أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أننا جميعا في سفينة واحدة ضد سرطان التطرف والإرهاب ولن ننجح في تحقيق أي تقدم ملموس في هذا الملف الخطير إلا تحمل كل طرف مسؤوليته بجدية. وقال في الجلسة الرئيسية لمنتدى دافوس مع الإعلامية كريتسين أمانبور التي أدارت الحوار أنه لابد من البحث عن الجذور الحقيقية لمشكلة الإرهاب مشددًا أن مصدر التبرير المزعوم لكثير من مظاهر التطرف والعنف في العالم ليس مرده إلى تعاليم الأديان ولكن لمجموعة معقدة من العوامل نحتاج لفهمها جيدًا بشكل معمق حتى نعالج هذه الظواهر التي تهدد العالم أجمع. وأضاف أنه لابد من تبني استراتيجية الحل الشامل والنظر إلى الأسباب الاجتماعية والاقتصادية مشددا أن الجميع يعلم أن الجهود الأمنية وحدها لا تكفي في القضاء على الإرهاب واستئصال جذوره بالكلية. كما لفت إلى ضرورة التعامل مع الشباب وفتح قنوات حوار مفتوح معهم على صفحات التواصل الاجتماعي لتحصينهم من الأفكار المتطرفة وبث الأفكار الصحيحة لتعاليم الدين الإسلامي. وقال: دار الإفتاء استشعرت خطر فتاوى الإرهاب وقامت بحزمة من الإجراءات لمواجهة الآلية الدعائية للتنظيمات الإرهابية ومن ضمنها داعش، وذلك من خلال إقامة مرصد لمتابعة الفتاوي التكفيرية والمتشددة، والرد على هذه الفتاوى وتفنيدها من خلال منهج علمي رصين، وإقامة مركز تدريبي متخصص حول سبل تناول ومعالجة الفتاوى المتشددة، وإطلاق صفحة إلكترونية بعنوان "داعش تحت المجهر" باللغتين العربية والإنجليزية لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تسوقها التنظيمات الإرهابية، وإطلاق مجلة إلكترونية "بصيرة" باللغتين العربية والإنجليزية لنشر الإسلام الوسطي المعتدل، وترجمة أكثر من 1000 فتوى باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية نسبة كبيرة منها متعلقة بتفنيد مزاعم التيارات المتطرفة وما تسوقه من مفاهيم وتصدره من فتاوى مغلوطة، وكذلك إصدار موسوعة لمعالجة قضايا التطرف والتكفير باللغات الأجنبية. وشدد مفتي الجمهورية على دور الإعلام الخطير في تهميش الخطاب المتطرف موضحاً أنه من المهم أن يكون العلماء المسلمون المؤهلون هم من لهم الحق في التحدث باسم الإسلام، مستطرداً أننا رأينا في أحيان كثيرة أن وسائل الإعلام الغربية تستجيب للإغراءات وتعتبر المتطرفين- الذين لا يمثلون إلا أنفسهم- تياراً سائداً.