سيدي الرئيس أبدأ حديثي مع سيادتكم من القلب إلي القلب لأن من يخرج من القلب بصدق يدخل إلي القلب الآخر بصدق أيضا ومباشرة ، فلا رقيب ولا مانع يمنعه من الوصول وأنا أعلم أنكم شخصية شعبية وطيبة القلب ، مصري صميم علاوة علي كونك قائدا محنكا عركته الظروف العصيبة والتي حلت بمصر المحروسة وساعدت في تكوين بنيتك البحثية العسكرية كذلك الدراسة العسكرية في القوات المسلحة والدورات التي قمتم بها كذلك تخصصكم في المخابرات وقراءاتكم الكثيرة وفي كل العلوم علاوة علي تمهلكم في الرد علي أي استفسار وترويكم في حديثكم دائما علاوة علي تمتعكم بلغة الجسد والتي تنبئ عن قائد محنك ولقد قلت لسيادتكم قبلا أنك واثق الخطوة تمشي رافعا رأسك إلي أعلي فأنت تمثل المصريين من كافة طوائفهم وطبقاتهم وأنك حينما تدك الأرض بخطوتك العسكرية فإن هذا يعني الكثير لأمتك المصرية العريقة حيث تقول لهم نحن نقف علي أرض صلبة وليس علي ارض رخوة وإذا كنا نشك قبل ذلك أننا نقف علي ارض غير ثابتة نتيجة لظروفنا الغير مستقرة آنذاك إلا أننا الآن متيقنون ولأعلي درجة أننا واثقون من أنفسنا وذلك بقيادتكم الرشيدة وأننا نقف الآن علي ارض صلبة سياسية بل ونتقدم للأمام. سيادة الرئيس مما لاشك فيه أننا فخورون بكم جدا ومن تحركاتكم الداخلية والتي أنتجت ويا لروعة ما أنتجت خروج قناة السويس الجديدة إلي حيز الوجود وهو المشروع العملاق الذى أذهل العالم من شرقه إلي غربه وكذلك قمتم بإعادة البنية التحتية في كثير من الأماكن ومما لا شك فيه أن السنوات الماضية قد جاءت بالوبال علي الشعب المصري سواء ماديا أو معنويا سواء تعليميا أو حتي صحيا ، حقا فلقد كانت الأمور تسوء.. وتسوء وتسوء حتي وصلنا إلي ما نحن عليه وإلي أن تسلمتها سيادتكم وبدأتم حل الإصلاح ، ولقد كان القدر رفيقا بنا ورحيما بمصر وبهذا الشعب الذى قاسي الأمرين في سبيل الحصول علي لقمة العيش ، كذلك لاقي الأمرين في سبيل الحصول علي الدواء علاوة علي الكساء. سيادة الرئيس لكن أصعب ما قاساه هذا الشعب هو الخنوع .. نعم الخنوع .. حيث مورست أسوأ أدوات القمع والضغط حتي لا يطالب بأي حق من حقوقه إلا الحصول علي لقمة العيش كي تسد رمقه ورمق فلذات أكباده .. نعم أصبح الخنوع مرضا وأصبح الأشقاء لا يتورعون عن كيد الدسائس والمشاكل لأشقائهم حتي يحصلوا علي لقمة العيش حتي لو كانت في أفواه أشقائهم .. نعم أصبحت هذه صفة المصريين تتارا ويسميها العمة ب"الزنب" أو" الزومبة" . وأنحي الساسة هذا المرض علي مخلفات الاستعمار وأنها مرض وريث الاستعمار ولكني أنا أعزوها كصفة مكتسبة للفقر والعوز والفاقة. سيادة الرئيس من كل قلبي أطلب من سيادتكم العمل علي نشر وعي حب الوطن وذلك باحترام العلم ولا أنسي عندما كان يخطب فينا العباسان ..