احتشد الآلاف من الإندونيسيين صباح اليوم الخميس في استقبال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال زيارته والوفد المرافق له إلى جامعة دار السلام كونتور بمدينة ماديون في محافظة جاوة الشرقية. وامتدت الحشود لبضعة كيلو مترات حيث اصطف الرجال والنساء والشباب والأطفال لاستقبال فضيلة الإمام الأكبر، فيما احتشد أساتذة وطلاب وخريجو الجامعة للترحيب بفضيليته حيث لوح الطلاب الذين اصطفوا على جانبي الطريق بالإعلام المصرية والإندونيسية مرددين الأناشيد احتفاء بقدوم الإمام. كما اكتظت قاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة بالطلاب والخريجين الذين احتشد المئات منهم خارج القاعة للاستماع إلى كلمة فضيلة الإمام الأكبر، إضافة إلى أساتذة وعمداء الكليات بحضور عدد من المسئولين الإندونيسيين في مقدمتهم السيد لقمان سيف الدين، وزير الدولة للشئون الدينية، ومستشار الرئيس الإندونيسي، وعدد من القيادات الفكرية والعلمية. وأعرب "الطيب" عن شكره وتقديره للشعب الإندونيسي ولطلاب وطالبات معهد وجامعة دار السلام كونتور والقائمين عليهما على الاستقبال الحافل الذي قوبل به فضيلته والوفد المرافق له من الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين. وأبدى سعادته البالغة بطلاب وطالبات المعهد والجامعة، مشيدا بالمظهر الرائع للطلاب والطالبات الذي احتشدوا جميعا لاستقبال فضيلته والوفد المرافق له رافعين أعلام جمهورية مصر العربية والإندونيسية، إضافة إلى تفاعل جميع الحضور في قاعة الاحتفالات التابعة للجامعة بشدة مع النشيد الوطني المصري حتى ذرفت عينا فضيلته من الدمع لهذا الحب والإخلاص من قبل الشعب الإندونيسي تجاه مصر والأزهر الشريف، مما يؤكد على عمق علاقات الاخوة بين الشعبين المصري والإندونيسي. وأوضح أنه سبق وأن زار مقر معهد وجامعة دار السلام كونتور عندما كان رئيسا لجامعة الأزهر ورأى ما يسره من طلبة العلم، كما عرض القائمين علي المعهد في ذلك الوقت المناهج القويمة التي تخرج الطالب المسلم الملتزم بعقيدته السليمة المبرأة من الغلو والتطرف والمتسمة دائما بالوسطية والاعتدال . كما طالب الطلبة والطالبات بضرورة التمسك بمنهج أهل السنة والجماعة الذي فيه العصمة والنجاة، محذرا إياهم من الوقوع في فتنة التكفير، موضحا أن الخلافات بين المذاهب الأربعة مقبولة ولا ينبغي أن يقصي أحدها الآخر . وتابع فضيلته أن الدعوة إلى الله عز وجل تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أن الجدال يكون بالتي هي أحسن، فلا ينبغي اللجوء إلى التكفير والإقصاء، فأنتم رسل الوسطية والسلام ويجب أن يكون خطابكم الوسطي هو الدواء الشافي لكافة الأمراض الفكرية المنتشرة في عالمنا المعاصر. وفي ختام كلمته، أعلن الإمام عن منح طلبة وطالبات معهد وجامعة دار السلام 50 منحة دراسية للدراسة في الأزهر الشريف تكون مناصفة بين الطلاب والطالبات، وذلك بالإضافة إلى 50 منحة كان قد تم الإعلان عنها مسبقا للطلاب الإندونيسيين بشكل عام، داعيا إلى ضرورة تعميق التعاون بين الأزهر الشريف ومعهد وجامعة دار السلام. وكان الإمام الأكبر، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، قد وصل صباح اليوم الخميس على متن طائرة رئاسية خاصة إلى مدينة ماديون لزيارة معهد وجامعة دار السلام كونتور.