العودة للبرلمان.. حلم يراود نواب «الحزب الوطنى المنحل» بعدما ساعدهم الدستور الجديد على الإفلات من مقصلة «العزل السياسى»، الأمر الذى بدءوا معه حشد عائلاتهم إلى جانب إعادة قنوات الاتصال برجالهم داخل المؤسسات الحكومية والنقابات المهنية. تراود النواب السابقين الأمنيات باستعادة نفوذ «نظام مبارك» داخل مؤسسات الدولة والسيطرة على سلطات الحكم وخاصة السلطة التشريعة التى قد تئول إليهم إذا نجحوا فى العودة للبرلمان، مما انطلقوا معه لتكوين «مثلث تحالف انتخابى» تحت مسمى «تحالف نواب الشعب» يضم نوابًا سابقين بالحزب الوطنى المنحل فى محافظات مصر من الإسكندرية إلى أسوان. ويجرى العمل لانتقاء من يصلح منهم لتقدم الصفوف والمنافسة بقوة، فى ظل اتجاه قطاع كبير من المواطنين لرفض عودة نواب «الفلول» إلى المشاركة فى الحياة السياسية من جديد. خطة مثلث تحالف «الفلول» يقول مجدى شرابية، الأمين العام لحزب التجمع، «إن خطة مثلث تحالف «الفلول» لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتى تتضمن ثلاثة محاور مركزية، تمثل رءوس مثلث التحالف، فى محافظات الوجه البحرى عائلة «المغازى»، وفى القاهرة الكبرى هشام مصطفى خليل البرلمانى السابق والقيادى بالحزب الوطنى المنحل، وفى «الصعيد» عبدالرحيم الغول البرلمانى السابق والقيادى ب«الوطنى المنحل»، وعن طريق هؤلاء يتم تنفيذ مخطط «الفلول» فى البحث داخل المجالس المحلية داخل المحافظات والتى بها العديد من أعضاء «الوطنى» ويشغلون مناصب داخل الأجهزة المحلية وتبدأ من عضو مجلس القرية وحتى عضو مجلس المحافظة». ويكمل «شرابية» أن خطة المثلث تهدف إلى تقديم وجوه جديدة من كوادر الدولة العليا فى المحافظات المختلفة والذين يشغلون مناصب مرموقة داخل أجهزة الدولة، بالإضافة إلى انتقاء كوادر الجيل الثانى والثالث من أبناء عائلات أعضاء «الوطنى» أصحاب الوجوه الجديدة من الشباب فى القاهرة والوجهين البحرى والقبلى. القاهرة الكبرى وتعتبر القاهرة الكبرى الكبرى هى المنطقة المركزية التى تقع بها غرفة العمليات لمتابعة تنفيذ مخطط الفلول التى يترأسها هشام مصطفى خليل وعدد من نواب «الوطنى»السابقين أبرزهم حيدر بغدادى، النائب السابق بمجلس الشعب عن دائرة الجمالية. وتتجه مساعى «هشام» إلى عقد صفقات مع عدد من الأحزاب المدنية، يقوم خلالها بدور الوسيط الذى يلعب دورًا مهما فى تنفيذ مخطط الفلول للعودة إلى البرلمان، بجمع أكبر عدد من النواب السابقين داخل مثلث تحالف الفلول، لتسكينهم رءوس قوائم الأحزاب. ومن الأحزاب السياسية التى تضم أعضاء «المنحل» «حزب مصر القومى وحزب مصر الحديثة وحزب المحافظين وحزب المواطن المصرى وحزب مصر التنمية وحب المستقلين الجدد وحزب أنا المصرى وحزب الإصلاح والتنمية والحرية وحزب الاتحاد وحزب 11 فبراير وحزب نهضة مصر وحزب البداية»، والتى تستعد لترشيح أعضائها لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة من الوجوه الجديدة. «الوفد» الداعم