حماتى قنبلة ذرية ..موروثات ربما تتردد من قبيل الدعابة والسخرية على طريقة الافلام الكوميدية القديمة لكن لها نصيب من الواقع الذى نعيشه وكثيرة هى القصص الانسانية ذات العيار الثقيل داخل اروقة المعارك الزوجية ومحاكم الاسرة وهذه واحدة من تلك القصص بطلتها شابة حسناء حيث جلست "سلمى" الزوجة إلى جوار أمها العجوز التى فاضت عيناها بالدموع على حال ابنتها فى سكون يشبه سكون الموتى، وراح شريط الذكريات يسرد تفاصيل حياة ودعت الهدوء والحب بسبب الوقيعة والفتن وغيرة شقيقة زوج عقيمة وعمل حماة "سفلى" ورجل استسلم لنزواته وشهواته وعبأ أذنيه بكلام أهله، وكلما علت موجات مد الذكريات المؤلمة أحكمت السيدة الشابة ذات الوجه الشاحب والثياب المهندمة قبضتها على أوراق دعوتى الطلاق والنفقة اللتين أقامتهما بمحكمة الأسرة بزنانيرى. سلمى حكت قصتها بصوت حزين :« تزوجت بعد قصة حب طويلة، تعود بدايتها إلى أيام دراستى بالصف الثانى الثانوى، كان أول رجل دق قلبى له، ذقت طعم العشق على يده، وسقيت من أنهار حنيته وطيبته الإ أن القدر شاء أن يفرقنا لسنوات، حتى ظن كل منا أن حبيبه قد رضخ لأوامر القسمة والنصيب وأكمل طريقه مع شخص آخر، وأن قصتنا لم تعد إلا ذكرى محفورة فى جانب قصى من قلوبنا وعقولنا بلا عودة وكأن حياتى طريقا ذو اتجاه واحد للجحيم ».وتنقطع الحسناء عن الكلام للحظات لتلتقط أنفاسها وتعاود قائلة :«مرت الايام هكذا بجفاء ثم عاود الحنين ليجمعنا من جديد، لكن هذه المرة أقسمنا أن نقاتل من أجل بقاء هذا العشق، وأن نحافظ عليه حتى يدفن معنا لقبورنا، وبالفعل تم الزفاف فى بيت أهله، وتحقق حلمى أن ارتدى له الفستان الابيض، وأزف معه فى موكب تحيطه فتيات يمسكن فى أيديهن باقات الورود، ويطلقن الزغاريد فتشق عنان السماء». الزوجة التى مازالت تحتفظ بجمالها عادت برأسها المثقل بالشقاء والهموم والذكريات الحزينة إلى الخلف وأغمضت عينيها البائستين وهى تقول:" أعترف أن حياتى مع زوجى مرت فى البداية هادئة، ولا أبالغ إذا قلت أنها كانت أقرب إلى المثالية، لا يشوبها حزن ولا يعكر صفوها شجار، وكان الجميع فى بيت العائلة يحبوننى، والصغير قبل الكبير يغمرنى باهتمامه حتى والدة زوجى لم تكن ترد لى طلبا، ولم تهن كرامتى يوما كما تفعل بعض الحموات مع زوجات أولادهن، أو تقسى قلب حبيبى على منذ أن وطأت قدمى بيتها، بل كانت تقضى لى حاجاتى، وتعاملنى كواحدة من أولادها، ولم يحمل همى فى الحمل والولادة إلا هى".وأضافت "إلى أن جاء اليوم الذى علمت فيه بأمر عجز ابنتها عن الإنجاب، إنقلب حالها خاصة بعد أن بدأت ابنتها العقيمة الغيورة فى بث كلماتها المسمومة عنى، ولأول مرة أصدرت "حماتى" الاوامر العليا بألا أنجب ثانية حفاظا على شعور ابنتها الغالية حتى لو كان ذلك على حساب حياتى وحينما رفضت الاستسلام إلى أمرها بحرمانى من نعمة الانجاب ، قررت أن تفسد علاقتى بزوجى، وللأسف نجحت بفعل أعمالها السفلية التى اشتهرت طوال عمرها بمعرفة أسرارها ورجالها". واستطردت:"ومن وقت أن دست حماتى عملها الأسود بين أغراضى، لم يعد يغادر الشجار والعراك بيتى ، وتحول زوجى إلى شخص حاد الطباع، غليظ القلب، وباتت يده تطالنى بسبب وبدون سبب، وأصبح يتفنن فى إلباسى ثوب الشيطان، ولم يعد يطيق النظر فى وجهى وحينما يرانى يسود وجهه وكأنه رأى جنى، وبات يقيم علاقات مع النساء، أنا أيضا صرت لا أطيق المكوث فى البيت، وقبل رحيلى منه بلا عودة، نشبت بينى وبينه مشاجرة كبرى بادلته فيها اللكمات والضربات لأول مرة ، ولم أعبأ بالجنين الذى أحمله فى أحشائى وهو كذلك.وأضافت:" وعلى اثرها تركت له البيت والطفلين وعدت إلى بيت أهلى وقبلى يذرف دما عليهما، وحررت ضده محضرووثقت فيه واقعة ضربه لى وما خلفه على جسدى من إصابات، وصدر حكم ضده بالسجن واستأنف على الحكم، حاول بعدها التصالح معى من أجل الأولاد فاشترطت عليه أن يوفر لى سكنا بعيدا عن بيت أهله، لكن والدته أبت واعتدت على بالضرب فى بيتى أثناء جلسة الصلح، فقررت أن أحصل على حقى منهم بالقانون وأقمت دعوى نفقة وطلاق للضرر بمحكمة الأسرة بعدما يأست من انصلاح الحال"وهكذا عاشت الشابة سلمى تجارب مؤلمة وغريبة عليها ما بين اقسام الشرطة والمحاكم ربما تنتهى بفصول مأساوية اخرى .