"حرب الحريم" تشعل انتخابات الرئاسة الأمريكية

حرب شرسة يواجهها دونالد ترامب المرشح الجمهورى فى سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية، جراء تصريحاته النارية الأخيرة بحق مرشحة الحزب الديموقراطي، هيلاري كلينتون، التي اتهمها فيها باستغلال "ورقة المرأة"، بحسب ما ترى آن جياران، مراسلة الشؤون الوطنية، وزميلتها كاتي سيزيما، محررة السياسات القومية، في صحيفة "واشنطن بوست".
وتقول المحررتان بأنه فيما احتفل ترامب ليلة الثلاثاء بفوزه في الانتخابات التمهيدية في خمس ولايات، فقد سخر من مؤهلات المرشحة الديموقراطية الأولى، قائلاً بأنها ستكون رئيسة سيئة تفتقر" للقوة". ويبدو أن تلك التعليقات تمثل تلخيصاً لاستراتيجية انتخابية تهدف لمهاجمة كلينتون بسبب احتمال أن تصبح أول رئيسة لأمريكا.
وفي مؤتمر صحفي عقد في "برج ترامب"، أضاف ترامب: "أقولها بصراحة، لو كانت هيلاري رجلاً، لما حصلت على 5% من الأصوات. وهي لا تملك سوى استغلال "ورقة المرأة". ومن المستحسن أن النساء لا يحبونها".
وترى كاتبتا التقرير أن ذلك التوسع الملحوظ في ادعاءات ترامب بعدم أهلية كلنتون للرئاسة، دفع زوجة حاكم نيو جيرسي، كريس كريستي، والتي كانت تقف خلف ترامب، وأمام عدسات الكاميرا، لإبداء اشمئزازها الشديد مما سمعته.
وقد كشف ذلك أيضاً عن كيفية تعامل الأمريكيين مع أول انتخابات رئاسية تجرى بين رجل وامرأة، فما كان سابقاً معنى ضمني، وعنصرية جنسية في الحياة الأمريكية، ومراعاة ما هو مقبول أو مرفوض قوله عند التفكير باحتمال أن تصبح امرأة قائدة عامة للجيش الأمريكي، بات اليوم يشكل جزءاً كاملاً من النقاش السياسي.
في ذات السياق، قال ديفيد بروك، رئيس لجنة العمل السياسي، وتصحيح المسار في حملة كلينتون: "تنشب اليوم معركة خاصة بجميع الأعمار. لدينا اليوم أول مرشحة للرئاسة، وهي تتبنى الطبيعة التاريخية لترشيحها. وعلى الطرف المقابل لدينا ترامب، بما يمثله من تركيبة اجتماعية رجعية، وعنصرية جنسية، وكل ذلك يصب في مصلحة كلينتون".
وتلفت جياران وسيزيما لدهشة أصابت حلفاء كلينتون والقائمين على حملتها للتصريحات غير الذكية التي وردت على لسان ترامب، والتي جاءت على نقيض الخطاب الرزين الذي عرف عن أوباما أثناء حملته التاريخية قبل ثماني سنوات.
ولكن معظم حلفاء كلينتون ينظرون إلى التصعيد الأخير في الحرب بين الجنسين في انتخابات العام الجاري كنقطة مقارنة مفيدة تستطيع كلينتون الاستعانة بها لإظهار كيف يحتمل أن يتصرف الرئيس المقبل.
ويوم أمس الخميس صدر عن حملة كلينتون بيان بأن "تصريحات ترامب قد تشعل عناوين الأخبار، ولكنها ليست نكات. تستطيع هيلاري التعامل مع تلك الهجمات، ويجب أن تدرك ملايين النساء هذه الحقيقة".
وفي مسعى لتأكيد أهمية أصوات النساء، وضعف مكانة ترامب بينهن، أعلن منافسه على ترشيح الحزب الجمهوري، تيد كروز، عن اختياره لكارلي فيورينا نائبة له، وقد انتقد كل من كروز وفيورينا ترامب وخطابه.
ولكن في لقاء تلفزيوني أخير، شجب ترامب أولئك النقاد ممن وصفوا ملاحظاته بأنها تنطوي على عنصرية جنسية.
وقال ترامب عبر برنامج "غود مورنينيغ أمريكا" على شاشة أي بي سي: "ما قلته ليس عنصرية جنسية، بل هو واقع حقيقي. لو كانت رجلاً، لما حصلت على 5%. إنها مرشحة سيئة، وضعيفة. ولن تتقدم في الانتخابات. وأنا أتطلع ليوم للانتخابات لكي أثبت صحة توقعاتي".