الأكبر لمخطط «الفلول». وكشف بدر القزاز، عضو «الوفد» ببنى سويف وأحد مؤسسى «تمرد الوفد»، عن عقد لقاء بين الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، وبين البرلمانى السابق هشام مصطفى خليل، داخل مقر «الوفد» بالقاهرة، ونتج عن هذا اللقاء عدة قرارات بانضمام عدد من نواب «الفلول» إلى «الوفد»، أبرزهم محمد عيسى المغازى، الرئيس السابق للمجلس المحلى بكفر الدوار، والقيادى بالحزب الوطنى المنحل وعضو «الحرية والعدالة» فى ظل حكم الإخوان، والذى أصبح أمينًا لحزب الوفد بكفر الدوار، وأحد المرشحين على قوائم «الوفد» فى الانتخابات القادمة. وأكد «القزاز» أن «هشام» أجرى عدت جلسات نقاشية مع عدد من قيادات «جبهة الإنقاذ» على هامش أحد اجتماعات «الجبهة» بمقر «الوفد» كانت بترتيب مسبق من «البدوى»، عرض خلالها مشاركة «الفلول» على قوائم «جبهة الإنقاذ»، وأبدت «جبهة الإنقاذ» موافقتها المبدئية على العرض مقترنة بتحفظ عدد من القيادات، على الطريقة التى يرغب «الفلول» خوض الانتخابات من خلالها وهى القائمة، نظراً لاتجاه هذه القيادات إلى تفضيل النظام الفردى فى الاستحقاق البرلمانى القادم. ويضيف أن السياسة التى يدير بها «البدوى» الحزب أشبه بالنظام الديكتاتورى، وهذا ما دفع جميع أعضاء اللجنة العليا ل«الوفد» ببنى سويف إلى تقديم استقاله جماعية مسببة، كما قدم جميع أعضاء اللجان الفرعية أيضا استقالتهم بسبب سيطرة «الفلول» من النواب السابقين على حزب الوفد ببنى سويف نتيجة الاتفاقيات والصفقات التى تم عقدها مع «البدوى» فى الفترة الأخيرة، موضحاً أن جميع اللجان المشكلة فى مقرات «الوفد» بالمحافظات لجان مؤقتة.. نظراً لقيام «البدوى» بحل الجمعية العمومية لجميع اللجان، عدا لجان محافظة كفر الشيخ ومحافظة بورسعيد التى بها أنصاره ومؤيدوه. وأشار «القزاز» إلى أن جميع أعضاء لجان «الوفد» العامة والفرعية بمحافظات القليوبية والمنيا وقنا والأقصر قدموا استقالتهم الجماعية اعتراضًا على قرارات «البدوى» قيد نواب الوطنى السابقين فى عضوية اللجان العامة والفرعية بالحزب، بالإضافة إلى عقد صفقات مع أعضاء الحزب المنحل. وفى السياق نفسه، قال مصدر مطلع داخل «الوفد» أن أعضاء اللجنة العامة بالمنوفية تقدموا بمذكرة لرئيس الحزب، اتهموا فيها الدكتور ياسر الهضيبى، مساعد رئيس الحزب للشئون البرلمانية والانتخابات، واللواء سفير نور، مساعد رئيس الحزب، بتقاضى مبالغ مالية لتسهيل تعيين رئيس اللجنة العامة للحزب بالمنوفية من «الفلول» كإجراء مبدئى ضمن تجهيزات الترشح على قوائم الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، وكشف المصدر أن القيمة المالية لترشح نواب «الفلول» على قوائم «الوفد» تقرب من مليون جنيه للمرشح الواحد. «العمدة» مقاول تسكين «الفلول». يتجول بين مقار الأحزاب المختلفة فى رحلة دءوبة للبحث عن عضوية البرلمان ولا يهم إن كانت مبادئ هذه الأحزاب تتعارض مع مبادئه، هكذا وصف «أ.