"غرام الأفاعى " .. يبدو أن هذا هو العنوان الابرز والاكثر تعبيرا ودقة عن حال صفقات الساعات الاخيرة قبل انطلاق مارثون الانتخابات النيابية ، وما بين أحاديث عن عودة حزب النور السلفى الى احضان الاخوان فى الخفاء واعترافات صريحة من حزب المصريين الاحرار على ضم كوادر الحزب الوطنى المنحل تحت مظلة الحزب يستعيد المشهد السياسى ذكريات مؤلمة ومحبطة لثورتى يناير و30 يونيه التى خرج فيها الشارع للتغير الا انه ربما يصدم بمن كانوا ينادون بالتغيير ويطلقون الحناجر الثورية يجلسون على موائد الاخوان والحزب الوطنى المنحل بل ويستجدونهم للتخفى فى عباءتهم الجديدة . وهذا المشهد العبثى لا مخرج منه سوى انتفاض الشارع المصرى ومشاركته الكثيفة فى الانتخابات البرلمانية القادمة حتى لا ينفرد هؤلاء بالصناديق ويعودون بالوطن الى نقطة الصفر . وفى السطور التالية سنزيح الستار عن تفاصيل الاتصالات السرية والعلاقة الغامضة بين حزب النور والاخوان كما سنكشف بالاسماء والتفاصيل ابرز الاسماء التى كانت تنتمى للحزب الوطنى المنحل وقام حزب المصريين الاحرار باستقطابها لخوض الانتخابات البرلمانية تحت مظلته . 1 النور و الإخوان ..رقصة جديدة على جثة وطن * لقاءات سرية للسلفيين مع قيادات الصف الثالث والرابع في المحافظات للاتفاق على دعمهم فى الانتخابات المقبلة * توفير دعم مادي ل "النور" مقابل السماح لأنصار الإخوان بالترشح على قوائم الحزب * نادر بكار التقى عدد من قيادات التنظيم الدولى بأمريكا لوضع خطة "الدعم والترشح " والثمن منحة هارفارد ب"200 " الف دولار العلاقة مابين التيار السفى وابناء حسن البنا يمكن ان نطلق عليها علاقة تزاوج فالتيارات السلفية ولدت من رحم الجماعة كما ولدت التيارات الجهادية تماما فحزب النور منذ أن أطل علينا كحزب سياسى وهو يظهر عكس ما يبطن ويستمد وجوده واستمراره من عقد الصفقات. فحزب النور السلفى خرج للوجود فى منتصف 2011 بصفقة واتفاق مع حلفائه جماعة الإخوان الإرهابية وباختيار الإخوان لأول رئيس له وهو عماد عبد الغفور الأقرب إلى الإخوان منه إلى السلفيين، والدليل وجوده بجوار المعزول والإخوان حتى لحظة الثورة عليهم والإطاحة بهم، وظل بجوارهم بعد أن عقد صفقة جديدة وأسس حزب الوطن السلفى وانضم لتحالف دعم الشرعية فى إطار صفقة أيضا وظل على تواصل مع قيادات حزب النور وصفقات حزب النور السلفى ظهرت خلال انتخابات رئاسة 2012 وتوجه وذهاب قيادات حزب النور إلى الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى للتحالف معه وعقد صفقة لتأييده مقابل الحصول على مناصب ومواقع فى انتخابات الرئاسة وفى نفس الوقت كانوا يعقدون صفقة أخرى مع الإخوان حتى يمسكوا العصا من المنتصف ولا يتعرضون لأى خسائر حتى هللوا كثيرا لفوز المعزول محمد مرسى وبحثوا عن المقاعد والمناصب . ثم جاءت مرحلة جديدة خلال انتخابات البرلمان اللقيط فى يناير 2012 وعند تشكيل هيئة المكتب واللجان عقد الحزب صفقة مع جماعة الإخوان للحصول على أحد مقعدى وكيلى المجلس ولصالح أشرف ثابت وأيضا عدد من رؤساء اللجان ومنهم مستشارهم القانونى طلعت مرزوق لرئاسة لجنة الاقتراحات والشكاوى ولجان أخرى كانت منها التعليم والزراعة رغم مقاطعة وانسحاب القوى المدنية إلا أن النور فضل مصلحته وتنفيذ الصفقة مع الإخوان