد صراع طويل تم الحكم لصالح فايز غالي بأحقيته في السيناريو بعد أن أوقف جوهر إنتاجه. وأشارت "موريس" إلى أن "جوهر" استعان في ذلك الوقت بكاتب انجليزي لمعالجة السيناريو الذي كتبه "غالي"، وبعدها اتصل بالمخرج أحمد ماهر لإخراج العمل لأنه درس السينما في إيطاليا، إلا أن "ماهر" رفض المعالجة، وأخبر "جوهر" أن السيناريو الذي كتبه غالي أكثر قيمة، وبعد ذلك هرب "جوهر" أثناء ثورة يناير إلى كندا، وعاد "عشوب" مرة أخرى وأخبر نجلي "فادي" أنه يشعر أنه كان السبب في وقف الفيلم وأنه يحاول إصلاح خطأه تجاه فايز غالي، وأنه لديه منتجين آخرين للفيلم. وتطرقت "موريس" إلى ما تردد حول رفض الأزهر للفيلم، مؤكدة أن المشيخة لم ترفض الفيلم لأنه لم يعرض عليها من الأساس، ولكن بعد الإعلان عن كتابة الفيلم حدثت بعض اللقاءات التلفزيونية التي تطرقت إلى علاقة الأزهر والكنيسة بالفيلم، وتحدث "فايز" في هذه المداخلات عن أهمية الفيلم، وكانت إحدى المداخلات مع الاعلامي عمرو أديب وشيخ الأزهر الراحل محمد السيد طنطاوي، وقال حينها "فايز" ل"طنطاوي" انه يكتب فيلماً من وحي عقيدته الدينية المسيحية الأرثوذكسية، وسأله هل هناك ما يمنع هذا في مصر، وهل للأزهرعلاقة به، فرد "طنطاوي" بالنفي وأخبره أن هذا حقه، وحق المسيحيين جميعاً أن يكتبوا، لكن لو عرض الفيلم على الأزهر سيتم رفضه، وبعد ذلك توفى "طنطاوي"، وتوفى "غالي"، وانتهى الأمر، وحتى الآن لم يحدث أي جديد سوى المؤتمر الصحفي الذي أعلن عنه "عشوب". حقوق قانونية ويشير فادي غالي نجل الكاتب فوزي غالي أنه تم نشر خبر على لسان الماكيير محمد عشوب يفيد وجود تمويل للفيلم بقيمة 140 مليون دولار، موضحاً أنه وبقية الورثة لم يتعاقد معهم أحد حتى هذه اللحظة، خاصة بعد عودة الحقوق القانونية للفيلم لوالده فى عام 2014 وقبل وفاته بشهور قليلة بعد صراع قضائى مع المنتج الأسبق للفيلم محمد جوهر استمر لمدة 5 سنوات ترتب عليه انتقال السيناريو لهم كورثة. وقال "فادى": تم نشر خبر آخر يفيد رفض الأزهر الشريف للفيلم، وهذا على خلاف الواقع تماماً حيث كتب والده الفيلم من منظور عقائدي دينى مسيحى، وملتزم بوجهة نظر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى رحلة العائلة المقدسة في مصر، واعتمد في ذلك على مراجعه ال38 المتنوعة، وكان الخلاف مع المنتج السابق للفيلم يتعلق بثوابت هذه العقيدة والتى رفض الكاتب الراحل المساس بها، وهو ما أدخل الفيلم في صراع قضائى انتهى بأحقيته فى سيناريو الفيلم، وبالتالي لا علاقة للأزهر الشريف بالفيلم على الاطلاق من قريب أو بعيد. ونفى ما تردد حول عرض الفيلم على الأزهر الشريف حتى يكون هناك رفض أو موافقة، كما أنه لم يتم عرضه على جهاز الرقابة على المصنفات الفنية من الأساس حتى هذه اللحظة، باعتباره الجهة الوحيدة المنوط بها إرسال السيناريو سواء للكنيسة أو الأزهر.. مشدداً على أنه ليس من حق أحد التصرف أو عرض الفيلم على أى جهة كانت بدون موافقة الورثة.