أعلن البيت الأبيض عن ترحيبه بأي دعم من روسيا للتحالف الذي يقاتل "داعش" في سوريا، فيما رفض التعليق حول ما إذا كان منفتحاً على إجراء محادثات عسكرية مع موسكو بشأن هذه المسألة. يأتي ذلك بعد أن أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الدعم المستمر الذي تقدمه روسيا لنظام الأسد من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد النزاع في سوريا. فيبدو أن محاربة "داعش" في سوريا هي نقطة التقاء أمريكية روسية، أما التبعات والأهداف فتبقى مختلفة. فتعاون أمريكي- روسي عسكري استراتيجي ولوجيستي مستقبلي لا يزال غير مؤكد، إلا أنه إن تم فهو لتفادي أي حوادث جوية بين الطائرات الأمريكية والروسية، بحسب واشنطنوموسكو. كيري أشار إلى عرض روسي خلال اتصال مع نظيره لافوروف هو الثالث في غضون أيام، ودار حول حوار بين عسكريين بشأن سوريا. كما أشار كيري إلى أن الهدف هو التوصل إلى فهم واضح وكامل لنوايا موسكو لتفادي سوء تفاهم وحسابات خاطئة. وقال كيري: "قلت بشكل واضح إن الدعم الروسي المتواصل للأسد يمكن أن يفاقم النزاع وينسف هدفنا المشترك بمكافحة التطرف، إذا لم نبق أيضاً تركيزنا على إيجاد حل سياسي تبقى الأهداف متباعدة". روسيا قالت إن تدخلها في سوريا هو ضد الإرهاب، إلا أن قراءات الخبراء تستبعد هذه النية، وتضع المساعدة في إطار شد دولي وموقع روسي متقدم في الوضع السوري. في المقابل، واشنطن تبحث عن حل سياسي في سوريا، وتطلب من روسيا "دوراً بناء" في هذا المجال. يأتي ذلك مع دخول الروس اليوم مباشرة وجهاراً على خط سوريا، حيث عززوا خلال الأيام القليلة الماضية وجودهم العسكري في محافظة اللاذقية بالتزامن مع تعرض النظام لنكسات عسكرية على الأرض أما واشنطن فتبحث مع موسكو تفادي حوادث جوية تماماً كالعبارة التي استخدمها الأمريكيون مع النظام في سبتمبر 2014 مع بداية الغارات ضد "داعش" بسوريا، ووقتها أكدوا الحرص على ضرورة منع أي مواجهة بين طائرات التحالف وطائرات النظام السوري.