وبعد رحيل البرلمان اللقيط وبقاء واستمرار مجلس الشورى عقد النور صفقة وحصل على منصب وكيل الشورى وعدد من مناصب رؤساء اللجان ومرر العديد من القوانين سيئة السمعة ومنها قانون الصكوك الإسلامية واتفاق القرض التركى ولم يعارض اقتراح تخفيض سن القضاة الذى كان ضمن مسببات ثورة 30 يونيو وحصل على نصيبه من الأعضاء المعينين داخل مجلس الشورى تنفيذا للصفقة المتفق عليها داخل مكتب إرشاد الإخوان . ورفض حزب النور التوقيع على استمارات تمرد ودعم جماعة الإخوان سراً وعلانية وذهبت قواعده إلى اعتصام رابعة وظلت القيادات فى منازلها ومكاتبها فى إطار صفقة سياسية بعدم النزول والمشاركة فى ثورة 30 يونيو حتى يمسكوا العصا من المنتصف طبقا لما نصت عليه تفاصيل الصفقة، ويوم 3 يوليو أرسلوا أمين عام الحزب جلال المرة وليس رئيس الحزب فى إشارة إلى أن موقفهم ليس مؤيدا أو داعما لثورة يونيو وأن إرسال الرجل الثانى فى الحزب إشارة على ذلك. وظل حزب النور ماضيا فى طريق الصفقات مع الداخل والخارج وفتح قنوات اتصال مع السفارة الأمريكية وعقد لقاءات داخل السفارة لمعرفة تفاصيل الصفقة الجديدة مع الأمريكان خاصة أن الجماعة الإرهابية وصلت لحكم مصر بصفقة أمريكية وأن النور يدرك هذا المعنى جيدا وعيونه على مقاعد الحكم، ولا بد من الاستمرار فى عقد الصفقات لتحقيق هذا الهدف المعلن والخفى معا . وكانت المكافأة الأمريكية فيما بعد لنادر بكار حيث تم اختياره من قبل جامعة هارفارد الأمريكية بجوار وائل غنيم وباسم يوسف للدراسة فى احد مراكز الجامعة التى تبلغ تكلفة الدراسة بها 200 الف دولار سنويا . وبعد صدور قانون انتخابات مجلس النواب والنص على ضرورة تمثيل الأقباط والنساء فى القوائم الانتخابية ورغم مخالفة ذلك لثوابت الحزب فقد سعى النور لعقد صفقة مع أقباط 38 وهم مطاريد الكنيسة وتحالف معهم ووضعهم ضمن قوائمه وأيضا رشح النساء والحرائر ضمن قوائمه من بنات وأخوات وزوجات قيادات النور والدعوة السلفية . ولأن النور هو حزب الصفقات الحرام فقد بدأ الإعداد والتخطيط لصفقة جديدة مع قوائم ائتلاف الجبهة المصرية وتيار الاستقلال رغم حرب التصريحات بينهما على مدار الشهور الماضية، إلا أن حزب النور لا يعيش ولا يحيا إلا بالصفقات سواء كانت حلالا أم حراما، وفى عالم السياسة غالبية الصفقات حرام ولو كانت كل صفقاته حلالا لأعلن عنها قبل إتمامها ولكنه وقعها فى السر والخفاء ولكنهم فى الحزب يقولون إن هذه الصفقات من المشتبهات أقاويل عديدة ترددت فى الفترة الأخيرة حول صفقة سرية تم عقدها مؤخرا بين الإخوان والسلفيين لخوض انتخابات مجلس النواب المقبلة على قوائم حزب النور مقابل دعم التنظيم الدولى للجماعة السلفية ب 3 مليارات دولار.. و إن عقد صفقة بين السلفيين والإخوان للترشح في البرلمان أمر وارد جدا ،ويجب الا نعتمد على أن هناك خلافات بينهما منذ العام الذي حكم فيه مرسي بسبب تجاهل الجماعة لهم وعدم منحهم بعض المناصب التي أرادوها وبعد ذلك زادت الخلافات في أعقاب دعم حزب النور لثورة 30 يونيو. كما أن زيارات أعضاء حزب النور كانت كثيرة ومكثفة للسفارة الأمريكية وكان أعضائه يذهبون للتهنئة في المناسبات المختلفة وبالطبع لابد ان تستغل واشنطن هذه الورقة للتدخل في الشان المصري كما أن حزب النور استعان بسعد الدين