وصفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية, الوثائق المسرّبة المرتبطة بشركة موساك فونسيكا والتي أقلقت العديد من الزعماء حول العالم. ب "الأضخم " على مدار التاريخ , وبحسب المقال الذى كتبه الصحفى ديفيد فرانسيس, فالوثائق التي تخطّى عددها 11.5 مليون مستند، تشمل 140 سياسياً في أكثر من 50 دولة ومن بينهم 12 رئيساً حالياً أو سابقاً تعاملوا مع تلك الشركة الواقعة في بنما. وتتناول ل الوثائق أكثر من 214000 شركة خارجية في أكثر من 200 دولة وتغطي الفترة الزمنية التي تبدأ في سبعينيات القرن الماضي وتنتهي في ديسمبر من السنة الماضية. وأجرى الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين المؤلف من أكثر من 100 مطبوعة منتشرة في 80 دولة تقريباً، تحقيقاً لمدة سنة في ما يعتبر أكبر تسريبات في التاريخ. عُرفت بنما طويلاً كملاذ آمن للأموال الناتجة عن تجارة المخدرات، التي تُستثمر بقوة في قطاع العقارات. لكن الوثائق المسربة أظهرت أنّ شركة موساك فونسيكا ساعدت أشخاصاً أثرياء حول العالم في إيجاد حسابات خارجية يمكن لها أن تستخدم في تبييض الأموال. ومن الناحية التقنية، ليست الملاذات الضريبيّة غير شرعية، لكنها تثير الامتعاض في الدول التي تمارس فيها هذه الشركات أعمالها، إذ تريد الحكومات حصتها العادلة من الضرائب. ويفترض بالعديد من الأشخاص الذين ذُكرت أسماؤهم في الوثائق أن يردّوا على ما جاء في التسريبات التي عرّضت فعلاً رئيس وزراء إيسلندا سيجموندور ديفيد جونلوجسون لخطر خسارة منصبه، إذ إنه يواجه تصويتاً لسحب الثقة منه بسبب الإدعاءات الواردة في الوثائق، عن كونه خبّأ عمداً حصصاً في البنوك الإيسلندية في حسابات خارجية. وعندما سئل عن الأمر في مقابلة، خرج منها. ومع أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متورّط بحسب الوثائق المسرّبة، فان اسمه لا يظهر في السجلّات التي تضمنت أسماء بعض من الأقوياء المقربين منه، وبينهم اسم الموسيقي سيرجي رولدوجين الذي عرّف بوتين إلى زوجته وكان عراب ابنته ماريا. وأظهرت الأوراق أنّ رولدوجين كسب الملايين من صفقات يصعب توقيعها من دون معرفة بوتين. ويوم الإثنين، قال الناطق باسم بوتين ديمتري بيسكوف لوكالة إنترفاكس الروسية أنّه كان من "البديهي" أن تهدف هذه الوثائق إلى تحجيم أهمية الرئيس الروسي قبيل الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في سبتمبر. وأشارت الوثائق إلى أنّ حوالي ملياري دولار أرسلت بالسر عبر مصارف وشركات وهمية مرتبطة بدائرة بوتين المقرّبة منه. فبحسب المستندات، شكل بنك روسيا الذي يخضع للعقوبات الأمريكية والمصنف على أنّه مصرف سياسيين روس ذوي مناصب عليا، مفتاحاً لبناء شبكة من الشركات الخارجية لشخصيات روسيّة ثريّة. ويرتبط الرئيس السوري بشار الأسد بأوراق بنما عبر قريبيه رامي وحافظ مخلوف. فالأخوان هما حارسا صناعات النفط والاتصالات، وفي فترة معينة، كان على أي شركة خارجيّة أرادت ممارسة الأعمال التجارية في سوريا أن تمرّ عبرهما. ولكن لا الأسد ولا الأخوان مخلوف علّقا على الموضوع. وورد أيضاً اسم الرئيس الجديد للأرجنتين ماوريسيو ماكري، إذ لم يعلن أنّ له مصلحة في شركة فليج المحدودة المسؤوليّة حين كان مديراً مع أخيه وأبيه سنة 1998، عندما تمّ دمجها في البهاماس وحتى سنة 2009 حين تمّ حلّها. وقال الناطق باسمه إنّه لم يكشف عن منصبه لأنّه لم يملك إستثماراً ماليّاً في الشركة. ويواجه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو أيضاً أسئلة عليه الإجابة عنها. فوفقاً للمستندات، هو متهم بأنّه أصبح المساهم الوحيد في الشركة التي أنشئت في الجزر العذراء البريطانية حين ذهبت القوات الروسية للقتال الى جانب الإنفصاليين في أغسطس 2014. وهنالك الآن دعوات لمحاكمته. ووردت أيضاً أسماء مسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا، بينهم ثلاثة متهمون من قبل وزارة العدل الأمريكية في تحقيقها المستمر في الفساد داخل المنظمة، تعاملوا مع الشركة. والمفارقة أن لا مسؤولين رسميين أمريكيّين وردت أسماؤهم في التسريبات، علماً أنّ ولايتي نيفادا ووايومينج ذُكرتا كملاذ آمن لعملاء موساك فونسيكا.