أكد موقع فوكس بوليسي آند بوليتيكس الأمريكي، على لسان الباحثة فيوينا هيل , أن حملة المرشحة الديموقراطية اتهمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشجيع الإستخبارات الروسية على إختراق موقع ملفات اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي وتسليم الآف الرسائل الإلكترونية إلى ويكيليكس كجزء من خطة أوسع من أجل انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب رئيساً، متسائلة عن الأسباب التي تدفع بوتين للتدخل في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية؟ وقالت هيل إن هناك أسباباً عدة تحمل روسيا على إثارة مشكلة في حملة مثيرة للجدل أصلاً. فروسيا تنظر إلى الولاياتالمتحدة من مستوى دوني، ويعتقد بوتين أن الولاياتالمتحدة تمارس لعبتها الشنيعة في السياسة الروسية، وتود موسكو أن تقويض الصدقية الأمريكية العالمية من طريق الإضاءة على أوجه القصور في السياسة الحزبية الأمريكية. وفي ما يتعلق ببوتين ودائرته الداخلية، فإن الولاياتالمتحدة هي من تدخل أولاً في السياسة الروسية عندما قرر بوتين الترشح لولاية رئاسية ثالثة. وفي عامي 2011 و2012 ، نزل المتظاهرون الروس إلى الشوارع احتجاجاً على انتهاكات حصلت في الإنتخابات التشريعية وعلى خسارة المنافسين المحتملين لبوتين. ويعتقد الرئيس الروسي ودائرته الضيقة أن المسؤولية في ذلك تقع على الولاياتالمتحدة. ووقتذاك أكد بوتين أن هيلاري كلينتون التي كانت وزيرة للخارجية هي من حرض على التظاهرات أو مولتها مباشرة. وتضيف هيل أن بوتين يعتقد أن الغرب يحاول دائماً إخضاع روسيا. والعام المقبل يصادف مرور مئة عام على الثورة الروسية، وهذه السنة تصادف الذكرى ال25 لتفكك الإتحاد السوفياتي. ومن وجهة النظر الروسية، انتهزت ألمانيا في الحرب العالمية الأولى والولاياتالمتحدة في الحرب الباردة، ميزة الإنقسامات والوضع الهش داخلياً كي يقوضوا الدولة الروسية مرتين في قرن واحد. وقبل أن يصبح زعيماً لروسيا، كان بوتين ضابطاً في جهاز الإستخبارات السوفياتي "الكي جي بي". وإستمرت تلك التجربة في التأثير على آرائه وأفعاله. ويتعامل بوتين مع الولاياتالمتحدة بمنطق العميل السري المشبع بالخطط والمؤامرات. كما يستخدم وسائل عميل الاستخبارات. فهو يستعد ليقاتل بقذارة، ويعتمد على عنصر المفاجأة التكتيكية لضمان فاعلية قصوى. ويتمتع بوتين بميزتين تجعلانه مختلفاً عن زعماء عالميين آخرين. ووفق ما يقول فإنه يعرف "كيف يتعامل مع الناس" ولأنه "يتعامل مع المعلومات". وخلال عمله في "الكي جي بي" تعلم بوتين كيف يفتش عن نقاط الضعف لدى الناس وأن يكشف عن أسرارهم وأن يستخدم ضدهم معلومات قابلة للمساومة. وبكلام آخر فإن الابتزاز والترهيب هما جزء من بضاعته. وتلفت هيل إلى أن هناك الكثير من التكهنات بأن بوتين ينظر إلى ترامب بوصفه شخصاً يمكن التعامل معه، وبأنه يكن ضغينة لكلينتون. وأشاد ترامب ببوتين بصفته "زعيماً قوياً" وذلك خلافاً للتيار الأمريكي العام للسياسيين الأمريكيين وقادة الرأي الذين يضفون شكاً حول بوتين وينتقدون روسيا. وقد رد بوتين على مديح ترامب له. وفي المقابل، أعطى بوتين ومسؤولون روس آخرون رأياً سلبياً بكلينتون. وفي مقابلة عام 2014 مع التلفزيون الفرنسي مثلاً، هاجم بوتين كلينتون بسبب تصريحات لها تتعلق به، وقال إن "الأفضل عدم الدخول في جدال مع إمرأة" وبأن كلينتون "لم تكن متسامحة جداً في تصريحاتها". ومهما كانت خيارات بوتين، فإن الرئيس الروسي لا يمكنه أن يؤثر على نتيجة الإنتخابات الرئاسية الأمريكية. وأقصى ما يمكن أن يأمله هو تقليص قدرة أي شخص يدخل إلى البيت الأبيض على متابعة سياسات مضرة بمصالح بوتين وروسيا.