التجار: النار التهمت بضائعنا وسيولتنا المالية والسجن ينتظرنا والتشرد مصير أبنائنا شاهد عيان: شاب صغير ألقى مادة حارقة على "فرشة" وخلال دقيقتين اشتعلت النيران فى الشارع كله أشرف: الحريق بدأ من أمام محل للأحذية وليس من فندق الأندلس بائع: ضابط المطافئ رفض إطفاء النار المشتعلة فى المخازن قبل الفندق وقال "ماعنديش أوامر" صالحين مختار: نطالب السيسي بالتدخل لحل أزمتنا قبل أن نُسجن وتُشرد أسرنا هاشم: الحكومة تتعامل معنا بمبدأ "اخبطوا راسكم فى الحيط" عبد الغفار: الماس الكهربائي بريء من حريق الغورية فتحي: بيوتنا "إتخربت" وعلينا مديونيات والنيران لم تفرق بين تاجر كبير وبائع صغير تشهد مصر في السنوات الأخيرة مجموعة من الطلاسم السياسية والاجتماعية والاقتصادية بل وعدد من الظواهر التى تعجز العقول عن تفسيرها، وجاءت سلسلة الحرائق التى شهدتها مصر خلال الأيام الماضية فى القاهرة وعدد من المحافظات لتضيف لغزاً آخر يحتاج لفك شفراته، وربما كان حريقا منطقة الرويعى بالعتبة والغورية بالموسكى مثار تساؤل لدى المصريين الذين باتت ألسنتهم تتناقل التساؤل الحتمى الذى فرضته هذه الحرائق هو.. من المستفيد؟! المؤشرات الأولية وكلام البائعين والتجار يشير إلى براءة الماس الكهربائى الذى عادة ما يتحمل مسئولية حرائق مصر ويؤكد أن هناك مستفيد من وراء حريقى الرويعى والعتبة لاسيما فى ظل ما يتردد حول وجود أطماع من جهات بعينها للاستيلاء على المنطقة واستثمارها سياحياً خاصة أنها تحوى عدداً كبيراً من الآثار الإسلامية. لمنطقة العتبة تاريخ كبير شاهد على عظمة تلك المنطقة وأهميتها الجغرافية، ويُروى أنه كان يوجد بيت يقال له "الثلاثة ولية" وكانت هناك سرايا العتبة لصاحبها الذي بناها الحاج محمد الدارة الشرايبى شاه بالأزبكية، وهو صاحب جامع الشرايبى بنفس المنطقة والذي يعرف باسم جامع البكرى، ثم تملك هذه الدار من بعده الأمير رضوان كتخدا الجلفى فجددها وبالغ في زخرفتها ثم اشتراها الأمير محمد بك أبو الدهب، الذي كان اليد اليمنى للمملوك الكبير على بك الكبير الذي، الذى استقل بمصر عن السلطنة العثمانية ثم غدر به تلميذه وقائد جيوشه أبو الدهب، وهو صاحب المسجد الكبير المجاور للجامع الأزهر. تزوج محمد بك أبو الدهب محظية رضوان كتخدا صاحب البيت أو السرايا ذات "العتبة الزرقاء" ثم انتقلت ملكية سرايا العتبة هذه إلى الأمير طاهر باشا الكبير الذي كان ينافس على بك الكبير على السلطة، ثم تملك السرايا قريبه الأمير طاهر باشا الذي ولاه محمد على نظارة الجمارك واستمرت السرايا بيد ورثته إلى أن اشتراها عباس باشا حلمي ثالث ولاة أسرة محمد على، فهدمها ووسعها وبناها من جديد وخصصها لإقامة والدته أرملة الأمير طوسون. واستمرت المنطقة على ما هى عليه حتى قرر الخديوي إسماعيل إعادة تخطيط منطقة الأزبكية وردم ما بقى من البركة مما ترتب عليه ضياع جزء كبير من السرايا بسبب هذا التنظيم وإن بقى منها القصر العظيم الذي أصبح مكانه المحكمة المختلفة خلف دار الأوبرا القديمة، وبجوار "صندوق الدين" الذي يشغله الآن مقر مديرية الصحة بالقاهرة بجوار مبنى البوسطة العمومية، وهو الحد الجنوبي الذي يفصل حي باب الشعرية عن حي الموسكي. ومع الوقت تحولت منطقة العتبة إلى مركز رئيسى لفن المسرح، وتحديداً فى شارعي كلوت بك والألفى، الذى يضم عدداً هائلاً من المسارح منها مسرح "نجيب الريحانى"، ومسرح "المتروبول سابقا"، والمسرح القومى. وبمرور الزمن، تحولت منطقة العتبة الأثرية التى كانت من أرقى المناطق الترفيهية فى مصر على الإطلاق لأكبر منطقة تجارية لكافة الأنشطة التجارية " من الإبرة للصاروخ" وصارت مقصداً لجميع التجار من مختلف محافظات الجمهورية، لكن كما هو الحال فى بلدنا دائما فإن الإهمال وسوء التنظيم وغياب التخطيط والعشوائية بات عنوانا كبيراً لأغلب المشاهد المأساوية التى نعيشها. وفى الأيام الماضية ضربت الحرائق عدداً من المحافظات لكن الحادث الأضخم كان حريق منطقتى الرويعى بالعتبة والغورية بالموسكى، نظرا لما تمثله تلك المناطق من أهمية تجارية كبرى فى شريان الاقتصاد المصرى الذى ما إن يبدأ فى التعافي حتى تأتى النيران لتلتهمه. يكاد يكون هناك اتفاق عام بين تجار منطقتى الرويعي والغورية بل والمصريين جميعاً على أن حوادث الحريق التي شهدتها المنطقتان على وجه الخصوص يومي 8 و9 و 11 وقعت بفعل فاعل، خاصةً أن المقر المركزي للمطافئ يقع في ميدان العتبة، فقد رأى الكثير أنه من غير المعقول أن تكون كل تلك الحرائق وبهذا الحجم مصادفة، ولكن جاء الاختلاف حول من يقف وراء تلك الحوادث. اللافت للنظر في حريقي سوقي الرويعي والغورية بوسط القاهرة، أنهما جاءا بعد أشهر قليلة من حريق حارة اليهود، وهو الضلع الثالث والأهم في أسواق منطقة العتبة، خاصة أنه عقب حريق حارة اليهود أعلن المسئولون فى الدولة وضع خطة لإخلاء منطقة الرويعي بالعتبة من الأنشطة التجارية؛ بزعم حل أزمة المرور وحفاظاً على الأرواح نظرا لصعوبة وصول سيارات الدفاع المدنى للحوارى والأزقة الضيقة التى تندلع بها الحرائق، وكانت هناك عدد من المحاولات من جانب محافظة القاهرة لإخلاء المنطقة من الباعة الجائلين وإزالة التعديات لكن دون جدوى. بعد تعدد الحرائق مؤخرا فى تلك المنطقة التجارية الحيوية التى تتحكم فى حوالى ثلث الاقتصاد التجاري فى مصر، فرض تساؤل نفسه.. من يريد حرق أسواق العتبة؟.. وبين آثار الحريق المدمر الذى طال منطقتى الرويعى والغورية والذى تقدر خسائره حتى الآن بحوالي 100 مليون جنيه، و3 حالات وفيات، تجولت " الموجز" بين رائحة المنسوجات والأقمشة المحترقة بعد أن أتت الحرائق على عدد كبير من المحال التجارية فى منطقة الغورية وتوحد لونها جميعا باللون الأسود، فلم تفرق النيران بين تاجر كبير أو بائع صغير. فعل فاعل من بين التجار الذين أتت النيران على محلاتهم عبد الغنى فتحى، تاجر أقمشة فى منطقة الغورية، الذي أكد أن اندلاع الحريق ليس بسبب ماس كهربائي كما يشيع البعض، ولكنه بفعل فاعل، وروى لنا قائلاً "اتصل بى أحد التجار حوالى الساعة الثانية عشرة مساءً وأبلغنى أن هناك حريق فى السوق، فذهبت مسرعا إلى هناك لكنى وجدت النيران قد التهمت السوق بالكامل ولم يعد هناك شئ متبقى وكأنى فى كابوس وخسرت تجارتى التى تبلغ 200 ألف جنيه، بخلاف السيولة النقدية التى كانت داخل المحلات فضلا عن حريق المحال ذاتها. وأشار إلى أن عربات المطافئ لم تتأخر وجاءت بعد حوالي 20 دقيقة من نشوب الحريق، إلا أن عدم وجود حنفية مياه حريق فى السوق تسبب فى تأخر عمليات الإطفاء واضطرت سيارات المطافئ لتوصيل خراطيم المياه من سيارات لأخرى لمحاولة السيطرة على الحريق لكن أمر الله نفذ. والتقط الحاج ممدوح عبد الراضى، صاحب محل أقمشة خيط الحديث، قائلا "بدأ الحريق عندما شاهد أحد التجار الذى كان يقوم بأعمال صيانة لمحله، نيران تتصاعد من أحد أثواب الأقمشة فى أول السوق بجوار كشك شاى مغلق، وحاول أن يطفئها بالماء وطفاية الحريق إلا أن النيران كانت تتزايد بشكل مخيف ولم يفلح معها لا الماء ولا طفاية الحريق وانتشرت فى جميع المحال بصورة غريبة فى أقل من ربع ساعة والتهمت 17 محل وأكثر من 20 " فرشة أقمشة" فى أقل من نصف ساعة. وتابع قائلا "جميعنا هنا فى السوق من محافظة أسيوط وتربطنا صلة قرابة ونسب ولا يوجد بيننا خلافات لنقول أن أحدا منا له يد فى الحريق ". وقال الحاج عبد الغفار سعيد، صاحب محل كبير لبيع الأقمشة إن جميع المحال وقت اندلاع الحريق كانت مغلقة بعد أن غادر جميع التجار لمنازلهم، وعندما وصلت للسوق كانت النيران أكلت كل شئ. وتابع "لا يوجد فى الشارع صندوق كهرباء عمومي والأنوار لم تنطفئ عند اندلاع الحريق لنقول أنه ماس كهربائى، فضلا عن أن النيران كانت تبدأ من أسفل أتواب القماش وليس من أعلى حتى نقول أن ماس كهربائى اندلع فى الأسلاك وتساقطت الشظايا على البضائع فاشتعلت" مشيرا إلى أنه "هناك من وضع مادة شديدة الاشتعال أسفل البضائع، حيث كانت النيران تزداد كلما حاولنا إطفائها حتى أن الحديد ساح ورخام اللافتات وبلاط الأرضيات فككته الحرائق. العناية الإلهية وأوضح خالد الجمال، تاجر أقمشة، أنه لولا العناية الإلهية لكانت النيران كانت امتدت لأعلى المحلات والتهمت مخازن الأقمشة هى الأخرى، مشيراً إلى أن وجود صاج حديدى فوق المحال منع تصاعد النيران لأعلى وإلا كانت أصبحت الكارثة مضافة لما نحن فيه الآن، فجميعنا لديه مخازن فى نفس العقار لتخزين بضائعنا. وأكد أنه لا يوجد تاجر واحد فى سوق الغورية لديه وثيقة تأمين على البضائع، كما أن البضائع جميعها بنظام الأجل.. مضيفاً "لم يسأل فينا أحد من مجلس النواب فى الدرب الأحمر أو منطقة الجمالية". وقال الحاج أمين حشمت، "رئيس الوزراء جاء وشاهد ما نحن فيه ووعد بحل أزمتنا وصرف تعويضات مناسبة لنا، لكن نسب الخسارة متفاوتة ولا يمكن تقديرها حاليا وهناك سيولة نقدية أكلتها النيران داخل كل محل، ونحن جميعا علينا استحقاقات مالية وديون لابد أن تدفع فى ميعادها وأقرب استحقاق فى 15 و30 مايو الجارى، وبيوتنا خُربت. شبه دولة وفى ثورة عارمة وبغضب كبير صرخ الحاج بهاء هاشم، أحد أكبر المتضررين من الحريق قائلا " كل الفلوس والبضاعة والشيكات والكمبيالات أكلتها النيران وخسارتى تعدت 2 مليون جنيه، وعندى استحقاق للبنك يوم 15 مايو". وتابع: لم يتواصل معنا أحد من أعضاء مجلس النواب وحتى لو تواصلوا ماذا سيقدمون، الحكومة فاشلة فى حل أى أزمة، وماذا قدموا لغيرنا وتتبع نظرية "أخبطوا راسكم فى الحيط"، وكما قال الرئيس السيسى نحن فى شبه دولة. وأكد الحاج صالحين مختار، أحد أكبر التجار فى سوق الغورية، أن أعضاء مجلس النواب عن دائرة الدرب الأحمر والتى يتبعها حى الموسكى لم يتواصلوا مع أحد من التجار مشيراً إلى أن عضو المجلس هانى مرجان عن دائرة الموسكى هو الوحيد الذى تواصل معهم وعرض عليهم الذهاب للمجلس وعرض مشكلتهم وقال" النيران أكلت 30 ألف جنيه أموال سائلة كانت داخل المحل بخلاف البضائع التى وصلت قيمتها لحوالى مليون جنيه، وأناشد السيد الرئيس السيسي بسرعة حل الأزمة حتى لا نسجن وتتشرد عائلاتنا ". كارثة وعلى الجانب الأخر كانت الخسارة الفادحة