أجرت إذاعة الجالية الإسلامية بأستراليا حوار مفتوحًا مع الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، نقل خلاله تحية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لأبناء الجالية الإسلامية في أستراليا متمنيا لهم العيش في سلام في المجتمعات التي اختاروها لتكون وطنا لهم . وأكد "شومان" أن اللقاءات التي تجمع المسلمين مثل صلاة الجماعة هدفها التعارف والتآلف والتعاون، فاحتفال الجاليات الإسلامية في بلاد العالم أمر نشجعه لأنه يفتح المجال أمام المسلمين للتعارف والتواد والتراحم،وإرسال صورة حسنة عن الإسلام تطفئ نيران الشر التي تأتي من أناس لا يعرفون قيمة الشريعة الإسلامية وأنها شريعة الرحمة والوسطية لا العنف والإرهاب. وأشار إلى ان الفتاوي التي تصدر من قبل بعض الأشخاص بتحريم احتفالات المولد النبوي لا علاقة لها بشريعتنا فالاحتفال بالمولد النبوي أمر محمود نشجعه، فالاحتفال بمولد خير البرية اجتماع على محبة خير الخلق الذي غير العالم بشريعته السمحة فأضاء الكون وانصلح حال الناس، مطالبا المسلمين بالاحتفال بالمولد النبوي وعدم الالتفات لتلك الآراء التي لا تعد فتاوي ولا نعتد بقائلها، متعجبا من احتفالات البعض بمناسبات ما أنزل الله بها من سلطان ولا نحتفل بميلاد النور والرحمة للعالمين. وقال إن رسالة الأزهر الشريف جامعا وجامعة تتبني الخط المعتدل الوسطي وهذا الخط ليس ملك الأزهر وإنما هو منهج الإسلام والأمة بأسرها، ومن يطبق الإسلام الصحيح هو الذي ينتهج منهج الوسطية،والأزهر ملتزم بالوسطية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله ولن يحيد عنها. وشدد على أن ما أصاب الأمة هذه الأيام من ضعف ومحاولات إلصاق تهمة الإرهاب بها أمر مرفوض في شريعتنا بل في جميع الأديان، فلا يحق لأحد ان يتهم أي دين بالإرهاب لأن جميع الأديان جاءت لهداية الناس،والإرهاب يقوم به المسلم وغير المسلم على السواء لذا يجب فصل الدين عن القائمين بتلك الأعمال، مشيرا إلى أن الأزهر نادي مرارا وتكرارا بعدم إطلاق مسمي تنظيم الدولة على تنظيم داعش الإرهابي والتأكيد على منهج الإسلام الوسطي البعيد عن التطرف أو التسيب، موضحا أن القرآن الكريم والسنة النبوية لا يوجد بهما نص واحد يؤيد أي فعل للإرهابين،وأن مايستند إليه هؤلاء المجرمون إما مدسوس أو أنهم لا يفهمون النص، مشددا على ضرورة أن يعرف العالم أن الإسلام هو الضامن الوحيد لإحلال السلام بين البشر جميعا إذا تم فهمه فهما صحيا ورجعوا للعلماء الثقات لتوضيح ما لبس عليهم ولم يستطيعوا فهمه. كما أشار إلى أن هناك من يدعى العلم ويقولون أنهم يمثلون الأزهر ويتحدثون بمعايير وأفكار مختلفة عن فكر الأزهر، فقد طالعتنا احدي الصحف يوما بوجود مبعوث للأزهر بأستراليا يقول كلاما يغاير منهجنا ففتحنا تحقيقا عاجلا واكتشفنا عدم وجود مبعوث لنا في أستراليا أصلا، لذا أدعوا المواطنين إلى التحري عن الأشخاص الذين يدعون أنهم من الأزهر، فالأزهر منهجه بعيد عن العنف ويتبرأ من كل من ينتهج ذلك . وحذر الشباب الأسترالي من الاستماع إلى أقوال الذين يدعون للجهاد أو استباحة اموال غير المسلمين، وعليهم أن يكونوا جزءا من بلادهم ويعملوا على استقرارها بل ويتقنون الأعمال التي تؤدي إلى تقدم وطنهم ويكونوا صورة مشرفة لدينهم، مطالبا الشباب باستغلال التعدد الفكري والثقافي الموجود في المجتمع وأن يعبر كل منهم بطريقته ولغته عن سماحة الإسلام.