ع» عضو حزب الوفد، البرلمانى السابق محمد العمدة نائب أسوان، الذى انضم فى بدايته إلى حزب الغد برئاسة أيمن نور ثم تركه بعد قضية تزوير توكيلات الحزب، وبعدها انضم إلى الحزب الدستورى الحر برئاسة ممدوح قناوى، ثم انضم إلى حزب الوفد بحثاً عن عضوية البرلمان ثم انشق، وبعدها مال ناحية الإخوان مؤيداً لهم ومعارضًا لمعارضيهم، رغم أنه لم يكن يوما مؤمنا بمبادئ الجماعة ولا حزبها. ويكمل عضو «الوفد»: ويعود «العمدة» مرة أخرى إلى المشهد مع قرب الاستعداد للانتخابات البرلمانية، ومعه مجموعة من «الفلول» يعقد بهم صفقات مع الدكتور «البدوى»، ومن ضمن هذه الصفقات استخدام شباب «الوفد» فى تأييد مرشحى «الفلول» على قوائم الحزب المسيطرين على اللجان الفرعية، فى مقابل تقديم الدعم المادى لكافة مقار الحزب فى المحافظات. ويشير إلى أنه تم تعيين اللواء عبد الوهاب خليل، المرشح على رأس قائمة حزب الوفد عن دائرة أطفيح وعضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطنى «المنحل»، منذ أيام، رئيسًا للجنة «الوفد» العامة بالجيزة تنفيذا لمخطط «الفلول» فى السيطرة على لجان الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة تحت شعار «الوفد». الوجه القبلى أما صعيد مصر فشهد خلال الفترة الأخيرة عدة جلسات نقاشية بين نواب «الفلول» والعائلات الكبرى هناك، كجزء من مخطط مثلث تحالف الفلول فى «الصعيد». فيقول أحمد غربالى، أحد الأعضاء السابقين بالحزب الوطنى المنحل، إن من يترأس نواب «الفلول» فى الصعيد هو النائب السابق عبدالرحيم الغول، أحد قيادات «المنحل»، حيث يجرى العديد من الاجتماعات والجلسات والمؤتمرات الجماهيرية مع أبناء دائرته بنجع حمادى، تحت مسمى تحالف نواب الصعيد الذى يضم 70 عضوا من نواب «الوطنى» المنحل وبمعاونة البرلمانى السابق محمد العمدة. ويكمل «غربالى» أن آخر مؤتمر جماهيرى عقده «الغول» باسم التحالف، كان فى مدينة نجع حمادى بالبر الشرقى، وكانت هناك بعض الأقاويل عن احتمالية تعرض المؤتمر للاعتداء من قبل بعض الجماعات المسلحة من أبناء الصعيد، الذين يرفضون عودة أعضاء «الوطنى» مرة أخرى إلى مباشرة الحياة السياسية، مما دفع «الغول» وأعضاء التحالف إلى أخذ احتياطهم وحضروا إلى المؤتمر فى حماية عشرات المسلحين. ويضيف فى ظل استعدادات نواب «الوطنى» المنحل لخوض الانتخبات البرلمانية القادمة، نشطت تحركات تحالف نواب الصعيد، الذى رأسه عبدالرحيم الغول، وكانت أهم هذه التحركات هى اختيار المرشحين وتجهيزهم للانتخابات، عن طريق عقد لقاءات مع أكبر عائلات الصعيد والذين تم الاتفاق معهم على أن تقدم كل عائلة مرشحًا من أبنائها شرط أن يكون ممن يتمتعون بالسمعة الطيبة من الجيل الثانى أو الثالث للعائلة. ومن ضمن العائلات التى انضمت إلى تحالف نواب الصعيد لدعم خطة الفلول بترشيح أبنائها من الجيل الثانى أو الثالث لخوض الانتخابات عائلة «فتحى قنديل» عضو مجلس الشعب السابق عن نجع حمادى، وأحد قيادات»الوطنى»، الذى قام بترشيح اثنين