والصورة المرعبة التى لا يمكن أن يتصورها عقل فى سوق الرويعى، وتحديدا شارع يوسف نجيب، ذلك السوق الذى أشتهر بتعدد أنواع التجارة به والذى كان مقصدا لتجارة الحدايد والبويات والمصنوعات الجلدية والملابس والأجهزة الكهربائية المختلفة، فبمجرد أن تلقى نظرة على حجم الكارثة به لا يمكن أن تقدر حجم الخسارة المادية لهذا السوق، والذى استمرت النيران فيه مشتعلة لمدة يومين متتاليين، ما أن تطفئ قوات الدفاع المدنى النيران حتى تندلع مرة أخرى نظرا لوجود عدد كبير من مخازن البويات والمواد الكميائية فضلا عن مخازن الملابس، فلم يعد هناك ملامح واضحة للمحلات التجارية التى تفحمت جميعا وأصبحت جميع المبانى بالشارع مهددة بالسقوط فى أى لحظة. وأكد شهود العيان ل"الموجز"، أن النيران لم تبدأ من فندق أطلس كما أشيع، بينما الحقيقة أنها بدأت من أمام أحد محال الأحذية، واللافت للنظر هنا أن الحادث وقع يوم الأحد وهو يوم إجازة رسمية لجميع التجار وأصحاب المحلات التجارية والباعة الجائلين. وروى أحد سكان الشارع قائلا " كنت أقف يوم الأحد الماضى فى بلكونة منزلى وشاهدت شاب صغير يرتدى فانلة خضراء يقوم بإلقاء شئ على "فرشة" أمام محل الأحذية وفى غفلة من الزمن بدأت النيران تشتعل فى هذه الفرشة دون أن يقترب منها أحد وتسارعت النيران وكأنها أمواج، وفى غضون دقيقتين كان شارع يوسف نجيب مشتعل بالكامل،لأن الشارع به مخازن كبيرة للمفروشات والستائر والبويات، وعندما اتصلت بشرطة النجدة لإبلاغها، كانت النيران قد اشتعلت فى جميع المحلات وامتدت لتصل لجميع المخازن وكذلك فندق أطلس الذى يقع على ناصية الشارع طلعت ". وقال أشرف، أحد الباعة الجائلين، الذي كان يمتلك فرشة لبيع الحقائب، بصوت مختنق: كان هناك حريق محدود يوم شم النسيم فى محل صيدناوى بسبب ماس كهربائى، واستطعنا نحن الباعة الجائلين السيطرة عليه، ومن وقتها قامت الحكومة بفصل التيار الكهربائى عن المنطقة بالكامل ولم تعد مرة أخرى للشارع حتى أننا كبائعين كنا ننهى أعمالنا فى الشارع بعد أذان المغرب مباشرة نظرا لعدم وجود كهرباء، ويوم الأحد أجازة عند تجار العتبة بالكامل إذا لا يوجد كهرباء فى الشارع لنقول أنه هناك ماس كهربائى، والحريق وقع يوم الأحد الساعة 12 مساءً ولم يكن هناك لا باعة جائلين ولا محلات ولا تجار، فضلا عن أن النيران اندلعت من أمام أحد محلات الأحذية، وليس كما تخيل البعض أنها بدأت من الفندق لكن المخازن والعمارات والفندق اشتعلوا من أعلى وليس من أسفل. وتابع قائلا " لن نقول أن الحكومة هى السبب فى الحريق من أجل إجبارنا على الإخلاء ونقلنا لأسواق أخرى ولن نقول أن الإخوان هم السبب لكن هى بفعل فاعل ونريد أحد المسئولين أن يقول لنا ما هو السبب فى الحريق. ولفت إلى أن هناك حريق اندلع فى أحد السنترالات الكائنة فى شارع العتبة المواجه لمكان الحريق منذ حوالي أسبوعين ثم تبعه حريق محل صيدناوى وتلاه حريق الرويعى ثم الغورية وتابع قائلا " هناك من يحاول أن يقضى علينا ويحاربنا فى رزقنا وقوتنا لكننا لن نترك أماكننا ولن نرحل لمكان آخر وجميعنا عليه ديون وكمبيالات واجبة السداد ونريد أن نعرف من المتسبب فى قطع أرزاقنا". وأكد أحد الباعة الجائلين، أن سيارات الإطفاء وقوات الدفاع المدنى جاءت متأخرة ما لا يقل عن ساعتين رغم أنها تتواجد فى ميدان العتبة أى لا تبعد عن مكان الحريق سوى بضع