قالت صحيفة نيويورك تايمس الأمريكية, إن السعودية تبدى انزعاجاً من سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الشرق الأوسط، ويشعر زعماؤها بأنه لم يلتزم القواعد التي حكمت التحالف الأمريكي-السعودي طوال عقود والتي قامت على توفير الولاياتالمتحدة الضمانات الأمنية لدول الخليج في مقابل النفط والتأييد السعودي للزعامة الأمريكية في المنطقة. وفي رأي السعوديين، فإن أوباما خان مصالهم، غالباً لصالح إيران، عدوهم. لذا، وبعدما خصلوا إلى أن أمريكا لم تعد حليفاً يمكن الوثوق به، قرروا التحرك لوحدهم كقوة إقليمية مع تعزيز اقتصادهم المحلي. وكان الاستياء السعودي واضحاً الأسبوع الماضي عندما استقبل الرئيس الأمريكي حاكم الرياض، لا الملك سلمان بن عبد العزيز، في ازدراء نادر لرئيس أمريكي. ومع انتهاء الزيارة، أكد مسؤولون أمريكيون أن الاجتماع "نقّى الأجواء"، إلا أن بوادر الخلاف التي تعود إلى ما قبل ولاية أوباما كانت واضحة. ويذكر كاتبا المقال برنار هايكل، وهو بروفسور في دراسات الشرق الأدنى في جامعة برنستون وستيفن هرتوج البروفسور المساعد في كلية الإقتصاد في لندن بأن العلاقات بين الرياضوواشنطن مضطربة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001. وتزامنت زيارة أوباما مع السجال في شأن مشروع قانون يتيح لعائلات ضحايا تلك الهجمات ملاحقة الحكومة السعودية، وهو ما ذكّر بالتوترات القديمة بين الجانبين. ويرى الكاتبان أن شعور السعوديين بأن إدارة أوباما أضعفت الحلف بين الجانبين حقيقية. فالسعوديون صعقوا عندما سحبت أمريكا قواتها من العراق عام 2010 وتركت نوري المالكي المقرب من إيران في رئاسة الوزراء، الأمر الذي وضع سنة العراق في رأيهم تحت رحمة طائفية المالكي، وساهم في شكل غير مباشر في صعود تنظيم داعش. أما الضربة الأخيرة فجاءت مع توقيع الإتفاق النووي بين الغرب وطهران عام 2015. فمع أن الاتفاق يجمد البرنامج النووي الإيراني في مقابل رفع العقوبات الإقصادية عن طهران، يلفت الكاتبان إلى أنه لا يضع أي قيود على مشاريع إيران لتوسيع نفوذها، إما مباشرة وإما عبر وكلاء، في المنطقة من لبنان وسوريا إلى العراق واليمن. وفيما دأب أوباما على استخدام القوة على نحو انتقاني، زاد السعوديون تدخلاتهم العسكرية، فدعموا الجماعات المعارضة للنظام السوري وأطلقوا غارات جوية ضد الحوثيين في اليمن.إلى ذلك، قطعت الرياض علاقاتها الديبلوماسية مع طهران في يناير (كانون الثاني) رداً على إحراق سفارتها في طهران بعد إعدام رجل الدين الشيعي الشيخ نمر النمر. ويقول الكاتبان إن السعوديين يحتاجون إلى التحالف مع أمريكا لأسباب إقتصادية وأمنية أيضاً، موضحين أن الرياض تحتاج إلى زيادة الاستثمارات الأجنبية لتمويل برنامج الإصلاحات والعجز المالي المتزايد. ولا شك فإن إشارة واضحة إلى أن الولاياتالمتحدة ستواصل تعاونها الأمني مع الرياض، تبدد قلق المستثمرين.ب وعلى رغم التوترات الظاهرة، يلفت الكاتبان إلى أن الملك سلمان وولي ولي العهد الأمير محمد يميلان إلى أمريكا.ومن شأن عدم تعامل واشنطن مع هذا الأمر أن يضيع منها فرصة مهمة. ويخلص الكاتبان إلى أنه أياً تكن مشاعر الإستياء بين الجانبين، فإنه ليس لدى أي منهما بديل واقعي عن الآخر.