من عائلته نجله أحمد قنديل وشقيقه الأصغر محمود قنديل ليختار التحالف الأنسب منهما ليتقدم صفوف المرشحين. كما تضمنت خطة مثلث تحالف الفلول، جزءًا آخر، وهو إنشاء أربعة أحزاب سياسية -تحت التأسيس- بمحافظات الوجه القبلى، بهدف حشد أكبر عدد من شباب المحافظات داخل هذه الأحزاب الأربعة، لدعم مرشحى التحالف فى الانتخابات القادمة، ولم يتم الاتفاق حتى الآن على أسماء لهذه الأحزاب، ولكن تم تقديم أوراق إلى لجنة الأحزاب منذ فترة. ويؤكد «غربالى» أن بعض العائلات الكبرى فى مصر تعتبر ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وبالًا عليهم، ولم ينتج عنهما سوى «وقف الحال» والمزيد من الأزمات، وأن معظم الشخصيات التى تصدرت المشهد السياسى عقب أحداث الثورتين لم تقدم جديدًا، لذا فإن هذه العائلات تتجه إلى دعم خطة تحالف الفلول، بناء على قناعتهم بحق نواب الوطنى فى العودة مرة أخرى للبرلمان، نظرا لما كان بينهم من علاقات وطيدة تحيط بها مصالح وخدمات متبادلة على كافة المستويات. وكشف «غربالى» عن قيام تحالف «الفلول» بالصعيد بفتح قنوات اتصال مع أعضاء مثلث التحالف بالقاهرة الكبرى والوجه البحرى للوقوف على آخر المستجدات فى تنفيذ خطة خوض الانتخابات البرلمانية، والتشديد على الاتصال بالعائلات الكبرى فى الوجه البحرى، لإعادة إنتاج النظام الأسبق، واستعادة نفوذه مرة أخرى بالاعتماد على أبناء العائلات من المنتمين إلى الحزب المنحل. الوجه البحرى يتزامن مع تحركات مثلث تحالف «الفلول» فى الصعيد والقاهرة الكبرى، تحركات أخرى على صعيد الوجه البحرى، يقول مصطفى فؤاد، عضو التيار الشعبى بكفر الدوار، إن الاستعدادت لتنفيذ مخطط «الفلول» انطلقت فى محافظة البحيرة التى تستعد بها عائلة «الطحان» لتجهيز أحد أبنائها وهو «مجدى الطحان» للانتخابات البرلمانية، شقيق «حمدى الطحان» عضو مجلس الشعب الأسبق، وكذا عائلات «حجاج»، و«بلبع» و«الزئم»، و«البنا» بأبو حمص، وعائلة «أبو وافية» فى الدلنجات، وعائلة «المجرحى» وعائلة «محمد محمود» وزير التنمية المحلية الأسبق، جميعها تتأهب للدفع بعدد من أبنائها لخوض الانتخابات. ويكمل: كما تنشط الاستعدادات فى كفر الدوار لدعم مخطط «الفلول»، نظراً لتمركز أكبر عدد من العائلات المنتمية إلى «الوطنى» بها، والمسيطرة على العملية الانتخابية منذ زمن بعيد، ومنها عائلة «المغازى» ويمثلها محمد عيسى المغازى، وهو الذى تحول من الحزب الوطنى إلى الإخوان ثم إلى حزب الوفد والمعروف عنه أنه عاشق للسلطة ويتلون حسب مصالحه، موضحا أن «المغازى» انضم بعد ثورة 25 يناير إلى حزب «الحرية والعدالة» بدافع الترشح على قوائم «الإخوان» لمجلس الشعب. ويؤكد عضو التيار الشعبى أن «المغازى» طلب الانضمام إلى أحزاب المصريين الأحرار والمؤتمر إلا أن تلك الأحزاب رفضت طلبه، ولكن بمساعدة نواب «الفلول» استطاع إدراج اسمه ضمن قوائم الصفقات التى تم عقدها مع رئيس حزب الوفد ليصبح «المغازى» أمين حزب الوفد بكفرالدوار.