دقائق، ولفت إلى أن سيارات الإطفاء لم تكن بها مياه للإطفاء وقال " طالبنا ضابط المطافى بالتدخل لإطفاء حريق المخازن قبل الفندق فرفض وقال ليس لدى أوامر" وتابع قائلا "جميع البائعين هنا يدفعون أقساط يومية لتجار الجملة وقبل يوم وقفة العيد يجب علينا سداد المبلغ بالكامل، والجميع موقع على كمبيالات ولم يعد لدينا مصدر رزق لدفع ما علينا" وطالب بسرعة تمكينهم من عودتهم مرة أخرى لتجارتهم قائلا " الأمن مستحوذ على المكان ويمنعنا من عودتنا مرة أخرى ونحن نريد أن نعمل من أجل تسديد ديوننا". وبحزن شديد تساءل عادل جاد، صاحب أحد المحلات الكبرى لبيع الحدايد والبويات.. لماذا تشتعل الحرائق الساعة 12 مساءً؟ مضيفاً "خسارتى تعدت 5 ملايين جنيه وشاهدت بعينى أموالى وبضائعي وهى تحترق ومنا من سقط مغشياً عليه وأصيب بجلطة فى القلب ويرقد حاليا بين الحياة والموت ومنا من أصيب بالسكتة القلبية فالخسائر بالمليارات ". وبنظرة انكسار قال مرسى عبد الله، صاحب أحد مخازن المصنوعات الجلدية " ضاعت بضاعتى بالكامل وتوفى أخى الذى حاول أن ينقذ أى شئ منها فعندما علم بالتليفون باندلاع الحريق ذهب مسرعا إلى المخزن لكن النيران التهمته كما التهمت كل شئ ولن نأخذ سوى 5 الاف جنيه من وزارة التضامن، يعنى موت وخراب ديار". وبغضب شديد صرخ الحاج رضا قائلا " نحن باعة جائلين كل منا يمتلك فرشة عليها بضائع لا تقل عن 30 ألف جنيه فضلا عن أنه يعمل عليها مالا يقل عن 15 فرد ما يعنى 15 أسرة، ووقت الثورة قمنا بحماية قسم الموسكى خوفاً من أن يحرقه البلطجية، ولم يحاول أحد من مسئولى الدولة التكلم معنا ولم يتكلم عنا سوى نائب مجلس نواب من محافظة السويس بينما نائب الجمالية لم يحاول حتى الإتصال بنا أو ذكرنا فى مجلس النواب، ولنا أكثر من 20 سنة هنا. وأضاف.. لدينا أسر وعائلات وعلينا التزامات يومية وديون ولدينا أولاد فى مراحل التعليم المختلفة نقوم بتعليمهم حتى لا يكونوا باعة جائلين مثلنا، فمهنة البائع المتجول الآن أصبحت عار. وتابع: لا نريد من الدولة شئ فقط نطالب المسئولين بالنظر للبائع المتجول أنه إنسان لديه أسرة ومسؤوليات ولسنا تجار مخدرات أو بلطجية وكل ما نطلبه من الحكومة هو عودتنا مرة ثانية لمصدر رزقنا ولا نحمل الدولة أى عبئ والموت أهون علينا من أن نقف عاجزين عن إطعام أسرنا والدولة بتجبرنا أن نسرق أو نتسول أو نتاجر بالمخدرات، وتساءل.. أين نذهب وكل بضاعتنا اتحرقت؟ لماذا يجبرونا على أن نسلك الطريق الخطأ؟ ومن جانبه قال اللواء محمد أيمن، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، إن خسائر المتضررين في حريق الرويعي بمنطقة العتبة، تصل إلى 40 مليون جنيه، منوهًا إلى أن الحد الأقصى لتعويض المتضررين 5 آلاف جنيه. وأكد أن هناك مخالفون كثيرون من الباعة الجائلين في منطقة العتبة، وهم من تسببوا في ازدياد اشتعال الحريق نتيجة للتوصيلات الكهربائية المخالفة". وأضاف نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، أن طبيعة منطقة الرويعي كمركز تجاري للقاهرة الكبرى وتكدس البائعين سبب في انتشار الحريق بسرعة، مؤكدًا أنه تم تشكيل لجنة هندسية لمتابعة العقارات المتضررة من الحريق، وسيتم تعويضهم. وأضاف، إنهم يدرسون إخلاء هذه المنطقة من الباعة والأنشطة التجارية الموجودة فيها إلى مكان آخر أوسع؛ حتى يتحقق الأمن والسيولة المرورية لوسط البلد.