الأستاذ الناظر عباس السيسي والأستاذ عباس حلمي حامد مقرر عام القومية العربية وناظر مدرسة خليل أغا حيث يقول لنا احملوا أعلام مصر وانطلقوا لتعبروا عن رأيكم وكان هذا عام 1958 وكنا نرتدي ملابس التربية العسكرية والتي كنا نحترمها جدا بل نقدسها ، من هذا المنطلق أنا أطلب من سيادتكم عودة تدريس التربية العسكرية في كل المدارس ويا ليتها تبدأ من مدارس الابتدائية ولحسن الحظ فإننا نلاحظ هذه الأيام الاهتمام المتزايد لحمل أعلام مصر والذى أصبح سمة من سمات الوطنية في كل منزل بل أصبح كل طفل حريص علي حمل العلم المصري ذو الثلاثة ألوان. سيادة الرئيس التربية العسكرية والوطنية هي التي ستمهد الطريق نحو جيل متماسك .. جيل قوي .. جيل قومي .. جيل يحب الوطن.. بل ويخاف عليه ولكن يجب أن يكون معلمو التربية العسكرية هم من الضباط أو ضباط الصف السابقون من القوات المسلحة والذين أفنوا عمرهم في الضبط والربط ولا يجب بأي حال أن نتركهم في منازلهم أمام جهاز التلفاز ولكن يجب أن نستثمر مجهوداتهم المستمرة في تربية النشء فهم أقدر الجميع علي القيام بذلك ، ولكني أصر وأؤكد علي أن دراسة التربية العسكرية تكون مقننة أي تحت السيطرة. سيادة الرئيس حب الوطن لن يكون بحب العلم وتعظيمه ولكن بتربية النشء علي صفات محددة من النظافة والترتيب والنظام أي نخلق في النشء صفة ترتيب كل شئ والبعد عن أي عبث بل وإصلاح أي عبث في الطريق أو في المدرسة أو حتي في المنزل .. تربية النشء هذه سيادة الرئيس هي صفات اكتسبناها من بيوتنا أولا ثم من معلمينا بعد ذلك. سيادة الرئيس تنقية البرامج التلفزيونية من أفلام أو مسلسلات أو مسرحيات هابطة وأقول بل أؤكد أن بداية ظهور الانحلال في المجتمع المصري والشباب المصري قد بدأ بالتزامن مع عرض مسرحيتي مدرسة المشاغبين وكذلك العيال كبرت فإننا كنا قبلا نحترم مدرسينا ونطلق عن المدرس الأستاذ أو المعلم بل كنا نحفظ الأشعار التي تمجده مثل: قف للمعلم ووفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا ثم جاءت مقولة: اطلبوا العلم من المهد إلي اللحد ثم: اطلبوا العلم ولو في الصين بمعني أن العلم كان كل شئ في حياتنا فالمدرس سيادة الرئيس يجب أن يأخذ حقه من الاحترام وأذكر أني وأنا تلميذ في المرحلة الإعدادية كنت عندما أري المدرس من بعيد أتواري عن أنظاره حتي يمر بعيدا عني ولا يراني لأني أحترمه وأقدره ولا يجب أن يراني إلا في المدرسة ، واليوم نسمع ونري الطلبة بل والتلاميذ وأهل الطالب يعتدون بالضرب علي المدرس والمدرس ذاته يبحث عن إعطاء الدروس الخصوصية للقيام بواجباته نحو أهله وذلك راجع فعلا لأن مرتبه ضعيف ، كذلك كان الأستاذ قديما يرتدي ملابس مهندمة أما الآن فقلبي معه وليس قلبي عليه برجاء سيادة الرئيس أن تكرموا هذا الإنسان لأن إكرامه هو أكرام لمصر أولا. سيادة الرئيس المدارس يجب أن تليق بالإنسان فأعلم أن مدارس كثيرة أثاثها متهالك ونوافذها دون شبابيك وجدرانها متهدمة وسيرد سيادة وزير التعليم قائلا: من أين؟ وأرد قائلا: أنه يجب أن يكون لرجال الأعمال دور في بناء المدارس فمن الجائز أن يكون لأثرياء البلد أو القرية دور أيضا أو حتي تجمع التبرعات من أهل الخير ويجب أن يون هناك رادع مادي ومعنوي وأن يحس الغني بالفقير ومن الجائز أن يخصم جزء من الضرائب المستحقة علي رجال الأعمال نظير مساهمتهم في بناء المدارس، وعلي ذات المنوال يمكن لرجال الأعمال تقديم المساهمة والمساعدات في بناء المستشفيات أو إصلاح ما خرب منها أو توفير الأدوية اللازمة للرعاية الحرجة في كافة القري والمدن والمحافظات. سيادة الرئيس علينا الاهتمام بالبند