إبراهيم المعروف بعلاقاته الواسعة في امريكا لتوطيد علاقاتهم مع الولاياتالمتحدة ،كما فعل من قبل مع الإخوان المسلمين , وأنه طالما اتفقت أمريكا مع السلفيين فمن المؤكد أن الإخوان كانوا دائما في الصورة حتى يمر البرلمان بالشكل الذي يتمنوه . كما وردت معلومات حول وجود تمويل كبير يحصل عليه السلفيين حاليا وهناك عدة شواهد تؤكد هذا الأمر منها أن أبو اسحاق الحويني يعالج في قطر مما يفتح باب التساؤل حول أسباب دعم الدوحة لرجل سلفى رغم أنها تدعم في الأصل جماعة الإخوان كما أن أعضاء حزب النور كثفوا اجتماعاتهم مع قيادات الصف الثالث والرابع في الأقاليم للاتفاق حول خطتهم لخوض الانتخابات البرلمانية ،بحيث يشارك هذه القيادات غير المعروفة للأمن وللمصريين تحت مظلة حزب النور الذي تنقصه مثل هذه الكوادر ،وفي المقابل يسعى الإخوان أن يكون لهم يد في البرلمان يتيح لهم الأمل مجددا للعودة إلى الحياة السياسية بعيدا عن فكرة المصالحة مع الدولة والمراجعات ،وبالطبع تم الاتفاق فيما بينهما في غفلة من الأحزاب التي تأخرت كثيرا في إعداد نفسها بينما هم انتهوا بالفعل من الترتيبات . ومن ضمن الترتيبات التي تم الاتفاق عليها هو توفير دعم مادي لحزب النور في مقابل السماح للإخوان بالدخول للمنافسة تحت مظلته كما أن زيارة نادر بكار الغامضة لأمريكا ستنكشف حولها في المستقبل القريب حقائق جديدة والتي قد يكون من بينها عقده للقاءات مع عناصر الجماعة برعاية أمريكية في إطار الصفقة السياسية بينهما . 2 المصريين الاحرار و"الوطنى" المنحل إيد واحدة ولا يختلف الوضع كثيرا فى حزب المصريين الأحرار فقد كان للصفقات حسابات أخرى فبعد ان كانت الحناجر تتعالى بسب الحزب الوطنى المنحل وفساده الذى غرقت فيه البلاد لسنوات طويلة خلع الحزب وحاشيته عباءة الثورة وعادت الى الغرف المغلقة بحثا عن صفقة حتى ولو كانت تتنافى تماما مع ما رفعه الحزب من شعارات طوال السنوات الاخيرة . وبسرعة البرق ارتمى الحزب فى احضان اعضاء الحزب الوطنى المنحل وحاول تعويض ضعفه بقوة عائلات وعصبية هؤلاء الاعضاء المرشحين والقى الحزب خلف ظهره فساد "الوطنى" واعضائه بل ان المصريين الأحرار اخرجوا لسانهم لثورتى يناير و30 يونيه بحثا عن مكان تحت قبة البرلمان الجديد . وقد حصلت "الموجز" على عدد من أسماء مرشحى حزب المصريين الأحرار ، للانتخابات البرلمانية على المقاعد الفردية وتضمنت قائمة الأسماء عددا من المفاجآت أبرزها عودة الدكتور محمد أبوحامد، نائب رئيس الحزب السابق، ورئيس هيئته البرلمانية فى مجلس الشعب المنحل 2012، للحزب مرة أخرى، مرشحا فى الانتخابات المقبلة، فى دائرة الشرابية والزاوية الحمراء، بعد أن خاض الانتخابات السابقة فى دائرة قصر النيل، كما اعتذر الإعلامى يوسف الحسينى عن عدم خوض الانتخابات مرشحا عن الحزب، فى دائرة مصر الجديدة، فى اللحظات الأخيرة، بسبب انشغاله بعمله الإعلامى، ورغبته فى الاكتفاء بعضوية الحزب. وتضمنت أيضا قائمة مرشحى الحزب، على المقاعد الفردية، الفنان سامح الصريطى، القائم بأعمال رئيس اتحاد النقابات الفنية، فى دائرة قصر النيل والزمالك، والكابتن خالد لطيف، الإعلامى الرياضى بدائرة العمرانية بالجيزة، واللواء سلامة الجوهرىمرشحا عن الحزب بدائرة زفتى بالغربية. وسيدفع حزب المصريين الأحرار