وصفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأنه "دبلوماسي مُحنك"، وذو خبرة واسعة، وقدير في عالم الدبلوماسية، وأطلق موقع "واللا" الإسرائيلى عليه لقب "الدبلوماسي الكبير"، إنه "حازم خيرت" السفير المصرى فى إسرائيل، والبالغ من العمر 58 عامًا، وينحدر من أسرة دبلوماسية عريقة، حيث ينتمى إليها السفير إسماعيل خيرت، شقيق زوجة وزير الخارجية، سامح شكري، والسفير إبراهيم خيرت، سفير مصر السابق في المكسيك، بالإضافة إلى السفراء عمر، وكريم خيرت اللذان يعملان في ديوان الخارجية. شغل "خيرت" منصب سفيرًا لمصر لدى سوريا، وشيلي، ثم مندوبًا لمصر لدى جامعة الدول العربية، ثم مساعدًا لوزير الخارجية لشئون السلكين الدبلوماسي، والقنصلي، خلفًا للسفير عمرو أبو العطا، الذي عين مندوبًا دائم لدي الأممالمتحدة في نيويورك، وتم تعيينه سفيرًا لمصر في إسرائيل في 21 يونيو 2015، بعد غياب ممثل للقاهرة في العاصمة الإسرائيلية منذ 2012، ويعد هو سفير مصر السادس لدى "تل أبيب" منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978، حيث عُين "خيرت" خلفًا ل"عاطف سالم"، السفير المصري السابق لدي تل أبيب الذى تم سحبه عام 2012 إثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ونتيجة تمتع "خيرت" بخبرة طويلة فى العمل الدبلوماسى، أشاد عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية آنذاك، بالدور الدبلوماسي له، ومشاركته الفاعلة في اجتماعات الجامعة العربية، وقدرته على إقامة شبكة مميزة من العلاقات الدبلوماسية، والإنسانية مع كل من حوله، وذلك خلال الحفل الذي أقامته جامعة الدول العربية لتوديعه. وبمجرد الإعلان عن تعيين "خيرت" سفيرًا لمصر لدي تل أبيب، حصد ردود فعل واسعة، بداية من اعتبار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قرار تعيينه بمثابة خطوة في اتجاه التقارب في العلاقات بين مصر وإسرائيل، كما نقل متحدث باسم الرئيس الإسرائيلي، في بيان نشره موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، عن الرئيس الإسرائيلي، ريؤفن ريبلين، قوله:"أرحب هنا في مقر الرئيس بسفراء من أنحاء العالم، لكن الأمر يتسم بخصوصية بالغة حين أرحب بسفراء من جيراننا المقربين والمهمين.. مصر هي أم الدنيا، وخاصة في منطقتنا تلعب دورًا بالغ الأهمية". كما انطلقت أفراح سياسية، وإعلامية في تل أبيب احتفالًا بتعيينه، حيث وصف موقع "ديبكا" الإسرائيلي المتخصص في الشئون الأمنية تعيين "حازم خيرت" سفيرًا لمصر في تل أبيب، بأنه دليل جديد على توطد العلاقات ، كما قالت صحيفة "جيروز اليم بوست" إن تعيين "خيرت" يأتي تتويجًا للتعاون الأمني القوي بين تل أبيب، بالإضافة إلى صحيفة "هآرتس" التى قالت إن إعادة السفير المصري (الجديد) لتل أبيب شاهد على العلاقات الآخذة في التوطد بين إسرائيل، ومصر. وفى أول خطاب ألقاه "خيرت" منذ استلامه مهام منصبه، في المؤتمر السنوى للأمن في مدينة هرتسليا (شمال تل أبيب)، أعلن عن أن فلسطين، وإسرائيل، بحاجة للتوصل إلى سلام دائم، منوهًا بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي حول هذا الشأن، مؤكدًا أن حل الدولتين هو الحل الوحيد لتحقيق السلام، ولا يوجد بدائل لذلك، وأن تجاهل تلك الحقيقة يُمكن أن يؤدي إلى تأجيج الأوضاع بين الجانبين. وكشف "خيرت" عن أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعث، بعد شهرين من توليه رئاسة مصر، رسالة ل"تل أبيب" مفادها أن "هناك فرصة للسلام" بين إسرائيل، والفلسطينيين، لتحقيق السلام. وأشار إلى أن غياب المفاوضات بين الجانبين بالوقت الحالي يُعيد الأحداث المأساوية في السنوات القليلة الماضية، ويزيد من التوتر في القدس، وتدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة، مؤكدًا أن مصر مازالت على استعداد للتدخل بين الجانبين، للتوصل إلى اتفاق سلام ممكن. وشدد السفير المصري على أن مصر تواصل جهودها لتهيئة المناخ الملائم، لتحقيق السلام مع جميع الأطراف، وتعزيز المبادرة العربية. وأكد أن الرئيس السيسي يدعم الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام، وأن مصر تُقدر دعم العالم حول هذا الموضوع، وأن مؤتمر السلام في باريس، في وقت سابق من هذا الشهر، يعتبر خطوة جديدة نحو السلام بين الإسرائيليين، والفلسطينيين. ولفت "خيرت" إلى التطورات في مجال أسلحة الدمار الشامل، مؤكدًا أنه ينبغي إخلاء منطقة الشرق الأوسط من هذه الأسلحة، كما يجب على جميع بلدان الشرق الأوسط القيام بذلك في أسرع وقت ممكن، مشددًا على أن مصر عازمة على مواصلة العمل لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.