أكد الأستاذ الدكتور أحمد ستيت مدير مركز أورام جامعة المنصورة أهمية إتباع نظام غذائي صحي ومتوازن والابتعاد عن التدخين للحفاظ علي الجسم من الإصابة بالسرطان موضحا أن امتلاء المعدة هو السبب الأول للإصابة بالأورام داعيا إلي ممارسة الرياضة والابتعاد عن حياة الخمول والكسل وأوضح خلال حواره معنا علي هامش المؤتمر الدولي الخامس لمركز الأورام بجامعة المنصورة تحت عنوان "نحو الرعاية المتكاملة لمرضى السرطان" أن الكشف المبكر يساعد في الشفاء من أورام السرطان بنسبة تتعدي ال90%. بداية ما مفهوم الرعاية المتكاملة لمرضي السرطان؟ الاتجاه الحديث حاليا هو علاج المريض ليس بشكل منفرد من خلال قرار طبيب واحد مهما كانت كفاءته بل اتخاذ قرار علاجي متكامل بين عدد من الأطباء يشكلون فريق عمل متجانس من تخصصات مختلفة فمريض السرطان يحتاج لأكثر من خمس تخصصات طبية للوصول بأفضل حل وتقرير سبل علاجه لأن قرار العلاج هو قرار مصيري لذا لابد من التكامل ليصلوا في النهاية للقرار السليم الذي يبدءوا به خطة العلاج للحصول علي أفضل طريق علاج، فمن الصعب علي الطبيب أن يتخذ قرارا علاجيا منفردا فلابد أن يتكامل في استشارته مع أطباء العلاج الكيمائي أو الإشعاعي أو الجراحي فكل مريض يتم تفصيل العلاج له فسرطان الثدي هو مرض واحد لكن طرق علاجه تختلف حسب السيدة ودرجة الإصابة لها، وإذا ما اتخذ طبيب قرار دون الاستعانة بخبرة أطباء من تخصصات أخري فقد يحدث أخطاء والهدف في النهاية من الرعاية المتكاملة هو الوصل لأعلي نسب شفاء للمريض، كما أن مفهوم الرعاية المتكاملة تعني أيضا بالدعم المجتمعي والنفسي لمريض السرطان في مصر الذى يتوقف دخله ويمر برحلة طويلة بمجرد اكتشاف المرض لذا لابد من دعم لتغطية نفقاته وأسرته حتي لا يشعروا بالضائقة المالية خاصة للعمال باليومية، لذا أنشأ المركز جمعية أصدقاء مركز الأورام بالمنصورة وهي مشهرة برقم 1157 لسنة 2005وهدفها رعاية المرضي اجتماعيا وتقديم كل الدعم المالي والاجتماعي للمصاب وأسرته لدعمه نفسيا واجتماعيا إلي أن يتعافي ويعود لكسب رزقه من جديد، لذلك فعلاج السرطان هو علاج مؤسسي متكامل من الرعاية الطبية والاجتماعية والنفسية وهدفنا أن يكون شعار هذا المؤتمر قاعدة أساسية لكل المراكز والهيئات التي تعالج مرضي السرطان بمصر فلاشك أن هناك أطباء متميزون في علاج الأورام بمصر لكن الهدف أن يتم جمعهم سويا ليشكلوا فريقا ممتازا من مختلف التخصصات للوصول بأفضل الخبرات والتخصصات لأنسب طرق العلاج وأقصرها وأيسرها للمريض. كم عدد الحالات التي يستقبلها المركز؟ في العام الماضي بلغت نسبة التردد علي العيادات حوالي 100 ألف مريض وكانت نسبة إشغال الأسرة بالمركز حوالي 40 ألف حالة حيث أن المركز يغطي محافظات ومدن دمياط والغربية بورسعيد والدقهلية لعلاج كافة أنواع الأورام. وما هي معدلات الشفاء للمرض؟ نسب ومعدلات الشفاء تعتمد علي مرحلة اكتشاف المرض فكلما كانت المرحلة مبكرة كلما كانت نسبة الشفاء أعلي، فلو زارتنا سيدة مصابة بسرطان الثدي علي سبيل المثال في المراحل الأولي من الإصابة تتعدي نسب الشفاء ال95% شفاء تام، لكن تنخفض هذه النسبة كلما كان الكشف عن المرض متأخرا لذا ننشر الثقافة والوعي للكشف المبكر عن الأورام. وهل تقترب نسب الشفاء بمصر إلي مثيلاتها بالدول الأجنبية؟ الي حد كبير تتقارب نسب الشفاء من الأورام في مصر عن مثيلاتها من الدول الكبري لكن الفارق الوحيدة هو الاكتشاف المبكر للمرض والذى يصل بنسب الشفاء لأعلي معدلاتها فلو قارنا بين معدلات الإصابة ونسب الشفاء في المراحل الأولي للمرض سنجد تساوي للنسب العالمية لكن ما يشكل فارقا ملحوظا في معدلات الشفاء بين مرضي الأورام بمصر وأي دولة أخري هو المراحل التالية والتي يتم الكشف فيها عن المرض في مراحل متأخرة وهنا تكون مصر في معدلات منخفضة في نسب النجاح عن الدول الكبري نتيجة قلة الوعي والاكتشاف المبكر. وهل هناك أنواع معينة من الأورام تزيد معدلات انتشارها بمصر عن باقي الدول؟ هناك طبعا سرطان الكبد والناتج عن سبب الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" كذلك سرطان المثانة بسبب مرض البلهارسيا. وهل ستشكل أدوية علاج فيروس سي فارقا في نسب الإصابة بسرطان الكبد؟ بالتأكيد لكنه سيظهر نتائجه بعد سنوات عديدة. وما هي السبل للوقاية من الإصابة بالأورام؟ كل مرض له أسباب إصابة ووسائل وقائية، لكن في الأورام بشكل عام يمكن القول أن المعدة بيت الداء لذا فامتلائها دائما بالأطعمة الجاهزة والغير صحية هي أحد أهم أسباب الإصابة بالمرض كذلك هناك أسباب أخري مثل السمنة وعدم بذل مجهود عضلي فمن يجلس طوال النهار علي مكتب ويتعرض للضغط العصبي يختلف جسمه عمن يسعي ويجتهد ويجد في الأرض ويبذل مجهود عضلي وكذلك من أسباب الإصابة بالمرض التدخين وتناول الكحول. وما هي انجازات المركز؟ يعتبر مركز الأورام بجامعة المنصورة من أحدث و أكبر المراكز الطبية المتخصصة في هذه المنظومة الطبية ويعتبر الثاني على مستوى مصر بعد المعهد القومي للأورام تخصصا فى مجال تشخيص وعلاج وجراحات الأورام، ويخدم المركز حوالى 40% من سكان مصر متمثلين فى سكان محافظة الدلتا بالإضافة إلى محافظة بورسعيد وقد أنشئ مركز الأورام منذ عام 1984 بينما تم اعتماد اللائحة الداخلية للمركز بجلسة مجلس الجامعة رقم 324 لسنه 2001، ومن أقرب انجازات المركز أنه قد تمكن فريق طبى فى مركز الأورام جامعه المنصورة من استئصال ورم ليفى وزنه حوالى 2 كيلو عن طريق المنظار الجراحى بدون إجراء فتح بطن وأجرى العملية فريق طبى من جراحه الأورام وهم الدكتور عادل دنيور رئيس أقسام الجراحة ورئيس وحدة جراحه الأورام والدكتور عادل فتحى مدرس جراحه الأورام والدكتور خالد جاب الله مدرس مساعد جراحة الأورام والدكتور إسلام هانى مدرس مساعد جراحة الأورام والدكتور محمد عزت طبيب مقيم جراحة الأورام وبمساعدة الدكتور حسام عبد المجيد مدرس النساء و التوليد من قسم النساء و التوليد بمستشفي جامعة المنصورة، فضلا عن ذلك يقوم المركز بحملات للكشف المبكر في الدقهلية وتم اكتشاف عشرات من المواطنين المصابون بالسرطان دون أن يسبق لهم معرفة إصابتهم ، فضلا عن مشاركة المركز في البحث العلمي ونشر العديد من الأبحاث في المجلات الطبية العالمية إضافة إلي الجراحات المتميزة والابتكارات للعلاج من داخل المركز كما أن المركز حاصل علي شهادة الايزو 9001 لسنة 2008 وتم تجديدها في مارس الماضي، وحاليا نقوم بتجهيز وحدة زرع نخاع والتي تحتاج حوالي 20 مليون جنيه وهي تفيد في تقليل قوائم انتظار المرضي المترددين علي معهد الأورام أو معهد ناصر. وما للجديد الذى يقدمه المؤتمر هذا العام؟ هناك أورام صغيرة جدا ويقل حجمها عن1سم وهذه تزال عن طريق موجات فوق صوتيه دون عمليات ولهذا نشجع علي الكشف المبكر علي أورام الثدي بحيث لو هناك شك يمكن استخدام التقنية الحديثة لإزالة الورم دون جراحة فضلا عن محاضرات عن العلاجات الموجهة والتقنيات الحديثة لتشخيص وعلاج الأورام.