بالفنان مصطفى كامل، وكيل نقابة الموسيقيين، مرشحا بدائرة مصر القديمة، والدكتور محمد زكى بدر، المحامى بالنقض، ونجل اللواء الراحل زكى بدر، وزير الداخلية الأسبق بدائرة مركز شبين الكوم بالمنوفية، واللواء محمد إبراهيم، مدير أمن الإسكندرية وبورسعيد الأسبق، بمركز القناطر، وأحمد عبدالموجود، بدائرة روض الفرج، وأيمن الدويكى، بدائرة الزيتون بالقاهرة، والكابتن زكريا ناصف، لاعب الاهلى السابق، بالمعادى بالقاهرة، واللواء مصطفى باز، مساعد وزير الداخلية الأسبق بالدقهلية . وسيدفع الحزب بالنائب البرلمانى السابق، حشمت فهمى، بدائرة حدائق القبة بالقاهرة، وعمر وطنى، بدائرة الشرابية والزاوية الحمراء بالقاهرة، والنائب البرلمانى السابق، أيمن أبوالعلا، بالجيزة، والنائب البرلمانى السابق، إبراهيم عبدالوهاب بالإسكندرية، وعاطف النمكى عن دائرة الخصوص، وعاطف مخاليف، ونجم محمد نجم عن دائرة المطرية . ويخوض الناقد الرياضى محمود معروف، الانتخابات مرشحا عن الحزب بدائرة طوخ بالقليوبية، واللواء خالد خلف الله، بقنا، والمقدم أحمد رفعت، بالمنوفية، والمهندس إيهاب زكريا فى الإسكندرية، ورجب حجازى، واللواء علاء عابد، بدائرة الصف بالجيزة، وإيهاب الطماوى، عضو الهيئة العليا للحزب، بدائرة الشرابية والزاوية الحمراء بالقاهرة، والدكتور محمود العلايلى، المتحدث باسم الحزب فى العجوزة، وهشام الشعينى بسوهاج، والدكتور عماد خاطر بالسويس، ومى محمود بالإسكندرية، وعبدالحكيم طرش فى مركز منفلوط بأسيوط. وشهدت جلسات اختيار المرشحين داخل الحزب، استبعاد معتز الشاذلى نجل الراحل كمال الشاذلى، الأمين العام المساعد، وأمين التنظيم بالحزب الوطنى المنحل سابقا، من دائرة مركز الباجور بالمنوفية، ونجل شقيق عبدالرحيم الغول، أحد أبرز قيادات الحزب الوطنى، بمركز نجع حمادى بقنا، وإيهاب العمدة، النائب البرلمانى السابق، بدائرة الشرابية بالقاهرة، وحسين أبوجاد، النائب البرلمانى السابق، بدائرة حدائق القبة بالقاهرة، وحيدر بغدادى، عن دائرة الجمالية ومنشية ناصر، وأيمن فتحى فى دائرة الشرابية وقد اعترف الحزب بان هناك 100 عضو من أعضاء الوطني يمثلون كبار العائلات في المحافظات تم ضمهم إلى مرشحي حزب المصريين الأحرار، وكانت الدكتورة عايدة نصيف ، عضو الهيئة العليا للمصريين الأحرار، قد اعلنت فى وقت سابق عن تقدمها رسميا باستقالتها من حزب المصريين الأحرار وقالت نصيف، : "الحزب استبعد قياداته من خوض الانتخابات البرلمانية واستبدلهم بقيادات الحزب الوطني المنحل ". وأضافت: "الفترة الأخيرة شهدت استقالات عديدة داخل الحزب بسبب عدم إدارته بشكل مؤسسي"، واتهمت نصيف الحزب باستقطاب المرشحين من خلال زعم أنه يمتلك تصويت الكتلة القبطية ودعم الكنيسة وهي بريئة منهم . . ومما سبق يتأكد لنا عدة حقائق مهمة : اولها :ان كثير من الاحزاب قد تخلت عن مبادئها وهويتها ايمانا منها بان الغاية تبرر الوسيلة وان السياسة بلا اخلاق فعادت لترتمى فى احضان الاخوان تارة والحزب الوطنى المنحل تارة اخرى . ثانيها : ان لغة المال ربما تكون المتحدث الرسمى فى هذه الانتخابات التى يستهدف بها البعض سرقة الوطن من جديد . ثالثها أن الشارع يستطيع مواجهة كل هذه المخططات بالمشاركة الفعالة وعدم ترك هذه التيارات للانفراد بالصناديق .