الأول من كلمة التربية والتعليم أي التربية ويجب أن يكون هناك تعون وثيق بين الوزارة من جهة وبين أولياء الأمور من جهة أخري وكذلك الهيئات الدينية مثل الأزهر والكنيسة سيادة الرئيس إطعام التلاميذ هو من أهم الأشياء في حياة الطفل وأعلم أن هناك وجبة تصرف للتلاميذ ولكن لسوء الحظ فإن الضمير غائب عن هؤلاء الذين يوردون هذه الوجبة وعلي هذا فعلي الحكومة الضرب بيد من حديد علي هؤلاء .. نعم الضرب والقسوة معهم لأنهم يعلمون ما يفعلونه بهؤلاء الأطفال فلذات أكبادنا حيث يدمرون صحتهم بهذه الوجبات الفاسدة ، ولو أن إثارة هذا الموضوع ليس هذا وقته ولكني أرجو أن تشدد إجراءات العقاب علي من يدمرون صحة المواطن وذلك بعرض اللحوم الفاسدة والأغذية الفاسدة ولم أسمع يوما أن أحد هؤلاء قد قبض عليه وإذا كان قد قبض عليه فلم يتم سجنه ..العقاب سيادة الرئيس والعقاب الشديد هو الذى سيشفي غليل من يقاسون. سيادة الرئيس الدواء .. وهو الفيصل في كل الأمور فلن نحتاج إلي الدواء إلا إذا حدث المرض ولن يحدث المرض إلا إذا حدث اعتلال في الصحة نتيجة إهمال في أمور الحياة الطبيعية وعدم حدوث وقاية من هذا المرض والمطلوب هو توعية الشعوب بالأمراض كذلك علاجها وهنا أطلب من سيادتكم الأمر بتوفير الأدوية الصالحة وليست الطالحة لأني أجد شحا في وجود هذه الأدوية أو حتي بدائل لها. سيادة الرئيس يجب أن يعلم الجميع أننا في ثورة .. نعم ثورة سيادة الرئيس ويجب أن تكون قناعتهم هكذا وإذا لم يقتنعوا بذلك فعلينا أن نقنعهم وبكل الطرق أننا في ثورة وبالتالي فنحن في أزمة ويجب علينا أن نربط الأحزمة علي البطون فالذي يأكل ثلاثة وجبات عليه بتناول وجبتين فقط والذي يتناول وجبتين عليه بالاكتفاء بتناول وجبة واحدة وأنا أعرف أن أناسا من عامة الشعب يكتفون بوجبة واحدة يتناولونها في الساعة الخامسة مساء أنا لا اقصد هؤلاء ولكني أقصد الأغنياء. سيادة الرئيس يجب أن نفعل سياسية الثواب والعقاب فمن يجيد في عمله سيثاب ومن سيهمل سيعاقب ولنستن قوانين سائدة لأن الشعب المصري هو شعب صعب المراس وأنا منهم لذا فهو في حاجة إلي قيادة شجاعة قوية الشكيمة إلي حد ما. سيادة الرئيس نحن سعداء جدا وقلبونا معكم في رحلاتكم لتي قمتم بها خارج مصر والسعادة تغمرنا للاستقبال الحافل لكم في البلاد التي زرتموها ويجب أنه تعلموا سيادة الرئيس أننا شعب صامد .. شعب نحس بقيادتك ونطلب المزيد من المساعدة ويجب أن يعلم الجميع بأن من يطالبون بحقوقهم عليهم في المقابل أن يؤدوا واجباتهم، لذا فعلينا أن نرد لكم الجميل لأنكم تفعلون المستحيل دونما انتظار لرده وكفانا فخرا واعتزازا أن مصر قد بدأت تتعافي وتقف علي قدميها لأنها تقدمت للأمام في ظل قيادتكم الحكيمة. حفظكم الله لنا زخرا ونحن معكم نؤازركم ونعضدكم وكان لفأل وجودكم الحسن ظهور آبار الغاز الطبيعي في بئر شروق في أكبر اكتشاف لحقول الغاز في البحر البيض المتوسط ومن الجائز في العالم ، الخير يكون دائما مع أهل الخير . سيادة الرئيس نحن نعتز بكم الله حافظكم والله معكم والله معنا وإن كان الله معنا فمن علينا ودمتم لنا زخرا قائدنا العظيم د/ عبد العليم محمود استشاري طب وجراحة العيون عضو اتحاد الكتاب