اختارت هذه الفتاة أن تبحث داخلها عما تحب، وبالفعل تذكرت هوايتها الصغيرة، وهي حب العرائس وألوان فساتينها، وتذكرت حبها للطين الصلصال، وبدأت تمضي وقت فراغها في تشكيل العرائس بالطين الصلصال وتستعيد هوايتها المفضلة، وبالفعل وجدت نفسها تستمتع بأوقات فراغها بهذه الطريقة، فبدأت بتطوير هوايتها وموهبتها، وتعرفت على أنواع الصلصال وأنواع الخامات التي تستخدم في التشكيل. إنها ياسمين عبد السلام، سيدة تبلغ من العمر 28 عام، صاحبة مشروع "mini me" و"mini dolly"، وهي أم لديها طفلتان، سيدار 5 سنوات، وليان 3 أعوام، تخرجت في كلية السياحة والفنادق منذ ستة أعوام، وانتقلت إلى عش الزوجية بعد تخرجها مباشرة، وكعادة الفتيات بعد الزواج يشغلها بيتها وزوجها وأطفالها عن الالتفات إلى حياتها العملية، وعندما تقرر الالتفات إلى حياتها العملية تجد أنه قد فات الأوان، ومرت سنوات على تخرجها دون خبرة عملية وتجد صعوبة في إيجاد فرص للعمل. وكانت تقول: "ما بعرفش أكون قاعدة ما بعملش حاجة، أنا من الشخصيات اللي بحب أنتج، بدأت أدور على أنواع العجائن وطرق تصنيعها على اليوتيوب، والنت كان السلاح الأول والأخير عشان أتعلم". ولكنها تمكنت بالفعل أن تتخطى مرحلة الفراغ إلى مرحلة الاستمتاع بوقتها عن طريق هوايتها المفضلة، وهي تشكيل العرائس بالعجائن المختلفة، وتعلم كل ما هو جديد ويضيف لها في هذا المجال، وطرق تصنيع العجائن وكيفية تجفيفها، وبمرور الوقت تمكنت من صنع العرائس باستخدام الصلصال الحراري، حتى أشار عليها أصدقاؤها أن تتخذ من هذه الموهبة فرصة عمل، وبالفعل بدأت عرض مصنوعاتها على محلات بيع الألعاب والهدايا، ولم تجد سوى محل واحد وافق على شراء العرائس منها. وكانت تقول أيضا: "كان طبعا ماحدش يعرفني، كنت بعمل عرايس صغيرة جدا، ما كنتش بكسب منها حاجة، وكنت ببيعها للمحل بتمن تكلفة الخامات بس، وما كانش في دماغي أنه يكون بيزنس ليا". إلى أن تطور الأمر وتمكنت من صنع وجه العروسة بشكل دقيق أكثر يماثل ملامح الشخصيات الحقيقية، ومن هنا بدأت فكرة مشروعها أن تصنع عرائس من الصلصال الحراري تمثل شخصية صاحبها وتحمل ملامحه وملابس تشابه ملابسه، وتضيف ياسمين أن تصنيع وجه العروسة بما يشابه وجه صاحبها في بداية الأمر كان صعبا، ولكن كانت تدقق في ملامح الشخصية الحقيقية وتحاول رسم ملامحها، إلى أن تمكنت من ذلك وأصبح يسيرا بمرور الوقت تقول ياسمين إن لديها رفيقتان ساعدتاها على تنمية مشروعها الصغير، وهما إيمان وصفاء ونصحاها بإنشاء صفحة على موقع "الفيس بوك"، "كنت بحلم يجيلي تعليق واحد من أي حد أنه عاجبه شغلي وكنت بتمنى أشوف لايك ومن أول شهر متوقعتش أن هيجيلي طلبات على شغلي، وأول أوردر كان في الشهر الأول من إنشاء الصفحة".